معارف الصحيفة السجادية
٤. الاهتداء بنور حججه وبراهينه.١
٥. الاقتداء بتعاليمه وبيّناته الواضحة.٢
٦. الاهتداء به وعدم التماس الهدى من غيره.٣
٧. كمال تلاوته بعد التأثّر بمعاني آياته، مراعاة حقّه، والتسليم لآياته المحكمة، والإقرار بآياته المتشابهة.٤
٨. الشعور بالرهبة عند تلاوة آياته.٥
التوسّل بالقرآن:
مانتوسّل إلى الله بالقرآن للحصول عليه:
١. حطّ الأوزار الثقيلة من الذنوب والآثام عن ظهورنا.٦
٢. حسن شمائل الأبرار، والالتحاق بالذين يقومون لله آناء الليل وأطراف النهار.٧
٣. الطهارة من كلّ دنس.٨
٢٨٦٤. التقرّب من الذين استضاؤوا بنور القرآن، ولم تغرّهم الحياة الدنيا بمكرها وغرورها، ولم يلهمهم الأمل عن العمل للآخرة.١
٥. المحافظة على حسن وصلاح ظاهرنا إضافة إلى صلاحنا الباطني.٢
٦. منع خطرات الوساوس عن تلويث ضمائرنا وإفساد نوايانا.٣
٧. غسل أدران وأوساخ قلوبنا وما علق بها من المعاصي والآثام.٤
٨. التوحّد إزاء ما افترقنا عليه، واجتماع الكلمة.٥
٩. الارتواء في مواقف يوم القيامة حيث يدبّ الظمأ في القلوب من شدّة الحرّ وقساوة الموقف.٦
١٠. ارتداء ثياب الأمان يوم الفزع الأكبر عند قيامنا من قبورنا للحساب.٧
١١. سدّ فقرنا ورفع احتياجاتنا وإصلاح حالنا.٨
١٢. البركة والسعة والعطاء الممدود في أرزاقنا.٩
١٣. الاجتناب عن الطبائع والخصال المذمومة والأخلاق الدانية.١٠
٢٨٧١٤. الابتعاد عن الوقوع في أودية الكفر، وما يؤدّي إلى النفاق.١
١٥. نيل الرضوان الإلهي الذي ينتهي بنا إلى الجنّة ونعيمها.٢
١٦. الامتناع عن تعدّي حدود الله وارتكاب كلّ ما يوجب سخط الله تعالى.٣
١٧. تسهيل صعوبات سكرات الموت وانتزاع الروح من الجسد.٤
١٨. الرحمة الإلهية عند طول مدّة بقائنا بين أطباق الثرى في قبورنا.
وجعل قبورنا لأرواحنا بعد الفراق من الدنيا دار مريحة وواسعة وخير المنازل.٥
١٩. عدم فضح الله لذنوبنا ومعاصينا يوم القيامة أمام الملأ وعامّة الناس.٦
٢٠. الرحمة الإلهية عند موقفنا الذليل يوم نعرض على الله ونقف بين يديه ليحاسبنا.٧
٢١. ثبات الأقدام لئلا تزل، فنسقط في النار عند اضطراب جسر جهنّم عند الاجتياز منه.٨
٢٢. تنوير ظلمات قبورنا قبل البعث وإبعاد الرعب والوحشة عنها٩
٢٣. النجاة من شدائد أهوال يوم المصيبة العظمى (يوم القيامة).١٠
٢٨٨٢٤. بياض الوجه عندما تسودّ وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة.١
٢٥. غرس محبّتنا في قلوب الآخرين.٢
٢٦. صيانة حياتنا من النكد والشقاء والعسر والتعاسة.٣
القرب من الله
١. إنّ الله يدنو ويتقرّب إلى من يحاول الدنو والتقرّب منه.٤
٢. القرب من الله يؤدّي إلى اكتساب أعظم الفوائد والمنافع، وأبرزها الجنّة.٥
٣. تقرّبنا إلى الله عن طريق ترك الذنوب والمعاصي يوفّقنا إلى الالتحاق بركب الساكنين في جوار الله تعالى.٦
٤. للقرب من الله درجات، والدعاء وسيلة لنيل الدرجات الرفيعة.٧
٥. أكثر ما نحتاج إليه حال ورودنا على الله أن تكون لنا كرامة ومنزلة عنده تعالى، ولهذا ينبغي علينا السعي ـ عن طريق العمل والدعاء ـ لاكتساب هذه المنزلة.٨
٦. ينبغي أن نحذر من الأمور التي تبعدنا عن الله وتقف حاجزاً بيننا وبين نصيبنا من القرب منه، وتمنعنا من الوصول إلى ما نبتغيه منه تعالى.٩
٢٨٩القرض
القرض ـ بصورة عامة ـ يعرّض صاحبه إلى الذلّ والهوان وضعف المكانة الاجتماعية، ويؤدّي إلى تنقيص شأنه وتشويش ذهنه وإرباك نفسه وتشتيت فكره، ويوجب له الهمّ والغمّ والأرق.
ويتطلّب الخلاص من هذا البلاء الالتجاء إلى الله والاستجارة به ليخلّصه من ذلّة القرض في الحياة ومن تبعاته بعد الوفاة، ويوسّع عليه من فضله ويرزقه الكفاف من القوت ما يغنيه عن الناس.١
القضاء والقدر
١. أحصى الله كلّ شيء عدداً، وجعل لكلّ شيء أمداً، وقدّر كلّ شيء تقديراً.٢
٢. إنّ قضاء الله كلّه خير، ولا يقضي الله عزّوجل على عباده إلّا ما فيه الخير والمصلحة لهم.٣
٣. لا يتحقّق شيء في العالم إلّا في ظل القضاء والقدر الإلهي، وقد قضى الله أن لا يقهر العباد على تنفيذ أوامره، ولا يجبرهم على فعل ما يريد، بل تركهم مختارين ليتحمّل كلّ واحد منهم مسؤولية أفعاله ونتيجة أعماله.
