- ١٣المقدّمة
- ١٥إحسان الله
- ١٧الإخلاص
- ١٨إرادة الله ومشيئته
- ١٩الاستجارة بالله
- ٢٠الاستخارة
- ٢٠الاستدراج
- ٢١الاستعاذة بالله
- ٣١الاستعانة بالله
- ٣٦الاستغاثة بالله
- ٣٦الإسراف
- ٣٦الإسلام والمسلمون
- ٣٨أفعال الإنسان
- ٣٨الله عزّوجل
- ٤٧الأمل بالله
- ٤٨الإنفاق
- ٤٨أهل البيت
- ٥٥أهل الثغور
- ٦٣أوقات الفراغ
- ٦٤الأولاد
- ٦٦الإيمان
- ٦٨برّ الوالدين
- ٧٣البركة
- ٧٣البصيرة
- ٧٣البلاء
- ٨٠التبليغ
- ٨١التسديد الإلهي
- ٨٢التعامل مع الآخرين
- ٨٦تقوی اللّه
- ٨٨التكليف الإلهي
- ٨٩تهذيب النفس
- ٩٠التوبة
- ١١٦التوحيد والشرك والإلحاد
- ١١٦التوسّل
- ١١٧التوفيق الإلهي
- ١١٧التوكّل على الله
- ١١٨الثواب والعقاب
- ١٢٦الجار
- ١٢٨الجنّة والنار
- ١٣٠الجهاد
- ١٣١الحجّة الإلهية
- ١٣٢الحسد
- ١٣٣حسن العاقبة
- ١٣٦حلم الله
- ١٣٩حمد الله
- ١٤٧حملة عرش الله
- ١٤٨خشية الله
- ١٤٩خلق الله الأشياء
- ١٥٠خلقة الإنسان
- ١٥٣الدعاء
- ١٧٠الدنيا
- ١٧١ذكر الله
- ١٧٣الذنوب
- ١٧٧الرجاء من الله
- ١٧٨رحمة الله
- ١٧٩الرزق
- ١٨٥رسول الله
- ١٩٠رضا الله
- ١٩٢الزهد
- ١٩٢ستر الله
- ١٩٦سلطان الله
- ١٩٨الشفاعة
- ١٩٩شكر الله
- ٢٠٢شهر رمضان
- ٢١٦الشهرة
- ٢١٧الشيطان
- ٢٢٧الصحابة والتابعين
- ٢٢٩الصحّة والسقم
- ٢٣٢الصدقة
- ٢٣٢صلاة الله على المؤمنين
- ٢٣٤الصلاة على محمّد وآل محمّد
- ٢٣٨طاعة الله
- ٢٤١طول الأمل
- ٢٤٢الظلم
- ٢٤٦العافية
- ٢٤٨عبادة الله
- ٢٥٠العبرة
- ٢٥٠العدل الإلهي
- ٢٥٢العدو
- ٢٥٦عرفة
- ٢٥٧العزّة
- ٢٥٨العصمة الإلهية
- ٢٥٩عظمة الله
- ٢٦٠العفو والغفران الإلهي
- ٢٦٦علم الله
- ٢٦٧عمر الإنسان
- ٢٦٨العمل
- ٢٧١الغضب
- ٢٧٢غضب الله
- ٢٧٢الغفلة
- ٢٧٣غنى الله
- ٢٧٥غنى وفقر الإنسان
- ٢٧٩الغيب
- ٢٧٩الفضائل
- ٢٨١قدرة الله
- ٢٨٣القرآن
- ٢٨٩القرب من الله
- ٢٩٠القرض
- ٢٩٠القضاء والقدر
- ٢٩٣القلب
- ٢٩٥القمر
- ٢٩٧قول الحقّ
- ٢٩٨قول الله
- ٢٩٨القیامة
- ٣٠٠الكبر
- ٣٠٠كرم الله
- ٣٠٢الكيد والمكر الإلهي
- ٣٠٢اللسان
- ٣٠٣اللطف الإلهي
- ٣٠٤الليل والنهار
- ٣٠٥المال
- ٣٠٧مالكية الله
- ٣٠٨محبّة الله
- ٣٠٨مساعدة الآخرين
- ٣٠٩المطر
- ٣١٣المعاد
- ٣١٤معرفة الله
- ٣١٥مكارم الأخلاق
- ٣١٦الملائكة
- ٣٢٣مُلك الله
- ٣٢٣الموت
- ٣٢٦نصر الله
- ٣٢٦نعم الله
- ٣٢٩النية
- ٣٣٠الهداية
- ٣٣٢الهم
- ٣٣٣الهوى
- ٣٣٣الورع
- ٣٣٤وظائفنا
- ٣٣٤اليأس
- ٣٣٥اليقظة
- ٣٣٥اليقين
- ٣٣٦اليوم الجديد
- ٣٣٨يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى
المقدّمة
الدعاء وسيلة نتوجّه بها إلى الله عزّوجل، وتمتاز أدعية أهل البيت (عليهم السلام) بأنّها إضافة إلى كونها أفضل وسيلة لطلب احتياجاتنا المعنوية والمادية من الله عزّوجل، فإنّها تنطوي على كنوز معرفية لا متناهية من المعارف الدينية؛ لأنّها أدعية نطق بها من آتاهم الله العلم، وأودع قلوبهم ينابيع الحكمة، وأوضح بمكانهم معارف التنزيل، وأطلعهم على مكنون أمره، وجعلهم أمناءه على دينه وسرّه وغيبه، وأمناءه على ما أهبط من علم، فهم عيبة علم الله، وموضع سرّ الله، وتراجمة أمر الله، وباب حكمة ربّ العالمين.
وتحتّم علينا ضرورة توسيع نطاق انتفاعنا من أدعية أهل البيت (عليهم السلام) المبادرة إلى التأمّل والتدبّر فيها، واستخراج الكنوز المعرفية منها، والاستفادة منها من أجل تمتين بنيتنا العلمية والمعنوية، ومعرفة أفضل السبل التي تقرّبنا إلى الله عزّوجل.
والأمر الذي يدعونا إلى المزيد من التأمّل والتدبّر في أدعية أهل البيت (عليهم السلام)، والاهتمام بجعلها مصدراً أساسياً من مصادر المعرفة أنّها ذات مضامين معرفية أعمق من المضامين الموجودة في أحاديثهم الشـريفة؛ لأنّ الأئمة (عليهم السلام) كانوا ١٣ يكلّمون الناس على قدر عقولهم، وهذا ما يمنعهم من بيان الكثير من الحقائق عندما لا يجدون في مخاطبهم القدرة على الاستيعاب والفهم والإدراك لما يقولوه، ولكنّهم (عليهم السلام) في الدعاء لا يواجهون هذا المانع، ولا يجدون ما يدعوهم إلى التضييق في إبداء المعارف والحقائق.
ويعدّ هذا الكتاب خطوة متواضعة وبسيطة من أجل تبيين العلوم والمعارف الواردة في أدعية الصحيفة السجادية «زبور آل محمّد (عليهم السلام)» للإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، وقد قمت بعرض هذه المعارف المقتبسة من أدعية هذه الصحيفة حسب المواضيع المرتبة وفق الحروف الألفبائية.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يوفّقنا للمزيد من الاهتمام بأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) في مختلف الأصعدة العلمية، وأن يكون القول منّا في جميع الأقوال قول محمّد وآل محمّد (عليهم السلام).
علاء الحسّون
مدينة قم المقدّسة ١٤٣٠ﻫ
١٤إحسان الله
خصائص إحسان الله:
١. إنّ الله أولى بالفضل والجود والعطاء والإحسان.١)
٢. خزائن الجود الإلهي لا تنقص ولا تقل أبداً، ومعادن إحسانه تعالى لا تزول ولا تفنى قط، والعطاء الإلهي هو العطاء الخالص من كلّ كدر وشائبة.٢)
٣. كثرة عطاء الله وتفضّله على عباده لا تنقصه تعالى شيئاً.٣)
٤. إنّ الله خير المحسنين وخير المتفضّلين وخير المحمودين؛ لأنّه تعالى يتعامل مع العباد ويرشدهم إلى الخير بمنتهى الإحسان والتفضّل.٤)
٥. دأب الله في تعامله معنا هو الإحسان والامتنان والطول والإنعام، والله هو المحسن المتفضّل على جميع عباده.٥)
١٥٦. إحسان الله أكثر من منعه، بل جميع الخلائق تعيش في ظلّ إحسان ونعم وعطاء الله عزّ وجل.١)
٧. لا يخلو الإنسان في جميع الأحوال من إحسان الله وإنعامه.٢)
خصائص إحسان الله إلينا:
١. إحسان الله إلينا عظيم.٣)
٢. جميع إحسان الله إلينا تفضّل، وجميع نعم الله علينا ابتداء.٤)
٣. ارتكابنا للسيّئات لا يمنع الله من إتمام إحسانه علينا، بل عادة الله هي الإحسان إلى المسيئين.٥)
٤. لولا إحسان الله وعطاؤه وعنايته وسبوغ نعمائه علينا لم نتمكّن من نيل نصيبنا من الدنيا، ولا إصلاح أنفسنا أبداً.٦)
٥. إنّ الله يحسن بعباده ويمنحهم العطايا، وهو لا يحتاج منهم جزاءً أو مكافأةً إزاء فضله وإحسانه لهم.٧)
١٦٦. إنّ الله في منتهى الإحسان بحيث لا يستطيع أحد أن يشكره إزاء أقل إحسانه.١)
سوء استفادة البعض من الإحسان الإلهي:
يهب الله العباد الخير الواسع لينتفعوا منه في التقرّب إلى الله، ولكن البعض يُسيئون الاستفادة من هذا الخير ويجعلونه وسيلة لمعصية الله ومخالفة أمره.٢)
عوامل القرب من الإحسان الإلهي:
١. الدعاء: إنّ الله أكرم مَن رُغب إليه، وهو أجود المسؤولين من فضله.٣)
٢. التوكّل: إنّ الإحسان الإلهي أقرب إلى العبد الذي يتوكّل عليه تعالى ويشكو فقره إليه.٤)
الإخلاص
١. الانقطاع إلى الله نوع من أنواع الإخلاص لله عزّوجل.٥)
٢. ينبغي أن نؤدّي جميع أعمالنا العبادية ابتغاءً لوجه الله فحسب، ولا نخلط أعمالنا بأيّة شائبة من شوائب العُجب والرياء.٦)
٣. التفرّد في العبادة وأداؤها في أجواء بعيدة عن أنظار الناس يؤدّي إلى ١٧ صيانة الإنسان من التلوّث برذيلتي الرياء والسمعة.١)
إرادة الله ومشيئته
مراحل فعل الله:
١. الإرادة. ٢. القدر.
٣. القضاء. ٤. الإمضاء.٢)
إرادة اللّه:
١. يفعل الله ما يريد.٣) ٢. يقضي الله بما أراد فيمن أراد.٤)
إرادة الله التكوينية:
١. إذا أراد الله شيئاً بصورة حتمية فسيحقّقه على نحو القطع والجزم، وكان حتماً ما أراد الله، ولا توجد أيّة جهة قادرة على الوقوف بوجه هذه الإرادة ومنع تحقّقها.٥)
٢. أمْرُ الله التكويني نافذ، وإذا أراد الله شيئاً قال له كن فيكون.٦)
٣. قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يس: ٨٢) ، وكلمة «كن» في هذا المقام تعبير يرمز إلى سرعة إيجاد إرادة الله التكوينية، ولا
١٨يعني أنّه تعالى يحتاج إلى «قول» أو «واسطة» بين إرادته وبين تحقّق ما يريده، بل يحقّق الله إرادته التكوينية مباشرة، ولا يوجد في هذا الصعيد أيّ قول أو تأخير.١)
مشيئة الله:
١. يحكم الله بما يشاء على من يشاء.٢)
٢. ابتدأ الله الخلق وأنشأه حسب مشيئته.٣)
٣. إذا شاء الله شيئاً فلا توجد أيّة جهة قادرة على مواجهة هذه المشيئة ومنع الله منها أبداً.٤)
الاستجارة بالله
١. الاستجارة هي طلب الحفظ وسؤال الأمان.
٢. أفضل اسم إلهي نستجير به إلى الله هو اسم «العزيز»؛ لأنّ العزيز يعني الغالب الذي لا يُقهر، والقوي الذي يمنح الأمان الكامل لمن التجأ إليه واستجار به.٥)
٣. لا يمكن الاستجارة من عقاب الله إلّا برحمته تعالى.٦)
١٩الاستخارة
فوائد الاستخارة:
١. نستعين بها ليقضي الله لنا بحسن الاختيار.
٢. وسيلة يلهمنا الله بها معرفة الصواب.
٣. نزيح بها عن أنفسنا الشك والارتياب؛ لأنّها تدفعنا إلى «العمل» أو «الترك» بعزم راسخ ومن دون أيّ شك أو ترديد.
٤. الرضا بقضاء الله وقدره؛ لأنّنا إذا عملنا بالاستخارة فوجدنا فيها الخير فبها ونعمت، ولكننا إذا واجهنا بعض المشاكل فإنّنا سنكون على يقين بأنّ ما اختاره الله لنا هو الأصلح، وأنّ للمشاكل التي واجهناها حكمة خافية عنّا، وهذا ما يدفعنا إلى الرضا بقضاء الله وقدره، فنكون بذلك أقرب إلى العافية وحسن العاقبة.١)
الاستدراج
معنى الاستدراج:
يتخلّى الله عن العبد الذي لا خير ولا أمل فيه، ولا رجاء لتوبته، ويهمله ٢٠ ويتركه لشأنه، ثُمّ يسقطه من عين رعايته، ويلبسه لباس الخزي والخذلان.١)
أكثر الناس ابتلاءً بالاستدراج:
يكون الاستدراج الإلهي أقرب إلى الذين ينعم الله عليهم، فيحتكرون هذه النعم لأنفسهم، ولا ينفقونها فيما أمرهم الله به، فيمهلهم الله ويمدّهم في طغيانهم يعمهون.٢)
الاستعاذة بالله
أفضل ملجأ حقيقي للاستعاذة:
١. أفضل ملجأ نفرّ إليه هو الله، بل الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي لابدّ من الاستعاذة به من جميع الشرور المحيطة بنا.٣)
٢. ليس للعبد أمان حقيقي إلّا في ظلّ أمان الله؛ لأنّ الله هو الغالب، والعبد هو المغلوب، والأسباب كلّها بيد الله، ولا أمان إلّا بالله.٤)
ثمرة الاستعاذة بالله:
يجعل الله من يلوذ به في ستر ملجئه وظلّ رعايته وحفظه وحرزه، ويصونه
٢١بذلك من مداهمة الأعداء، بل من كلّ شرّ وسوء.١)
اجتياز صعوبة الاستعاذة بالله:
مسألة الالتحاق بركب العائذين بالله ليست من المسائل التي يمكن الحصول عليها بسهولة، بل هي مسألة تحتاج إلى توفيق إلهي، ولهذا ينبغي علينا السؤال من الله ليمنحنا توفيق اللجوء إليه والاستعاذة به.٢)
الاستعاذة بغير الله:
علينا الدعاء من الله لئلا يبتلينا بالاستعانة بغيره حتّى عند الاضطرار.٣)
الاستعاذة بالله من الميول والرغبات:
أبرز الميول والرغبات التي نعوذ بالله من طغيانها، ونلتجئ إليه تعالى ليمنحنا توفيق السيطرة عليها وامتلاك زمامها:
١. الحرص: نعوذ بالله من هيجان الحرص وطغيانه وتجاوزه عن حدّه الطبيعي، الذي يدفعنا نحو السعي الدؤوب لجمع حطام الدنيا من دون الالتفات إلى حرمة بعض مصادر الكسب.٤)
٢. الغضب: نعوذ بالله من سطوة الغضب وحدّته التي تسلب منّا قدرة سيطرة العقل على فعل الجوارح.٥)
٢٢٣. الشهوة: نعوذ بالله من طغيان الشهوة وكثرة ضغطها علينا لإشباع غرائزنا، ونلتجئ إلى الله تعالى ليُعيننا على ضبط شهواتنا؛ لأنّها إذا اشتدّت وطغت فإنّها ستخرجنا من حالة الاعتدال إلى الإفراط ومن الطاعة إلى المعصية.١)
الاستعاذة بالله من الرذائل:
أبرز الرذائل النفسية التي ينبغي الاستعاذة بالله منها:
١. طول الأمل المؤدّي إلى نسيان الآخرة وترك الاستعداد لها. والجهة السلبية في طول الأمل أنّه يدفعنا إلى تسويف التوبة؛ ظنّاً منّا بوجود متّسع في عمرنا نتمكّن فيه من التوبة وإصلاح ما أفسدناه من أعمالنا.٢)
٢. الغفلة المؤدّية إلى إهمال الآخرة.٣)
٣. الطمع، وقلّة القناعة، وعدم الاكتفاء بما عندنا، وعدم الرضا بما قسّمه الله لنا من الرزق، والرغبة في الحصول على ما في أيدي الآخرين.٤)
٤. الحسد، أي: تمنّي زوال النعمة عن الغير.٥)
٥. الإعجاب بأنفسنا إزاء الطاعات والأعمال العبادية التي نقوم بها.٦)
٦. الجزع: وهو المؤدّي إلى ضعف الصبر والانهيار، وعدم ضبط الأعصاب حين الاصطدام مع المشاكل والصعوبات والأزمات.٧)
٧. الحمية والاستنكاف والنخوة والإباء والتعصّب الذي يعمي أبصارنا عن رؤية الحقّ، ويأخذ بأيدينا إلى أودية الهلاك.٨)
٢٣٨. سوء الخلق وخشونة الطبع.١)
٩. سوء السريرة وإضمار الأفكار والأماني السلبية في بواطننا.٢)
١٠. إضمار الغش والخديعة للآخرين في أنفسنا، وعدم إظهار النصيحة لهم على حقيقتها، بل إظهار بعضها وإخفاء البعض الآخر منها.٣)
الاستعاذة بالله من الأفعال السيئة:
أبرز الأفعال السيئة التي ينبغي الاستعاذة بالله منها ليمنحنا الله برحمته توفيق الاجتناب عنها:
١. متابعة الهوى، والانقياد نحو الملذّات الدنيوية من دون إخضاعها للضوابط الشرعيّة والالتزامات الأخلاقية.٤)
٢. مخالفة الهدى، والحركة عكس الطريق الذي يوصلنا إلى الكمال.٥)
٣. احتقار صغائر الذنوب والاستخفاف بها.٦)
٤. استصغار المعصية واتّخاذ موقف اللامبالاة إزاء ارتكابها.٧)
٢٤٥. الإصرار على الذنب، ومداومة ارتكابه من دون استغفار.١)
٦. استكبار الطاعة والشعور بالكبرياء والطغيان إزاء الإذعان والانقياد لأوامر الله عزّوجل.٢)
٧. معونة الظالم ومساعدته ونصرته في الأمور التي تقوّيه على الظلم.٣)
٨. خذلان الملهوف والمضطر، وترك مساعدته وإعانته، وعدم تنفيس كربته أو تفريج همّه أو تسكين لهفته.٤)
٩. إيثار الباطل على الحقّ، بحيث يكون موقفنا في مقام الموازنة عبارة عن التخلّي عن الحقّ وتركه جانباً، والانجراف وراء الباطل وتفضيله على الحقّ.٥)
١٠. طلب ما ليس لنا بحقّ، من قبيل: غصبنا لحقوق الآخرين، وتصدّينا لمهمّة غير مؤهّلين لها، واحتلالنا لموقعية لا نصلح لها، وجلوسنا في مجلس لا نليق به.٦)
١١. سوء الولاية لمن تحت أيدينا، لأنّ المجتمع مجاميع متعدّدة، وعلى رأس كلّ مجموعة ولي يدبّر أمور أعضائها٧)، ومن حقّهم عليه أن يحسن الولاية عليهم، ويتعامل معهم من منطلق العدل والإنصاف.٨)
٢٥١٢. الإسراف والتبذير، ومجاوزة حدّ الاعتدال
في الإنفاق والأكل
و....١)
١٣. ترك الشكر لمن أحسن إلينا وتفضّل علينا، وتجاهل الثناء عليه، وإنكار جميله، وإهمال النظر إليه، وعدم أداء حقّ شكره.٢)
١٤. مباهات ومفاخرة أصحاب الأموال والامتيازات الكثيرة من منطلق الغرور والرياء وحبّ الظهور.٣)
١٥. احتقار الفقراء وذوي الإمكانية المحدودة؛ لقلّة أموالهم وضعف منزلتهم الاجتماعية من منطلق التعالي والتكبّر عليهم.٤)
١٦. القول بغير علم.٥)
الاستعاذة بالله من البلاء٦):
أهم البلاءات التي ينبغي الاستعاذة بالله منها:
١. نكبات ومصائب الدهر وحوادثه المفجعة التي يخبّئها ويظهرها على حين غفلة، وهذا ما يحتّم علينا أن لا نأمن الدهر أبداً، بل نرفع دائماً مستوى إيماننا، لنبقى على استعداد لمواجهة نكباته وحوادثه المفاجئة.٧)
٢٦٢. فقدان الكفاف، وعدم امتلاكنا ما يسدّ حاجتنا، وما يخرجنا من حدّ الفقر ويغنينا عن الاحتياج إلى الآخرين.١)
٣. العيش في ضيق وضنك ومعاناة وشدّة.٢)
٤. الفقر إلى الأكفاء والاحتياج إلى الأقران والأشباه، أي: تردّي الحالة المادية إلى رتبة تجبرنا على طلب العون والمساعدة ممن يساوينا في الرتبة والدرجة.٣)
٥. ظلم واضطهاد الحكومات لنا، وتنغيصها لحياتنا عن طريق أفعالها الجائرة.٤)٥)
٦. شماتة الأعداء.٦)
٧. العمل بخلاف الطبع والسجيّة؛ لأنّ كلّ واحد منّا مجبول في حياته على طريقة خاصة تقتضيها جبلّته التكوينية، وأنّ العمل على خلافها لا يورثه إلّا المشقّة.٧)
٨. الذلّ والعناء.٨)
٩. الأمور التي تُرهبنا وتشكّل خطراً علينا.٩)
٢٧الاستعاذة بالله من العذاب الأخروي:
السبيل للوقاية من عذاب النار هو الالتجاء إلى الله، والاستعاذة به عن طريق التوسّل برحمته الواسعة.١)
أهم موارد الاستعاذة بالله في خصوص العذاب الأخروي:
١. مجيء موعد أجلنا ونحن غير مستعدّين للآخرة، وغير مهيّئين للعدّة والذخيرة لما بعد الموت.٢)
٢. الحسرة العظمى يوم القيامة نتيجة ضياع أيامنا في غير طاعة الله، فتكون عاقبتنا الدخول في نار جهنّم، وهذه هي المصيبة الكبرى وأسوء الشقاء، فتكون ميتتنا في أسوء حالات الرجوع إلى الله بعد الموت؛ لأنّنا نفد عليه تعالى محرومين من الثواب ومستحقين للعقاب.٣)
٣. عذاب السعير.٤)
تنبيه: إنّ الله هو الذي يحفظنا من الأمور المخيفة، ويجعلنا في حرزه وأمانه، ولكن إذا كان الله هو السبب لخوفنا، من قبيل الخوف من لقاء الله نتيجة ارتكابنا للذنوب، فلا يكون لنا سبيل لنيل الأمان إلّا منه، ولا يكون لنا سبيل لتسكين روعتنا إلّا به.٥)
٢٨الاستعاذة بالله من الشيطان:
١. لا يمكننا صيانة أنفسنا من كيد وتضليل الشيطان، بل لابدّ لنا من الاستعاذة بالله، ليصرف عنّا كيد الشيطان ويقينا فساده، ولولا الاستعاذة والاعتصام بالله واللجوء إليه، فإنّ الشيطان يتمكّن ـ بلا شك ـ من إضلالنا وإيقاعنا في الموبقات والخطايا.١)
٢. إذا أكثرنا الدعاء من الله للخلاص من كيد الشيطان وتضليله، فإنّه تعالى سيقهر سلطان الشيطان عنّا بسلطانه، ويحبس الشيطان عنّا، ويمنعه من التعرّض لنا، فنكون في ظلّ رعاية الله وحفظه معصومين من ارتكاب المعاصي، ومصونين من مكائد الشيطان وتضليله.٢)
أهم موارد الاستعاذة بالله من الشيطان:
١. وساوس الشيطان وكيده ومكره، والثقة بأمانيه ومواعيده وغروره ومصائده.٣)
٢. فسح المجال للشيطان ليتولّی ويسيطر علينا، بحيث نصبح من جنوده وأتباعه، وفي ظلّ بيرقه وتحت أمره ونهيه.٤)
٢٩الاستعاذة بالله لنا ولذريّتنا:
أهم الموارد التي نسأل الله أن يعيذنا وذريّتنا منها:
١. الشيطان الرجيم والمتجبّر.١)
٢. الحشرات السامّة غير القاتلة كالزنبور.٢)
٣. عموم ما يؤذي.٣)
٤. المصائب الشديدة.٤)
٥. الشـرّ المتوجّة إلينا من كلّ إنسان مترف وغارق في ملاذ الدنيا وشهواتها.٥)
٦. الشرّ المتوجّه إلينا من كلّ إنسان ضعيف أو قوي، شريف أو وضيع، صغير أو كبير، قريب أو بعيد.٦)
٧. شرّ كلّ من وضع نفسه في موضع محاربة رسول الله (صلى الله عليه وآله)وأهل بيته (عليهم السلام)، سواء كان هذا الشخص من الجن أو الإنس.٧)
٨. شرّ كلّ دابة يكون الله مالكاً لأمرها ومتمكّناً منها.٨)
٣٠٩. السلطان العنيد.١)
تنبيه: إنّنا كما نطلب لأنفسنا وذريّتنا الاستعاذة بالله من رذائلنا النفسية وأفعالنا السيّئة والأمور السلبية، علينا أن نطلب من الله أيضاً أن يعيذ جميع المؤمنين والمؤمنات ويحميهم من هذه الشرور.٢)
الاستعانة بالله
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي ينبغي الاستعانة به في كلّ الأمور، وهو خير من يمكن الاستعانة به.٣)
موقف الله من المستعينين به:
لا يخيّب الله أبداً من استعان به ولاذ به وتوجّه إليه.٤)
ضرورة الاستعانة بالله:
١. تحيط الأخطار بنا من كلّ حدب وصوب، ولا نستطيع صيانة أنفسنا منها جميعاً إلّا عن طريق الاستعانة بالله ليحفظنا الباري عزّوجل من جميع هذه الأخطار.٥)
٣١بعبارة أخرى: إنّنا نحتاج إلى الله في كلّ حالاتنا إلى الحفظ والحراسة والستر والمكان الآمن الذي يحمينا من الأذى المتوجّه إلينا.١)
٢. إذا تصدّى الإنسان للقيام بأمر، يلزم عليه أداء هذه المهمّة بأفضل صورة ممكنة، وبما أنّ الإنسان ضعيف فعليه الاستعانة بالله.٢)
ثمار الاستعانة بالله:
١. تعدّ الاستعانة بالله من أهم الأسباب التي تسهّل حركتنا في سبيل الحقّ، وتيسّر نيلنا لمحبّة الله ورضوانه، وبهذا نتمكّن من اتّخاذ الطريق الواضح والقصير في أداء الطاعات والمسارعة إلى الخيرات، فنكمل بذلك لأنفسنا خير الدنيا والآخرة.٣)
٢. لا نستطيع بلوغ المرتبة العليا في تحسين أعمالنا وأداء صالح الأعمال في مختلف الأحوال إلّا عن طريق الاستعانة بالله عزّوجل.٤)
أضرار الاستعانة بغير الله:
ترك الاستعانة بالله والتوجّه نحو الاستعانة بغيره تعالى، يتبعه الخذلان والمنع والإعراض من قبل الله عزّوجل.٥)
٣٢الله عزّوجل هوالمُعين الحقيقي:
١. ينبغي أن لا يكون أملنا الحقيقي بمن يحتاج إلى عطاء الله، وأن لا يكون دعاؤنا الحقيقي ممن لم يستغن عن فضله تعالى؛ لأنّ طلب المحتاج إلى المحتاج ضعف في التفكير وانحراف عن الصواب، وهذا ما يحتّم علينا أن يكون أملنا الحقيقي بالله، ودعاؤنا الحقيقي منه تعالى.١)
٢. ليس لنا مجير حقيقي إلّا الله؛ لأنّ الله هو الربّ ونحن المربوبون، وليس لنا معين حقيقي إلّا الله؛ لأنّ الله هو الطالب ونحن المطلوبون بأداء التكاليف الشرعيّة.
وبصورة عامّة فالأسباب كلّها بيد الله، ولا إجارة ولا إعانة إلّا به تعالى، ولا مفرّ ولا مهرب إلّا إليه عزّ وجل.٢)
٣. لا يخيّب الله أبداً من اعتصم به وتوجّه إليه لنيل الخلاص.٣)
موارد الاستعانة بالله:
١. نعتصم بالله ليعصم جوارحنا من معصيته، ويجعل بيننا وبين الذنوب حاجزاً يمنعنا من ارتكابها.٤)
٣٣٢. نعتصم بالله ليعصمنا من التلبّس بالرذائل، من قبيل الفخر.١)
٣. نعتصم بالله ليبعدنا عمّا يحبط حسناتنا، وعمّا يذهب البركة عن حياتنا.٢)
٤. نعتصم بالله ليُعمي أبصار قلوبنا عمّا يخالف محبّته.٣)
٥. نعتصم بالله ليسدّدنا بألطافه وتوفيقاته في مجال عزمنا على القيام بما يرضيه تعالى، ويضعّف قوّتنا عن اختيار ما يسخطه علينا، ويجعل ميلنا واهتمامنا بما يرضيه عنّا.٤)
٦. نعتصم بالله ليأخذ بأيدينا في طريق الهداية؛ لأنّ الطريق المؤدّي إلى نيل رضا الله قد تعتريه بعض الصعوبات والموانع، ولا يستطيع الإنسان اجتياز هذه الصعوبات وتخطّي هذه الموانع إلّا عن طريق الاستعانة بالله عزّوجل.٥)
بعبارة أخرى: قد تلتبس علينا الأمور فلا نجد سبيلاً لمعرفة صحّة الاتّجاه في حركتنا، ونعيش حالة الجهل بطريق الهدى وسبيل الرشاد، فيكون السبيل لحلّ هذا الالتباس هو الاتّجاه إلى الله، والدعاء منه تعالى ليوفّقنا ويوفّر لنا أسباب معرفة أهدى الأمور، وأزكى الأعمال، وأرضى السبل والمناهج، وأقربها إلى الفوز بمرضاته عزّوجل.٦)
٣٤٧. نعتصم بالله ليجعل دقائق خواطرنا القلبية، وحركات أعضائنا، ولمحات أعيننا، ولهجات ألسنتنا في ما يوجب ثوابه بحيث نستثمر أيام حياتنا، فلا تفوتنا حسنة نستحق عليها الثواب، ولا تبقى سيّئة نستوجب بها العقاب.١)
٨. نعتصم بالله ليأخذ بقلوبنا للقيام بما يقوم به القانتون والعابدون، ويبعدنا عن القيام بما يقوم به الغافلون والمتهاونون.٢)
٩. نعتصم بالله لينصرنا على الشياطين الذين يحاولون إضلالنا، ويصوننا أمام الأهواء التي تميل بنا نحو الباطل، ويحمينا في كنفه، ويسدّد خطانا، ويمنحنا المزيد من القوّة في طريق الاستقامة.٣)
١٠. نعتصم بالله ليهب لنا صدق الهداية، فقد يظن أحدنا أنّه من المهتدين، ولكنّه في الواقع ممن يحسبون أنّهم يحسنون صنعا، ولهذا ينبغي الاستعانة بالله ليهب لنا صدق الهداية.٤)
١١. نعتصم بالله ليحلّ مشاكلنا، ولاسيما المشاكل التي نعجز عن حلّها، فيكون ملجؤنا الوحيد لحلّها هو الاستعانة بالله عزّوجل.٥)
تنبيه: إنّ الله هو الكافي الفرد الضعيف، ولكن إذا كان الله هو الذي أضعفنا
٣٥نتيجة غضبه علينا، فلا يكون لنا سبيل لنيل القوّة والتأييد إلّا منه، ولا يكون ذلك إلّا بالإنابة والالتجاء إليه، ليعفو عنّا ويزيل غضبه عنّا.١)
الاستغاثة بالله
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للاستغاثة به؛ لأنّ الأولى لله في عظمته، الرحمة بمن يطلب منه الرحمة، والاستغاثة لمن يطلب منه الاستغاثة.٢)٣)
إعانة الله للمستغيثين:
الإعانة الإلهية قريبة من المستغيثين.٤)
الإسراف
الحالة المطلوبة في الحياة هي الاعتدال، وينبغي علينا الابتعاد عن قلّة التدبير وتجاوز الحدّ في الإنفاق، والحذر من الوقوع في الإسراف أو التقتير.٥)
الإسلام والمسلمون
الإسلام:
الدين الإسلامي أعلى وأرفع وأقوى الأديان، وهو المهيمن على الأديان كلّها
٣٦بصورة مطلقة، والحجج والبراهين والأدلّة التي جاء بها الإسلام تتسم بالقوّة والعظمة.١)
المسلمون:
جعل الله المسلمين آخر الأمم، وكما جعل الله رسوله محمّداً خاتم الأنبياء، جعل أمّته خاتمة الأمم، فلا نبي بعد محمّد، ولا أمّة بعد أمّته.٢)
تفضّل الله على الأمّة الإسلاميّة:
١. تفضّل الله على الأمّة الإسلاميّة «بمحمّد نبيّه صلّى الله عليه وآله دون الأمم الماضية والقرون السالفة».٣)
٢. تفضّل الله على المسلمين الذين كانوا قليلين في صدر الإسلام، فكثّر عددهم، وقد قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ﴾ (الأعراف: ٨٦) ٤)
من خصائص الأمّة الإسلاميّة:
جعل الله للأمّة الإسلاميّة حقّ الشهادة على الأمم الأخرى الكافرة التي لم تؤمن بالإسلام، فلهذه الأمّة الإسلاميّة على الأمم الأخرى بأنّها بيّنت لهم الأدلّة والبراهين القاطعة، وأتمّت عليهم الحجّة في اتّباع الصراط المستقيم.٥)٦)
٣٧أفعال الإنسان
صلة أفعالنا بالله عزّوجل:
١. داخلة في ملك الله. ٢. خاضعة لسلطان الله.
٣. عاملة بإذن الله. ٤. داخلة في مشيئة الله.
٥. متحقّقة في ظلّ تدبير الله. ٦. واقعة في دائرة قضاء الله.
٧. لا يصيبها خير إلّا بعطاء الله.١)
الأفعال الحسنة:
ينبغي علينا التحلّي بمعالي الأخلاق ومحاسن الأفعال.٢)
الله عزّوجل
أسماء الله:
إنّ لله تعالى الأسماء الحسنى.٣)
٣٨خصائص أسماء الله:
١. لا يجوز إطلاقها على غير الله على نحو الاستقلال، كما أطلق المشركون أسماء الله على آلهتهم.١)
٢. بعض الأسماء مشتركة بين الله وبين مخلوقاته، ولكن هذه الأسماء لا يصح إطلاقها على الله، ولا يصح ذكر الله بها إلّا بعد تنزيه معناها عن كلّ ما لا يليق بالله عزّوجل.٢)
صفات الله:
معرفة صفات الله الحقيقية:
أوهام الواصفين عاجزة عن الإحاطة بصفات الله عزّ وجل.٣)
قدرة الصفات على التعريف بالله:
إنّ «الصفات» كمفاهيم عاجزة عن كشف حقيقة الذات الإلهية، ولهذا حارت لطائف الأوهام، ودقائق تفصيلات الخيال، والتصوّرات البشـرية عن معرفة كبرياء الله وعظمته.٤)
٣٩دور الصفات في التعريف بالله:
لا يستطيع الإنسان الإحاطة بكنه الله، وأمّا الصفات كمفاهيم لا تكشف حقيقة الله، وإنّما تميّزه عن غيره، ولهذا يعجز نعت الواصفين عن تبيين حقيقة الله.١)
صفات الله التنزيهية:
إنّ الله منزّه
عمّا لا يليق به٢)، وتبارك
الله وتعالى على كلّ شيء٣)،
وكلّ ما سوى الله يعتريه الفناء والنقص والمغلوبية والمقهورية واختلاف الحالات
وعدم
الثبات والاستقرار والدوام، والله هو الباقي والغالب والقاهر والثابت، وهو
المتعالي عن الأشباه والأضداد والأمثال والأنداد، فسبحانه لا إله إلّا هو ربّ
العالمين.٤)
بعض صفات الله التنزيهية:
١. الشـريك.٥)
٢. الضدّ المعاند.٦)
٣. المعادل والمساوي والمباهي له في الكثرة.٧)
٤٠٤. الشبيه والنظير والمثيل المعارض له.١)
٥. المحدودية.٢) ٦. المكان.٣)
٧. الإدراك بالحس.٤)
٨. الرؤية، فالأبصار تعجز عن رؤية الله عزّوجل.٥)
٩. نظام التوالد الحاكم على المخلوقات.٦)
١٠. لا يخادَع ولا يماكر، أي: لا يستطيع أحد على خديعة الله بأن يبطن خلاف ما يظهر، ولا يستطيع أحد على المكر بالله بأن يخفي أمراً لا يعلمه الله؛ لأنّ الله لا تخفى عليه خافية وهو بكلّ شيء محيط.٧)
١١. لا يجارى، أي: لا يوجد من يمتلك القدرة على تجاوز حدّه أمام الله، لتكون له القدرة على أن يعمل عمل الله أو يصنع ما يصنع الله.٨)
١٢. لا يكاد، أي: لا يمكن لأحد الكيد بالله؛ لأنّ الأمور كلّها منكشفة له تعالى، ولا يخفى عليه خافية ليُخدع نتيجة عدم اطّلاعه عليها.٩)
٤١١٣. لا يُماط، أي: لا يقدر أحد أن يعزل الله عن سلطانه ويبعده عن مقامه ومنزلته.١)
١٤. لا يُنازع، أي: لا يمكن التنازع والمماراة والجدل مع الله أبداً؛ لأنّ له تعالى الحجّة البالغة، ولا توجد حجّة قادرة على الوقوف أمام الحجّة الإلهية.٢)
من صفات الله الواردة في الصحيفة السجادية:
١. الأحد. [راجع دعاء ٣٥و ٥٤]
٢. الأحد المتوحّد. [راجع دعاء ٤٧]
٣. أرحم الراحمين. [راجع دعاء٥، ٨ و...]
٤. الآخر بعد كلّ عدد. [راجع دعاء ٤٧]
٥. الآخر بلا آخر يكون بعده. [راجع دعاء ١]
٦. أعدل العادلين. [راجع دعاء ٤٥]
٧. إله كلّ مألوه. [راجع دعاء ٤٧]
٨. الأوّل بلا أوّل كان قبله. [راجع دعاء ١]
٩. الأوّل في أوّليته. [راجع دعاء ٣٢]
١٠. الأوّل قبل كلّ أحد. [راجع دعاء ٤٧]
١١. باري النسمات (أي: خالق الخلق). [راجع دعاء ٤٧]
١٢. باهر الآيات. [راجع دعاء ٤٧]
٤٢١٣. بديع السماوات والأرض. [راجع دعاء٤٧و ٤٨]
١٤. البصير. [راجع دعاء ٤٧]
١٥. التوّاب. [راجع دعاء ٥٠]
١٦. الجواد. [راجع دعاء٣و ٣٠]
١٧. الحكيم. [راجع دعاء ٤٧]
١٨. الحليم. [راجع دعاء ٤٨]
١٩. الحميد. [راجع دعاء١]
٢٠. الحنّان. [راجع دعاء ٤٨]
٢١. الحي. [راجع دعاء ٤٧]
٢٢. خالق كلّ مخلوق. [راجع دعاء ٤٧]
٢٣. الخبير. [راجع دعاء ٤٧]
٢٤. خير الرازقين. [راجع دعاء ٣٢]
٢٥. الدائم الأدوم. [راجع دعاء ٤٧]
٢٦. دائم لا يزول. [راجع دعاء ٣٢]
٢٧. ذو أناة لا يعجل. [راجع دعاء ٤٩]
٢٨. ذو البهاء. [راجع دعاء ٤٧] إنّ لله تعالى حسن وجمال وبهاء مستتر وراء الحجب.١)
٢٩. ذو الجلال والإكرم. [راجع دعاء١٥]
٣٠. ذو الحمد. [راجع دعاء ٤٧]
٤٣٣١. ذو العرش العظيم. [راجع دعاء ٧]
٣٢. ذو الفضل العظيم. [راجع دعاء٢ ]
٣٣. ذو الكبرياء. [راجع دعاء ٤٧]
٣٤. ذو المجد. [راجع دعاء ٤٧]
٣٥. ذو المنّ القديم. [راجع دعاء ٢٤]
٣٦. ذو رحمة واسعة. [راجع دعاء ٤٢]
٣٧. ذو فضل كريم. [راجع دعاء ٤٢]
٣٨. الرؤوف. [راجع دعاء ٢٥]
٣٩. الرؤوف بالعباد. [راجع دعاء ٦]
٤٠. الربّ. [راجع دعاء ٤٨]
٤١. ربّ الأرباب. [راجع دعاء ٤٧]
٤٢. ربّ العالمين. [راجع دعاء٣٩]
٤٣. الرحمن. [راجع دعاء ٤٧]
٤٤. الرحيم. [راجع دعاء٢٥، ٤٧و ٥٠].
٤٥. الرحيم بالخلق. [راجع دعاء ٦]
٤٦. السميع. [راجع دعاء٢٥و ٤٧]
٤٧. الشديد المحال (أي: الآخذ بالعقوبة). [راجع دعاء ٤٧]
٤٨. الشهيد. [راجع دعاء ٦]
٤٩. الصمد. [راجع دعاء٢٨، ٣٥، ٤٧و ٥٤]
٥٠. عدل في الحكم. [راجع دعاء ٦]
٥١. العزيز. [راجع دعاء ٢٣]
٤٤٥٢. عظيم. [راجع دعاء ٤٨]
٥٣. العظيم المتعظّم. [راجع دعاء ٤٧]
٥٤. العفوّ. [راجع دعاء ٢٥]
٥٥. العلي المتعال. [راجع دعاء ٤٧]
٥٦. العليم. [راجع دعاء٢٥و ٤٧]
٥٧. الغافر. [راجع دعاء ٦]
٥٨. الغفور. [راجع دعاء ٢٥]
٥٩. فارج الهمّ. [راجع دعاء ٥٤]
٦٠. فاطر السماوات. [راجع دعاء ٤٧]
٦١. الفرد المتفرّد. [راجع دعاء ٤٧]
٦٢. الفعّال لما يريد. [راجع دعاء٢٧]
٦٣. القائم بالقسط. [راجع دعاء ٦]
٦٤. القدير. [راجع دعاء ٩]
٦٥. القديم. [راجع دعاء ٤٧]
٦٦. القريب. [راجع دعاء ٢٥]
٦٧. كاشف الغم. [راجع دعاء ٥٤]
٦٨. الكافي: يكفي الله عباده ويغنيهم عن الاحتياج إلى غيره بفضل قوّته.١)
إنّ الله هو الكافي لما يشغلنا الاهتمام به، وهو الملجأ الوحيد الذي ينبغي علينا الالتجاء إليه لسدّ احتياجاتنا وتلبية طلباتنا.٢)
٤٥٦٩. الكبير المتكبّر. [راجع دعاء ٤٧]
٧٠. الكريم. [راجع دعاء٣، ١٥، ٣٠، ٣٧و ٤٨]
٧١. الكريم الأكرم. [راجع دعاء ٤٧]
٧٢. الكريم المتكرّم. [راجع دعاء ٤٧]
٧٣. مالك الملك. [راجع دعاء ٦]، له الملك. [راجع دعاء ٤٨]، إنّ الله هو المالك الحقيقي الذي تتّصف مالكيته بالخلود والأبدية.١)
٧٤. المبتدع: ابتدع الله الخلق، أي: أوجدهم من غير مثال سابق.٢)
٧٥. المبدئ. [راجع دعاء ٢٧]
٧٦. المتفضّل بالإحسان. [راجع دعاء ١٥]
٧٧. المتطوّل بالامتنان (أي: المتفضّل بالإنعام). [راجع دعاء ١٥]
٧٨. المجيب. [راجع دعاء ٢٥]
٧٩. المجيد. [راجع دعاء٢٢و ٤٨]
٨٠. محبّ التوّابين. [راجع دعاء ٣٨]
٨١. المخترع: اخترع الله الخلق، أي: ابتدأهم وأنشأهم من غير أصل.٣)
٨٢. المعيد. [راجع دعاء ٢٧]
٨٣. المقتدر. [راجع دعاء ٤٩]
٨٤. المنّان. [راجع دعاء٢٧، ٣٧، ٤٤و ٤٨]
٨٥. المنّان بالجسيم (أي: المتفضّل بالعطايا العظيمة). [راجع دعاء ٦]
٤٦٨٦. المنّان بجسيم المنن. [راجع دعاء ٣٦]
٨٧. نافذ العدّة (أي: المنفّذ لوعده). [راجع دعاء ٢]
٨٨. الواحد. [راجع دعاء٣٥و ٥٤]، له وحدانية العدد. [راجع دعاء ٢٨]
٨٩. وارث كلّ شيء. [راجع دعاء ٤٧]
٩٠. واسع كريم. [راجع دعاء١٣، ٢٢و ٤٨]
٩١. وافي القول (أي: يفي بقوله). [راجع دعاء ٢]
٩٢. الولي. [راجع دعاء ١]
٩٣. الوهّاب. [راجع دعاء ١٥]
٩٤. الوهّاب لعظيم النعم. [راجع دعاء ٣٦]
٩٥. ومن صفات الله الخبرية: وجه الله، ووجه الله لا يبلى ولا يتغيّر ولا يحول ولا يفنى.١)
الأمل بالله
١. لا يخيّب الله أمل الآملين به.٢)
٢. إنّنا إذا احتجنا إلى شيء، فسنواجه في طريق رفع هذا الاحتياج إحدى هاتين الحالتين:
الأولى: أن يكون أملنا بالعباد، فنعيش حالة الخوف من انقطاع المعونة والمساعدة الواصلة من الآخرين.
٤٧الثانية: أن يكون أملنا بالله وحده، فنعيش عند سعينا وتمسّكنا بنظام الأسباب حالة الاستقرار والطمأنينة والسكينة والعلم بأنّ الأمر كلّه بيد الله، فيقضي الله حاجتنا من دون احتياجنا إلى غيره.
وأراد الله منّا أن نعيش الحالة الثانية، فلهذا ينبغي علينا مجاهدة أنفسنا لنكون من زمرة المتحلّين بهذه الحالة.١)
الإنفاق
من أهم الأمور التي ينبغي علينا الالتفات إليها عند الإنفاق هي الاهتداء إلى السبيل الصحيح ليقع إنفاقنا في الموضع المناسب.٢)
أهل البيت (عليهم السلام)
فرض الله علينا السمع والطاعة لمحمّد وآل محمّد.٣)
أبرز صفات أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):
١. الأبرار. [راجع دعاء ٤٨]
٢. الأخيار. [راجع دعاء٦و ٤٨]
٣. الأنجبين. [راجع دعاء ٦]
٤. الطيّبين. [راجع دعاء٦، ١٧، ٣٤، ٤٣، ٤٧و ٤٨]
٤٨٥. الطاهرين. [راجع دعاء٦، ١٧، ٣٤، ٤٣، ٤٧و ٤٨]
٦. خلفاء الله. [راجع دعاء ٤٨]
٧. أصفياء الله. [راجع دعاء ٤٨]
٨. أمناء الله. [راجع دعاء ٤٨]
٩. الصفوة من الخلق. [راجع دعاء ٣٤]
مقامات أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):
١. انتجبهم الله من خلقه، واختارهم لأمره.١)
٢. جعلهم الله خزنة علمه.٢)
٣. جعلهم الله حفظة دينه.٣)
٤. جعلهم الله خلفاءه في أرضه.٤)
٥. جعلهم الله حججه على عباده.٥)
٦. طهّرهم الله من الرجس والدنس تطهيراً بإرادته.٦)
٧. جعلهم الله الوسيلة إليه.٧)
٨. جعلهم الله المسلك إلى جنّته.٨)
٤٩٩. أيّد الله بهم دينه.١)
١٠. أوصل الله حبلهم بحبله.٢)
١١. جعلهم الله الذريعة والوسيلة إلى رضوانه.٣)
١٢. افترض الله على العباد طاعتهم، وحذّر من معصيتهم.٤)
١٣. أمر الله العباد بامتثال أوامرهم، والانتهاء عن نواهيهم.٥)
١٤. أمر الله العباد بأن لا يتقدّمهم متقدّم، ولا يتأخّر عنهم متأخّر.٦)
١٥. جعلهم الله علماً لعباده بحيث يرجعون إليهم، ويهتدون بهداهم، ويسيرون على طريقتهم.٧)
١٦. جعلهم الله مناراً في بلاده بحيث يهتدي بهم العباد إلى الحقّ والصواب.٨)
١٧. قرن الله موالاته بموالاتهم، وعلّق معاداته بمعاداتهم.٩)
١٨. جعلهم الله «عصمة اللائذين».١٠)
٥٠١٩. جعلهم الله «كهف المؤمنين».١)
٢٠. جعلهم الله «عروة المتمسّكين».٢)
٢١. جعلهم الله جمال و«بهاء العالمين».٣)
٢٢. يُلهم الله الإمام شكر ما أنعم به من مقام الإمامة؛ لأنّه مقام عظيم جدّاً يستحق الشكر.٤)
وظائف أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):
١. يقيم الله بهم كتابه وحدوده وشرائعه وسنن رسوله (صلوات الله عليه وآله).٥)
٢. يحيي الله بهم ما أماته الظالمون من معالم دينه.٦)
٣. يكشف الله بهم ما علق بالدين من شبهات وتشويهات.٧)
٤. يقطع الله بهم ما يضر ويمنع من قبول دينه.٨)
٥. يزيل الله بهم الناكبين عن صراطه، ويمحق الله بهم طالبي الاعوجاج في دين الله.٩)
٥١وبصورة عامّة: أقام الله النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) مناراً للدلالة عليه تعالى، وأوضح بأهل بيته (عليهم السلام) الطريق الذي ينتهي بالعباد إلى رضوانه، أي: اصطفى الله أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ليكونوا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) الأدلّاء على مرضاته تعالى، والآخذين بأيدي العباد إلى ما يحب الله ويرضى.١)
أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) والقرآن:
أنزل الله القرآن على نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله) مجملاً ومن دون بيان تفاصيل الأحكام والقضايا، ثُمّ ألهم الله نبيّه بهذه التفاصيل وأعلمه بها، ليكون الرسول الملجأ لبيان الأحكام وتوضيحها للناس بصورة كاملة، ثُمّ اصطفى الله أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ليرثوا هذا العلم، ويكونوا الملجأ والعين الصافية لمعرفة ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله).
بعبارة أخرى: جعل الله النبيّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) الخطيب بالقرآن، واصطفى أهل بيته ليكونوا الخزنة لهذا الكتاب العظيم، فأورث الله العترة الطاهرة بعد الرسول علم الرسول بكلّ تفاصيل القرآن وتفسيره؛ لأنّه تعالى لم يجد بين العباد من يطيق حمل هذه الأمانة الإلهية بأكملها، ثُمّ زوّد الله أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) بالعصمة والقدرة على حفظ هذا العلم، ليكونوا بعد الرسول الملجأ والعين الصافية لمعرفة القرآن والسنّة بصورة كاملة.
وهذا ما يكشف فضل أهل البيت (عليهم السلام) على غيرهم.٢)
٥٢وظائفنا إزاء أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):
١. الاعتراف بمقامهم. ٢. اتّباع منهجهم.
٣. اقتفاء آثارهم. ٤. الإمساك بعروتهم.
٥. التمسّك بولايتهم. ٦. الائتمام بإمامتهم.
٧. التسليم لأمرهم. ٨. الاجتهاد في طاعتهم.
٩. انتظار دولتهم.١)
١٠. الاستماع إلى أقوالهم، والإطاعة لأوامرهم ونواهيهم.٢)
١١. العمل من أجل نيل رضاهم.٣)
١٢. السعي من أجل نصرتهم والدفاع عنهم.٤)
١٣. شكر ما أنعم الله علينا بسببهم.٥)
وهذا ما يقرّبنا إلى الله ورسوله صلوات الله عليه وآله.٦)
مظلومية أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):
غصب سلاطين الجور مقام الخلافة من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، فأصبح هؤلاء
٥٣الأئمّة الذين اصطفاهم الله للخلافة مغلوبين مقهورين مبتزّين يرون حكم الله مبدّلاً، وكتابه منبوذاً، وفرائضه محرّفة، وسنن نبيّه متروكة.١)
لعن أعداء أئمّة أهل البيت (عليهم السلام):
إنّ أعداء أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) من الأوّلين والآخرين، ومن رضي بفعالهم، وأشياعهم وأتباعهم يستحقون اللعن.٢)
دعاؤنا لإمام زماننا:
١. ندعو أن يسدّده الله دائماً بقوّة يتغلّب بها على الأعداء وينال بها الانتصار.٣)
٢. ندعو أن يعينه الله ويمدّه بالتسديد والقوّة.٤)
٣. ندعو أن يرعاه الله بعينه، ويحميه بحفظه، وينصره بملائكته، ويمدّه بجنده الغالبين.٥)
٤. ندعو أن يبسط الله يده على أعدائه ليذيقهم العذاب والهوان إزاء مخالفتهم لدينه.٦)
٥٤٥. ندعو أن يجعله الإمام عطوفاً على أوليائه، ويهب لنا رأفته ورحمته وتعطّفه وتحنّنه.١)
فضل شيعة أهل البيت (عليهم السلام):
يصلّي الله على أتباع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات، ويسلّم عليهم وعلى أرواحهم.٢)
ومن دعاء الإمام زين العابدين لشيعة أهل البيت (عليهم السلام): «اللهم... اجمع على التقوى أمرهم، وأصلح لهم شؤونهم، وتب عليهم إنّك أنت التواب الرحيم وخير الغافرين، واجعلنا معهم في دار السلام برحمتك يا أرحم الراحمين».٣)
أهل الثغور
ثغور العالم الإسلامي وساحات مواجهة المسلمين مع الأعداء تستدعي الحصانة والحماية، وينبغي على كلّ واحد من المسلمين دعم هذه الساحة الجهادية بقدر وسعه وطاقته.
ومن الوظائف المشتركة للجميع في هذا الخصوص الدعاء من الله ليحصّن ثغور المسلمين بعزّته، ويؤيّد حماتها بقوّته، ويوسّع عطاياهم من غناه.٤)
٥٥الأدعية المطلوبة من الله لحماة الثغور الإسلاميّة:
١. أن يكثّر عدّتهم وجماعتهم.
٢. أن يجعل أسلحتهم حادّة وقاطعة وقاتلة.