وإذا كان لله تعالى قضاء محتوم في شؤون العباد، فلا يستطيع أحد تجاوز هذا
٢٩٠المحتوم من القضاء الإلهي.١
القضاء والقدر المحتوم:
١. إذا قضى الله سبحانه وتعالى قضاءً حتماً فإنّه لابدّ وأن يقع؛ لأنّ وقوع هكذا قضاء حتمي وجزمي.٢
٢. ينبغي أن يكون يقيننا بتحقّق قضاء الله وقدره الحتمي حقّ اليقين؛ ليمكننا حصد أفضل الثمار الإيجابية من هذا اليقين.٣
القضاء والقدر غير المحتوم:
١. يكتب الله قضاءه وقدره غير المحتوم في اللوح المحفوظ، وبما أنّنا قادرون بأعمالنا ودعائنا على تغيير هذا القضاء والقدر، فلهذا علينا التوسّل بالدعاء والسؤال من الله ليثبت كلّ خير كتبه لنا، ويمحو كلّ شرّ كتبه ليصيبنا ﴿يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: ٣٩) ٤
٢. يؤثّر دعاؤنا في تحديد ما يقدّره الله ويقضيه بالنسبة إلينا.٥
الرضا بقضاء الله وقدره:
١. ينبغي علينا الرضا بقضاء الله وقدره سواء كان ذلك موافقاً أو مخالفاً
٢٩١لمصالحنا.١
٢. لابدّ من الرضا بقضاء الله وقدره؛ لأنّه تعالى لا يحكم إلّا بالعدل، بل يتعامل الله مع العباد وفق تعامل قائم على الإحسان والتفضّل.٢
٣. ينبغي علينا الرضا بقضاء الله وقدره، بل علينا تجاوز حدّ الرضا وبلوغ مرتبة محبّة ما رضيه الله لنا، وتقبّل ما ابتلانا به بسهولة.٣
٤. أفعال الله كلّها حسنة، ومنها قضاء الله وقدره، ولهذا يجب علينا حمد الله وثنائه إزاء ما يقضيه ويقدّره لنا.٤
٥. إذا شعرنا بأنّ الرضا بقضاء الله وقدره أمر صعب، فالحل هو السؤال من الله ليحبّب إلينا ما نكره من قضائه، ويسهّل علينا ما نستصعب من حكمه، وأن يلهمنا الانقياد لما أورد علينا من مشيّته حتّى لا نحبّ تأخير ما عجّل ولا تعجيل ما أخّر، ولا نكره ما أحبّ ولا نتخيّر ما كره.٥
٦. نستصعب ـ بعض الأحيان ـ الالتزام بواجبنا في خصوص الرضا بقضاء الله وقدره، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المجال الاستعانة بالله ليساعدنا في الالتزام بهذا الواجب.٦
٢٩٢٧. نحتاج من أجل الرضا بقضاء الله وقدره إلى التسديد الإلهي ليطيّب الله بقضائه أنفسنا، ويوسّع بمواقع حكمته صدورنا، ويهب لنا الثقة لنقرّ معها بأنّ قضاءه لم يتضمّن إلّا الخير لنا.١
٨. إنّ «العطاء» و«الحرمان» الإلهي خلال تعامله معنا لا يكون إلّا على ضوء الحكمة والمصلحة، وينبغي علينا أن نشكر الله بكلّ ما يقضي علينا ويقدّر.
ولكن بما أنّ «الحرمان» مخالف لأنفسنا، و«العطاء» موافق لها، فلهذا ينبغي أن يكون شكرنا إزاء «الحرمان» أكثر من شكرنا إزاء «العطاء».٢
٩. ينبغي علينا القناعة بتقدير الله والرضا بحصّتنا فيما قسّم الله لنا.٣
١٠. لا يستطيع أحد فيما لو كره قضاء الله وقدره الحتمي أن يغيّر من هذا القضاء والقدر شيئاً أبداً.٤
القلب
طهارة القلب:
ينبغي أن يطهّر الإنسان قلبه بطاعة الله من الأدران والشوائب ليصل مرحلة:
١. تكون محبّته في امتداد محبّة الله، فلا يحبّ شيئاً يسخط عنه الله عزّ وجل.
٢٩٣٢. يكون سخطه في امتداد سخط الله، فلا يسخط عن شيء يحبّه الله.١
سلامة القلب:
تكمن سلامة القلب في ذكر عظمة الله عزّ وجل.٢
القلب وخشية الله:
من حالات
القلب المطلوبة أن يتلبّس بمخافة الله والحذر من بأسه
وعقوبته.٣
انشراح القلب:
يستقبل القلب الإرشادات الدينية بمقدار انشراحه، وكلّما يكون القلب أكثر انشراحاً فسيكون أكثر استعداداً لتقبّل الهداية.٤
الميول القلبية:
ميل قلب الإنسان إلى فئة معيّنة تؤدّي إلى تأثّره بهم والتفاعل مع شخصيتهم، ولهذا ينبغي أن نحاول دائماً أن نوفّر لأنفسنا الأرضية التي تدفع ميول قلوبنا نحو الصلحاء والأخيار ولاسيّما الخاشعين لله.٥
٢٩٤القلب والنعم:
كثرة النعم تفتن القلب وتدفعه نحو اللهو والغفلة.١
صفات قلب المؤمن:
ينبغي أن يكون قلب المؤمن في أيام حياته كلّها متّصفاً بالأمور التالية:
١. ممتلئ بحبّ الله فقط وحبّ ما يكون في امتداد حبّ الله.
٢. منشغل بذكر الله.
٣. مرتفع الدرجات نتيجة تلبّسه بحالة الخوف والوجل من الله.
٤. مكتسب للقوّة عن طريق الرغبة إلى الله.
٥. مائل إلى طاعة الله والالتزام بأوامر الله ونواهيه.
٦. سائر في أحبّ السبل إلى الله.
٧. راغب للتوسّع في نيل ما عند الله.٢
٨. الوثوق بما عند الله.٣
القمر
القمر آية من آيات الله، والتأمّل فيه يكون من أجل استلهام المعاني التي تمتّن علاقتنا بالله تعالى.
٢٩٥ومن آيات القمر أنّه يضـيء ـ بإذن الله ـ الأماكن المظلمة، وينشـر ضوءه في الأفق ليزيل الإبهام عمّا لا يُبصر، ويمنحه الوضوح ليمكن رؤيته بالعين.
كما جعل الله القمر آية من آيات ملكه، وعلامة من علامات سلطانه، واستعمله بالزيادة والنقصان والطلوع والأفول والإنارة والخسوف.
والقمر في جميع هذه الأحوال مطيع لله ومسرع لتنفيذ إرادته تعالى.
وسبحان الله ما أعجب ما دبّر في أمر القمر وألطف ما صنع في شأنه.١
خصائص القمر:
١. مخلوق مطيع لله تعالى في سيره وحركته وكماله ونقصان ضيائه.٢
٢. دائب سريع متردّد في المنازل المعيّنة المقدّرة له والمتحرّك في المدار المرسوم له.٣
٣. يؤثّر في الفلك بحسب ما أودع الله فيه من نظام وترتيب.٤
٤. جعله الله مفتاح كلّ شهر جديد، بحيث يكون ظهوره دليلاً على ابتداء الشهر.٥
٥. جعل الله في دخوله ابتداءً لتحقّق أمور حادثة لا يعلمها إلّا الله تعالى،
٢٩٦ وهذه الأمور قد تكون خير وقد تكون شرّ.ولهذا يجدر بنا أن نسأل الله، وهو ربّنا وربّ القمر، وخالقنا وخالق القمر، ومقدّرنا ومقدّر القمر، ومصوّرنا ومصوّر القمر، أن يجعل القمر عند ظهوره هلالاً مقروناً بخير وبركة لا تمحقها ولا تزيلها ولا تنقصها الأيام مهما كانت صعبة.
وأن يجعله هلال طاهرة بحيث تكون حياتنا في ظلّ ضيائه عامرة في طاعة الله ورضوانه، وليس فيها من المعاصي والآثام ما يدنّسها أو يُذهب بصفائها، ونسأل الله أن يجعله هلالاً مقروناً بالأمن من الآفات والسلامة من السيّئات١، وأن يجعله «هلال سعد لا نحوسة فيه، ويُمن لانكد معه، ويسـر لا يمازجه عسـر، وخير لا يشوبه شرّ، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان وسلامة وإسلام.٢
كما ينبغي أن نكون حين طلوع الهلال أرضى الناس بقضاء الله وقدره، وأزكاهم وأكثرهم تعبّداً لله تعالى.٣
قول الحقّ
من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان الصالح والمتّقي عدم الاهتمام بكثرة
٢٩٧ الناس أو قلّتهم أمام بيان كلمة الحقّ.١قول الله
١. إنّ القول الإلهي متّصف بالحكمة والتنزيه عن كلّ نقص.٢
٢. كلمات الله مصانة من أيّ تغيير وتبديل.٣
٣. كلمات الله لا تنفد.٤
القیامة
فلاح الإنسان يوم القيامة أن يكون من أصحاب اليمين وفوج الفائزين.٥
حشر العباد يوم القيامة:
عند النشور للجزاء يحشـر البعض وموقفهم مع أولياء الله وأحبّائه، ويحشـر آخرون وموقفهم دون ذلك.
ويكون مسكن الطائفة الأولى في جوار الله، ويكون مسكن الطائفة الثانية بعيداً عن الله.٦
٢٩٨الشهادة يوم القيامة:
١. كلّ المخلوقات الإلهية التي تحيطنا كالسماء والأرض والملائكة وغيرها من المخلوقات محيطة بأفعالنا وأقوالنا وسرائرنا، وستنطق يوم القيامة بإذن الله وتشهد علينا بكلّ صغيرة وكبيرة صدرت منّا.١
٢. الأيام والليالي تشهد في يوم القيامة بكلّ ما قام فيها العبد من صغيرة أو كبيرة في صعيد الطاعة أو المعصية.٢
من مواقف يوم القيامة:
١. إحدى مواقف يوم القيامة أنّه تعالى يناقشنا إزاء ما فعلناه ويحاسبنا إزاء سلوكنا وتصرّفاتنا.