٣. أن يحرس النواحي المستقرّين فيها.
٤. أن يجعل مواضعهم القتالية منيعة وقويّة.
٥. أن يوجد المحبّة والانسجام بين جماعتهم.
٦. أن يعتني بهم وينظّم شؤونهم.
٧. أن يوصل إليهم مؤونتهم بصورة متواصلة.
٨. أن لا يكلهم إلى غيره تعالى، بل يتفرّد بكفاية مؤونتهم وتوفير مستلزماتهم.
٩. أن يعضدهم ويعينهم لينتصروا على أعدائهم.
١٠. أن يمنحهم الصبر وقدرة المقاومة.
١١. أن يعينهم بلطائف الحيل على أعدائهم.
١٢. أن يرفع مستوى علمهم بأمور الحرب والسلم، ويبصّرهم بما يساعدهم على حفظ أمن البلاد الإسلاميّة.١)
١٣. أن يلقّيهم اليسر.
٥٦١٤. أن يهيّئ لهم الأمر.
١٥. أن يتكفّل لهم بالنجح.
١٦. أن يتخيّر لهم الأصحاب.
١٧. أن يجعلهم آمنين من خلفهم.
١٨. أن يسبغ عليهم في النفقة.
١٩. أن يمتّعهم بالنشاط.
٢٠. أن يمنحهم العافية ويصحبهم بالسلامة.
٢١. أن يخلّص وجودهم من الجبن.
٢٢. أن يلهمهم الجرأة.
٢٣. أن يرزقهم الشدّة.
٢٤. أن يؤيّدهم بتسديداته.
٢٥. أن يعلّمهم السير والسنن الرفيعة.
٢٦. أن يسددّهم ويوجّههم نحو الصواب والرشد في الحكم.
٢٧. أن يبعدهم عن العجب والرياء والسمعة.
٢٨. أن يجعل أفكارهم وسلوكهم وجهادهم لله وفي سبيل الله.
٢٩. أن يهب لهم النصر ويمنحهم الغلبة على الأعداء.
٣٠. أن يقلّل العدو في أعينهم، ويصغّر شأن العدو في قلوبهم.١)
٥٧الأدعية التي نسألها من الله لأهل الثغور في حالة الحرب:
١. أن ينسيهم الله ذكر الدنيا التي تغرّ وتخدع النفوس بزخرفها وزينتها، ويطفئ في قلوبهم حرارة الشوق إلى الأهل والأولاد؛ لأنّ هذا الذكر وهذه الحرارة تثبّط عزائمهم عن الاقتحام في ساحات القتال.١)
٢. أن يوفّقهم لحسن النية، ويمح عن قلوبهم خطرات المال المضلّ عن الحقّ، ولا يجعل جهادهم للأمور الدنيوية.٢)
٣. أن يحرّرهم من غم الوحشة، ويجعل الجنّة نصب أعينهم، ويلوّح منها لأبصارهم ما أعدّ فيها من مساكن الخلد ومنازل الكرامة والحور الحسان والأنهار الجارية المتتابعة بأنواع الأشربة والأشجار المتعلّقة بأغصانها والمنخفضة بثقل أثمارها.٣)
تنبيه: الهدف من طلب هذه الأمور للمقاتلين هو أن لا يهمّ أحد من هؤلاء المقاتلين بالإدبار والتراجع والانكسار، ولا يحدّث نفسه حول فرار نظيره في القتال.٤)
٥٨٤. أن يوفّقهم الله ليواجهوا غزوات المشركين بالمثل.
٥. أن يمدّهم الله بملائكة من عنده مردفين، أي: متّبعين بعضهم بعضاً.
٦. يوفّقهم ليغزوا المشركين في مدنهم وبلدانهم.
٧. يواصلوا محاربتهم قتلاً وأسراً حتّى يقرّوا بأنّ الله لا إله إلّا هو وحده لا شريك له.١)
الأدعية التي نسألها من الله ضدّ أعداء أهل الثغور:
١. أن يصيبهم بالهزيمة.
٢. يكسر شوكتهم.
٣. يدمّر قدرتهم.
٤. يفرّق بينهم وبين أسلحتهم.
٥. ينزع من قلوبهم أسباب القوّة المعنوية.
٦. يباعد بينهم وبين مؤونتهم، ويقطع عنهم الإمداد الحربي والغذائي.
٧. يضلّهم عن معرفة الطريق الموصل إلى انتصارهم.
٨. يقطع عنهم ما يمدّهم بالقوّة.
٩. يقلّل عددهم نتيجة تشتيت أمرهم.
١٠. يملأ أفئدتهم بالرعب والفزع.
١١. يصيب أيديهم بالشلل، ويحيطهم بالعجز عن الاستفادة منها.
٥٩١٢. يخرس ألسنتهم عن النطق بما يضرّ المسلمين.
١٣. يمزّق وحدتهم ويفرّق جمعهم.
١٤. يسلّط عليهم العذاب والهلاك والعقوبة من ورائهم.
١٥. يخزيهم ليقطع بذلك أطماع من بعدهم.
١٦. يقطع نسلهم عن طريق عقم أرحام نسائهم أو سلب القدرة من أصلاب رجالهم على إيجاد الذرية.
١٧. يقطع نسل دوابهم وبهائمهم.
١٨. يقطع عنهم الأمطار، ويمنع أرضهم من الإنبات.١)
١٩. يشغل بعضهم ببعض عن التعرّض للمسلمين الساكنين في أطراف الدولة الإسلاميّة أو المستقرّين في الحدود المجاورة لبلاد المشركين.
٢٠. يضيّق عليهم الخناق ولا يفسح لهم مجال اتّساع دائرة سلطتهم.
٢١. يثبّط عزائمهم، ويسلب منهم قدرة التخطيط ضدّ المسلمين.
٢٢. يفرغ قلوبهم من حالة الأمن والسكينة والاستقرار.
٢٣. يسلب القوّة والنشاط من أبدانهم.
٢٣. يذهل قلوبهم ويشغلهم عن اتّخاذ الحيلة والتدبير للوصول إلى المطلوب.
٦٠٢٤. يضعف قواهم عن محاربة ذي القوّة من المسلمين.
٢٥. يجبّنهم عن مواجهة الأبطال من المسلمين.
٢٦. يبعث عليهم جنداً من السماء ببأس وعذاب من الله، كما فعل تعالى يوم بدر حيث أنزل الملائكة لنصرة المسلمين في تلك المعركة، فيقطع بهذا المدد الإلهي دابر الأعداء، وينهي آخرهم، ولا يبقي لهم أحداً، ويحصد به شوكتهم، ويفرّق به عددهم.
٢٧. يمزج مياههم بالوباء.
٢٨. يبتليهم بمختلف الأمراض.
٢٩. يصيب بلادهم بالخسوف والزلازل.
٣٠. يرمي عليهم بأسباب الدمار.
٣١. يوجّه إليهم الضربات القاضية.
٣٢. يمنع وصول المؤونة العسكرية والغذائية إليهم، ويبقيهم في أرض جرداء من العشب والنبات، وبعيدة عن جبهات القتال ليصابوا بالجوع الدائم والسُقم الأليم.١)
٦١هدف أهل الثغور من الجهاد:
١. لتكون كلمة الله هي العليا، ولئلا يُعبد في بقاع الأرض غير الله، ولا تعفّر الجبهات لأحد دون الباري عزّ وجل.١)
٢. ليكون دين الله هو الأعلى، وحزبه هو الأقوى، وحظّه هو الأوفى.٢)
دعم أهل الثغور:
إنّ الشخص الذي يخلف المجاهد، ويتعهّد أموره وشؤونه في غيبته أو يعينه بماله أو يمدّه بالعتاد أو يشجّعه على الجهاد أو يدعو له بالنصر أو يحافظ في غيابه على حريمه، فإنّ له من الأجر مثل أجر ذلك المجاهد، وسيعوّضه الله من فعله هذا عوضاً حاضراً، يتعجّل به نفع ما قدّم، وسرور ما أتى به، إلى أن ينتهى به الوقت إلى ما أجرى الله له من فضله، وأعدّ له من كرامته.٣)
أهمية العزم على الجهاد في سبيل الله:
كلّ شخص أهمّه أمر الإسلام، وأحزنه تحزّب أهل الشرك على المسلمين فنوى غزواً، أوهمّ بجهاد، فمنعه الضعف، أو أبطأ به الفقر، أو أخّره طارئ، أو عرض
٦٢له دون إرادته ما منعه عن المشاركة في ساحات الجهاد، فإنّ الله سيكتب اسمه في العابدين، ويوجب له ثواب المجاهدين، ويجعله في عداد الشهداء والصالحين.١)
أوقات الفراغ
الابتعاد في أوقات الفراغ عن المحرّمات:
يجدر بنا ملء أوقات فراغنا بأعمال بعيدة عن المحرّمات، وخالية من التبعات السلبية، كما علينا في هذه الأوقات أن نقف بوجه تسـرّب الضجر والملل إلى نفوسنا، لكي:
ينصرف عنّا الملائكة الموكّلون بكتابة أعمالنا السيّئة بصحيفة خالية من ذكر سيّئاتنا.
ويغادرنا الملائكة الموكّلون بكتابة أعمالنا الحسنة، وهم مسرورون بما كتبوا من حسناتنا.٢)
ملء أوقات الفراغ بالأعمال الحسنة:
علينا استثمار أوقات فراغنا وملؤها بحمد الله وشكره إزاء نعمائه البالغة،
٦٣وانطلاق ألسنتنا في وصف عظيم إحسانه علينا.١)
الأولاد
تربية الأولاد:
الأولاد بحاجة إلى التربية والتأديب والإحسان في المعاملة، وينبغي على الآباء الاستعانة بالله في هذا الأمر ليوفّقهم على أداء هذه المهمّة بأفضل صورة ممكنة.٢)
أهم موارد الدعاء لأبنائنا:
١. طول العمر.
٢. إصلاح أمرهم فيما هو نافع لنا.
٣. أن يكونوا سبباً لراحتنا وسرورنا.
٤. التربية الصحيحة لهم في الصغر.
٥. تقوية الضعيف منهم.
٦. صحّة أبدانهم، وسلامة معتقداتهم وأفكارهم، أي: سلامة دينهم وأخلاقهم.
٧. العافية في أنفسهم، وفي جوارحهم، وفي كلّ ما اهتمّ الله به من أمرهم.
٨. الزيادة في أرزاقنا، وجَعلُنا وسيلة لإيصال رزق الله لهم بواسطتنا.
٩. أن يجعلهم الله من الأبرار الأتقياء، ومن أهل البصيرة والسمع والطاعة لله تعالى.
٦٤١٠. أن يجعلهم الله من المحبّين والمناصحين لأوليائه تعالى.
١١. أن يجعلهم الله من المعاندين والمبغضين لأعدائه تعالى.١)
ما نأمله نحن الآباء من الله عن طريق أبنائنا:
١. يقوّي الله بهم أمرنا.
٢. يصلح الله بهم ما فسد من أمورنا.
٣. يكثّر الله بهم عددنا.
٤. يزيّن الله بهم محضرنا.
٥. يحيي الله بهم ذكرنا.
٦. يكفينا الله بهم في غيبتنا.
٧. يعيننا الله بهم على قضاء حوائجنا.
٨. يجعلهم الله محبّين لنا.
٩. يجعلهم الله متعاطفين معنا ومقبلين علينا.
١٠. يجعلهم الله مطيعين غير عاصين ولا عاقّين ولا مخالفين لنا.٢)
٦٥طلب المزيد من الأولاد:
إذا كان الإنسان له أولاداً ولم يكن له محذور في طلب المزيد، فعليه أن يطلب من الله إضافة إلى أولاده أولاداً ذكوراً؛ ليكونوا له مصدراً للخير والبركة، وليحقّقوا له ما يأمله كلّ أب مؤمن من أولاده.١)
الإيمان
يجب على العباد الإيمان بالله، وتصديق رسله، وقبول كتابه، والكفر بكلّ معبود غيره، والبراءة ممن عبد سواه.٢)
تثبيت الإيمان:
نحتاج من أجل تثبیت التوحيد والنبوّة والإمامة في قلوبنا إلى الدعاء والطلب من الله: «اللهم واجعلني من أهل التوحيد والإيمان بك، والتصديق برسولك والأئمّة الذين حتمت طاعتهم ممن يجري ذلك به وعلى يديه، آمين ربّ العالمين».٣)
أثر الإيمان على النفس:
إذا تقرّبنا إلى الله، فستحيطنا روح إيمانية تجعلنا نستوحش من شرار الخلق،
٦٦ونستأنس بأولياء الله وأهل طاعته.١)
أثر الإيمان في خصوص الرعاية الإلهية:
لا يترك الإيمان أثره على صاحبه فحسب، بل يسري أثره ليشمل أزواج المؤمن وذريّته، منها أنّ الله إضافة إلى صلاته على المؤمنين فإنّه تعالى يصلّي على أزواجهم وذريّاتهم.٢)
درجات الإيمان:
١. للإيمان درجات، وينبغي علينا السعي الدائم لنيل أعلى وأرقى وأكمل هذه الدرجات.٣)
٢. خلق الله دواوين ليكتب فيها أسماء العباد، فإذا أذنب العبد أسقطه الله من المراتب العالية إلى المراتب الدانية، ويمحو اسمه من قائمة المحمودين، وينقله إلى قائمة المذمومين.
وإذا واصل العبد العصيان والتمرّد فسيكون التغيير أكبر حتّى يبلغ الأمر مرحلة يمحو الله اسم الشخص العاصي من ديوان السعداء وينقله إلى ديوان الأشقياء.٤)
٦٧٣. يصطفي الله عباده الصالحين، فإذا بقى العبد على الصلاح فسيبقى في دائرة الاصطفاء، وإذا خرج العبد من هذه الدائرة فسيستبدل الله به غيره، ولهذا قال تعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ (محمّد: ٣٨) ١)
برّ الوالدين
أهمية برّ الوالدين:
ينبغي علينا السعي في الدنيا لبرّ والدينا؛ لئلا نكون في يوم القيامة من أهل العقوق للآباء والأمّهات.٢)
سبيل الاندفاع إلى برّ الوالدين:
١. يندفع الإنسان لأيّ عمل عندما يعيش حين القيام به بلذّة تدفعه إلى مواصلة ذلك العمل؛ ولهذا ينبغي أن نطلب من الله ليجعل برّنا بوالدينا ممتعاً لنستمر عليه، مثلاً أن يكون برّنا بوالدينا أقرّ لعيوننا وأسرّ لنفوسنا من نومة النعسان، أو أن يكون ذلك أثلج لصدورنا من شربة الظمآن، ليكون ذلك سبباً يدفعنا لنؤثر رغباتنا على رغباتهما، ونقدّم رضاهما على رضانا.٣)
٢. من أهم العوامل النفسية التي تدفعنا إلى البرّ بوالدينا هي: أن نستكثر ٦٨ برّهما بنا وإن قل، وأن نستقلّ برّنا بهما وإن كثر.١)
وظائفنا إزاء والدينا:
نجهل بعض الأحيان ما ينبغي أن نفعله لإحراز برّ والدينا، فعلينا في هذا المقام أن نطلب من الله ليلهمنا علم ما يجب فعله، ويوفّقنا بعد ذلك للعمل بهذا العلم بحيث لا يفوتنا استعمال شيء مما أرشدنا الله إليه، ولا نعيش حالة الكسل والتباطؤ في القيام بما ينبغي علينا فعله إزاء طاعة والدينا والاعتناء بهما.٢)
أهم وظائفنا إزاء والدينا:
١. نهابهما هيبة السلطان الجائر.٣)
٢. نتعامل معهما بالبرّ والعطف كما تتعامل الأم الرؤوف مع أولادها.٤)
٣. نخفض لهما صوتنا.٥)
٤. نتكلّم معهما بالكلام الحسن والطيّب.٦)
٦٩٥. يكون قلبنا عطوفاً عليهما.١)
٦. نتعامل معهما بسلاسة ولطف.٢)
٧. نتصرّف معهما برفق وشفقة.٣)
٨. لا ننسى ذكرهما بالدعاء بعد كلّ صلاة، وفي آناء الليل، وفي كلّ ساعة من ساعات النهار، ونأمل إزاء دعائنا لوالدينا أن ننال المغفرة الإلهية.٤)
موقفنا الصحيح إزاء إساءة والدينا إلينا:
إذا تجاوز علينا والدينا في قول، أو أسرفا علينا في فعل، أو ضيّعا لنا بعض الحقوق، أو قصّرا في أداء واجب، فعلينا أن نهب ذلك لهما، ونسأل الله أن يزيل عنهما الآثار السلبية الدنيوية والأخروية لما قاما به، وأن لا تكون شكوى منّا عليهم، ولا يكون لنا موقف سلبي إزاء سوء تصرّفاتهما معنا؛ لأنّهما أوجب حقّاً علينا، وأقدم إحساناً إلينا، وأعظم فضلاً لدينا.
وليس من الصحيح أن نعاملهما بالقصاص، ونطلب لهما العقوبة، وكيف يحقّ لنا طلب مجازاتهما وقد شغلا أنفسهما فترة طويلة بتربيتنا، وأتعبا أنفسهما في حراستنا وحفظنا من كلّ مكروه وأذى، وضيّقا بعض الأحيان على أنفسهما في النفقة للتوسعة علينا.
٧٠ونحن لا يمكننا أداء حقّهما، والقيام بما يجب علينا لهما، أو القضاء بوظيفة خدمتهما، فكيف نتجرّأ في طلب مجازاتهما إزاء ما قصّراه في حقّنا.١)
الدعاء للوالدين:
الأدعية التي ينبغي أن نطلبها من الله لوالدينا:
١. الاختصاص بالكرامة لدى الله عزّوجل.٢)
٢. الصلاة من الله عليهما.٣)
٣. اللهم اشكر لهما تربيتي.٤)
٤. اللهم اجعل لهما الثواب الكامل إزاء رعايتهما لي.٥)
٥. «اللهم... احفظ لهما ما حفظاه منّي في صغري».٦)
٦. اللهم ما مسّهما منّي من أذى، أو لحق بهما منّي من مكروه، أو ضاع من ناحيتي لهما من حقّ، فاجعله مغفرة لذنوبهما، وعلواً في درجاتهما، وزيادة في
٧١حسناتهما، فإنّك مبدّل السيّئات بأضعافها من الحسنات.١)
٧. «اللهم... اخصص أبوي بأفضل ما خصصت به آباء عبادك المؤمنين وأمّهاتهم».٢)
٨. «اللهم... اغفر لهما ببرّهما بي مغفرة حتماً».٣)
٩. «اللهم... ارض عنهما بشفاعتي لهما رضى عزماً».٤)
١٠. «اللهم... بلّغهما بالكرامة مواطن السلامة».٥)
الوالدين والشفاعة:
إذا كان والدينا ممن شملتهما المغفرة الإلهية، فإنّنا نسأل الله أن يوفّقهما لشفاعتنا.
وإذا كنّا نحن ممن شملتنا المغفرة الإلهية، فإنّنا نسأل الله أن يوفّقنا لشفاعة والدينا؛ حتّى نجتمع معاً في ظلّ رأفة الله في دار كرامته، ومحلّ مغفرته ورحمته.٦)
كما نسأل الله أن يتجاوز عن سيّئاتنا، فإنّه يجدر بنا أن نسأل الله ذلك لآبائنا
٧٢وأمّهاتنا، وللمؤمنين جميعاً إلى يوم القيامة.١)
البركة
إنّ للسماوات والأرض بركات، وعلينا أن نسأل الله ليرزقنا منها.٢)
أثر البركة:
لكلّ ما نمتلك حدّاً محدوداً وقدراً معيّناً من التأثير الإيجابي، ولكن إذا حلّت البركة به فستزيد من أثرها الإيجابي. ويعدّ الدعاء من أهم السبل لنيل هذه البركة.٣)
البصيرة
البصيرة نعمة إلهية، والمبتلى بفقدان هذه النعمة [أي: المتورّط بالعمى] مبتلى ببلاء عظيم ينتهي به إلى الخسران المبين.٤)
البلاء
لا يكون البلاء إلّا بإذن الله:
لا يصاب الإنسان ببلاء من سائر المخلوقات إلّا بإذن الله تعالى، وفي دائرة
٧٣هيمنته تعالى وسلطانه.١)
حسن وقبح البلاء:
البلاء خير فيما لو:
١. أخذ الله فيه من أنفسنا ما يخلّصها، أي: ابتلانا الله بما يؤدّي إلى خلاص أنفسنا من آثامها ومعاصيها.
٢. أبقى الله لأنفسنا منها ما يصلحها، بحيث لا يصل البلاء حدّاً يستوعب كلّ قدرتنا فنعجز عن أداء ما هو صالح لأنفسنا، فيتبدّل البلاء في هذه الحالة إلى شرّ ونقمة.٢)
الموقف الصحيح إزاء البلاء:
١. ينبغي أن يكون موقفنا إزاء ما يبتلينا الله به الرضا بما يراه الله مصلحة لنا، وأن يكون هدفنا نيل رضوان الله فحسب.
فإذا كانت النعم هي التي تؤدّي بنا إلى هذا الهدف، فإنّنا نسأل الله أن يعطينا من النعم ما يرضيه عنّا.
وإذا كان البلاء هو الأصلح لنا، فإنّنا نسأل الله العافية، وأن يفعل بنا كلّ ما يؤدّي بنا إلى نيل رضوانه تعالى.٣)
٢. إذا واجهنا المصائب والشدائد والمكاره، ولكنّنا بقينا مصرّين على نيل رضا ٧٤ الله، فعلينا أن نعلم بأنّنا نعيش في نعمة عظمى؛ لأنّ كلّ مكروه وبلاء مهما كان كبيراً فإنّه يهون ويصغر ولا قيمة له عند مقايسته مع سخط الله وغضبه.١)
دفع الله البلاء عنّا:
١. يدفع الله عنّا المكاره، ويبعد عنّا السوء، ويصرف عنّا الشرّ بلطفه.٢)
٢. إنّ الله رحيم، وهذه الرحمة هي التي توجب عند اقتضاء الحكمة الإلهية أن يمنحنا الله العافية، ويبعدنا عن كلّ سوء وبلاء.٣)
٣. يفتح الله باب الفرج أمامنا، ويكشف عنّا الغم بفضله وسعته وإحسانه، ويمنع هيمنة سلطان الهمّ علينا بحوله وقوّته.٤)
التفضّل الإلهي في دفع البلاء عنّا:
يكشف الله البلاء عنّا تفضّلاً وإن لم نكن أهلاً لذلك.٥)
عوامل دفع الله البلاء عنّا:
اعترافنا أمام الله بالضعف وقلّة الحيلة، وتضرّعنا إليه تعالى يوجب أن يدفع الله عنّا الكثير من البلاء.٦)
٧٥الالتجاء إلى الله لدفع البلاء:
١. إنّ الله تعالى:
هو العدّة لنا عندما تحيط بنا الأحزان.
وهو الملجأ لنا عندما تلمّ بنا الهموم والغموم.
وهو العون لنا عندما نتعرّض للحرمان.
وهو الذي يعوّض ما فاتنا، ويصلح ما فسد من أمورنا، ويغيّر ما هو مكروه لنا.
وينبغي أن نسأله ليمنن علينا قبل البلاء بالعافية.١)
٢. ينبغي الالتجاء إلى الله ليكفينا شدّة مصائب الدهر والأيام.٢)
٣. إنّ الله هو الملجأ والنجاة للتخلّص من شدائد المحن والفتن والابتلاءات الصعبة جدّاً.٣)
٤. إذا تشابكت علينا الأمور، ووجدنا أنفسنا عاجزين عن التخلّص من الشدائد والمصائب المحيطة بنا، فلا سبيل لنا في هذه الحالة إلّا الالتجاء إلى الله؛ لأنّه تعالى:
هو المدعو للمهمّات والشدائد التي تشغل همّنا وتفكيرنا.
٧٦وهو المفزع في الملمّات التي تنزل بنا فتوقعنا في المصائب والشدائد.
ولا تندفع ولا تزول هذه المهمّات والملمّات إلّا بإذن الله وإرادته.١)
٥. قد يبلغ البلاء المحيط بنا حدّاً يشقّ علينا ثقله، ولا يكون لنا حلّا ً للتخلّص منه إلّا الالتجاء إلى الله عزّوجل.٢)
٦. قد نواجه حالات البلاء والشدّة والضيق بحيث نعجز عن التخلّص منها عن طريق الأسباب المتوفّرة لدينا، وفي هذه الحالة ينبغي أن لا نفقد أملنا بالله؛ لأنّه تعالى هو القادر على كشف ما ابتلينا به، ودفع ما وقعنا فيه.٣)
٧. قد نواجه مشاكل لا نتمكّن من حلّها، وأزمات معقّدة لا نقدر على احتوائها، وشدائد عسيرة لا يسعنا التخلّص منها، فيكون ملجؤنا الوحيد ـ في هذه الحالة ـ الاستعانة بالله؛ لأنّه تعالى:
أوّلاً: ذلّت لقدرته الصعاب.
ثانياً: تسبّبت بلطفه الأسباب.٤)
ثالثاً: جرى بقدرته القضاء.٥)
٧٧رابعاً. مضت على إرادته الأشياء.١)
٨. لا ننال تفريج همومنا وغمومنا، ولا نحصل على لذّة استجابة دعائنا لرفع ابتلاءاتنا العسيرة إلّا عن طريق الالتجاء إلى الله، ليهب لنا من رحمته الخاصّة، ويفرّج علينا فرجاً هنيئاً، ويجعل لنا من عنده مخرجاً وحلّا ً سريعاً لا تأخير فيه.٢)
٩. قد يُبتلى الإنسان بالوحشة والغربة والكربة والحزن والخذلان والوحدة والاحتياج والتشريد.
ويكون الالتجاء إلى الله في هذه الحالة أفضل سبيل للإنسان المبتلى؛ لأنّ الله:
«أنس كلّ مستوحش غريب». «وفرج كلّ مكروب كئيب».
«وغـوث كلّ مخـذول فـريد». «وعضد كلّ محتاج طريد».٣)
١٠. إذا تدخّلت الإرادة الإلهية بالنسبة إلى الإنسان فألحقت به إحدى الأمور التالية:
أوّلاً: أوردت عليه شيء.
ثانياً: وجّهت نحوه شيء.
ثالثاً: أغلقت أمامه باباً من أبواب الرخاء.
٧٨رابعاً: فتحت أمامه باباً من أبواب البلاء.
خامساً: عسّرت عليه بعض الأمور.
سادساً: أوقعته في دائرة الخذلان.