وهذا الموقف من المواقف الشديدة التي ينبغي أن نسأل الله أن يعفينا عنها، ويسامحنا من الوقوف في هذا الموقف.٣
٢. إحدى مواقف يوم القيامة أنّه تعالى يعاقبنا إزاء ذنوبنا عن طريق الحطّ من شأننا وإسقاط منزلتنا من خلال كشف الستر عنّا أمام أعين الملأ وإظهار ما كتمناه وأخفيناه.٤
٢٩٩الكبر
سلبية الكبر:
ينبغي علينا الاجتناب من الكبر؛ لأنّ هذه الرذيلة تملي علينا النظر إلى أنفسنا بمعيار العظمة وتوحي لنا اعتبار أنفسنا أفضل من الآخرين، وهذا ما لا يرتضيه الله لعباده، فلهذا يجب علينا توخّ الحذر لعدم الابتلاء بهذه الرذيلة.١
الابتعاد عن الكبر:
إحدى طرق الابتعاد عن الكبر أن نطلب من الله أن لا يرفعنا في الناس درجة إلّا أنزلنا مثلها عند أنفسنا، وأن لا يحدث لنا عزّاً ظاهراً إلّا أحدث بقدره ذلّة باطنة عند أنفسنا.٢
كرم الله
١. إنّ الله جواد، ويتّصف جوده بمنتهى العطاء والإحسان والكرم.٣
٢. إنّ الله في منتهى الكرم بحيث تتحقّق آمال وأمنيات العباد دون أن تصل إلى نهاية الجود الإلهي، وتمتلىء أوعية طلبات العباد بفيض الجود الإلهي دون أن يقلّ في خزائن العطاء الإلهي قيد أنملة.٤
٣٠٠٣. إنّ الكرم الإلهي هو الذي يقتضي اهتمام الباري تعالى بإصلاح أمورنا، وإبعادنا عن الأمور السلبية.١
٤. فتح الله أبواب فضله لجميع الراغبين، وأباح جوده وكرمه وعطاءه لجميع السائلين.٢
٥. بسط الله يده بالخيرات، وكرمه تعالى عام للجميع، وخيراته منتشـرة للمستحق وغير المستحق.٣
٦. إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق الاتّكال على جوده وكرمه.٤
٧. إنّ الله كريم؛ إن سأله العباد أعطاهم، وإن لم يسألوه ابتدأهم بالعطاء من دون طلب أو استحقاق، ولا يوصف الله بالبخل أبداً.٥
٨. يجود الله على من لا يستحقون الجود، ولو شاء أن يمنعهم من عطائه لمنعهم، لكنّه تعالى يتفضّل عليهم ويرزقهم من دون استحقاقهم لذلك.٦
٩. إنّنا نتوسّل إلى الله دائماً ليتفضّل علينا بعطائه وكرمه وسخائه، وذريعتنا في هذا المجال أنّه تعالى لا تنقص خزائنه كثرة العطاء والكرم والسخط.٧
٣٠١١٠. لا يندم الله إزاء عطائه وكرمه أبداً؛ لأنّه تعالى لا يبتغي من عطائه أيّ عوض، ليندم إذا لم يحصل على ذلك العوض.١
١١. الإحسان الإلهي أفضل دليل على أنّه تعالى واسع كريم.٢
١٢. إنّ الله كريم، ولهذا لا يكافئ عبده ما يساوي عمله، بل يعطي بالحسنة عشر أمثالها، ويعطي بالشكر زيادة، ويعطي إزاء القليل الكثير.٣
الكيد والمكر الإلهي
١. يتعامل الله معاملة أهل الكيد والمكر مع من يستحقون ذلك، وعلينا التحرّز لئلا نكون ممن يكيد الله عليهم ويمكر بهم، بل ينبغي أن نكون ممن ينصـرنا الله ويكيد ويمكر لنا ضدّ أعدائنا.٤
٢. يتعامل البعض مع التعاليم الإلهية من منطلق المكر فيخدعون بذلك أنفسهم، وهذا ما يجعل الباري عزّوجل أن يمكر بهم ويتركهم في طغيانهم يعمهون.٥
اللسان
صيانة اللسان:
ما يلزم إبعاد اللسان منه:
٣٠٢١. استعمال ألفاظ الفحش. ٢. الإكثار من الكلام فيما لا ينبغي.
٣. شتم أعراض الناس. ٤. الشهادة بالباطل.
٥. اغتياب المؤمنين. ٦. سبّ المؤمنين.١
استخدام اللسان:
ما يلزم الإكثار من استخدام اللسان فيه:
١. النطق بالحمد لله. ٢. الثناء على الله.
٣. تمجيد وتقديس الله. ٤. شكر نعم الله.
٥. الاعتراف بإحسان الله. ٦. إحصاء منن الله.٢
٧. النطق بالهدى.٣
٨. النطق بحمد الله وشكره وذكره والثناء عليه.٤
اللطف الإلهي
١. إنّ الله في منتهى اللطف والرأفة.٥
٢. إنّ لله تعالى ألطافاً ورحمة عامة تشمل جميع العباد، وله تعالى ألطاف ورحمة
٣٠٣خاصة يحصل عليها البعض دون البعض، ومن سبل الحصول عليها هو «الدعاء».١
٣. إنّ لله لطفاً وعناية خاصة للصالحين.٢
الليل والنهار
١. إنّ الله خلق الليل والنهار بقوَّته، وميّز بينهما بقدرته، وجعل لكلّ واحد منهما حدّاً محدوداً وأمداً ممدوداً، يولج كلّ واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه».٣
٢. يشقّ الله ظلمة الليل ويخرج منها ضياء النهار، فيأتي الفجر معلناً عن بدء يوم جديد لنتوجّه إلى طلب الرزق وفق نظام الأسباب الذي أرشدنا الله إليه.٤
٣. جعل الله تعاقب الليل والنهار ليستفيد منهما الإنسان لتوفير غذائه ومستلزماته الحياتية.٥
فائدة النهار:
١. جعل الله النهار مضيئاً ليكون هذا الضوء وسيلة يبصـر بها الإنسان ما
٣٠٤ حوله فيكون أقدر على صيانة نفسه من الآفات والأضرار المتوجّهة إليه، والاحتراز من الوقوع في الشرور التي قد يقع فيها ليلاً نتيجة عدم رؤيتها في الظلام.١٢. يتوجّه فيه الإنسان عن طريق التمسّك بالأسباب التي أودعها الله في الحياة لطلب الرزق الإلهي والعمل في سبيل الله ونيل المكاسب الدنيوية والأخروية.٢
فائدة الليل:
خلق الله الليل ليلتجئ فيه الإنسان إلى السكون والاستقرار، وليدفع عن نفسه التعب الحاصل من الجهود التي بذلها خلال النهار، ليحصل في ظلّ هدوء الليل عن طريق الاستراحة والاستمتاع والنوم على المزيد من الحيوية والنشاط والقوّة.٣
المال
تقييم الآخرين على ضوء المال:
لا يعدّ «المال» وسيلة لتقييم الآخرين، ومن الخطأ:
٣٠٥أن نعتبر «الفقر» خسّة وذلّة.