فلا يستطيع أحد تغيير هذا التدخّل الإلهي أبداً إلّا الله نفسه.١)
١١. إنّ الإحسان الإلهي هو الذي يحفّز المضطرين على التوجّه نحو الله والاستغاثة به من أجل التخلّص من البلاء المحيط بهم.٢)
الدعاء لدفع البلاء:
١. إذا شعرنا بأنّنا لا طاقة لنا على المشقّة والعناء، ولا صبر لنا على البلاء، ولا قوّة لنا على الفقر، فعلينا التوسّل والدعاء والطلب من الله ليرفع عنّا العناء والفقر.٣)
٢. كتب الله على نفسه إجابة دعوة ا لمضطرين، ووعد المبتلين بالسوء أن يكشف عنهم السوء والبلاء، وقال تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ (النمل: ٦٢) ٤)
٣. ينبغي الدعاء من الله ليقينا من الخوف الشديد الذي يفزعنا ويؤدّي بنا إلى الحيرة في أمرنا.٥)
٧٩شكرنا لله إزاء دفعه البلاء عنّا:
إنّ صرف الله المكروه عنّا، ودفعه السوء والبلاء عنّا، ووقايته المصائب والمحن عنّا، يستوجب منّا أن نحمده تعالى، ونشكره إزاء ذلك.١)
التبليغ
أهمية تبليغ وإرشاد الآخرين:
من وظائفنا الاجتماعية أن نكون من أهل السداد، ومن أدلّة الرشاد الذين يدلّون الناس على الرشد والهدى.٢)
التبليغ والإرشاد المطلوب:
ينبغي أن يكون إرشاد الإنسان للآخرين متحلّياً بأحسن صورة ممكنة، ليؤتي ثماره، ويترك أثره المطلوب في الواقع الاجتماعي.٣)
مكانة المبلّغين:
إنّ للدعاة والمبلّغين العاملين في توجيه العباد إلى مرضاة الله عزّوجل وإرشادهم إلى سبيله منزلة رفيعة، تجعلهم من خواص عباد الله المقرّبين، وهذا ما يحفّزنا للعمل ـ قدر وسعنا ـ في ساحة الدعوة والتبليغ.٤)
٨٠التسديد الإلهي
دواعي احتياج الإنسان إلى التسديد الإلهي:
١. يحتاج الإنسان إلى التسديد الإلهي ليقيه الله من سقطة الهالكين، وتخبّط الضالّين، وزلّة المغرورين، وورطة الهالكين.١)
٢. يحتاج الإنسان حين سلوكه طريق الخير إلى تسديد إلهي يسهّل له اجتياز الموانع في هذا الطريق.٢)
بعبارة أخرى: الشخص الذي يعاني من حالة الضعف في مستواه العبادي، ويجد نفسه في فخ طول الآمال والطموحات، وفي أسر الذنوب والمعاصي، لا سبيل له للتخلّص من الوضعية السيّئة التي يعيش فيها إلّا الالتجاء إلى الله؛ ليشمله التسديد الإلهي، ويحيطه الباري عزّوجل برحمته وعفوه وغفرانه.٣)
من طرق التسديد الإلهي:
يسدّد الله العبد لئلا يقترب من القبائح والسيّئات والآثام والخطيئات الفاضحة ٨١ عن طريق إشعار قلب العبد بحالة النفور والانزجار منها.١)
التعامل مع الآخرين
صيانة النفس من إيذاء الآخرين:
إحدى سبل صيانة أنفسنا من إيذاء الآخرين هي الالتجاء إلى الله والاستعانة به؛ ليعصمنا من إيذاء كلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة.٢)
الموقف الصحيح إزاء سوء تصرّفات الآخرين معنا:
إذا تعرّضنا إلى مواقف وتصرّفات سيّئة من قبل الآخرين، فعلينا ـ بعد الاستعانة بالله ـ أن نبذل غاية جهدنا لاتّباع سلوك وتصـرّفات تحوّل هذه المواقف والتعاملات من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية.
ومن هذا القبيل:
١. تبديل مقت أهل البغض إلى محبّة.٣)
٢. تبديل حسد أهل البغي إلى مودّة.٤)
٣. تبديل سوء ظن أهل الصلاح إلى اعتماد وثقة.٥)
٤. تبديل عداوة الأقربين إلى موالاة ونصرة.٦)
٨٢٥. تبديل جفاء وعقوق ذوي الأرحام إلى صلة ومبرّة.١)
٦. تبديل خذلان الأقربين إلى تعاون ومساعدة.٢)
٧. تبديل المحبّة غير الحقيقية والتصنّعية التي يظهرها الآخرون لنا إلى محبّة ومودّة وألفة صادقة وحقيقية.٣)
٨. تبديل رفض وسوء تعامل من نختلط بهم إلى الاستجابة وحسن المعاشرة والمعايشة.٤)
٩. تبديل مرارة الخوف من الظالمين إلى حلاوة الأمن.٥)
ما نحتاجه عند هجوم الآخرين علينا:
إذا كنّا في مقام الدفاع عن أنفسنا أمام هجوم الآخرين، فإنّنا سنكون بحاجة إلى:
١. القوّة والقدرة ضدّ من يظلمنا.
٢. الحجّة والبيان ضدّ من يخاصمنا.
٣. الظفر والفوز ضدّ من يعاندنا.
٤. المكر والحيلة ضدّ من يكايدنا.
٥. القهر والسلطان ضدّ من يضطهدنا.
٦. القدرة على تكذيب من يعيبنا.
٨٣٧. السلامة والحفظ ممن يتوعّدنا.١)
من مكارم الأخلاق في تعاملنا مع الآخرين:
١. نواجه من غشّنا بالنصح والمعروف.
٢. نجازي من هجرنا بالبرّ والإحسان.
٣. نثيب من حرمنا بالبذل والعطاء.
٤. نكافئ من قطعنا بالصلة والمودّة.
٥. نقابل من اغتابنا بحسن الذكر والثناء.
٦. نشكر المحسن ونتجاوز عن المسيء.٢)
العفو عمّن ظلمنا:
يجدر بنا إزاء الذين تجاوزوا على حقوقنا، وتعاملوا معنا بما حرّم الله عليهم فظلمونا أن نبرء لهم الذمة، ونصفح عما ارتكبوه من ظلم في حقّنا ـ سواء كان هؤلاء الآن من الأحياء أو الأموات ـ ونسأل الله لهم العفو والمغفرة لما لحقهم بسبب ظلمهم إيانا، وتعدّ براءة الذمة هذه من:
أزكى وأنمى صدقات المتصدّقين.
وأعلى صلات وعطيّات المتقرّبين.
٨٤وسيعوّضنا الله إزاء عفونا عن هؤلاء بعفوه، وإزاء دعائنا لهم برحمته، وسيحيطنا جميعاً بإحسانه، ويكتب لنا جميعاً النجاة بفضله.١)
تطهير الصدور من الحقد:
ينبغي أن لا يحمل الإنسان المؤمن الحقد والغل على أحد من المؤمنين في صدره، وإذا كان شيء من هذا القبيل فينبغي أن يحاول الإنسان مسرعاً إلى نزع هذا الحقد من صدره.٢)
المنهجية الصحيحة للافتراق والاجتماع مع الآخرين:
ينبغي علينا مفارقة من افترق سبيله عن الله، والاجتماع مع من اجتمع سبيله مع الله عزّ وجل.٣)
اجتناب التعرّض لفضل الكفّار:
ينبغي أن نحاول الابتعاد عن التعرّض لإحسان وفضل أيّ شخص كافر أو فاجر، لئلا يكون لهؤلاء علينا منّة وفضل.
٨٥وإذا احتجنا إلى شيء، فينبغي أن يكون سكون قلوبنا وأنس أنفسنا واستغنائنا وكفايتنا بالله وبخيار خلقه، وأن نبتعد عمّا يدفعنا إلى مدّ أيدينا إلى شخص كافر أو فاجر.١)
وبصورة عامة: الكفاية والاستغناء عن العباد وعدم الاضطرار لطلب الحاجة منهم، كالتاج على الرأس توجب لصاحبها الزينة والعزّة والرفعة.٢)
دوافع حسن تعامل الآخرين معنا:
تعرّف الآخرين علينا، وازدياد بصيرتهم بما أوجب الله عليهم إزاءنا من حقوق يدفعهم إلى حسن التعامل معنا، وهذا ما يعمّق الصلة بيننا وبينهم، فينالوا وننال بذلك السعادة والسرور نتيجة إحساننا إليهم وإحسانهم إلينا.٣)
التنقيص من مكانتنا الاجتماعية:
لا يحقّ للإنسان القيام بما يؤدّي إلى تنقيص مكانته الاجتماعية، والحطّ من مرتبته وقيمته بين الناس لأسباب تافهة.٤)
تقوی اللّه
إنّ الله أهل التقوى، وهو الذي يستحق أن يتّقي العباد منه.٥)
٨٦أهمية تقوى الله:
أفضل زاد يأخذه الإنسان معه من الدنيا إلى سفره الأخروي هو التقوى، وبهذا تكون رحلة الإنسان متّجهة نحو الرحمة الإلهية، ويكون مدخله في مرضاته تعالى، ويكون مثواه ومحل إقامته الجنّة.١)
التقوى والتسديد الإلهي:
يحتاج الإنسان من أجل الالتزام بالتقوى إلى التسديد الإلهي ليحظى بالعناية الإلهية، فيلهمه الله التقوى، ويوفّقه للتي هي أزكى، ويستعمله بما هو أرضى، ويسلك به الطريقة المثلى، ويجعله سائراً على المنهاج الصحيح والطريق القويم، ويجعل حياته ومماته في سبيل الحقّ.٢)
ثمار تقوى الله:
١. إذا كان الله عند العبد أحقّ من يخشاه ويتّقيه، فسيكون هذا العبد أقرب إلى أن يؤمّنه الله مما يحذر، ويحيطه برحمته.٣)
٢. من يتّقي الله يعصمه الله من الذنوب والزلل والخطأ.٤)
٨٧التكليف الإلهي
١. أمرنا الله بأداء بعض التكاليف ليمتحن ويختبر طاعتنا، ومدى صدق سرائرنا، ومقدار رسوخ الإيمان في قلوبنا.١)
٢. نهانا الله عن ارتكاب بعض الأفعال ليبتلي شكرنا.٢)
وعموماً: أراد
الله منّا «الصلاح» لا «الفساد»، ولهذا أرشدنا الله إلى ما نصلح
به أمورنا الفاسدة، كما أنّه تعالى يصلح الكثير مما فسد من أمورنا الدنيوية
والأخروية.٣)
التكليف بما يطاق:
رضي الله من أفعالنا باليسير، وجعل التكاليف العبادية أقل بكثير من طاقتنا وإمكانياتنا.٤)
بعبارة أخرى: لم يكلّفنا الله بما لا طاقة لنا به، بل كلّفنا بما هو في وسعنا، بحيث لم يترك لأحدنا الحجّة والعذر في التخلّي عما كلّفنا به.
ولهذا تكون عاقبة مخالفة هذه التكاليف الهلاك.
وتكون عاقبة الالتزام بهذه التكاليف السعادة.٥)
٨٨تهذيب النفس
طبيعة النفس البشرية غير المهذّبة:
١. النفس البشرية ـ بطبيعتها ـ كثيرة الجزع، ودأبها عدم تحمّل المكروه وعدم
الصبر عليه.١)
٢. النفس البشرية ـ بطبيعتها ـ تدفع صاحبها دائماً إلى اقتحام حرمات الله، والتعدّي على حدوده تعالى، والغفلة عن وعيده.٢)
٣. النفس البشـرية ـ بطبيعتها ـ ذات رغبات طائشة لا يهمّها سوى تلبية طلباتها، وينبغي على الإنسان أن يقوم بتهذيب نفسه، لتكون رغباته دائماً نيل ما عند الله عزّوجل.٣)
٤. النفس البشرية ـ بطبيعها ـ أمّارة بالسوء ومختارة للباطل، إلّا أن يجاهد العبد نفسه، فيدخل في دائرة الرحمة الإلهية، فلا يكله الله إلى نفسه، بل يحيطه بتسديده وتوفيقه وعنايته، ويساعده على تهذيب نفسه، وتحويلها إلى نفس مطمئنة ومختارة للحقّ.٤)
الاستعانة بالله لتهذيب أنفسنا:
قد نضعف في تربية أنفسنا وتزكيتها وكبح جماحها، فلا يكون لنا سبيل لسدّ
٨٩ضعفنا هذا إلّا عن طريق الاستعانة بالله، ليمنحننا من التسلّط على أنفسنا والتمكّن منها ما نحقّق به رضاه عزّ وجل.١)
إذن: ينبغي علينا الاستعانة بالله للقيام بإصلاح أنفسنا، والابتعاد عن الصفات التي يبغض الله وجودها فينا، وتحسين سلوكنا وتصرّفاتنا، والمبادرة إلى تنمية مكارم الأخلاق فينا.٢)
بعبارة أخرى: إذا أحاطت وساوس أنفسنا بنا، ولم نتمكّن من مواجهتها والتخلّص منها، فالملجأ الوحيد لنا في هذا المجال هو الالتجاء إلى الله، وطلب العون منه تعالى.٣)
التوبة
١. إنّ الله هو الملجأ الوحيد لطلب الغفران والتوبة منه تعالى.٤)
٢. إنّ الله مقيل عثرة المذنبين، وغافر خطاياهم، وهو تعالى يحبّ التوابين.٥)
٣. إنّ الله يتوب عن المذنبين، ويستوهبهم سوء أفعالهم، ويضمّهم إلى كنف رحمته، ويستر عليهم بستر عافيته؛ لأنّه تعالى ذو فضل عظيم.٦)
٩٠٤. عوّد الله عباده على قبول التوبة، بحيث كلّما يعود الإنسان إلى الله بالاستغفار والتوبة يعود الله عليه بالمغفرة والإنابة.١)
التوبة فرار إلى الله:
١. ينبغي للعبد المسيء أن يفرّ بنفسه إلى الله؛ لأنّه تعالى إليه مفرّ المسـيء، ومفزع المضيّع لحقّ نفسه.٢)
٢. لو كان الإنسان المقصّـر في حقّ الله قادراً على الهروب من العقاب الإلهي فالأولى له الهروب، ولكن حيث لا يمكن الهروب، ولا زال الإنسان في هذه الدنيا يمتلك فرصة التوبة إلى الله تعالى، فعليه أن يغتنم هذه الفرصة ويتوب إليه عزّوجل.٣)
من خصائص توبة أمّتنا:
تفضّل الله على الأمّة الإسلاميّة في مسألة التوبة، وجعلها لهم أيسر مما كانت عليه الأمم السابقة.٤)
مجال التوبة:
لا تقتصر التوبة على ارتكاب الذنوب والمعاصي والآثام، بل ينبغي التوبة من
٩١جميع ما يخالف إرادة الله أو الانحراف عن محبّته تعالى، من قبيل خطرات القلب كالأهواء والميول والأماني والرغبات المذمومة، ومن قبيل خائنة الأعين وزلّات اللسان.١)
لزوم التوبة:
١. الذنوب والمعاصي أمور مهلكة للعبد، والملجأ الوحيد للتخلّص منها هو اللجوء إلى الله وطلب التوبة منه والاستجارة به؛ لئلا يخذلنا ويحرمنا ويخيّب آمالنا.٢)
٢. كلّ مذنب بحاجة إلى التوبة وطلب الغفران منه تعالى، وتكون هذه الحاجة آكد في خصوص من أثقلت الخطايا ظهره، وضيّع عمره في ارتكاب الذنوب والمعاصي.٣)
الدوافع للتوبة:
١. الرحمة الإلهية هي التي تدفع المذنبين إلى الاستغاثة بالله وطلب العفو منه.٤)
٩٢٢. الرأفة الإلهية هي التي تحفّز المذنبين على التوبة والإنابة إليه تعالى والتوجّه إلى ما فيه صلاح أمرهم، رجاءً لرحمة الله التي بها فكاك رقاب الخاطئين.١)
٣. الخوف من الله هو الذي يدفع الخاطئين وأصحاب الذنوب والمعاصي إلى رفع أصواتهم بالبكاء بين يدي الله طلباً للتوبة والإنابة إليه تعالى.٢)
٤. كلّما يكون المؤمن أعرف بما جنى من المعاصي وما ارتكب من الإثم، فإنّه سيمتلك المزيد من المحفّزات للتوبة والاستغفار.٣)
٥. إنّ الله «يقبل التوبة» عن عباده، و«يعفو» عن السيّئات، و«يحبّ» التوّابين.
وهذا ما يدفعنا للتوبة:
ليقبل الله توبتنا كما وعد.
ويعفو عن سيّئاتنا كما ضمن.
ويجب لنا محبّته كما شرط.٤)
أحوج الناس إلى التوبة:
يكون الإنسان الذي يتغلّب عليه الأمل ويفتنه الهوى وتتملّكه الدنيا ويظلّه الأجل أحوج من غيره للإنابة والتوبة.٥)
٩٣التوبة المفضّلة:
ينبغي أن تكون توبتنا كمن أدرك بأنّ أيام عمره ـ وهي فرصته للعمل الصالح ـ قد انقضت، ولكنّه لم يغتنم تلك الفرصة، وقد أشرف الآن على الموت، وأيقن بأنّه لا مفرّ له من عذاب الله إلّا بالإنابة، فيتوجّه إلى الله بإخلاص ليعفو عنه.١)
التضرّع في التوبة:
أهم سبيل للنجاة من الله هو التضرّع إليه تعالى.٢)
قبول التوبة:
١. أمرنا الله بالتوبة، وضمن لنا القبول، وحثّنا على الدعاء، ووعدنا الإجابة، فمن توجّه إلى الله قبل الله توبته، ولن يجعل حصاده الخيبة؛ لأنّه تعالى هو التوّاب على المذنبين، وهو الرحيم للخاطئين المنيبين.٣)
٢. الرحمة الإلهية واسعة بحيث إذا تاب العبد وأناب إلى ربّه بعد الإصرار على عظيم جرمه فلا يحرمه الله من رحمته، بل يحيطه بعفوه ومغفرته.٤)
٩٤٣. إنّ الله عطوف بعباده المذنبين، فإذا تابوا فإنّه سيعفو عنهم، ولا يؤاخذهم بما ارتكبوا.١)
فتح الله لأبواب التوبة نعمة تستحق الشكر:
١. فتح الله أبواب التوبة لنا، وهذا الأمر بحدّ ذاته نعمة عظمى وفّرها الله لنا بفضله.٢)
٢. يستحق الله منّا الحمد والشكر إزاء تفضّله علينا بالصفح الجميل، وتجاوزه عن إساءاتنا وعفوه عن ذنوبنا.٣)
دعوة الله العباد إلى التوبة:
١. فتح الله لعباده باباً إلى عفوه سمّاه التوبة، وقد بيّن الله ذلك في محكم كتابه لتكون هذه الباب معروفة عند الجميع ولا يخطؤها من أرادها، فقال تبارك اسمه: ﴿تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي الله النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّك عَلَى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ﴾ ٩٥ (التحريم: ٨) ، فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقامة الدليل١) ؟!
٢. يدعو الله إلى نفسه الذين يبتعدون عنه نتيجة ارتكابهم للذنوب والمعاصي، ويدعوهم إلى التوبة والإنابة والرجوع إليه تعالى.٢)
٣. يحبّ الله منّا الاستغفار والتوبة واتّخاذ قرار الكفّ عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، ويكره لنا الإصرار والدوام والثبات عليها.٣)
٤. يتقبّل الله من العباد عودتهم إلى الطاعة بعد المعصية؛ لأنّه تعالى يحبّ التوّابين.٤)
أهم موارد التوبة:
أهم الموارد التي تستحق التوبة والاعتذار منها إلى الله تعالى:
١. مظلوم ظلم بمحضرنا فلم ننصره. ٢. معروف أعطي لنا فلم نشكره.
٣. مسيء اعتذر منّا فلم نعذره. ٤. فقير سألنا فلم نلبّي طلبه.
٥. حقّ مؤمن لزمنا فلم نؤدّيه. ٦. عيب مؤمن ظهر لنا فلم نستره.
٧. إثم عرض لنا فلم نهجره.٥)
٩٦الاستعانة بالله في التوبة:
يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة للتوبة والعزيمة على ترك الذنوب والمعاصي.
وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليرزقنا حسن الإنابة، ويطهّرنا بالتوبة، ويصلح أمورنا بالعافية، ويذيقنا حلاوة المغفرة، ويحرّرنا بعفوه من الخطايا وتبعات الآثام، ويعتق رقابنا برحمته من عبوديتها للذنوب والمعاصي.١)
الإنسان في مقام التوبة:
١. عندما يقف الإنسان المذنب وحيداً فريداً بين يدي الله ويخفق قلبه من خشية الله، وتضطرب أركانه من هيبة الله.
فإنّه يدرك ذلك الحين قيمة التوبة؛ لأنّ الذنوب ستجعله في مقام الخزي أمام الله عزّوجل.
ويحتار الإنسان في ذلك الوقت:
إن سكت لم ينطق عنه أحد.
وإن جاء دور الشفاعة فإنّه يعلم بأنّه ليس ممن يستحق الشفاعة.
٩٧فيكون هذا الإنسان في ذلك الوقت أحوج ما يكون إلى رحمة الله وكرمه وعفوه وفضله؛ ليشفع في خطاياه بكرمه.
ويقابل سيّئاته بعفوه.
ولا يخزيه بعقوبته.
ويبسط عليه بفضله.
ويغمره بستره وغفرانه.
ويفعل به فعل عزيز تضرّع إليه عبد ذليل فرحمه، أو غني تعرّض له عبد فقير فبعث فيه الحياة والأمل.١)
٢. يكون الإنسان عند التوبة في مقام العائذ بالله ومحلّ المعترف له.٢)
٣. يكون الإنسان عند التوبة في مقام من استحيا لنفسه من الله، وسخط عليها، ورضي عن الله؛ ولهذا فإنّه يتوجّه إلى الله بخشوع وخضوع، وبظهر مثقل من الخطايا، واقفاً بين الرغبة إلى الله وبين الرهبة منه.٣)
٤. يكون الإنسان في مقام التائب أقرب إلى نيل فضل الله وعفوه إلّا مع وجود موانع تحرمه من هذا الفضل والعفو الإلهي وتجعله من الخائبين.٤)
٩٨٥. التائب هو الذي يقف أمام الله ويمدّ يده إليه تعالى، مقرّاً بأنّها الأيدي الأثيمة التي ارتكبت الذنوب والمعاصي، ومعترفاً بأنّه ممن قادته أزمّة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان، فقصّر عمّا أمر الله به تفريطاً، وارتكب ما نهاه الله عنه، كأنّه غافل عن عاقبة الأمور، وجاهل بقدرة الله عليه، ومنكر لفضل إحسان الله إليه.
ولكن عندما انفتح له بصر الهدى، وتقشّعت عنه سحائب العمى، أحصى ما ظلم به نفسه، وفكّر فيما خالف به ربّه، فأدرك فداحة عصيانه وهول مخالفته، فأقبل نحو الله مؤمّلاً له ومستحيياً منه، ووجّه رغبته إليه وهو واثق به، وقصده موقناً بأنّ رحمته أوسع من ذنبه، وتوجّه إليه بإخلاص من منطلق الخوف والخشية منه تعالى.١)
التوبة والندم:
١. الندم إزاء ارتكاب السيّئات والعزم على تركها نوع من أنواع التوبة.٢)
٩٩٢. الندم توبة، وترك المعاصي إنابة، والاستغفار حطّة للذنوب.١)
آداب التوبة:
١. التوجّه إلى الله بقلب طاهر.٢)
٢. الدعاء بصوت ملؤه الحزن والأسى والخشية.٣)
٣. التوجّه إلى الله بمنتهى الخشوع
والتواضع والانكسار بحيث يكون التائب مطأطئ الرأس، منحني الظهر، وقد أحاطت الرعشة
بقدميه فجعلته يرتعد
وقد اصطكّت فرائصه، وفاضت عيناه بالدموع بحيث سالت دموعه على خديه.٤)
٤. الالتفات إلى أنّ الله لا يعظم عليه العفو عن الذنب العظيم، ولا يصعب عليه التجاوز عن الإثم الكبير، ولا يشقّ عليه التجاوز عن الجرائم والجنايات القبيحة جدّاً.٥)
٥. الخوف والإشفاق والوجل من تبعات وآثار الذنوب التي صدرت منه.٦)
١٠٠٦. الخجل والاستحياء من الله إزاء الذنوب والمعاصي التي ارتكبها.١)
٧. الندم إزاء ارتكابه المعاصي والذنوب والآثام.٢)
٨. الوقوف بين يدي الله مبدياً لفقره وفاقته ومسكنته، وأن يكون بمغفرة الله أوثق منه بعمله، وأن يعي بأنّ مغفرة الله ورحمته أوسع من ذنوب عباده.٣)
٩. الوقوف بين يدي الله وقوف المستسلم الخاضع الذليل المعترف بذنوبه، ولسان حاله: إلهي إن تعذّبني فإنّي لذلك أهل وهو يا ربّ منك عدل، وإن تعف عنّي فقديماً شملني عفوك وألبستني عافيتك.٤)
١٠. التحلّي بالمسكنة والاستكانة والشفقة والخوف والوجل والفقر والاضطرار.٥)
١١. الاعتراف بالضعف في الانتباه إلى طاعة الله عزّ وجل.٦)
١٢. الاعتراف بقلّة الالتفات إلى وعيد الله، وغفلتنا من غضبه وسخطه.٧)
١٣. الاعتراف باندفاعنا من دون تفكير وبدون روية وبصورة غير متزنة نحو الباطل.٨)
١٠١١٤. الاعتراف بالإساءة والخطأ والزلل.١)
١٥. الاعتراف بالاجتراء والتعمّد في ارتكاب المعاصي.٢)
١٦. الاعتراف بأفعالنا القبيحة وكثرة تبعاتها وآثارها السيّئة.٣)
١٧. الإقرار بالجرم والإساءة إلى النفس.٤)
١٨. الاعتراف بإلقاء النفس في طول العناء الدنيوي والأخروي.٥)
١٩. الاعتراف بأنّنا جنينا على أنفسنا وأوقعنا أنفسنا في التهلكة؛ لأنّنا خشينا من عباد الله وحذرنا منهم، ولم نهاب الله ولم نحذره، ولم نرهب سطوة الله وبطشه، ولم نخف بأسه وشدّة عقوبته وأليم عذابه.٦)
٢٠. الاعتراف بالذنب والتصريح أمام الله بأنّه أمرنا فعصيناه ونهانا فتمرّدنا عن نهيه، وأنّنا تجاوزنا حدوده عزّ وجل، وانتهكنا حرماته، وارتكبنا كبائر ذنوبه.٧)
تنبيه: الاعتراف بالذنب وتوبيخ النفس ـ بين يدي الله عزّوجل ـ يكون من باب طمعنا في رأفة الله وسبيلاً لنيل رحمته والفوز بمغفرته.٨)
١٠٢٢١. الاعتراف بعجز إحصائنا لعيوبنا ومعاصينا لكثرتها واتّساع كمّيتها.١)
٢٢. الاعتراف بين يدي الله بأنّ ذنوبنا سلبت منّا قدرنا ومنزلتنا، وألبستنا لباس الذلّ والحقارة.٢)
٢٣. الاعتراف بقلّة الحياء.٣)
٢٤. التوجّه إلى الله ورجاء عظيم عفوه الذي يعفو به عن الخاطئين.٤)
٢٥. التكلّم مع الله بصفة العبد:
* الذليل.
* الظالم لنفسه.
* المستخف بحرمة ربّه.
* الذي عظمت ذنوبه بحيث أصبح أمرها جسيماً في خطورته وضرره.
* الذي أدبرت أيامه فانقصت [أي: تقدّم به العمر]، ومضت أيام شبابه من غير رجعة.٥)
٢٦. الاعتراف لله بأنّنا لم نستسلم وقت إحسانه إلّا بالامتناع عن عصيانه.٦)
١٠٣ ١٠٤٢٧. السؤال من الله سؤال البائس المحتاج بشدّة.١)
٢٨. السؤال من الله بخجل واستحياء.٢)
٢٩. السؤال من الله سؤال من استكثر ذنوبه واعترف بخطيئته.٣)
٣٠. السؤال من الله سؤال من اشتدّت فاقته وضعفت قوّته وكثرت ذنوبه، سؤال من لا يجد لفاقته مغيثاً ولا لضعفه مقوّياً ولا لذنبه غافراً غير الله عزّوجل.٤)
«مولاي ارحم كبوتي لحرِّ وجهي، وزلّة قدمي، وعُد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على إساءتي، فأنا المقرّ بذنبي المعترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي أستكين بالقود من نفسي، ارحم شيبتي، ونفاد أيامي، واقتراب أجلي، وضعفي ومسكنتي، وقلّة حيلتي».٥)
تنبيهان:
١. يجدر بنا عند طلب المغفرة لأنفسنا أن نطلب ذلك أيضاً لغيرنا من عباد الله الصالحين.٦)
١٠٥٢. ننسى بعض الأحيان ارتكابنا لبعض الذنوب، فنغفل عن الاستغفار والتوبة، وهذا ما يدعونا عند التوبة أن نطلب منه تعالى ليغفر لنا جميع التبعات، سواء كانت التبعات التي لنا علم بها أو التبعات التي نسيناها، وكلّهن بعين الله التي لا تنام، وعلمه الذي لا ينسى، ونسأل الله أن يحطّ عنّا وزرها، ويخفّف عنّا ثقلها، ويعصمنا من اقتراف مثلها.١)
الحالات المطلوبة عند الإنابة:
١. التذلل لله.