وأن نعتبر «الغنى» شرف وعزّة.
بل الشريف من شرّفته طاعة الله، والعزيز من أعزّته عبادة الله.١
الاستخدام الخاطئ للمال:
يُستخدم المال بصورة خاطئة، من قبيل: الإسراف، التبذير، البخل والإفراط في جمعه.
ويُستخدم المال بصورة صحيحة، من قبيل: العطاء، الكرم، الاقتصاد والانفاق في سبيل الله.
وعلينا الدعاء من الله ليلهمنا بفضله حسن التقدير، ويمنعنا بلطفه عن التبذير، ويجعل رزقنا من الطريق الحلال، ويجعل ما ننفقه محصوراً في وجه الخير.٢
الدعاء لطلب المال:
المال والثروة وسيلة يمكن استخدامها للخير، ولهذا يحقّ لنا الدعاء من الله ليرزقنا الكثير من المال والثروة.٣
الاختبار الإلهي للعباد بالمال:
يختبر الله العباد بالمال ليرى هل يدفعهم ذلك إلى الغرور أو العجب أو الظلم
٣٠٦ أو الطغيان.وهذا ما يحتّم علينا ـ إضافة إلى بذل المساعي في ساحة تهذيب النفس ـ الدعاء من الله ليبعد عنّا من المال ما يوجب لنا التلبّس بهذه الرذائل.١
الاقتصاد في المعيشة:
يحتاج الإنسان في حياته إلى مراعاة الاقتصاد في أموره المعاشية، والالتزام بحالة الاعتدال، والاجتناب من حالة الإفراط والتفريط في صرفه للمال.٢
مالكية الله
نماذج من ممتلكات الله:
١. السماء وما فيها من كائنات:
ألف. ساكنة، كالنجوم الثابتة. ب. متحرّكة، كالكواكب السيّارة.
ج. مقيمة، كالملائكة المقيمين في أماكنهم.
د. غير مقيمة، كالملائكة غير المقيمين، لاستلزام نزولهم بين الحين والآخر إلى الأرض.
٢. الأرض وما فيها من كائنات:
ألف. ساكنة، كالجبال والأحجار. ب. متحرّكة، كالحيوانات والحشرات.
ج. مقيمة، كالأشجار والكائنات الحيّة المتواجدة في مكان واحد.
د. غير مقيمة، كالمياة الجارية والكائنات الحيّة المهاجرة بين الحين والآخر.
٣٠٧٣. الجو والفضاء بين السماء والأرض، وما فيه من الأمور المعروفة والواضحة كالسحاب، وما فيه من أمور مخفية ومستترة.
٤. تحت الثرى وما في جوف الأرض من أمور مختبئة ومستترة علينا.
وكلّ ممتلكات الله خاضعة لسلطانه تعالى وهيمنته ومشيئته وإذنه وتدبيره وقضائه وقدره.١
محبّة الله
١. ينبغي أن تكون رغبتنا إلى الله فوق رغبة الراغبين.٢
٢. يستطيع الإنسان أن يحصل على محبّة الله والشوق إليه عن طريق الدعاء والسؤال منه تعالى ليهب له ذلك.٣
٣. يستصعب الإنسان ـ بعض الأحيان ـ صرف حبّه وشوقه نحو الله على الرغم من بذله المساعي في هذا الصعيد، فيكون موقفه الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليجعل هواه متوجّهاً إليه تعالى لا لشيء آخر.٤
مساعدة الآخرين
١. إنّ الله يحب لنا أن نكون سبباً لإيصال الخير والإحسان للآخرين.٥
٣٠٨٢. ينبغي علينا أن لا نفسد عطاءنا للآخرين بالمنّ عليهم، ومثال ذلك: أن نعيّرهم بما تفضّلنا عليهم أو نذكّرهم بصورة مزعجة ومتكرّرة بما أحسنّا عليهم.١
المطر
الغيوم المباركة:
إنّ الغيوم المحمّلة بالغيث والتي يسوقها الله لتنشر أمطارها الغزيرة على نباتات الأرض في جميع النواحي مظهر من مظاهر الرحمة الإلهية؛ لأنّها تمدّ الخلائق بالحياة وتصونهم من الجدب والقحط.٢
إحياء الأرض بالمطر:
إحياء الأرض نتيجة هطول الأمطار وبلوغ النباتات مرحلة البهجة والنضارة ونضج الثمار مظهر من مظاهر نعم الله على عباده.٣
دور الملائكة في هطول الأمطار:
يحضر الملائكة الكرام هطول الأمطار على الأرض؛ لأنّهم موكّلون من قبل الله في إنزال المطر من السحاب إلى الأرض.٤
٣٠٩الرعد والبرق:
الرعد والبرق آيتان من آيات الله، وعونان من أعوان الله، يتسارعان إلى طاعته تعالى برحمة نافعة أو نقمة ضارّة.١
مطر الخير ومطر السوء:
ينقسم المطر إلى مطر خير ورحمة ومطر سوء ونقمة.
وعلينا أن نسأل الله ليرسل علينا مطر الرحمة ويقينا من مطر النقمة.
وأن يجعل مطر السوء للمشركين والملحدين.٢
الأمطار النافعة والضارة:
من الأمطار ما هو نافع ومنها ما هو ضار، ونحن ندعو الله أن يمنّ علينا دائماً بالأمطار النافعة التي تكون وافرة ودائمية وواسعة السيلان والتدفّق والانهمار وعظيمة القطر، بحيث:
١. يحيي الله بها ما مات.
٢. يردّ بها ما فات.
٣. يخرج بها ما آت.
٣١٠٤. يوسّع بها الأقوات.١
الدعاء لطلب المطر:
١. نسأل الله أن لا يجعل نزول الأمطار سبباً لإيذائنا أو حرماننا من خيرها وبركاتها أو سبباً في إفساد زرعنا والإضرار بثمارها.٢
٢. عندما تعاني مناطقنا من الجدب بسبب انقطاع المطر، فسيكون اندفاعنا لطلب المطر من الله أكثر.٣
٣. عندما نعاني من قلّة المطر، فإنّنا سنعيش حالة الاستياء والغضب، وقد يشغلنا هذا الحرمان بطلب الرزق من غير الله، ولهذا ندعو الله أن يرزقنا المطر ليخرج وحر صدورنا برزقه هذا ولا يشغلنا عنه بغيره.٤
ونسأل الله أن تأتينا هذه الأمطار عبر سحب متراكمة ومقرونة بالرعد والبرق، وأن تكون هذه الأمطار هنيئة ولا يتبعها تعب أو نصب، ولا تكون كثيرة تبلغ حدّ الإفراط أو قليلة تبلغ حدّ التفريط، بل تكون متعادلة ذات عواقب حسنة ومحمودة.
وتكون هذه السحب نافعة للعشب والنبات، ومؤدّية إلى خصوبة الأراضي
٣١١ بحيث تنعش النباتات المتنكسة نتيجة العطش وتجبر النباتات الذابلة والمنكسرة.١ثُمّ تجري مياه هذه السحب على الأرض، وتخلق روابي صغيرة صالحة للزراعة ولرعي الأغنام، وتملأ الآبار العميقة، وتملأ الأنهار فيتدفّق منها الماء نتيجة كثرة الأمطار، فيؤدّي ذلك إلى ازدهار الأشجار وانخفاض الأسعار في جميع الأقطار والبلدان، فيتبعه الانتعاش للبهائم والخلق، ويتبعه سدّ فقرهم وزوال احتياجاتهم، ويتّسع نطاق انتفاعهم من طيّبات الرزق، فينمو الزرع ويكثر اللبن في الضروع، فيزيدنا ذلك قوّة إلى قوّتنا.٢
المطر والرياح:
إنّ من الرياح المقارنة لنزول الأمطار ما هو نافع، ومنها ما هو ضار.
وعلينا أن نسأل الله أن يقينا من الرياح شديدة الحرّ ومن الرياح شديدة البرد والمشؤومة.٣
٣١٢المعاد
إلى الله المصير.١
الدنيا مزرعة الآخرة:
الهدف الأساسي الذي ينبغي أن نبتغيه في حياتنا هو الفوز في المعاد ونيل السلامة عند مراقبة أعمالنا من قبل الكرام الكاتبين.٢
الحساب الدقيق في المعاد:
لا تخفى على الله خافية في الأرض ولا في السماء إلّا أتى بها يوم القيامة، وكفى بالله جازياً وكفى به حسيباً.٣
أهوال المعاد:
إنّ للمعاد أهوالاً وعقبات كؤود، ولهذا علينا السؤال والتضرّع من الله ليهب لنا أمن هذا اليوم العسير.٤
موقفنا الصحيح من المعاد:
١. ينبغي أن نعيش في خصوص المعاد بين حالتي الخوف والرجاء، الخوف
٣١٣من الوقوف بين يد الله للحساب والشوق إلى لقاء الله والقرب منه.١
٢. ينبغي الهيبة من وعيد الله والحذر من إنذاره.٢
الانتصاف في القيامة:
إنّ الطريقة في الحساب الإلهي للمظالم بين العباد في يوم القيامة عبارة عن:
أخذ حسنات الظالم وإضافتها إلى حسنات المظلوم.
أو أخذ سيّئات المظلوم وإضافتها إلى سيّئات الظالم.٣
الهالكون يوم القيامة:
١. المستخفّين بما أوعد الله.
٢. المتعرّضين لمقت الله.
٣. المنحرفين عن سبيل الله.٤
معرفة الله
١. إنّ الله يعرّف نفسه للعباد.٥
٣١٤٢. لا يستطيع العقل أن يمثّل الله ويصوّره بحيث يكون الله موجوداً في الواقع الخارجي بتلك الصورة.١
٣. الأوهام قاصرة عن تصوّر ذات الله.
والعقول عاجزة عن إدراك كيفية الله.