٢. الاستكانة لله .
٣. حسن الظن بالله.
٤. الثقة بما عند الله.
٥. الرجاء بالله.
٦. الشعور بالغربة.
٧. الشعور بالذلّة أمام الله.
٨. الشعور بالبؤس والهوان.
٩. الشعور بالفقر في كلّ شيء لله.
١٠. الشعور بالخوف والوجل من الله.
١٠٦١١. الاستجارة بالله.
١٢. الخشية من الله.
١٣. التضرّع إلى الله.
١٤. الاستعاذة بالله.
١٥. الالتجاء إلى الله.
١٦. التواضع أمام الله.
١٧. مراعاة الأدب والنزاهة مع الله.
١٩. تصغير النفس أمام الله.١)
الحالات القلبية والنفسية المطلوبة حين التوبة:
١. الأمل بالله. ٢. الاستحياء من الله.
٣. الرغبة في الله. ٤. الثقة بالله.
٥. الإيقان بأنّ رحمة الله أوسع من ذنبه. ٦. الخوف من الله.
٧. القصد بإخلاص. ٨. الطمع بالله فقط.
٩. الفزع من الله فقط. ١٠. التواضع لله.
١١. التذلّل لله. ١٢. التضرّع إلى الله.
١٠٧١٣. الخضوع لله. ١٤. الخشوع لله.
وبهذه الحالات يبادر التائب إلى:
١. كشف همومه لله. ٢. بثّ أسراره إلى الله.
٣. عدّ ذنوبه أمام الله.
ثُمّ يستغيث العبد بالله من عظيم ذنوبه وقبيح ما فضحه في حكم الله.١)
طلب التوبة:
أفضل ما ينبغي لنا الاتّصاف به عند طلبنا التوبة هو الحياء من الله عزّوجل إزاء ارتكابنا للأفعال السيّئة٢)، وينبغي أن يتجلّى هذا الحياء في وجودنا بالأشكال التالية:
١. فيضان دموع العين نتيجة الخوف من الله تعالى.٣)
٢. خفقان القلب نتيجة الخشية من الله تعالى.٤)
٣. خضوع الجوارح نتيجة الهيبة من الله تعالى.٥)
١٠٨٤. خَمَد الصوت وعدم القدرة على رفعه بالاستغاثة.١)
٥. عجز اللسان عن الدعاء والتضرّع إلى الله عزّ وجل.٢)
الأقربون إلى الغفران الإلهي:
١. كلّما يكون العبد عند التوبة صاغراً، ذليلاً، خاضعاً، خاشعاً، خائفاً، معترفاً بعظيم ذنوبه، وجليل خطاياه، مستجيراً بصفح الله، لائذاً برحمته، مؤمناً بأنّه لا يجيره منه مجير، ولا يمنعه منه مانع، فإنّه سيكون أقرب إلى نيل العفو والغفران الإلهي.٣)
٢. إذا أمرنا الله بطاعته ونهانا عن معصيته فخالفناه، ولم تكن مخالفتنا من منطلق العناد والاستكبار، بل كانت من منطلق تلبية الهوى والانخداع بإغواءات الشيطان، وكنّا عارفين بوعيد الله، وراجين عفوه، وواثقين بتجاوزه، ثُمّ أقررنا على أنفسنا بالإساءة والذنوب، واعترفنا لله بارتكاب السيّئة، فإنّنا سنكون أقرب إلى نيل العفو الإلهي ممن لم تمتلك توبته هذه المواصفات.٤)
٣. الرحمة الإلهية أقرب للتائب الذي يتوسّل إلى الله باستمرار، ويبدي تذلّـله
١٠٩وشدّة مسكنته، ويعترف بسوء موقفه بين يدي الله تعالى.١)
٤. المغفرة الإلهية أقرب للباكي والمتذلّل بين يدي الله تعالى.٢)
٥. الوقوف بين يدي الله والإقرار أمامه بقبح ما ارتكبناه من أفعال سيّئة، وإظهار الخوف والخشية من سخطه تعالى ومقته، يقرّبنا إلى غفرانه تعالى والنجاة من عذابه.٣)
٦. إذا وفدنا إلى الله ليغفر لنا.
وقصدناه ليسامحنا ويتجاوز عن ذنوبنا.
وتوجّهنا نحوه بشوق ولهفة ليعفو عنّا.
واعتمدنا ووثقنا بفضله عزّوجل.
ونحن على يقين بأنّنا:
ليس لنا ما يوجب لنا مغفرة الله.
وليس لنا ما نستحق به عفو الله.
وليس عندنا شيء بعد أن حكمنا على أنفسنا إلّا فضل الله.
فلن يكون نصيبنا ـ إن شاء الله ـ إلّا الدخول في دائرة لطف الله وفضله وإحسانه.٤)
١١٠نداء الله حين التوبة:
النداءات التي يحسن دعوة الله بها عند التوبة١):
١. «أي أرحم الراحمين».
٢. «يا أرحم من انتابه المسترحمون».
٣. «يا أعطف من أطاف به المستغفرون».
٤. «يا من عفوه أكثر من نقمته».
٥. «يا من رضاه أوفر من سخطه».
٦. «يا من تحمّد إلى خلقه بحسن التجاوز».
٧. «يا من عوّد عباده قبول الإنابة».
٨. «يا من استصلح فاسدهم بالتوبة».
٩. «يا من رضي من فعلهم باليسير».
١٠. «يا من كافى قليلهم بالكثير».
١١. «يا من ضمن لهم إجابة الدعاء».
١٢. «يا من وعدهم على نفسه بتفضّله حسن الجزاء».
آثار التوبة:
١. التوبة تصون الإنسان من شقاء النقمة الإلهية.٢)
١١١٢. التوبة تصون الجوارح من تبعات الذنب الذي ارتكبه الإنسان بها، وتجعل صاحبها في أمان ممّا يخاف المعتدون من أليم سطوة الله وبطشه.١)
٣. التوبة تقوم بإصلاح هذا الفساد الناتج من الذنوب في نفس الإنسان.٢)
٤. التوبة تطهّر القلب والنفس من الشوائب والأدران والأوساخ المعنوية للذنوب والمعاصي.٣)
بعبارة أخرى: دنس وأوساخ العصيان ودرن الخطايا والذنوب بحاجة إلى تطهير، فإذا طهّر الإنسان قلبه ونفسه بالتوبة، فسيلبسه الله بعد ذلك لباس العافية، ويحيطه بنعمه الواسعة وفضله العظيم، ويؤيّده ويوفّقه ويسدّده بلطفه، ويعينه على النيّة الصالحة والقول المرضي والعمل الحسن.٤)
٥. التوبة النصوح تؤدّي إلى محو جميع ذنوب العبد الكبيرة والصغيرة، والمرتكبة في العلانية أو في الخفاء.٥)
٦. يعرض الله عنّا بسبب سوء أفعالنا، ويتركنا في دائرة الحرمان من ألطافه الخاصة، ولكن تقل نسبة هذا الإعراض عندما نقبل عليه ونرغب فيه ونتوجّه ١١٢ إليه بتواضع وخشوع من باب التوبة والإنابة.١)
٧. يشعر الإنسان بعد التوبة ببرد وطيب وهناء ولذّة خاصّة، نتيجة طهارة قلبه من شوائب وأدران الذنوب والمعاصي.٢)
٨. التوبة ضدّ اليأس، ولا يوجد أيّ داعي للقنوط واليأس من الرحمة الإلهية، وقد فتح الله باب التوبة أمامنا.٣)
كسر التوبة:
من شقوة العبد أنّه يعود إلى المعصية مرّة أخرى بعد التوبة.٤)
كمال التوبة:
كمال التوبة أن يقرّر الإنسان عدم نقض توبته، وعدم العودة إلى ذنبه وخطيئته بحيث لا تحتاج توبته إلى توبة أخرى، بل تكون توبته هذه موجبة لمحو ما مضـى والسلامة فيما بقي.٥)
شروط قبول التوبة الكاملة:
من شروط قبول التوبة الكاملة أن يتوب الإنسان من:
١١٣١. كبائر ذنوبه وصغائرها.
٢. بواطن سيّئاته وظواهرها.
٣. خطاياه القديمة والحديثة.
توبةً بحيث:
أوّلاً: لا يحدّث نفسه بعدها بمعصية.
ثانياً: لا يضمر أن يعود في خطيئة.
ثالثاً: يعطي لله شرطاً بأن لا يعود إلى ارتكاب ما يكره الله.
رابعاً: يعطي لله ضماناً بأن لا يرجع إلى فعل ما ذمّه الله.
خامساً: يعطي لله عهداً بأن لا يتقرّب إلى جميع معاصي الله.١)
موانع كسر التوبة:
ينبغي على الشخص الذي لا يريد معاودة ارتكاب الذنوب أن يقوم بحلّ المشكلة من جذورها، وإزالة دوافع ارتكاب الذنوب عن طريق طلب العلم واكتساب البصيرة.٢)
تجديد التوبة:
يجدر بنا تجديد التوبة في بداية كلّ شهر، والاستعانة بالله لنيل العصمة التي
١١٤تمنعنا من ارتكاب الخطايا والآثام خلال الشهر المقبل، والسؤال من الله ليحفظنا في الشهر الجديد من مباشرة معصيته، وأن يلهمنا ويوفّقنا في هذا الشهر لشكر نعمه، ويلبسنا فيه رداء الصحّة والعافية، ويكمّل علينا ذلك بتوفيقنا إلى طاعته والالتزام بأمره.١)
رغبة الله في دوام توبة العبد:
١. يحبّ الله منّا الاعتراف صباحاً ومساءً بقلّة أعمالنا، والإقرار بذنوبنا وخطايانا، والإذعان بإسرافنا على أنفسنا، والالتفات إلى وقوعنا في أودية الذلّ والمهانة نتيجة ارتكابنا للذنوب.٢)
٢. أحبّ العباد إلى الله العبد الذي يخضع للأوامر الإلهية، ويبرأ إلى الله من الاستكبار، ويتجنّب المداومة على الذنب، ويتعوّذ بالله من الإصرار على المعاصي، ويداوم على الاستغفار إزاء ما قصّر.٣)
التوبة وحسن العاقبة:
حياة كلّ واحد منّا تنقضي، وعمر كلّ واحد منّا يفنى، ولابدّ من استجابة دعوة ملك الموت، والرجوع إلى الله، ولكن ما أجمل بنا أن نرجع إلى الله
١١٥وصحيفة أعمالنا مختومة بتوبة مقبولة، ساترة لكلّ أعمالنا السيّئة السابقة، فيستقبلنا الله معزّزين مكرّمين، ولا يفضحنا أمام الخلائق.١)
التوحيد والشرك والإلحاد
التوحيد: لا إله إلّا الله.٢)
الشرك: أحقر العباد عند الله من يرزقهم وهم يعبدون غيره.٣)
الإلحاد: يجنّب الله عباده من الإلحاد والشك في أمره.٤)
التوسّل
أهمية التوسّل:
يوجب توسّلنا بمحمّد وآل محمّد في الدعاء استجابة الله لدعائنا وصيانتنا من لخيبة.٥)
أهم موارد التوسّل بها إلى الله تعالى:
١. اسم الله العظيم الذي أمر رسوله أن يسبّحه به.٦)
١١٦وإحدى موارد التوسّل بأسماء الله التوسّل بالمخزون من أسمائه تعالى، وهو الاسم الذي لم يطلع عليه الله أحداً من أنبيائه وأوصيائه.١)
٢. التوسّل إلى الله بجلال وجهه الكريم.٢)
٣. التوسّل إلى الله بنبوّة محمّد (صلى الله عليه وآله) وولاية عليّ (عليه السلام) وما لهما من درجات رفيعة ومقام كريم عند الله عزّوجل.٣)
التوفيق الإلهي
إنّنا بحاجة في مسير حياتنا إلى التوفيق والتسديد والتأييد الإلهي٤)، ولا سيّما من أجل نيل الرضوان الإلهي والوقاية من عقابه تعالى، حيث نكون في هذه الحالة بأشدّ الحاجة إلى توفيق إلهي نابع من رحمته تعالى؛ ليكون هذا التوفيق سلّماً نعرج به إلى رضوانه تعالى، ونأمن من عقابه عزّوجل.٥)
التوكّل على الله
١. إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق التوكّل عليه.٦)
١١٧٢. من يتوكّل على الله يكفيه الله، ولا يخيّب الله أبداً من يتوكّل عليه.١)
التحلّي بصدق التوكّل:
من أراد التحلّي بصدق التوكّل على الله، فعليه أن يطلب ذلك من الله عزّوجل.٢)
من آثار التوكّل على الله:
من آثار التوكّل على الله نيل المبتغى، وتحقيق الأماني، والحصول على المطلوب.٣)
الثواب والعقاب
الثواب:
ضمن الله جزاء المحسنين٤)، وهو لا يضيّع أجرهم أبداً.٥)
التفضّل الإلهي في الثواب:
١. يثيب الله عباده إزاء أعمالهم العبادية، وكأنّهم قاموا بها باستطاعتهم الذاتية لا بتوفيقه تعالى، ولكن الله ـ في الواقع ـ هو مالك لما ملّك عباده من قدرة واستطاعة، وهو المتفضّل على العباد بجعل الثواب إزاء أعمالهم العبادية.
١١٨والعبد لا يؤدّي الطاعات الإلهية إلّا بتوفيق الله وفضله أوّلاً وآخراً.١)
٢. يكافئ الله ـ بتفضّله ـ القليل من أعمال العباد الصالحة بالكثير من الأجر والثواب الدائم.٢)
٣. الكرم والتفضّل الإلهي واضح جدّاً في تعامله مع من أطاعه أو عصاه.
فإنّه يشكر المطيع ويزوّده بأسباب الوصول إلى رضاه تعالى.
ويمهل العاصي ولا يؤاخذه فوراً لعلّه ينيب إليه تعالى.
ويعطي الله كلّا ً من المطيع والعاصي ما لم يستحق، ويحسن إلى كلّ منهما بما لا يستحق من عمله.
ولو كافأ الله العبد على ما وفّقه من طاعة لأوشك أن يفقد هذا العبد ثوابه وتزول عنه النعم الإلهية، ولكنّه تعالى يجازيه بكرمه على المدّة القصيرة الفانية بالمدّة الطويلة الخالدة، وعلى الغاية القريبة والأهداف والمقاصد الدنيوية بالغاية المديدة الباقية، وهذا منتهى الكرم الإلهي العظيم.٣)
١١٩٤. لو أراد الله أن يلاحظ في محاسبته للعباد ما منحهم من قدرة وأسباب لم يبق لهم شيئاً يستحقون به الثواب، ولكنّه تعالى يتفضّل على العباد ويحاسبهم وكأنّه ملّكهم القدرة والأسباب التي أعطاها إياهم.١)
بصورة عامّة: يتعامل الله مع العبد بمنتهى الفضل والكرم والإحسان، بحيث يمكن القول بأنّ العبد الهالك ما أشقاه بحيث لم يشمله هذا الكم الهائل من الفضل والكرم والإحسان الإلهي.٢)
الثواب ومضاعفة الحسنات:
١. دعانا الله إلى تجارة مربحة، وفتح لنا أبواب رحمته، فزاد في الثمن وأعطى الزيادة.
فقال تعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْـرُ أَمْثَالِهَاوَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا﴾ (الأنعام: ١٦٠)
وقال عزّوجل: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء﴾ (البقرة: ٢٦١)
وقال تعالى: ﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ ١٢٠ (البقرة: ٢٤٥)
وغيرها من الآيات القرآنية الدالّة على أنّه تعالى يضاعف الحسنات.
ولم يقصد الله من هذه الزيادة وإعطاء الثواب الكثير على العمل القليل إلّا تقديم الربح للعباد في تجارتهم معه، ومنحهم الفوز والسعادة حين القدوم عليه.١)
٢. يزيد الله في حسنات العبد ويضاعفها عشر أمثالها؛ لتنمو وتزدهر وتكون ذات عاقبة جيّدة.
ويتجاوز الله عن سيّئات العبد حتّى يعفو عنها ويمحو أثرها وكأنّ العبد لم يدنو منها أبداً.٢)
الثواب إزاء الأعمال الصغيرة:
يتصوّر البعض بأنّ الله لا يتقبّل من الأعمال الصالحة إلّا الأعمال العظيمة والمعتدّ بها، ولكنّه تعالى ـ في الواقع ـ يتقبّل كلّ الأعمال الصالحة، ولا يدع أيّ عمل ـ مهما كان صغيراً ـ من دون ثواب.٣)
موارد تفرّد الله في إثابة العبد:
يتفرّد الله وحده لإثابة من كان وفيّاً له في طاعته، ومن أتعب نفسه في ذات
١٢١الله، وبذل قصارى جهده من أجل نيل مرضاته تعالى.١)
من طرق الإثابة الإلهية:
يثيب الله ـ بعض الأحيان ـ عباده عن طريق تبديل سيّئاتهم إلى حسنات.٢)
العقاب الإلهي:
كلّ ما يقوم به العبد من تقصير في أوامر الله، وتعدّي على حدود الله، وتجاوز على أحكام الله، فإنّه يستحق إزاء ذلك المؤاخذة والمحاسبة والمعاقبة من قبل الله عزّوجل.٣)
الفرار من العقاب الإلهي:
لا يستطيع المذنب التخلّص من العقاب الإلهي عن طريق الالتجاء إلى الهروب والفرار؛ لأنّه أينما يذهب فإنّه في ظلّ هيمنة الله وسلطانه.٤)
فداحة العقاب الإلهي:
إنّنا لا نطيق حرّ الشمس، فأنّى لنا تحمّل نار جهنم.
إنّنا لا نطيق صوت الرعد، فأنّى لنا تحمّل صوت غضب الله عزّوجل.٥)
١٢٢المعاقبة والاستهزاء والاحتقار:
إحدى عقوبات الله لعباده المذنبين أنّه يسخر منهم، ويستهزء بهم، ويذيقهم طعم استهزاء وإهانة واحتقار الآخرين لهم.١)
رجاء التخلّص من العقاب الإلهي:
لو كان عذابُنا مما يزيد في ملك الله لأحببنا هذا العذاب، وسألنا الله الصبر عليه، ولكن حيث لا يزيد عذابنا شيئاً في ملك الله، فإنّنا نسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة، وأن يتجاوز عنّا، ويتوب علينا؛ لأنّه هو التوّاب الرحيم.٢)
الذريعة لإنقاذ النفس من العقاب:
أهم ما نستطيع أن نجعله ذريعة ننقذ به أنفسنا من العقاب الإلهي هو أنّنا وحّدنا الله، ولم نشرك بالله شيئاً، ولم نتّخذ معه إلهاً.٣)
العقاب الإلهي والعدل الإلهي:
١. لا يعاقب الله أحداً إلّا من منطلق إنصافه وعدله.٤)
٢. العقاب الإلهي في منتهى الإنصاف والعدل، وليس فيه ذرّة من الظلم ١٢٣ والجور؛ لأنّه تعالى بيّن الحقّ، وأتمّ الحجّة، وتقدّم بالوعيد، وتلطّف في الترغيب، وضرب الأمثال، وأطال الإمهال، وأخّر العقوبة، وتأنّى في الجزاء لعلّهم إلى ربّهم ينيبون.١)
٣. لا يتجاوز الله حدود العدل في عقاب من عصاه، بل يكون عقابه دائماً أقل مما يستحقه أهل العذاب.٢)
٤. يحكم العقل البشري والضمير الإنساني بأنّ الله غير ظالم لمن عاقبهم.٣)
٥. لا يرغب الله في معاقبة العباد، وإنّما العباد هم الذين يظلمون أنفسهم، فيستحقون بذلك الجزاء والعقوبة.٤)
طلب المغفرة إزاء الذنوب السهوية:
إذا صدر منّا ـ بصورة مباشرة أو غير مباشرة ـ أذىً إزاء الآخرين، أو ارتكبنا ظلماً في حقّهم، ولم نقدر في الدنيا من إيصال حقّهم إليهم، فإنّنا نسأل الله أن يتعامل معنا ـ يوم القيامة ـ بفضله فيرضي هؤلاء بغناه، ويوفيهم حقوقهم كاملة من عنده تعالى، وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا لاقوّة لنا على تحمّل نقمته وغضبه تعالى، ولا طاقة لنا على تحمّل سخطه وعذابه.٥)
١٢٤سبيل التخلّص من عذاب الاستئصال:
إذا أراد الله إنزال العذاب على قوم نتيجة ظلمهم لأنفسهم، فلا يمكن النجاة للفرد الذي يعيش بين أوساط ذلك القوم إلّا عن طريق الالتجاء إلى الله، والطلب منه تعالى لينجيه منه.١)
دور النيّة في الثواب والعقاب:
لا يكون لنا ـ أحياناً ـ القوّة البدنية أو المالية الكافية لأداء بعض الفرائض الإلهية ـ سواء كانت هذه الفرائض من حقوق الله أو حقوق العباد ـ أو يعترينا النسيان أو الغفلة عن أداء ما ألزمنا الله به، فتحجبنا هذه الأمور عن نيل الثواب العظيم الذي يتمّ الحصول عليه إزاء هذه الفرائض.
ولكن الله واسع كريم، وعطاؤه جزيل، فإذا علم الله بحسن نوايانا أو اطّلع على توسّلنا به لتعويضنا، فإنّه سيكتب لنا ثواب ما فاتنا.
وإذا كان ما فاتنا من «حقّ الله»، فسيسامحنا الله إزاء ظلمنا لأنفسنا.
وإذا كان ما فاتنا من «حقّ العباد»، فسيعوّض الله أولئك الذين ظلمناهم ويرضيهم بحيث لا يبقى في صحيفة أعمالنا شيء نعاقَب عليه.٢)
١٢٥الجار
الاستعانة بالله لأداء حقّ الجار:
نعيش بعض الأحيان حالة الفتور أو القصور في حقّ الجار والمؤمنين العارفين بحقّ أهل البيت (عليهم السلام) والمنابذين لأعدائهم، وهذا ما يحتّم علينا الاستعانة بالله ليتكفّل أمورنا ويعيننا في هذا المجال على أداء ما هو مطلوب بأفضل صورة ممكنة.١)
بعض حقوق الجار:
١. الإرفاق بضعفائهم والتعامل معهم بلين ورفق.
٢. سدّ احتياجاتهم المادية والمعنوية.
٣. عيادة مريضهم.
٤. هداية مسترشديهم.
٥. إخلاص النصيحة لمستشيرهم.
٦. رعاية شؤون القادم منهم من السفر والراجع بعد الغياب.
٧. كتمان أسرارهم وإخفائها بحيث لا يطّلع عليها أحد.
٨. ستر ما يحرصون على ستره حياءً.
٩. إعانة مظلوميهم وشدّ عضدهم بالحقّ.
١٠. حسن مواساتهم بالمعروف ومشاركتهم في المعاش.
١٢٦١١. إكرامهم والإحسان إليهم بالمال قبل مسألتهم وإظهارهم للحاجة، وهذا ما يلزم تفقّد أحوالهم ومتابعة أوضاعهم ومساعدتهم قبل وصولهم حالة الطلب.
١٢. مقابلة إساءاتهم بالإحسان ومنع النفس عن مجازاتهم بالمثل.
١٣. الصفح عن المتجاوزين على حدودنا وحقوقنا.
١٤. استعمال حسن الظن وحسن القصد معهم جميعاً.
١٥. الإحسان وتقديم الخير والبرّ إليهم جميعاً ومن دون تحيّز فيما بينهم.
١٦. غضّ البصر عنهم من منطلق العفّة، أي: اجتناب تعمّد الاطّلاع على أسرارهم وأحوالهم الشخصية والنظر إلى نسائهم ومحارمهم.
١٧. التعامل معهم بلطف وتواضع ومودّة.
١٨. التحنّن والعطف والشفقة على المصابين منهم بأذى أو مكروه .
١٩. ذكرهم بالمودّة غياباً، والابتعاد من حالة الازدواجية في التعامل معهم.
٢٠. محبّة بقاء النعمة عندهم وعدم زوالها، وإظهار هذه المحبّة في سلوكنا وتصرّفاتنا معهم.
٢١. الطلب من الله ليوجب لهم ما أوجب لأقربائنا.
٢٢. الحرص على مصالحهم كالحرص على مصالحنا ومصالح أقرب الناس إلينا.
٢٣. الدعاء من الله ليوفّقهم إلى إقامة سنّة الله، والأخذ بمحاسن أدبه تعالى.١)
١٢٧الجنّة والنار
الجنّة:
١. بعض أسماء الجنّة:
* «دار المقامة التي لا تزول»١) ؛ لأنّها دار البقاء الدائم والخُلد.
* «محل كرامته التي لا تحول»٢) ؛ لأنّها لا تتغيّر من حال إلى حال.
٢. غاية العبد من حياته عبارة عن نيل رضوان الله ومجاورة الطيّبين من أوليائه تعالى في الجنان التي زيّنها لأصفيائه، ونيل عطاياه الجليلة التي أعدّها لأحبّائه من أهل الإيمان والصلاح والتقوى.٣)
٣. الجنّة مكان يستريح فيها الإنسان، وتحيطه السكينة والطمأنينة، وتغمره اللذّة والسعادة والسرور، ويكون في متناول يديه كلّ ما يتمنّاه من النعيم إلى الأبد.٤)
١٢٨٤. رحمة الله وروحه وريحانه وجنّة نعيمه قريبة ممن يطلبونها منه تعالى.١)
النار:
خصائص نار جهنم:
١. تغلّظ الله بها على من عصاه.
٢. توعّد الله بها على من أعرض عن رضاه.
٣. نورها ظلمة.
٤. هيّنها أليم.
٥. بعيدها قريب.
٦. يأكل بعضها البعض الآخر.
٧. يصول بعضها على بعض.
٨. تذر العظام رميماً.
٩. تسقي أهلها حميماً.
١٠. لا تبقي على من تضرّع إليها.
١١. لا ترحم من استعطفها.
١٢. ليس في عذابها تخفيف لمن خشع لها واستسلم إليها.٢)
١٢٩ما في النار:
تلقى جهنم سكّانها بأحرّ ما لديها من أليم العقوبة وشديد الوبال، وفيها:
١. عقارب فاتحة أفواهها.
٢. حيّات حاكّة أنيابها بعضها ببعض.
٣. شراب يقطّع الأمعاء والأفئدة، ويخلع القلوب من مكانها.١)
العذاب في النار:
عندما تحترق أجسام المجرمين في نار جهنم، فإنّ الله يبدّل هذه الأجسام بغيرها؛ ليذوق أصحابها المجرمين العذاب مرّة أخرى، وقد قال تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾ (النساء: ٥٦) ٢)
الاستعاذة بالله من النار:
ينبغي علينا ـ نظراً لفداحة الشقاء الموجود في جهنم ـ الدعاء من الله ليعيذنا من النار، ويهدينا إلى ما يُبعدنا منها، ويؤخّرنا عنها.٣)
الجهاد
الهدف من الجهاد:
الهدف من الجهاد مع الأعداء ـ أوّلاً وبالذات ـ هو استئصال الباطل، وإبادة
١٣٠المعاندين، والقضاء عليهم بالقتل أو تخليص العباد من شرّهم عن طريق إيقاعهم في الأسر أو إبعادهم عن ساحة المواجهة مع المسلمين من أجل توفير الأمن للبلاد الإسلاميّة.