والأبصار غير قادرة على معرفة مكان الله.٢
العمل بربوبية الله:
١. يفتح الله لعباده بعض أبواب العلم بربوبيته.٣
٢. الإخلاص لله في توحيده يدلّ الإنسان على ربوبية الله تعالى.٤
مكارم الأخلاق
كمال التحلّي بمكارم الأخلاق دوام طاعة الله ولزوم الجماعة المتّبعة للحقّ، ورفض أهل البدع وأصحاب الآراء المستحدثة المخالفة للدين والشرع المبين.٥
حلية الصالحين وزينة المتّقين:
بسط العدل، كظم الغيظ، إخماد العداوة، لمّ الشمل، الشفقة، إصلاح ذات
٣١٥ البين، نشـر المعروف، إخفاء العيوب، سلاسة الطبع، التواضع وحسن السلوك والسيرة، الوقار والرزانة، طيب المعاشرة، السبق إلى الفضيلة، الإيثار والتضحية، ترك تعيير الآخرين، التفضّل والإحسان ابتداءً.١الملائكة
خصائص الملائكة:
١. ﴿لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (التحريم: ٦) ٢
٢. لا يملّون من الاستمرار في تنفيذ جميع ما يناط بهم من واجبات، ولا يصيبهم في أداء وظائفهم الوهن والتعب الشديد والتوقّف بعد النشاط والمثابرة.٣
٣. لا تشغلهم عن تسبيح الله الشهوات.٤
٤. لا يمنعهم عن تعظيم الله السهو أو النسيان أو الغفلة.٥
٣١٦٥. رؤوسهم دائماً مطأطأة، وأبصارهم خاشعة إجلالاً لعظمة الله عزّوجل، ولا يرفعون طرفهم أبداً، ولا يصدون النظر إلى الله قط.١
٦. يعيشون دائماً حالة الرغبة في اكتساب نعم الله عزّوجل.٢
٧. يعيشون دائماً حالة الولع والتلهّف إلى ذكر نعم الله تعالى.٣
٨. يعيشون دائماً حالة التواضع إزاء عظمة الله وجلال كبريائه.٤
٩. عندما ينظرون إلى جهنّم تزفر على أهل المعاصي وتحيطهم بلهيبها الذي لا يطاق، يقولون: «سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك».٥
١٠. أغناهم الله عن الطعام والشراب، وجعل لهم البديل عن ذلك تقديسهم له تعالى، فاكتفوا بذلك عن الأكل والشرب.٦
مسكن الملائكة:
أسكن الله الملائكة في مختلف أنحاء الكون، منها:
١. السماوات.٧ ٢. بطون أطباق السماوات.٨
٣. أطراف السماوات، وذلك حين نزول الأمر بقيام الساعة.٩
٣١٧٤. الهواء. ٥. الأرض.
٦. الماء١ ٧. العوالم الأخرى.٢
أصناف الملائكة:
١. الملائكة الروحانيين.٣
٢. أهل الزلفة عند الله.٤
٣. حمّال الغيب إلى رسل الله.٥
٤. المؤتمنون على وحي الله.٦
٥. قبائل الملائكة.
الملائكة على شكل مجموعات، اختارهم الله لنفسه، وخصّص لكلّ مجموعة وظيفة معيّنة.٧
٦. خزّان المطر.
يتولّى هؤلاء حفظ وتعاهد مياه الأمطار.٨
زواجر السحاب.
٣١٨يسوق هؤلاء الملائكة السحاب من مكان إلى آخر، ويمنعون تشتّت بعضها من غير أمر الله، ويظهر هذا السوق على شكل صوت دوي السحاب عند مسيره في السماء، وعلى شكل صوت الرعد والصواعق ذات الشرارة الحارقة.١
٧. مشيّعي الثلج والبرد والمطر.
وظيفة هؤلاء الملائكة الهبوط مع الثلج والبرد والمطر إذا نزل.٢
٨. القوَّام على خزائن الرياح.
مهمّة هؤلاء الملائكة أنّهم قيّمون على مصادر وموارد الرياح وموكّلون بها.٣
٩. الموكّلون بالجبال.
يقوم هؤلاء الملائكة بتثبيت الجبال في مواضعها، والحفاظ على تماسكها لئلا تزول.٤
١٠. المحصون.
مهمّة هؤلاء عملية العدّ والإحصاء، وقد عرّفهم الله ـ على سبيل المثال ـ وزن المياه بالمثاقيل، وكيل ما تحويه الأمطار الغزيرة المتلاطمة والمتراكمة.٥
١١. رسل البلاء والرخاء.
وظيفة هؤلاء الملائكة أنّهم يهبطون من السماء إلى أهل الأرض بمكروه ما
٣١٩ينزل من البلاء ومحبوب الرخاء.١
١٢. «السفرة الكرام البررة». [دعاء ٣].
وهم الملائكة الموكّلون بالسفر، أي: الكتاب الذي تدوّن فيه أعمال العبد.
١٣. «الحفظة الكرام الكاتبين». [دعاء ٣]
وهم الملائكة الذين يكتبون أعمال الإنسان في صحيفة أعماله.
تنبيه: إنّ الطاعات والأعمال الحسنة التي نقوم بها تسرّ هؤلاء الملائكة، وترفع رؤوسنا عندهم.
وإنّ المعاصي والأعمال السيّئة التي نرتكبها تسـيء هؤلاء الملائكة، وتخزينا عندهم.٢
١٤. «ملك الموت وأعوانه». [دعاء ٣]
مهمّة هؤلاء الملائكة انتزاع الروح من جسد الإنسان عند بلوغ أجله.
١٥. «منكر ونكير». [دعاء ٣]
ملكان يقصدان روح الميّت ليلة دفنه ليسألاه عن معتقداته وأصول دينه.
١٦. «رومان فتّان القبور». [دعاء]
ملك يأتي قبل منكر ونكير على الميت في قبره فيسأله عن حسناته وسيّئاته.
١٧. «الطائفين بالبيت المعمور». [دعاء ٣]
٣٢٠والبيت المعمور واقع في السماء بحيال الكعبة، تعمره الملائكة بالطواف مثل الكعبة.
١٨. «مالك والخزنة». [دعاء ٣]
مالك مَلَك موكّل على ملائكة الجحيم في تنفيذ أمر الله بعقوبة أعدائه، والخزنة (خزنة جهنّم) ملائكة متولّون أمر جهنّم وما أعدّ فيها من وسائل العذاب للمجرمين والعتاة.
١٩. «رضوان وسدنة الجنان». [دعاء ٣]
رضوان مَلَك متولّي رئاسة خدم الجنّة، وسدنة الجنّة هم خدمتها.
وهؤلاء الملائكة هم الذين يستقبلون أهل الجنّة، ويقولون لهم: ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ (الرعد: ٢٤)
٢٠. الزبانية.
وهم ملائكة العذاب في جهنّم (الزبن هو الدفع، فكأنّ صفة الزبانية هي العنف والشدّة بلا رحمة).
وهؤلاء الملائكة هم الذين إذا قيل لهم: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ [أي: شدّوه في الأغلال]* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ [أي: أدخلوه]﴾ (الحاقة: ٣١) ، عاجلوه مسرعين ولم يمهلوه.١
تنبية: أصناف الملائكة كثيرة جدّاً، وتوجد أصناف لا يعلمهم إلّا الله تعالى.٢
٣٢١أبرز الملائكة:
جبرئيل: ملك من ملائكة الله المقرّبين، وهو الموكّل بإبلاغ الرسالات الإلهية، والأمين على وحي الله، وهو المطاع في أهل السماوات، وصاحب المكانة والمنزلة الرفيعة عند الله عزّوجل.١
الروح: مَلَك متولّي الإشراف بأمر الله على ملائكة الحُجُب.٢
ميكائيل: مَلَك له جاه وشرف عظيم ومكانة رفيعة عند الله نتيجة التزامه لطاعته لله عزّوجل.٣
إسرافيل: مَلَك موكّل من قبل الله بإعلان وقت القيامة، وله صور، أي: بوق كبير، فإذا أذن الله عزّوجل له أن يعلن يوم القيامة نفخ في صوره، فيقوم أهل القبور من مضاجعهم ويبعثون للحساب.٤
الملائكة في يوم القيامة:
إنّ للملائكة يوم القيامة ولا سيّما عندما تأتي كلّ نفس معها سائق٥ وشهيد٦ دوراً مهماً يفرض علينا ادّخار ما ينفعنا لذلك الموقف، ومن هذه
٣٢٢الإعدادات أن نطلب من الله في حياتنا أن يصلّي على الملائكة في ذلك الموقف.١
أثر صلواتنا على الملائكة:
١. «تزيدهم كرامة على كرامتهم». [دعاء ٣]
٢. تزيدهم «طهارة على طهارتهم». [دعاء ٣]، أي: تزيدهم نزاهة عن المعاصي والذنوب.
مُلك الله
خصائص مُلك الله:
١. لا تنتهي مدّة مُلك الله.٢
٢. إنّ لملك الله علواً يعجز العباد عن إدراك نهايته؛ لأنّه تعالى صاحب الملك اللامتناهي، بل يعجز العباد حتّى عن وصف أقل ما انفرد الله بملكه.٣
الموت
كلّ نفس ذائقة الموت:
قضى الله على جميع خلقه بالموت، سواء كان هؤلاء من الموحّدين أم كانوا من الكافرين، وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ). [العنكبوت ٥٧]٤
٣٢٣الأجل:
يحدّد الله لكلّ إنسان في حياته وقتاً معيّناً لأجله ومنتهى عمره.١
دنو الأجل:
يدنو الإنسان إلى أجله بمقدار المدّة الزمنية التي يجتازها في الحياة الدنيا، فانقضاء يوم واحد في حياة الإنسان يعني دنوه بمقدار يوم واحد من أجله المحدّد له.٢
الموت مرحلة انتقالية:
الموت مرحلة انتقالية من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة.
والزاد الوحيد الذي ينفعنا بعد الموت هو العمل الصالح، وبه يكون الموت لنا أمراً نستأنس به ونشتاق إليه ونحب الدنو منه، ونكون سعداء عند لقائه، وبهذا نأمل أن يكون لنا الموت باباً من أبواب المغفرة الإلهية ومفتاحاً من مفاتيح رحمته تعالى.٣
سكرات الموت:
نواجه عند الموت صعوبات سكرات الموت وآلام سوق الروح وانتزاعها من
٣٢٤أبداننا وشدّة أنفاسنا التي تعلو وتهبط إذا بلغت الروح إلى عظام صدورنا، فنلتمس العافية فلا نجدها، وملك الموت القادم من عالم الغيب يقوم بانتزاع روحنا، فنشعر من أعماق وجودنا بالوحدة والغربة والوحشة، فنتجرّع كأس الموت الذي لا يستسيغه من ذاقه أبداً، فتتقطع أمعاؤنا وينتهى أمر حياتنا الدنيوية، وننطلق نحو الآخرة، ونغدو رهينة أعمالنا، وتكون القبور مأوانا ومستقرنا ودار إقامتنا إلى يوم القيامة.١
ذكر الموت:
ذكر الموت يقصّر الأمل.٢
كراهة الموت:
كراهة الموت لا تؤدّي إلى طول العمر.٣
البشرى الإلهية للمؤمنين عند الموت:
إنّ (الَّذِينَ
آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْـرَى
فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)[ يونس:
٦٣ ـ ٦٤]، تأتيهم البشرى في الدنيا قبل الآخرة بأنّهم في أمان من سخط الله وغضبه.