وأمّا الشهادة والقتل في سبيل الله فليست هدفاً بذاتها، وإنّما تصيب المجاهد في طريق تحقيقه للأهداف الأساسية.١)
الجهاد الابتدائي:
الهدف من الجهاد الابتدائي هو تحرير مختلف أقطار البلاد من أسر الكفر والشرك.٢)
الحجّة الإلهية
١. إنّ لله كمال الحجج والبراهين والبيّنات الواضحة بحيث لا يعجزه إتمام الحجّة على العباد.٣)
٢. أتمّ الله الحجّة على العباد كلّهم، وليس لأحد من العباد العذر في تقصيره إزاء الساحة الإلهية.٤)
١٣١سمات الحجّة الإلهية:
١. الحجّة الإلهية تامّة ومطلقة، ولا يمكن دحضها أبداً.١)
٢. الحجّة الإلهية أعظم من أن توصف بكلّها.٢)
٣. الحجّة الإلهية أقوى وأظهر حجّة قادرة على الفصل بين الحقّ والباطل.٣)
الحسد
من آثار الحسد:
يسلب من صدورنا السلامة.٤)
الموقف الصحيح كي لا نحسد:
ينبغي علينا عندما نرى تمتّع شخص بنعمة في دين أو دنيا أو عافية أو تقوى أو سعة أو رخاء أن لا يكون موقفنا تمنّي زوال نعمته، بل يكون موقفنا رجاء الحصول على تلك النعم عن طريق الله، والسؤال فقط منه تعالى لا غيره.٥)
الاستعانة بالله كي لا نحسد:
قد نستصعب التخلّص بأنفسنا من حالة الحسد المهيمنة علينا، فيكون موقفنا ١٣٢ الصحيح في هذه الحالة الاستعانة بالله ليخلّصنا من هذه الرذيلة.١)
أفضل سبيل لمواجهة الحاسدين:
أفضل حلّ إزاء من يحسدنا، ويتمنّى لنا زوال النعمة، ويبذل غاية جهده ـ وبشتّى السبل ـ من أجل الإطاحة بنا هو الاستغاثة بالله من سلوكه وتصـرّفاته الموذية، والله لا يخيّب من يتوجّه إليه، بل هو أفضل من يمكن الالتجاء إليه في مثل هذه الحالة.٢)
حسن العاقبة
١. من أهم الأمور التي ينبغي أن نبذل غاية اهتمامنا بها هي حسن العاقبة، بحيث نكون عند مفارقتنا للحياة متحلّين بالصدق في العقيدة والعمل.٣)
٢. ينبغي أن يصرف الإنسان جميع عمره بالطاعة والعبادة، ولا سيما عندما يكبر سنّه؛ لأنّه يكون عند الكبر أحوج شيء إلى حسن العاقبة.٤)
١٣٣٣. الإنسان مهدّد في كلّ حين بالانحراف عن الصراط المستقيم، والوقوع في أودية الضلال وسوء العاقبة.
وهذا ما يحتّم علينا الدعاء دائماً بحسن العاقبة؛ ليختم الله لنا بالتي هي أحمد عاقبة، وأكرم مصيراً.١)
٤. أهم مرحلة نحتاج فيها إلى التسديد الإلهي هي حسن العاقبة، ولهذا لابدّ من الإصرار الدائم في الدعاء ليميتنا الله مهتدين غير ضالين، طائعين غير مستكرهين، تائبين غير عاصين ولا مصرّين.٢)
٥. من أهم الأدعية التي ينبغي علينا الاهتمام بها الدعاء لحسن العاقبة، والدعاء ليتوّفانا الله على ملّته وملّة نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله).٣)
٦. إنّ الله خير المنعمين، وعلينا أن نسأله تمام النعمة وهي حسن العاقبة.٤)
٧. أفضل ميتة هي ميتة يكون الإنسان بعدها من مصاديق قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾ (الحديد: ١٢) ٥)
٨. أكثر ما نحتاج إليه عند توديعنا لهذه الدنيا وانتقالنا إلى الآخرة هو أن يختم الله بعفوه صحيفة أعمالنا، ويمنحنا بذلك حسن العاقبة.٦)
١٣٤ما نختم به أيامنا:
ما نختم به أيامنا يمتاز بالأهمية بحيث يستوجب الأمر منّا الاستعانة بالله؛ لئلا نختم أيامنا بالفشل والخيبة.١)
حكمة الله:
إنّ الله حكيم، وتنبئ حكمته عن معرفته التامّة والشاملة بوضع كلّ شيء في مكانه المناسب.٢) ولا يستطيع أيّ عامل خارجي التأثير على حكمة الله في أفعاله، وما يتمسّك به العباد من أسباب فإنّها تعمل في دائرة الحكمة الإلهية وبإذن الله فحسب.٣)
قال الله عزّوجل: ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ (الأنبياء: ٢٣)
معنى الآية:
١. لا يُسأل الله عمّا يفعل؛ لأنّه حكيم على الإطلاق، وهم يُسألون؛ لجواز الخطأ والغفلة عليهم.
٢. لا يُسأل الله عمّا يفعل؛ لأنّه لا يحاسب على أفعاله، وهم يُسألون؛ لأنّهم يحاسبون على أفعالهم.
٣. لا يسأله الملائكة والمسيح عن فعله، وهو يسألهم ويجازيهم، فلو كانوا آلهة لم يسألهم عن أفعالهم.٤)
١٣٥حلم الله
لا يستعجل الله في معاقبة المذنبين، وقد ورد هذا المعنى في أدعية الإمام زين العابدين (عليه السلام) بعبارات مختلفة، منها:
١. إنّ الله حليم، لا يعاقبنا إزاء ما ارتكبناه من معاصي بسـرعة، بل يمهلنا ويتأنّى في جزائنا، وليس هذا لامتلاكنا المكانة والمنزلة عند الله، بل لتفضّله تعالى علينا وإحسانه لنا.١)
٢. إنّ الله قادر حليم، ولو لا حلمه لبطش بنا وعاجلنا بالعقوبة.٢)
٣. إنّ الله حليم، ودأبه ـ نتيجة تفضّله ـ تأجيل العقوبة وتأخير العذاب، وليس من دأبه حرماننا من نعمه أو تكدير معروفه إزاء فعلنا للسيّئات.٣)
٤. يستحق العاصي في أوّل ما يهم بعصيان الله أن يعاقبه الله أشدّ العقوبة، ولكنّه تعالى يترك حقّه ويتفضّل على العاصي فلا يعاجله بنقمته؛ ليفسح بذلك له مجال التوبة والإنابة.٤)
١٣٦٥. أعجب ما يكون فينا كثرة الذنوب والمعاصي التي تنكشف كمّيتها عندما نعدّها للاعتراف بها أمام الله عزّوجل.
والأعجب من ذلك عظيم حلم الله عزّوجل بنا، وعدم معاجلته لنا بالعقوبة مع استحقاقنا لذلك.١)
٦. إنّنا نخالف أوامر الله عزّوجل ونرتكب نواهيه، لكنّه تعالى لا يسـرع في عقوبتنا ولا يعاجلنا بنقمته، بل يتعامل معنا بحلمه، فيكرمنا ويمهلنا برحمته، وينتظر إنابتنا إليه برأفته.٢)
٧. يحلم الله علينا إزاء ارتكابنا للذنوب والمعاصي، ولا يعاجلنا بالعقوبة؛ لكي نرتدع وننتهي ونبتعد عمّا يؤدّي إلى سخطه وغضبه، ونمتنع عن اقتراف السيّئات التي تسقطنا من عين رعاية الله عزّ وجل.٣)
٨. يتفضّل الله على عباده المسيئين والعاثرين الذين زلّت أقدامهم في أودية المعاصي باقالتهم وقبول عذرهم، ولا يؤاخذهم بمجرد إرتكابهم للمعصية، بل يمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة، لعلّهم إليه تعالى يرجعون.٤)
٩. لا يستعجل الله ـ عموماً ـ في معاقبة المجرمين، بل يمهلهم لعلّهم ينيبوا إليه تعالى.
وهذا الإمهال لا يضرّ الله شيئاً؛ لأنّ هؤلاء المسيئين ـ قريباً أو بعيداً ـ إلى
١٣٧حكم الله صائرون، وإلى أمر الله عائدون.
ولا يضعف سلطان الله طول مدّة إمهالهم.
ولا يبطل حجّة الله تركه تعالى التأخير في معاقبتهم.
وانّما حجّة الله قائمة لا تُدحض، وسلطان الله ثابت لا يزول.١)
١٠. لا يكون تأنّي الله إزاء العصاة عجزاً، ولا إمهاله وهناً، ولا إمساكه غفلة، ولا انتظاره مداراة، بل الهدف أن تكون حجّته تعالى أبلغ، وكرمه أكمل، وإحسانه أوفى، ونعمته أتم، وهذه سنّة الله مع عباده دائماً.٢)
١١. السنّة الإلهية في تعامله مع المسيئين عدم مؤاخذتهم بسرعة، بل تركهم وإمهالهم ولو لفترة طويلة.
ويبتغي الله وراء ذلك أن يتوب هؤلاء وينيبوا إليه تعالى ليكونوا من أهل السعادة، ولكن البعض يسيؤون الاستفادة من هذا التأخير والإمهال، فيتمادوا في طغيانهم ويغدوا من أهل الشقاء.٣)
١٢. لا يستعجل الله أبداً في الانتقام والعقاب؛ لأنّ العجلة إنّما تكون ممن
١٣٨يخاف الفوت، والله منزّه عن ذلك.١)
حمد الله
لزوم حمد الله:
١. ينبغي علينا أن لا نغفل أبداً عن حمد الله إزاء ما يتفضّل به علينا من معروفه وإحسانه.٢)
٢. ينبغي أن تلهج ألسنتنا دائماً بحمد الله، ولا يكون السكوت ـ بعض الأحيان ـ حجاباً يمنعنا عن مواصلة الحمد.٣)
لا يمكننا الحمد إلّا بتوفيق الله:
لا يمكننا حمد الله إلّا بتوفيق من الله، وهذا التوفيق بذاته يحتاج منّا إلى حمد آخر، وهذا ما يكشف بأنّنا عاجزون عن حمد الله بتمام الحمد.٤)
العجز عن القيام بالحمد الحقيقي:
١. إنّنا عاجزون عن القيام بحمد الله الحقيقي الذي يكون على النحو الأتم، وغاية ما يمكننا فعله أن نحمد الله مع الاعتراف بالعجز عن أداء حقّ الله في هذا المجال.٥)
١٣٩٢. إنّنا لا نطيق أداء حمد الله وشكره بما يتناسب عظيم نعم الله وآلائه، كما أنّه تعالى هو المصدر الوحيد الذي يلبّي جميع احتياجاتنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فلهذا لا يكون لنا القدرة على الوفاء بالحمد والشكر لهذه النعم التي لا تعدّ ولا تحصى.١)
الحمد اليسير:
إنّ الله يقبل يسير الحمد.٢)
الثواب الإلهي إزاء حمدنا إياه:
يثيب الله العبد إزاء حمده له من منطلق التفضّل لا من منطلق الاستحقاق؛ لأنّه تعالى هو الذي يعلّم العبد «الحمد»، ولولا هذا التعليم لم يعرف العبد أيّ معنى لحمد ربّه.٣)
أهم موارد حمد الله:
١. إزاء ما وقانا من البلاء.٤)
٢. إزاء انتشار نعمه بين جميع المخلوقين.٥)
٣. إزاء ما هدانا لحمده وتوفيقه إيانا لنكون لإحسانه من الشاكرين، وليجزينا ١٤٠ على ذلك جزاء المحسنين.١)
٤. إزاء توفيقه إيّانا لنكون من أتباع دينه ومن أهل الإسلام، وإرشاده إيانا إلى أحسن السبل لنسير في ظلّ فضله وإحسانه إلى رضوانه تعالى٢)
٥. إزاء ما قدّم إلينا من خير ومعروف.٣)
٦. إزاء ما أحاطنا من نعمه الواسعة وعطاياه الكثيرة.٤)
٧. إزاء ما فضّلنا به من رحمته الواسعة.٥)
بصورة عامة: يستحق الله منّا الحمد إزاء إحسانه وفضله علينا، وإزاء ما أعطانا وأغمرنا من نعمه الهائلة التي لا تعدّ ولا تحصى.
والأهم من ذلك إزاء هدايته إيانا إلى دينه الذي اصطفاه ـ وهو الإسلام ـ وجعلنا من أتباع ملّته وشريعته التي ارتضاها لنا، وسبيله الذي يسـّره لنا، والعاقبة التي بصّرنا إياها، والطريق الذي مهّده لنا للوصول إلى كرامته وهي الجنّة ورضاه.٦)
١٤١خصائص الحمد المفضّل:
١. حمداً يستمر لفترة طويلة مع الحامدين.١)
٢. حمداً «لا منتهى لحدّه [أي: يتجاوز الزمان والمكان ويخترقهما سعياً إلى مرضاة الله]، ولا حساب لعدده، ولا مبلغ لغايته، ولا انقطاع لأمده».٢)
٣. حمداً إزاء «كلّ نعمة له علينا وعلى جميع عباده الماضين والباقين عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء، ومكان كلّ واحدة منها عددها أضعافاً مضاعفة أبداً سرمداً إلى يوم القيامة».٣)
٤. حمداً «بكلّ ما حمده به أدنى ملائكته إليه [أي: بكلّ الأشكال التي دأب على حمده بها الملائكة المقرّبون]، وأكرم خليقته عليه، وأرضى حامديه لديه، حمداً يفضُل سائر الحمد [أي: يفوق أنواع الشكر ومقداره] كفضل ربّنا على جميع خلقه».٤)
٥. حمداً يخلّف حمد الحامدين وراءه.٥)
٦. حمداً يملأ أرض الله وسماءه.٦)
٧. حمداً يتقبّله منّا ويرضى به عنّا.٧)
١٤٢٨. منتهى الحمد بمختلف أنواعه وأشكاله.١)
٩. حمداً لا ينقطع أبداً، بل يكون دائماً بدوام وجود الله، ودوام وجود نعمه على مخلوقاته.٢)
١٠. حمداً موازياً لصنع الله بحيث يعادل خلق الله في العدد.٣)
١١. حمداً يزيد على رضا الله.٤)
١٢. حمداً يرافق حمد كلّ حامد.٥)
١٣. حمداً ينفرد به الله دون خلقه، ولا يليق إلّا بجلال الله.٦)
١٤. حمداً لا يتقرّب به إلّا إلى الله.٧)
١٥. حمداً تدوم به النعم الحاصلة، ويطلب به دوام النعم الآتية.٨)
١٦. حمداً يزداد ويتضاعف بمرور الأزمان وتكرّر الأيام.٩)
١٧. حمداً يعجز عن إحصائه الملائكة الذين وكّلهم الله بحفظ أعمالنا، بل يزيد على ما أحصاه هؤلاء الملائكة عند كتابتهم لهذا الحمد.١٠)
١٤٣١٨. حمداً يوازن عرش الله المجيد، ويعادل كرسي الله الرفيع.١)
١٩. حمداً يكون ثوابه كاملاً.٢)
٢٠. حمداً تكون ألفاظه الظاهرية موافقة لباطنه الموجود في القلب، ويكون باطنه مبتنياً على النية الصادقة الخالصة لوجه الله.٣)
٢١. حمداً يعلو على حمد جميع الخلق.٤)
٢٢. حمداً لا يعرف فضله أحد سوى الله.٥)
٢٣. حمداً مدعوماً ومؤيّداً ومسدّداً من قبل الله.٦)
٢٤. حمداً يجمع ما مضى وما يأتي من حمد الخلائق لله.٧)
٢٥. حمداً يكون أقرب الحمد إلى ما أمر الله به.٨)
٢٦. حمداً يكون أقرب الحمد إلى الله من كلّ حمد حمده به أحد الخلائق.٩)
٢٧. حمداً يوجب لنا نيل المزيد من النعم الإلهية.١٠)
٢٨. حمداً يوجب لنا بكرم الله نيل المزيد من النعم والعطايا الإلهية.١١)
١٤٤٢٩. حمداً يتناسب مع الكرامة والعظمة والعزّة والجلالة الإلهية.١)
٣٠. حمداً يتجسّد في كلّ أبعاد وجودنا عن طريق الاهتمام بالنفس والذكر باللسان والتفكير بآياته بالعقل.٢)
٣١. حمداً يبلغ الوفاء وحقيقة الشكر.٣)
آثار حمدنا لله تعالى:
١. يضيء لنا ظلمات البرزخ.٤)
٢. يسهّل لنا اجتياز الطريق من القبر إلى عرصات يوم القيامة.٥)
٣. يشرّف منازلنا عند مواقف الأشهاد، وهم الذين يقفون يوم القيامة للشهادة على الناس.٦)
٤. يقرّ عيوننا إذا برقت الأبصار، وثبتت من الخوف والرعب عند معاينتها ملك الموت أو أهوال القيامة.٧)
٥. يبيّض وجوهنا إذا اسودّت الوجوه.٨)
٦. يؤدّي إلى إعتاقنا من أليم نار الله إلى كريم جوار الله.٩)
١٤٥٧. يجمعنا مع أنبياء الله المرسلين في الجنّة.١)
٨. يرفعنا إلى درجة نكون فيها قادرين على التنافس مع المتنافسين إلى رضا الله وعفوه، ومنهم الملائكة المقرّبون.٢)
٩. يوصلنا إلى طاعة الله ونيل عفوه وغفرانه.٣)
١٠. يكون سبباً لاكتساب الرضوان الإلهي.٤)
١١. يكون ذريعة لنيلنا مغفرة الله تعالى.٥)
١٢. يتيح لنا السير في طريق ينتهي بنا إلى الجنّة.٦)
١٣. يحرسنا ويحمينا من نقمة الله تعالى.٧)
١٤. يوفّر لنا الأمن من غضب الله عزّ وجل.٨)
١٥. يساعدنا على طاعة الله تعالى.٩)
١٦. يمنعنا من ارتكاب معصية الله تعالى.١٠)
١٧. يعيننا على أداء حقّ الله ووظائفه.١١)
١٤٦١٨. يجعلنا من أولياء الله السعداء.١)
١٩. يلحقنا بمنزلة الذين قتلوا في سبيل الله على يد أعداء الله تعالى.٢)
٢٠. يؤدّي بنا إلى الزهد، فلا نفرح بعدها بما آتانا الله من الدنيا، ولا نحزن على ما منعنا منها.٣)
٢١. يرتفع إلى أعلى عليين، ويبلغ ديوان الخير والأعمال الصالحة، ويُسجَّل في كتاب مرقوم، أي: كتاب مشتمل على تسجيل دقيق لأحوال السعداء وجزاء الصالحات، ويشهد المقرّبون هذا الكتاب.٤)
حملة عرش الله
خصائص حملة عرش الله:
١. لا يفترون، أي: لا يسكنون بعد نشاط من تسبيح الله عزّ وجل.٥)
٢. لا يملّون من تقديس الله عزّ وجل.٦)
٣. لا يتعبون ولا يكلّون من عبادة الله عزّ وجل.٧)
٤. لا يختارون الراحة على تعب العبادة فيقصرون أو يتوانون في عبادة الله.٨)
١٤٧٥. لا يغفلون عن شدّة المحبّة لله عزّوجل والشوق إليه.١)
خشية الله
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للخوف والخشية منه.٢)
الخشية المطلوبة:
ينبغي أن يتحلّى الإنسان بخوف العابدين ورهبة أولياء الله.٣)
ازدياد الخشية:
كلّما يزداد الإنسان علماً بالله، فإنّه سيزداد خشية منه تعالى.
وكلّما يزداد الإنسان علماً بطاعة الله، فإنّه سيزداد خضوعاً وتذلّلاً له تعالى.٤)
أثر خشية الله:
خشية الله تسلب من قلب الإنسان محبّته للدنيا.٥)
وبصورة عامة: ينبغي أن نحيي في قلوبنا دائماً الشعور بالخوف من العقوبة الإلهية؛ ليردعنا ذلك عن ارتكاب الذنوب والمعاصي.
كما ينبغي علينا أن نحيي في قلوبنا دائماً الشعور بالشوق للثواب الأخروي؛
١٤٨ليحفّزنا ذلك على القيام بالأعمال الصالحة.١)
الخوف والرجاء:
١. ينبغي أن نعيش بين حالتي «الخوف واليأس» من جهة و«الطمع والرجاء» من جهة أخرى، ولكن في مقام التوبة ينبغي أن يكون «خوفنا ويأسنا» أكثر من «طمعنا ورجائنا»؛ لأنّ مقام التوبة يتطلّب منّا الشعور بأنّ حسناتنا أقل من سيئاتنا.
كما ينبغي الحذر لئلا يؤدّي بنا رجحان كفّة «اليأس» إلى بلوغها مرحلة «القنوط»، أو رجحان كفّة «الطمع» إلى بلوغها مرحلة «الاغترار».٢)
٢. ينبغي أن لا يغتر الإنسان بالله ولو كان من الصدّيقين.
كما ينبغي أن لا ييأس من الله ولو كان من المجرمين؛ لأنّ الله هو الربّ العظيم الذي لا يمنع أحداً فضله، ولا يطالب من أحدٍ حقّه.٣)
خلق الله الأشياء
أساس خلقة الأشياء:
أنشأ الله الأشياء من غير سنخ ولا أصل يرجع إليه.
١٤٩وصوّر ما صوّره من غير مثال وشبيه.
وابتدع المبتدعات بلا اقتداء بغيره.١)
تفرّد الله بالخلق:
قدّر الله جميع الأشياء تقديراً، ويسّر كلّ الأشياء تيسيراً، ودبّر ما سواه تدبيراً، ولم يساعد الله في أمر الخلقة شريك، ولم يوازره في ذلك وزير، ولم يكن معه عند الخلق من يشاهد فعله أو يكون له نظير.٢)
حسن صنع الله:
ابتدأ الله واخترع واستحدث وابتدع وأحسن صنع ما صنع.٣)
خلقة الإنسان
١. خلقنا الله من ماء مهين بعد أن أخرج هذا الماء من صلب متراص العظام، ضيّق المنافذ إلى رحم مستور بالحجب، وبدّل أحوالنا في صور مختلفة حتّى انتهى بنا إلى تمام الصورة، وأثبت فينا الجوارح، وأشار الباري تعالى إلى هذه المراحل في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا ١٥٠ الْعِظَامَ لَحْمًا﴾ ( المؤمنون: ١٤) ، ثُمّ أنشأنا الله خلقاً آخر كما شاء.
وعندما احتجنا ـ ونحن في الرحم ـ إلى رزقه تعالى، جعل لنا قوتاً من فضل طعام وشراب أجراه لأمّنا التي أسكننا جوفها وأودعنا قرار رحمها.
ولو تركنا الله في تلك الحالات إلى وسعنا وقدرتنا لم يسعنا فعل شيء، بل لم تكن لنا قوّة، ولم يكن لنا حول في ذلك الوقت، ولكن شملتنا الرعاية الإلهية بفضله تعالى، وغذّانا الله غذاء البر اللطيف، ولم يمنع عنّا خيره وإحسانه، بل لم يبطئ عنّا حسن صنيعه.
ومع هذا الفضل والعطاء والكرم الإلهي كلّه فإنّنا نعيش الغفلة، ولا نتوجّه إلى الله، ولا نؤدّي عبادته وطاعته بالنحو المطلوب.١)
٢. خلقنا الله من الضعف، وجعل بداية خلقتنا التكوينية من ماء حقير لا يعبأ به.٢)
١٥١خصائص خلقة الإنسان:
١. خلق الله بعض خصائص العباد وفق إرادته، ولم يسمح أن يكون لهم الاختيار في تحديد هذه الخصائص، ثُمّ فرض عليهم تكاليف تهديهم إلى محبته ونيل مرضاته، ولم يجعل الله لإرادة العباد في هذا المجال أيّ دور أو تأثير.١)
تنبيه: إنّ خلق الله العباد وفق إرادته لا يعني أنّهم مجبورون في أفعالهم، بل يعني أنّهم مجبورون في بعض خصائصهم، من قبيل: الشكل والهيئة والطول والقصر و...
وأمّا في خصوص أفعال العباد الاختيارية فقد أراد الله أن تكون هذه الأفعال اختيارية.
٢. اختار الله لنا عند خلقنا محاسن وجمال ولطافة الخلقة.٢)
٣. مكّن الله الإنسان من تسخير البهائم وجَعْلها طائعة وممتثلة لأمره ونهيه.٣)
٤. لا يمتلك الإنسان روحاً واحدة، بل جعل الله له أرواح متعددة.٤)
هدف خلقة الإنسان:
١. خلقنا الله في هذه الحياة الدنيا للعبادة، ولهذا أمرنا ونهانا، ورغّبنا في ثواب ما أمرنا به ورهّبنا عقابه.
١٥٢وجعل الله الحياة فرصة يصلح فيها شؤوننا، ويختبر مواقفنا في أوقات طاعته، ويرى مدى التزامنا بأداء واجباته، وأداء أحكامه التي فرضها علينا ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾ ( النجم: ٣١) ١)
٢. خلقنا الله لنكون من عباده الصالحين ﴿الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ ( المؤمنون: ١١) ، ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾ ( المؤمنون: ٦٠) ، ومن الذين ﴿يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ (المؤمنون: ٦١) ٢)
٣. لم يخلق الله العباد ليدفع عن نفسه السوء، أو يحصل بهم على المنفعة، بل خلقهم إثباتاً لقدرته على خلق أمثالهم، واحتجاجاً بهم على من ينكر النشأة الأخرى، والكشف عن هذه الحقيقة بأنّ القادر على خلق شيء من العدم قادر على إعادتها بعد الموت والفناء.٣)
الدعاء
١. إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للدعاء وطلب الحوائج.٤)
١٥٣٢. إنّ الله هو الملجأ الحقيقي للبوح بأسرارنا عنده تعالى.١)
٣. يجب أن يكون ملجؤنا الوحيد عند الدعاء وطلب الحوائج هو الله، بحيث نجعل الله عزّوجل المتولّي لحاجاتنا والقيّم عليها والمتصرّف بها.٢)
٤. يلازم طلب الحوائج من الآخرين ـ بصورة عامة ـ الشعور بالفقر والاحتياج، ولهذا ينبغي الدعاء من الله ليصون ماء وجهنا عن الطلب من الآخرين، ويجنّبنا التماس ما عندهم ولا سيّما الفاسقين منهم.٣)
الدعاء عبادة:
الدعاء عبادة، وتركه استكبار، وعاقبة المستكبرين الدخول في النار، وقد قال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (غافر: ٦٠) ٤)
الدعاء نعمة:
١. الالتجاء إلى الله والسؤال منه تعالى عند الحاجة بحدّ ذاته نعمة إلهية، وعلينا أن نمدّ أيدينا إلى الله بالدعاء ليمنحنا هذه النعمة، ويوفّقنا لنكون ممن ١٥٤ يتوجّه إليه تعالى دائماً بالسؤال عند الحاجة والتضرّع إليه عند المسكنة.١)
٢. من نعم الله علينا أنّه فسح لنا مجال التحدّث معه، وطلب حوائجنا منه متى وأين ما شئنا.٢)
٣. يحبّ الله أن ينفرد له العبد بعيداً عن الناس، ويناجيه في الليل والنهار، وإذا وجد العبد بأنّه لا يمتلك الدافع لهذه المناجاة، فعليه أن يتوسّل بالدعاء فيطلب من الله أن يزيّن ويرّغب له هذه العبادة.٣)
آدب الدعاء:
١. القصد بالرغبة بحيث تصرف هذه الرغبة نظرنا عن غيره تعالى، وينبغي أن تكون رغبتنا في مسألة الله مثل رغبة أولياء الله في مسألتهم.٤)
وإذا عشنا حين الدعاء حالة الرغبة بما عند الله، فسيكون لهذه الرغبة التأثير الكبير في استجابة دعائنا.٥)
وتتجسّد نهاية هذه الرغبة في الإقبال على الله بكلّ الوجود، بحيث يعيش الإنسان حالة كمال الانقطاع إلى الله، ولا يشغله شيء أبداً عن الله عزّ وجل.٦)
٢. الرجاء بالله، والثقة بأنّه تعالى لا يخيّب رجاء من رجاه.٧)
١٥٥٣. العلم بأنّ الكثير الذي نسأله من الله قليل إزاء عظمة ثروته تعالى، وأنّ عظيم ما نطلبه من الله حقير إزاء وسع عطائه عزّ وجل.١)
٤. العلم بأنّ كرم الله لا يضيق عن سؤال أحد، وأنّ يد الله بالعطايا أعلى من كلّ يد، وتبلغ عظمة جوده واتّساع إحسانه حدّاً يحيط كلّ الخلائق.٢)
٥. الطلب من الله تعالى:
أن يتعامل معنا بفضله؛ ليشملنا كرمه وإحسانه بمقتضى فضله.
وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا سنستحق الحرمان بمقتضى عدله.٣)
٦. العلم بأنّ الله يجيب دعاءنا، وهو قريب من ندائنا، ويرحم تضـرّعنا، ويسمع صوتنا، ولا يقطع رجاءنا، وهو الذي يسهّل لنا أمورنا العسيرة.٤)
٧. الدعاء من الله ليقدّر لنا ما هو حسن في جميع الأمور.٥)
٨. الالتفات إلى هذه الحقائق:
*لا ربّ لنا غير الله.
*لا ولي لنا دون الله.
*لا منقذ لنا من الله إلّا الله.
١٥٦*لا ملجأ لنا من الله إلّا إلى الله.١)
٩. ينبغي أن يكون دعاؤنا في حالة الرخاء مشابهاً لدعائنا في حالة الشدّة؛ لأنّ حالة الرخاء ـ بصورة عامة ـ تدفعنا إلى الغفلة عن ذكر الله، وقلّة الاندفاع بشوق وإخلاص في الدعاء.
ولهذا ينبغي علينا الاستعانة بالله لتشملنا الألطاف الإلهية، فيكون إخلاص توجّهنا نحو الله في حالة الرخاء مشابهة لحالة الشدّة والاضطرار؛ فيكون دعاؤنا من الله في الرخاء كدعاء المخلصين المضطرين في حالة الشدّة.٢)
١٠. يجدر بالعبد الذي يتقدّم نحو الله بالدعاء أن يعترف ويشهد على نفسه أمام الله عزّوجل بأنّه العبد، المسكين، المستكين، الضعيف، الضـرير، الحقير، المهين، الفقير، الخائف، المستجير الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرّاً إلّا به تعالى، ثُمّ يطلب من الله أن ينجز له ما وعده، ويتمّ له ما آتاه، وأن يكون برحمة الله أوثق منه بعمله.٣)
١٥٧أهم موارد الدعاء:
١. في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.١)
٢. البصيرة في قلوبنا بحيث ندرك من خلالها محاسن الأمور وقبحها.٢)
٣. الخوف والخشية من الله تعالى.٣)
٤. القوّة على أداء ما أمرنا الله به من طاعته، والاجتناب عما نهانا عنه من معصيته.٤)
٥. يفتح الله لنا أبواب توبته ورحمته ورأفته ورزقه الواسع.٥)
٦. السلامة في الدين والبدن.٦)
٧. الوقاية من عذاب النار.٧)
٨. الجنّة.٨)
٩. النفاذ في أمورنا.٩)
١٠. الصحة.١٠)
١٥٨١١. الأمن.١)
١٢. الحج والعمرة وزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبور آله في كلّ عام.٢)
وأبرز الأمور الأخرى التي ينبغي علينا أن نطلبها من الله ليجمعها لنا هي: الغنى، العفاف، السعة في العيش، المعافاة والطمأنينة.٣)
وعموماً: ينبغي أن نطلب من الله أموراً:
١. نرغب فيها. ٢. لنا العذر في طلبها منه تعالى.
٣. نحصل بها على الخير والعافية.٤)
العوامل المحفّزة على الدعاء:
١. ما يمنعنا عن التوجّه إلى الله بالدعاء والمسألة منه، أنّه تعالى:
الف. أمرنا فأبطأنا عن تنفيذ أمره.
ب. نهانا فأسرعنا إلى ارتكاب نهيه.
ج. أنعم علينا فقصّرنا في شكره.
ولكن ما يدفعنا إلى التوجّه إليه تعالى بالدعاء والمسألة، أنّه تعالى دأبه التفضّل على من يقبل بوجهه إليه، ويتوجّه بحسن ظنّه إليه.
١٥٩ومن هنا فإنّ «تفضّل الله تعالى وإحسانه وكرمه وجوده وعطائه» هو الذي يخترق جميع الحواجز التي بيننا وبين الله، ويدعونا إلى طلب حوائجنا منه تعالى.١)
٢. ما يحفّزنا نحو الدعاء أنّه تعالى لا يصعب عليه استجابة دعائنا، ولا يحيطه العجز لتلبية طلباتنا.٢)
٣. قال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (غافر: ٦٠) ، وهذا ما يدفعنا إلى التوجّه نحوه تعالى بالدعاء وطلب الاستجابة منه انجازاً لما وعدنا به من الإجابة.٣)
٤. إنّ الله جواد وكريم ولا يصعب عليه أبداً استجابة أيّ دعاء، وهذا ما يدفعنا إلى الدعاء وطلب حوائجنا منه تعالى.٤)
٥. ينبغي علينا الالتفات عند الدعاء إلى هذه الحقيقة بأنّ كلّ شيء على الله يسير، وهذا ما يجعلنا أكثر أملاً باستجابة دعواتنا.٥)
التأخير في استجابة الدعاء:
١. قد يؤخّر الله استجابته لدعائنا لوجود بعض المصالح الخافية علينا، فيدفعنا هذا التأخير إلى اليأس عن الإجابة، ولكنّنا ينبغي السؤال منه تعالى بأن لا ١٦٠ يجد اليأس مدخلاً للتوغّل في نفوسنا عند تأخير استجابته لدعائنا.١)
٢. ينبغي للداعي عند تأخير إجابة دعائه الحذر لئلا يكون هذا التأخير سبباً لتسرّب حالة اليأس في نفسه إزاء العدل الإلهي.٢)
التوجّه إلى غير الله بالدعاء:
١. إنّ الملبّي الحقيقي لحوائجنا هو الله، ومن سوّلت له نفسه التوجّه إلى غير الله ظانّاً بأنّ ذلك الغير قادر على قضاء حاجته من دون إذن الله فقد أخطأ، وهو بحاجة إلى:
الف. التذكير الإلهي ليصحو من غفلته.
ب. التوفيق الإلهي ليقوم بتصحيح زلّته.
ج. التسديد الإلهي ليحجم عن المضي في عثرته.
ليعي كيف يسأل محتاج محتاجاً؟
وأنّى يرغب الفقير الذي لا يملك شيئاً إلى نظيره؟
فيقصد الله لطلب حوائجه.٣)
١٦١٢. إنّ الله منتهى مطلب الحاجات، فإذا توجّهنا في قضاء حوائجنا إلى غير الله، علينا معرفة هذه الحقيقة بأنّ أسباب قضاء كلّ الحوائج بيد الله عزّ وجل، ولا تقضى أيّة حاجة إلّا بإذنه تعالى.١)
٣. إذا ترك الإنسان السؤال من الله وتوجّه بالخضوع للسؤال من غير الله والتضرّع إلى غيره تعالى، فإنّه سيستحق بذلك الخذلان والمنع والإعراض من قبل الله تعالى.٢)
٤. إنّ الله هو الوحيد القادر على تلبية جميع طلبات العباد، ولهذا يكون مصير الوافدين على غيره تعالى هو الفشل والخيبة والضياع والخسران.٣)
٥. علينا الدعاء من الله لئلا يبتلينا بالخضوع للسؤال من غيره تعالى عند الافتقار، وأن لا يفتننا بالتضرّع إلى غيره تعالى عند الرهبة.٤)
الدعاء للآخرين:
١. ينبغي علينا ـ كما ندعو لأنفسنا ـ أن نطلب مثل ذلك لجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، في عاجل الدنيا وآجل الآخرة.٥)
١٦٢٢. عندما نتوجّه بالدعاء إلى الله ونطلب منه الخير لأنفسنا، فعلينا أن نطلب ذلك لسائر المؤمنين، كما إذا طلبنا من الله شيئاً لسائر المؤمنين، فعلينا أن نسأل الله ليرزقنا مثل ذلك، وأن يجعل لنا أوفى الحظوظ فيما رزق المؤمنين به، وأن يشركنا في صالح دعاء عباده المؤمنين، فنحظى بذلك المزيد من الخير والعطاء الإلهي.١)
ويحسن بنا عند الدعاء أن نذكر جميع المؤمنين بخير، ونطلب من الله المغفرة والرضوان لهم، ولا سيّما:
١. الذين اتّبعوا الرسل، وصدّقوا ما جاؤوا به من رسالات تشتمل على أخبار الغيب.
٢. الذين صمدوا واستقاموا وأعلنوا إيمانهم رغم وجود تيارات معاكسة من قبل المعاندين والمكذّبين.
٣. الذين عاشوا بقلوبهم المتلهّفة لحقائق الإيمان حالة الشوق إلى المرسلين في كلّ دهر وزمان أرسل الله فيه رسولاً.
٤. الذين كانوا من أئمّة الهدى وقادة أهل التقى.٢)
أثر الدعاء:
١. الدعاء سلاح المؤمن، وهو أفضل وسيلة للتحرّز من شماتة الأعداء
١٦٣والتخلّص منهم ومن ظلمهم وإذلالهم إيّانا.١)
٢. الدعاء وسيلة نحصل به على كلّ الخير، ومن هذا الخير التوفيق الإلهي للسير في الطريق الذي من سكنه عاش في ظلّ الرعاية والأمن الإلهي.٢)
٣. إنّ لله تعالى إحسان وفضل خاص لا نناله إلّا بالدعاء.٣)
٤. ما نأمله من الدعاء نيل السعادة ممّا يعطينا الله، وما يزوّدنا من فضله الدنيوي والأخروي.٤)
٥. إنّ الرحمة الإلهية أقرب إلى الداعي من غيره.٥)
٦. سعينا الشديد في الدعاء والتضرّع يؤدّي إلى فكاك رقابنا من النار.٦)
موارد لزوم الدعاء:
١. إذا كانت لنا حاجة، وبذلنا كلّ وسعنا وطاقتنا، واستخدمنا كلّ إمكانياتنا لقضائها، فلم نصل إلى مبتغانا، فسيكون الحلّ الوحيد في هذه الحالة، هو الالتجاء إلى الله لقضائها.٧)
١٦٤٢. عندما نواجه السبل الموصدة أمام قضاء حوائجنا، وتخيب آمالنا لنيل مبتغياتنا، لا يكون لنا طريق إلّا طلب حوائجنا من الله تعالى، وسيكون الله عزّوجل ملجؤنا الوحيد لنيل ما نبتغيه.١)
استجابة الدعاء:
١. طلب الله منّا التوجّه إليه بالدعاء، فقال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ( غافر: ٦٠) ، وما علينا سوى اغتنام الفرصة وتلبية هذا النداء الإلهي والتوجّه إليه تعالى بصدق وإخلاص.٢)
٢. يسمع الله من يشكو إليه همومه وغمومه، ويصغي إلى نجواه، ويستجيب دعائه.٣)
٣. يستقبل الله طلبات الخلق جميعاً، ويستمع إلى مسائلهم واحتياجاتهم، ولا ترهقه أو تتعبه كثرة الطلبات أبداً.٤)
٤. استجابة دعائنا عمل سهل ويسير على الله تعالى.٥)
٥. استجابته تعالى لدعائنا لا تؤثّر في خزائن ملكه ولا تنقص من قدرته، وإنّما يتعامل الله مع عباده بمنتهى الفضل والإحسان وهو على كلّ شيء قدير.٦)
١٦٥٦. لا يبخل الله في استجابة طلباتنا، بل دأبه تعالى الإصغاء إلى دعواتنا والتفضّل علينا بما فيه المصلحة لنا، ونعمه تعالى علينا في جميع الأحوال والأحيان سابغة.١)
٧. أمرنا الله بالدعاء، وضمن لنا الإجابة، فقال تعالى: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ( غافر: ٦٠) ، ولهذا ينبغي أن يكون توقّعنا عند الدعاء أنّه تعالى سيقضـي حوائجنا، بل سيعطينا ـ عند اقتضاء المصلحة ـ كلّ ما سألناه، ولا يحجب دعاءنا عنه.٢)
٨. لا يخيّب الله طلب من يتوجّه إليه تعالى بانقطاع تام، وإدراك كامل بأنّ المعطي الحقيقي هو الله عزّوجل فحسب، ولا يخذل الباري سبحانه العبد الذي لا يستغني عنه بأحد دونه، والذي لا يقصد في حاجته ـ أوّلاً وبالذات ـ إلّا الله عزّ وجل.٣)
٩. دأب الله عزّوجل: تلبية رغبات الراغبين إليه وإن كانوا يستحقون المنع، والتفضّل على السائلين وإن كانوا يستحقون الحرمان.٤)
١٦٦١٠. إنّ الله أكرم المسؤولين.١)
١١. لا يحقّر الله أهل الحاجة إليه.٢)
١٢. من يقصد الله ويتوجّه إليه ويلتمس منه حوائجه الدينية والدنيوية، فإنّه سيجد اللطف والرحمة والعناية الإلهية.٣)
١٣. إنّ الله رحيم بمن يتوجّه إليه بالدعاء والمسألة، ومستجيب لمن يتوجّه إليه بالنداء وطلب الحاجة.٤)
١٤. إنّ الله يستجيب دعاءنا بتوفيقه ورحمته.٥)
١٥. لا يُيئس الله من عطائه المتوجّهون إليه.٦)
١٦. يتعامل الله معنا بفضله بخلاف تعاملنا معه، منها:
يستجيب الله دعاءنا بلا تأخير، ويغدق علينا من رحمته ما فيه المصلحة لنا.
ولكن عندما يدعونا الله إليه، فإنّنا نتأخّر في إجابته.٧)
سرعة استجابة الدعاء:
١. إنّ للمؤمنين الأبرار ولأهل الخصوصية والعلاقة الوثيقة مع الله مكانة خاصّة بحيث لا يواجه الله دعاء هؤلاء بالردّ وعدم الاستجابة.٨)
١٦٧٢. وعد الله «المضطرين» بإجابة دعائهم، وقال تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ ( النمل: ٦٢) ١)
٣. لا يخيّب الله طلب الملحّين عليه.٢)
٤. من العوامل المؤدّية إلى سرعة استجابة الدعاء هي إبداء الداعي لفقره وفاقته أمام الله واعترافه بغنى الله عنه.٣)
٥. استجابة الدعاء أقرب إلى من يتضرّع ويبتهل ويتذلّل إلى الله ويطرح نفسه بين يديه.٤)
٦. يستجيب الله دعاء من يسأله ويطلب إليه ويرغب فيه.٥)
٧. كلّ من يبتغي استجابة دعائه والفوز بمسألته، عليه أن يسأل الله ليجعله ممن ينتهي طلبه إلى النجاح ونيل المطلوب.٦)
عدم استجابة الدعاء:
١. من أسباب عدم استجابة الدعاء أن يجعل العبد لله ضدّاً ومخالفاً أو يدعو مع الله نداً ومماثلاً.٧)
١٦٨٢. نستعين على قضاء حوائجنا بالدعاء، وتمام الدعاء الطلب منه تعالى بأن لا يواجه دعاءنا بالرفض وعدم القبول، بل يستجيب دعاءنا ويوفّقنا إلى العودة إليه مرّة أخرى للدعاء وطلب الحوائج.١)
٣. مادمنا نعيش حالة العناد في معصية الله، فإنّه تعالى سيواجهنا بردّ تكون نتيجته إلحاق الضرر بنا.٢)
الدعاء النافع:
١. من نعم الله علينا أن يهب لنا وعياً يؤدّي إلى رفع مستوى أدعيتنا، لتكون من أدعية المصلحين لا من أدعية أصحاب الأفق الضيّق الذين يطلبون من الله ما ليس بمصلحتهم ومصلحة غيرهم.٣)
٢. تحتّم علينا الرؤية ذات الأفق الواسع أن لا نقتصر على طلب الأمور التي نراها صالحة لأنفسنا، بل نطلب من الله أن يفعل بنا ما هو الأصلح لنا؛ لأنّه تعالى أعلم بنا بما هو أنفع لأمر دنيانا وآخرتنا.٤)
٣. قد نعيش حين الدعاء حالة الغفلة عن طلب ما يصلحنا في أمر دنيانا وآخرتنا، وقد ننسى سؤال ما هو خير لنا، ولهذا تتطلّب منّا الرؤية الشمولية أن نطلب من الله أن يمنّ علينا بكلّ ما هو نافع لنا في الدنيا والآخرة، وأن يتفضّل
١٦٩علينا بكلّ خير أظهره أو أخفاه، أعلنه أو أسرره.١)
٤. قد نغفل وننسى بعض متطلباتنا واحتياجاتنا عند الدعاء من الله تعالى، ولهذا علينا أن نسأل الله ليتفضّل علينا، فيرزقنا أيضاً ما غفلنا عنه ففاتنا ذكره ونسينا بيانه في الدعاء.٢)
الدنيا
الدنيا متجر أولياء الله:
١. جعل الله الحياة الدنيا متجراً للعباد، فقدّر إزاء أداء الطاعات وفعل الصالحات الربح الوافر المتمثّل بحسن الجزاء، ودعا العباد إلى تجارة لن تبور، وهذا ما يحتّم علينا الدعاء من الله ليجعلنا من الرابحين في هذه التجارة.٣)
٢. كلّ ما نبتغيه في حياتنا كهدف أساسي خُلقنا من أجله هو نيل الأمور الحسنة، ولهذا ندعو الله عزّ وجل: «ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة».٤)
٣. الحياة الدنيا ليست إلّا فرصة قصيرة وفّرها الله لنا لننتهزها كفرصة، ونملأها بطاعة الله وعبادته.٥)
١٧٠حبّ الدنيا:
ينبغي أن ننزع من قلوبنا حبّ الدنيا المتّصفة بالأمور التالية:
١. الدنيا الدنية.
٢. الدنيا التي تنهى عن نيل ما عند الله من أجر وثواب.
٣. الدنيا التي تصدّ عن ابتغاء الوسيلة إلى الله.
٤. الدنيا التي تدفع الإنسان إلى الغفلة عمّا يقرّبه من الله.١)
عند تعارض الدين والدنيا:
إذا دار بنا الأمر بين مفترق طرق، يؤدّي أحدهما إلى انتقاص ديننا وتخلّينا عن التزاماتنا الشرعيّة، ويؤدّي الآخر إلى انتقاص دنيانا وذهاب بعض منافعنا الدنيوية، فعلينا أن نفضّل ديننا على دنيانا، ونختار خسارة مصالحنا الدنيوية، ولا نسمح لأنفسنا إلحاق الضرر بمصالحنا الأخروية الباقية.٢)
ذكر الله
ينبغي علينا أن نجدّد ذكرنا لله، ولا سيّما عند انتباهنا بأنّا نعيش حالة الغفلة وحالة النسيان لنعم الله تعالى، فنبادر إلى ثناء الله والاعتراف بما أحسن إلينا.٣)
١٧١١. ينبغي علينا عدم نسيان ذكر الله خلال تمتّعنا بنعمه وخيراته، وعدم الغفلة عن إحسانه تعالى عندما يشملنا بألطافه وجميل صنعه، سواء كنّا في سعة أو شدّة، عافية أو بلاء، بؤس أو نعماء، فقر أو غنى.١)
٢. ينبغي علينا استبدال ذكر الأمور التافهة بذكر الأمور المهمّة كذكر عظمة الله والتفكّر في قدرته تعالى.٢)
٣. أفضل حلّ لحالة نسيان الاهتمام بطاعة الله هو توفير الأجواء المناسبة التي تأخذ بقلوبنا إلى ذكر الله عزّوجل والرغبة في طاعته تعالى.٣)
من آثار ذكرنا لله تعالى:
ذكر الله شرف للذاكرين؛ لأنّ الذكر يذكره الله، وقد قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ ( البقرة: ٥٢) ، وبه تعلو منزلة الشاكر وينال الشـرف والرفعة، ولهذا علينا أن نشغل قلوبنا بذكر إلهي لا يزاحمه ذكر شيء من الأمور الدنيوية.٤)
نيل التوفيق لذكر الله:
لا يستطيع الإنسان أن يذكر الله إلّا أن يتفضّل الله عليه ويوفّقه إلى ذلك.٥)
الذنوب
١٧٢١. ارتكابنا للذنوب يعني استخفافنا بوعد الله، وانتهاكنا لحرماته، وتجرّينا عليه تعالى، وهذا ما يؤدّي بنا إلى الوقوع في أودية الذلّة والشقاء والهلاك.١)
٢. عندما نعصي الله فإنّنا نقتحم بذلك أودية الهلاك، ونسلك سبل الغواية، ونتعرّض فيها لسخط الله وبطشه، فنستحق بذلك الجزاء والعقوبة.٢)
الآثار السلبية للذنوب:
١. تبعدنا الذنوب عن الله، وتشكّل سبباً لمعيشتنا في دائرة الحرمان والخيبة من الله، ومصير الابتعاد عن الله هو الخيبة الخاذلة والشقاء الأشقى والعذاب الدائم.٣)
٢. طبيعة الذنوب والخطايا أنّها تترك صاحبها وحيداً فريداً لا ناصر ولا معين له من الصالحين والتوفيقات الإلهية.٤)
٣. الذنوب توقع الإنسان في أسرها، وتسلب منه الحرية في الحركة، وتقيّده
١٧٣بنفسها، ولا سيّما الذنوب التي يستمر الإنسان على تكرارها.١)
٤. الذنوب تستعبد صاحبها، وتوقعه في أسرها، وتثقل كاهله، والسبيل للتحرّر من هذا الاستعباد والأسر والشدّة هو الالتجاء إلى العفو والمغفرة الإلهية.٢)
٥. المعاصي والآثام تحبط وتفسد وتبطل الحسنات وتمحو آثارها الإيجابية.٣)
٦. الذنوب تفحم العبد، وتقطع مقالته، ولا تبقي له حجّة ليحتجّ بها على الله أو يطالب بها ربّه إسقاط ذنوبه أو التكفير عن سيّئاته.٤)
٧. الذنوب تصيبنا بالضياع والحيرة في طريق الاستقامة، وتبعدنا عن الهدف الأساسي الذي خلقنا من أجله.٥)
٨. مصير المعاصي هو الخزي والفضيحة أمام أولياء الله يوم القيامة.٦)
دوافع ارتكاب الذنوب:
١. الجهل.٧)
٢. خواطر السوء.
تزيّن خواطر السوء للإنسان ارتكاب الذنوب، فإذا فسح الإنسان المجال
١٧٤لخواطره،
فإنّها ستوفّر له أجواء تجعله أقرب إلى التقصير وارتكاب
الذنوب.١)
٣. الأهواء والشهوات.
إنّ للأهواء والشهوات قوّة تدفع الإنسان نحو ارتكاب المحرّمات، ولابدّ للإنسان الذي يرغب في الامتناع عن ارتكاب المحرّمات حلّ المشكلة من جذورها، والبحث عن السبل التي تتيح له تطويق أهوائه وشهواته، وتقلّل من ضغطها وتأثيراتها السلبية.٢)
٤. الرذائل النفسية.
تعدّ الرذائل النفسية ـ ولاسيّما الحرص ـ من عوامل إيقاع الإنسان في الإثم والخطيئة، ولابدّ للإنسان الراغب في صيانة نفسه أن يبادر إلى حلّ المشكلة من جذورها والقيام بتطهير نفسه من الرذائل ليسعه إبعاد نفسه عن الإثم والخطيئة.٣)
الاستعانة بنعم الله لارتكاب الذنوب:
يكون العبد أجهل الناس برشده، وأغفلهم عن حظّه، وأبعدهم من صلاح نفسه عندما يستعين بنعم الله على معصيته تعالى.٤)
١٧٥طبيعة الذنوب:
طبيعة الذنوب زوال لذّتها وبقاء تبعاتها.١)
موقف الشيطان إزاء ارتكابنا للذنوب:
يشمت الشيطان ويفرح إزاء مصيبة استحقاقنا للعقاب نتيجة مشايعتنا له في ارتكاب المعاصي، ولهذا ينبغي علينا تركه والإعراض عنه والالتجاء إلى الله من أجل عدم تكرار التعرّض إلى شماتة الشيطان.٢)
تغيير تعامل الله معنا عند ارتكابنا للذنوب:
يتعامل الله معنا ـ بعض الأحيان ـ عند ارتكاب الذنوب والمعاصي من منطلق العقوبة المماثلة.٣)
الاستعانة بالله للتخلّص من الذنوب:
١. قد نستصعب التخلّص بأنفسنا من ارتكاب الذنوب، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليمنعنا عن التلوّث بالمعاصي.٤)
٢. قد يتجرّأ الإنسان على المعاصي ويتجاوز الخطوط الحمراء في هذا الصعيد، فيكون موقفه الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليصونه من المعاصي والذنوب.٥)
١٧٦٣. ذكر نعم الله يمنع صاحبه من الإصرار على الذنوب والمعاصي.١)
٤. يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة للاجتناب من المعاصي.
وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليقينا ويصوننا من الذنوب والمعاصي، ويؤيّدنا بالتسديد والعصمة.٢)
الرجاء من الله
١. إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للرجاء والأمل.٣)
٢. ينبغي أن لا يرجو الإنسان لأمر آخرته ودنياه أحداً سوى الله تعالى.٤)
٣. إنّ الله منتهى رجاء الراجين وغاية آمال الآملين؛ ولهذا لا يصحّ توجّه رجاء الراجين إلى غيره.٥)
٤. ينبغي أن نعيش حالة الرجاء والأمل برحمة ربّنا، ونبتعد عن حالة اليأس والقنوط؛ لتشملنا بذلك الرحمة الإلهية، ويحقّق الباري عزّوجل لنا ما نرجوه وما نأمله.٦)
٥. إذا كان البعض لهم ثقة أو رجاء بغير الله، فينبغي أن تكون ثقتنا ورجاؤنا في جميع الأمور بالله تعالى؛ ليقضي الله لنا بالخير والعافية، وينجينا برحمته الواسعة
١٧٧من مضلّات الفتن.١)
٦. إذا كان الله عند العبد أولى من يرجوه، فسيكون هذا العبد أقرب إلى من يعطيه الله ما رجاه، ويؤمّنه مما يحذر، ويحيطه برحمته.٢)
قطع الرجاء:
١. لا يقطع الله رجاء العبد من فضله إلّا أن يريد له الشقاء والحرمان، ولكنّه تعالى لا يشقي من يطلب منه السعادة، ولا يحرم من تعلّق أمله بواسع عطائه تعالى وكريم إحسانه.٣)
٢. إذا قطع أحد الأشخاص رجاءه من الله تعالى، فلن يجد هذا الشخص بعد ذلك مصدراً يوفّر له النعيم والسعادة.٤)
رحمة الله
١. وصف الله نفسه بالرحمة والعفو، وعلينا أن نغتنم هذه الصفة الإلهية،ونطلب من الله عزّوجل أن يرحمنا برحمته الواسعة، ويعفو عن ذنوبنا وخطايانا.٥)
١٧٨٢. وسعت رحمة الله كلّ شيء.١)
٣. إنّ لرحمة الله الصدارة في تعامله مع عباده، وهي مقدّمة على غضبه.٢)
٤. إنّ الله في منتهى الرحمة بحيث يرحم من لا يرحمه العباد، ويعطف على المسيئين الذين لا يتقبّلهم أحد من أبناء المجتمع.٣)
٥. الدعاء وسيلة يجعل به الله للداعي نصيباً في رحمته.٤)
أشدّ حالات الاحتياج إلى الرحمة الإلهية:
إذا فارقنا الحياة الدنيا، وأُدخلنا في القبر، وتغيّرت صورتنا، وبَليَ جسمنا، وتفرّقت أعضاؤنا، وتقطّعت أوصالنا، ثُمّ انقطع أثرنا من الدنيا، ومُحي ذكرنا بين العباد، وأمسينا من المنسيين كمن قد نسي من قبل، فإنّنا سنكون في تلك الحالة بأشدّ الحاجة إلى الرحمة الإلهية.٥)
الرزق
١. لله تعالى خزائن السماوات والأرض، وهو الغني القادر على تلبية كلّ
١٧٩طلباتنا؛ ولهذا يكون الله هو الملجأ الحقيقي لما نرغب إليه.١)
٢. إنّ الله هو الملجأ الذي يجدر بنا السؤال منه ليوسّع علينا الرزق الحلال من فضله وجوده وكرمه الواسع.٢)
أنواع الأرزاق:
الرزق الإلهي لا يشمل الرزق المادي فقط، بل يرزق الله عباده المؤمنين الخير والعافية والبركة والهدى والعمل بطاعته ونيل الدرجات الرفيعة.٣)
الأرزاق بيد الله:
١. إنّ الأرزاق بيد الله، والله تعالى هو الوحيد القادر على أن يغنينا ويوسّع في أرزاقنا، وهو الجهة الوحيدة التي تستحق أن نمدّ إليها يد العون والمساعدة لطلب المزيد من الرزق.٤)
٢. ضمن الله أرزاقنا بما فيه الكفاية بحيث لا نحتاج إلى غيره تعالى، وقال تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ (الذاريات: ٢٢) ، ثُمّ قال: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ (الذاريات: ٢٣)
وينبغي أن نلتفت دائماً إلى هذا الضمان الإلهي لئلا يكون كلّ همّنا في طلب
١٨٠الرزق والمعاش الذي تكفّل الله به.١)
٣. جعل الله لكلّ مخلوق رزقاً مقسوماً وسهماً وحصة ونصيباً من نعمه عزّ وجل.٢)
٤. يقدّر الله أرزاق خلقه بحيث:
من كتب الله له الزيادة في الرزق لا يستطيع أحد أن ينقص من رزقه شيئاً.
ومن كتب الله له النقصان في الرزق لا يستطيع أحد أن يزيد ما قدّره الله له من الرزق المحدّد، فلكلّ فرد رزقه المقسوم المقدّر له من العلي القدير.٣)
العدل الإلهي في تقسيم الأرزاق:
١. يقسّم الله معايش العباد بالعدل، بل دأبه دائماً الإحسان والتفضّل على العباد.٤)
٢. بسط الله رزقه لجميع العباد سواء كانوا من المطيعين أو العاصين.٥)
صيانة الرزق بالدعاء:
١. قسّم الله الأرزاق بين العباد، ولكن هذه الأرزاق بعض الأحيان مهدّدة
١٨١بالتلف نتيجة تعرّضها للآفات والأضرار، وعلى الإنسان السعي ـ ولو بالدعاء ـ لصيانة هذه الأرزاق من التلف.١)
دور الدعاء في طلب الرزق:
١. إنّ للدعاء دوراً كبيراً في نيل الرزق وتسهيل سبل الحصول عليه.٢)
٢. إذا تقدّم الإنسان بالسن وضعفت قواه وانقطعت قوّته، فإنّه سيكون أحوج إلى الدعاء من الله ليرزقه رزقاً واسعاً يحصل عليه من غير كدّ ولا بذل جهد أو مشقة.
كما أنّه بحاجة إلى القوّة القوية عندما يحيطه التعب والإعياء ليتمكّن من أداء أفعاله ذات الشدّة والمشقة.٣)
٣. يستوجب طلبنا للرزق ـ بعض الأحيان ـ تحمّل العناء والانشغال الفكري الذي يبعدنا عن أداء الفرائض والمستحبات بالصورة المطلوبة.
ولهذا ينبغي لنا في هذه الحالات الدعاء من الله ليكفينا مؤونة الاكتساب، ويلبّي احتياجاتنا بسهولة ومن دون طلب، ويرزقنا من غير احتساب كي لا يشغلنا الطلب ولا تمنعنا شدّة تبعات المكسب عن أداء العبادات بالصورة المطلوبة.٤)
١٨٢٤. إذا علمنا بأنّنا عاجزون بأنفسنا عن تمشية أمورنا المادية، وعلمنا بأنّنا إذا توجّهنا إلى الغرباء لمساعدتنا، فإنّهم سيواجهوننا بوجوه عبوسة وكريهة، وعلمنا بأنّنا إذا قصدنا أقرباءنا، فإنّهم سيحرموننا أو سيعطوننا القليل وسيمنّون علينا ويذمّوننا كثيراً، فإنّنا سنعي بأنّ أملنا ينبغي أن يكون بالله في تمشية أمورنا المادية، وعلينا أن ندعو الله عزّوجل دائماً بأن لا يكلنا إلى أحد من خلقه، بل يتفرّد بحاجتنا ويتولّى كفايتنا ويشملنا في جميع أمورنا برحمته وعونه.١)
خصائص الرزق الإلهي:
١. وفّر الله لعباده طيّبات الرزق.٢)
٢. لا يكدر الله عطاءه للعبد بالمن عليه، وإذا منع الله عبداً من العطاء فلا يكون هذا المنع ظلماً؛ لأنّه تعالى لا يعطي ولا يمنع إلّا لوجود حكمة اقتضتها معرفته تعالى بالمصلحة.٣)
البركة في الرزق:
نحتاج في أرزاقنا وفيما يعطينا الله حقّ التصـرّف فيه، وفيما ينعم به علينا إلى
١٨٣البركة؛ لننال بذلك الزيادة التي لم نتوقّعها في أرزاقنا وممتلكاتنا وما ينعم الله علينا.١)
الابتلاء في الرزق:
١. إنّ الاختبار الذي نواجهه عندما يضيّق الله علينا أرزاقنا هو سوء الظن، وترك مصدر الرزق الحقيقي وهو الله، والتماس الرزق ـ نتيجة قصورنا الفكري ـ من عباد الله المحتاجين إلى الرزق الإلهي.
والحلّ هو التوجّه إلى الله ليهب لنا يقيناً صادقاً بأنّ الرزق من الله، فيكفينا هذا الاعتقاد التكالب على متاع الدنيا وطلب الرزق بجشع ونهم، ويلهمنا ثقة خالصة يعفينا بها من شدّة التعب في إنهاك أنفسنا في طلب ما ليس برزق لنا.٢)
٢. قد يجد الإنسان بأنّ غيره يتمتّع بالرزق أكثر منه، فيثير هذا الأمر في نفسه شعوراً يدفعه إلى الحسد أو الاعتراض على قضاء الله وقدره.
كما قد يجد الإنسان بأنّ غيره يتمتّع بالرزق أقل منه، فيثير هذا الأمر في نفسه شعوراً يدفعه إلى الغرور أو التكبّر أو استصغار شأن الفقراء والمساكين.
وينبغي على الإنسان الوقوف أمام هذا الشعور لئلا يترك أثره السلبي، والسبيل إلى ذلك هو رفع مستوى الوعي والإلمام بأنّ الأرزاق بيد الله، وأنّ الاختلاف في الأرزاق وسيلة لاختبار العباد، وأنّ الحياة الدنيا دار ابتلاء؛ ليجد ١٨٤ الله مدى شكر الغني، ومدى صبر الفقير، والعاقبة للمتقين.١)
الشكر المطلق لله إزاء ما يرزقنا:
لولا أن يعطينا الله من رزقه لما استطعنا أن نعطي الآخرين شيئاً، فلهذا كلّ ما نعطيه فإنّه من فضل ما أعطاه الله إيانا، وعلينا أن نسأل الله المزيد من العطاء.٢)
|
صفات النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله):
١. الأمين على وحي الله.٣)
٢. خيرة الله من خلقه.٤)
٣. المصطفى.٥)
٤. عبد الله. [دعاء٦و ٤٨]
٥. حبيب الله. [دعاء ٤٨]
٦. صفوة الله. [دعاء ٤٨]
٧. رسول الله. [دعاء٦و ٤٨]
٨. سيّد المرسلين. [دعاء ١٧]
١٨٥٩. خاتم النبيين. [دعاء ١٧]
١٠. إمام الرحمة. [دعاء ٢]
١١. مفتاح البركة. [دعاء ٢]
١٢. قائد الخير. [دعاء ٢]
١٣. النجيب. [أي: الكريم، النفيس]١)
١٤. المنتجب. [دعاء ٤٧]
١٥. المكرَّم. [دعاء ٤٧]
١٦. المقرَّب. [دعاء ٤٧]
جهود رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سبيل الله:
١. ألقى الله على عاتقه رسالته، فأدّاها.٢)
٢. أمره الله بالنصح لأمّته، فنصح لها.٣)
٣. بلّغ الرسالة الإلهية بأتمّ صورة ممكنة، وجهر بدين الله، وبيّنه للناس بأفضل شكل، وبذل كلّ جهده ومساعيه لنصيحة العباد.٤)
٤. أتعب نفسه في سبيل القيام بماأمره الله عزّ وجل.٥)
٥. عرّض بدنه للمكروه في سبيل الله تعالى.٦)
١٨٦٦. دعا عشيرته الأقربين بصراحة وبكلّ جرأة إلى الدين الإلهي الحنيف.١)
٧. حارب أسرته في سبيل الله، وقطع رحمه من أجل إحياء دين الله عزّ وجل.٢)
٨. أبعد الأقربين من ذوي الرحم والقربى وعاداهم؛ لأنّهم جحدوا الحقّ.
وقرّب الأباعد من الغرباء والأجانب ووالاهم؛ لأنّهم استجابوا للحقّ.٣)
٩. أجهد نفسه في تبليغ رسالة الله، وأتعبها في سبيل الدعوة إلى دين الله، وشغلها بتقديم النصائح والمواعظ لمختلف طبقات الناس، ولاسيّما لمن كان يرجو فيه قبول دعوة الحقّ.٤)
١٠. ترك مسقط رأسه ومحلّ استقراره ووطنه الحبيب، وهاجر إلى بلاد الغربة والمكان البعيد؛ طلباً لأنصار يجاهدون معه لدحض راية الكفر ورفع راية الإسلام، وواصل جهاده حتّى بلغ الفتح.٥)
١١. توجّه رسول الله| بعد أن استتبّ الأمر له في المدينة نحو مكّة من أجل إعلاء كلمة الله فيها، واستعان بالله لنيل الفتح، وتقوّى على ضعفه بنصـر
١٨٧الله، وغزا مشركي مكّة في عقر ديارهم، وهجم عليهم وهم في مقرّ إقامتهم ومحلّ استقرارهم حتّى تمكّن من إظهار أمر الله ولو كره المشركون.١)
منزلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الله:
١. إنّ الجهود التي بذلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سبيل الله هي التي جعلته ينال الدرجات الرفيعة عند الله ويكسب الدرجة العليا من الجنّة بحيث لا يساوي منزلته ولا يماثل رتبته ولا يوازي مكانته عند الله ملك مقرّب ولا نبي مرسل.٢)
٢. سيجازي الله نبيّه (صلى الله عليه وآله) بما بلّغ من رسالاته وأدّى من آياته ونصح لعباده وجاهد في سبيله أفضل ما جزى أحداً من ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين المصطفين.٣)
شرّفنا الله بمحمّد (صلى الله عليه وآله):
شرّفنا الله بمحمّد (صلى الله عليه وآله)، وأنعم علينا به نعمة الإسلام الذي فيه لنا الشـرف والجاه والفوز العظيم.٤)
وأوجب الله لنا الحقّ على الخلق بسبب النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله).٥)
١٨٨رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومقام الشفاعة:
١. إنّ الجهود التي بذلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سبيل الله أوصلته إلى نيل مقام الشفاعة، وسيعطي الله لنبيّنا (صلى الله عليه وآله) مجال الاستفادة من الشفاعة يوم القيامة أكثر مما وعده؛ لتتجلّى منزلته (صلى الله عليه وآله) بأسمى درجاتها عند أهله الطاهرين وأمّته المؤمنين.١)
٢. إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) في يوم القيامة أقرب النبيين إلى الله، وأقدرهم على الشفاعة، وأعلاهم منزلة، وأعظمهم وجاهة عند الله عزّ وجل، وقد رجّح الله كفّة حسناته وقبل شفاعته وقرّب وسيلته ورفع درجته.٢)
وظيفتنا إزاء الرسول (صلى الله عليه وآله):
وظيفتنا إزاء الرسول (صلى الله عليه وآله) هي التمسّك بسنّته حتّى يتوفّانا الله على ملّته، والأخذ بمنهاجه، والسير وفق سبيله، والالتحاق بأهل طاعته حتّى يحشـرنا الله في زمرته (صلى الله عليه وآله) ويوردنا حوضه ويسقينا منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً.٣)
وظيفنتا إزاء محمّد وآل محمّد (صلى الله عليه وآله):
١. اتّباع أمرهم. ٢. نصرتهم.٤)
١٨٩أهم ما ندعو به لرسول الله (صلى الله عليه وآله):
١. «اللهم
فصلّ على محمّد وآله، أكثر ما صلّيت على أحد من خلقك، وآته عنّا أفضل ما آتيت
أحداً من عبادك [أي: أعطه عنّا من الثواب أفضل ما أعطيت أحداً من عبادك]، وأجزه عنّا
[نتيجة الجهود التي بذلها لهدايتنا] أفضل وأكرم
ما جزيت أحداً من أنبيائك عن أمّته [لأنّه لم يؤذ نبي كما أوذي نبيّنا
محمّد (صلى الله عليه وآله)]».١)
رضا الله
١. ينبغي لنا مراقبة أعمالنا وسلوكنا وتصرّفاتنا وأقوالنا لتكون بصورة نحرز بها رضا الله عنّا، وينبغي أن لا نتّبع في حياتنا إلّا الطرق المؤدّية إلى رضا الله عنّا.٢)
٢. الإطار العام الذي ينبغي أن يرسمه الإنسان لنفسه في حياته:
أوّلاً: يشغل نفسه بالأعمال الموجبة لرضا الله عنه.
ثانياً: يبعد نفسه عن الأعمال الموجبة لسخط الله عليه.٣)
٣. الحياة الطيّبة هي التي تكون فيها إرادة الإنسان منسجمة مع رضا الله وبعيده عن سخطه تعالى.٤)
١٩٠٤. «رضا الله» هو المعيار لنيل المكانة والمنزلة عنده تعالى، وبمقدار رضا الله عنّا سنحصل على المنزلة الرفيعة والمقام الكريم عنده عزّ وجل.١)
٥. ينبغي علينا لحاظ مرضاة الله في أعمالنا، وأن لا نترك شيئاً من دين الله مخافة أحد من العباد.٢)
٦. إنّ رضا الله أكثر من سخطه.٣)
الرفاه في العيش:
الراحة والدعة في الحياة ـ بصورة عامة ـ خير، والشدّة والتعب في الحياة حرمان، وعلى الإنسان السعي لطلب الخير والابتعاد من الحرمان.٤)
حسن وقبح الرفاه في العيش:
يترك سلوك الإنسان وموقفه من الرفاه في العيش الأثر على حسن وقبح الرفاه.
و«الرفاه الحسن» يكون فيما لو كان الرفاه تمهيداً للجد والاجتهاد في ميادين العمل في سبيل الله.
و«الرفاه القبيح» يكون فيما لو كان الرفاه سبباً للغفلة والابتعاد عن أداء الوظائف الدينية.
١٩١وعلينا الطلب من الله ليمنحنا حسن الدعة والراحة في العيش، ويبعدنا عن الرفاه القبيح.١)
الزهد
دوافع الزهد:
يحتاج الإنسان من أجل التحلّي بالزهد والإعراض عن التعلّقات الدنيوية المذمومة إلى فراغ البال والخلاص من الاشتغال بهذه التعلّقات.٢)
أثر الزهد:
الزهد في الدنيا يزيد في رغبة الإنسان وكثرة شوقه للآخرة.٣)
ستر الله
الله ستّار العيوب:
١. إنّ الله ستّار العيوب.
ولو التفتنا إلى أنفسنا لرأينا:
كم لدينا من عيوب سترها الله ولم يكشفها للخلائق.
وكم صدرت منّا سيّئات غطّاها الله، ولم يشهرنا أمام الآخرين.
وكم ارتكبنا من ذنوب ومعاصي ولكنّه تعالى لم يهتك عنّا سترها، ولم يلبسنا العار ١٩٢ والفضيحة، ولم يكشف سوءتنا لينتهز مخالفينا وحسّادنا الفرصة للإطاحة بنا.١)
٢. يستر الله عيوب من يستحقون الفضيحة، ولو شاء الله أن يفضحهم لفضحهم، لكنّه تعالى ستّار العيوب، وهو المتفضّل على عباده المسيئين في عدم كشف وهتك أستارهم.٢)
٣. عندما نرتكب النواهي ونتجاوز الحدود ونكتسب السيّئات ونقترف الخطايا، فإنّ الله هو المطلّع علينا دون الناظرين، والقادر على إفضاحنا، ولكنّ الله يتفضّل علينا، ويحيطنا بعافية، فيستر علينا، ويحجب أبصار الآخرين عنّا، ويسدّ أسماعهم لئلا نفتضح أمامهم.٣)
الحكمة من ستر الله:
يستر علينا الله قبائحنا ويخفي علينا؛ ليكون ذلك واعظاً لنا، وزاجراً عن سوء الخلق واقتراف الخطيئة، وسعياً إلى التوبة واتّباع السبل الحسنة وتدارك ما فات.٤)
١٩٣حمد الله إزاء ستره:
إنّ الله ستّار العيوب، فكم ارتكبنا الأفعال القبيحة والشنيعة، لكنّه تعالى لم يشهرنا ولم يفضحنا، بل ستر علينا، وكأنّنا لم نفعل شيئاً، وهذا الأمر بذاته يستحق منّا الحمد لله سبحانه وتعالى.١)
ستر الله لطف إلهي:
من لطف الله بعباده أنّه يستر معاصيهم ولا يفضحهم بها ولا يشهرهم بين الناس.٢)
أهمية ستر الله:
١. يريد الله أن يستر ذنوب عباده ولا يريد أن يفضحهم أو يكشفها أمام الآخرين ليسقطهم من أعينهم.٣)
٢. لو لا ستر الله على قبائحنا كنّا من المفضوحين أمام الآخرين.٤)
حدود ستر الله:
يستر الله ذنوبنا ولا يكشفها لدى الملائكة لئلا يفتضح أمرنا، ولكن لهذا الستر حدّ يرتبط بعملنا وموقفنا، وعلينا السعي ـ عن طريق العمل الصالح أو التوبة
١٩٤أو الدعاء ـ لئلا يؤول أمرُنا إلى حدّ الافتضاح.١)
ستر الله في الآخرة:
١. قد يسترنا الله بعفوه ويتغمّدنا بفضله في الدنيا أمام من نعرفهم ويعرفوننا، ولكن الدنيا دار فناء، ونحن أحوج ما نكون إلى الستر وعدم الافتضاح في دار الآخرة ـ دار البقاء ـ عند مواقف الأشهاد من الملائكة المقرّبين والرسل المكرّمين والشهداء والصالحين.٢)
٢. ما نأمله من الله أن يستر علينا معاصينا ولا يفضحنا كما أمهلنا فترة،ولم ينتقم منّا بعد صدور المعصية منّا.٣)
الاعتراف بأسرارنا أمام الله:
إنّنا نحاوّل إخفاء سيّئاتنا وأفعالنا القبيحة عن الآخرين كالجيران والأقارب؛ لأنّنا نستحي أن يتعرّفوا على خفايا أنفسنا فيفضحونا أمام الآخرين، ولكنّنا عندما نبيّن لله أسرارنا ونعترف أمامه في الدعاء بذنوبنا ومعاصينا، فذلك لأنّنا نثق بأنّه تعالى ستّار العيوب وأعظم من يعتمد عليه وأنّه أرحم الراحمين.٤)
١٩٥سوء أدبنا مع الله:
من سوء أدبنا مع الله أنّه تعالى يستر عيوبنا، ولكن لا يمنعنا ولا يردعنا هذا الستر عن الاستمرار في ارتكابنا لأعمال السوء.١)
سلطان الله
١. جميع المخلوقات الإلهية في قبضة الله، وكلّها خاضعة لله ومنقادة للعمل في دائرة مشيئة الله، وكلّها غير قادرة على أن تفعل شيئاً إلّا بإذن الله.٢)
٢. إنّ لسلطان الله عزّاً لا حدّ له بأوّلية، ولا منتهى له بآخريّة، أي: ليس له أوّل يبتدأ به، وليس له آخر ينتهي إليه.٣)
٣. إنّ الله في منتهى العظمة بحيث يخضع الملوك لعظمته، وقد ذلّت أعناقهم أمامه وهم من سطوته خائفون.٤)
٤. إنّ لله تعالى السلطة المطلقة، ولا يستطيع أحد أن يقف في وجه السلطان الإلهي أبداً.٥)
٥. تتّصف الهيمنة الإلهية بمنتهى النفوذ والسيطرة والاقتدار بحيث لا يقدر
١٩٦أحد على إيصال الضرر بها أبداً.١)
٦. تعيش الكائنات الحيّة كلّها في ظلّ الهيمنة الإلهية، وأنّى لها الهروب منه تعالى وهي لا حياة لها إلّا برزقه تعالى، ولا مكان لها في غير ملكه تعالى.٢)
٧. سلطان الله وهيمنته بغير جنود ولا أعوان؛ لأنّه تعالى هو الغني بالذات.٣)
سلطان الله وتخلّف العباد عن أوامره تعالى:
١. عدم إيمان بعض العباد بقدرة الله على حقيقتها أو عبادتهم لغير الله لا يخرجهم من دائرة هيمنة الله وسلطانه.٤)
٢. شرك العباد بالله وتكذيبهم لرسله لا ينقص من سلطان الله شيئاً قط.٥)
٣. عصيان العباد لأوامر الله لا يعني التغلّب على أمر الله، بل منح الله العباد الاختيار، وفسح لهم مجال الطاعة والعصيان؛ ليختبرهم أيّهم أزكى عملاً، ولا يفعل العباد شيئاً إلّا بإذن الله.٦)
٤. سلطان الله أعظم، وملكه تعالى أدوم من أن تزيد فيه طاعة المطيعين أو تنقص منه معصية المذنبين.٧)
١٩٧العباد في ظلّ سلطان الله:
لا نستطيع أن نحقّق آمالنا ومبتغياتنا إلّا بإذن الله تعالى.
فإذا صرف الله عنّا وجهه الكريم.
وأحال بيننا وبين فضله العظيم.
وقطع علينا الرزق ولم يوفّقنا لنيله.
وحجبنا عن الأسباب الموصلة إلى النعم فلا يكون لنا أيّ سبيل؛ لأنّه تعالى هو المهيمن بعلمه وقدرته وسلطانه على كلّ شيء، والأمور كلّها بيده تعالى، يفعل ويقضي ما يشاء بحكمته وعدله، ولا قوّة لنا على مجاوزة أمره والخروج من سلطانه.١)
الشفاعة
١. أفضل شفاعة يجدر بالإنسان رجاؤها هي شفاعة محمّد وأهل بيته عليه وعليهم سلام الله.٢)
٢. جعل الله الشفاعة وسيلة يحظى بها الشفيع المقام والمنزلة عند الله، وينال بها المشفوع العفو والمغفرة.
وأمّا الذي لا شفيع له وهو نادم وخائف إزاء ارتكابه لسوء الأعمال وذميم ١٩٨ الأفعال، فعليه أن يدعو الله.١)
«اللهم... لتسمع سماؤك ومن فيها، وأرضك ومن عليها، ما أظهرت لك من الندم، ولجأت إليك فيه من التوبة، فلعلّ بعضهم برحمتك يرحمني لسوء موقفي، أو تدركه الرقّة عليّ لسوء حالي، فينالني منه بدعوة هي أسمع لديك من دعائي، أو شفاعة أوكد عندك من شفاعتي، تكون بها نجاتي من غضبك وفوزتي برضاك».٢)
شكر الله
نيل توفيق الشكر:
١. لا يستطيع الإنسان أن يشكر الله إلّا أن يتفضّل الله عليه ويوفّقه إلى ذلك.٣)
٢. لا ينال العبد توفيق شكر الله إلّا أن يلهمه الباري عزّوجل ذلك.٤)
الشكر والمعرفة:
الشكر فرع المعرفة، والذين لا يعرفون المنعم ولا يعرفون كيفية حمده، فسيتمتعون بالنعم من دون شكر المنعم.٥)
١٩٩بلوغ غاية الشكر:
لا يستطيع أحد أن يبلغ غاية شكر الله تعالى؛ لأنّه بمجرّد أن يشكر الله يحصل له من إحسان الله ما يلزمه الشكر إلى ما لا نهاية له.١)
شكر الله المفضّل:
شكر الله المفضّل هو الشكر الذي يقصر عنه شكر كلّ شاكر.٢)
شكر الله القليل:
ليس الله ـ كما يظنّ البعض ـ يهتم فقط بشكر العبد المعتد به، ولا يبالي بالشكر القليل، بل الله يشكر العباد إزاء شكرهم له وإن كان شكرهم قليلاً ودون حدّ المطلوب.٣)
تقصيرنا في الشكر لله:
١. تقصيرنا في الشكر يؤدّي إلى حرماننا من خير الدنيا والآخرة.٤)
٢. إذا قصّرنا في الشكر لله إزاء ما أنعم علينا في اليسـر والعسـر والصحّة والسقم، فإنّنا سنكون بحاجة إلى لطف إلهي ينبّهنا ويلفت أنظارنا إلى هذا
٢٠٠التقصير، لنتدارك الأمر، ونلتزم بالشكر في ظلّ رعاية الله وعنايته.١)
آثار شكرنا لله:
١. يؤدّي شكرنا لله تعالى إلى امتلاكنا روح الرضا وطمأنينة النفس في مختلف أحوال الخوف والأمن، والرضا والسخط، الضرّ والنفع.٢)
٢. شكر الله فوز للشاكرين؛ لأنّ الشاكر يفوز ويظفر بالمزيد من العطاء الإلهي، وقد قال تعالى: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ (إبراهيم: ٧) ، ولهذا علينا أن نشغل ألسنتنا بشكر إلهي لا يزاحمه أيّ شكر لا يكون في امتداد شكر الله تعالى.٣)
شكر الله للعباد:
يشكر الله العباد إزاء أعمالهم الصالحة ـ ولو كانت قليلة ـ ويجازيهم في المقابل بأعظم الجزاء وأكبر العطاء.٤)
أهم موارد الشكر:
أهم الموارد التي ينبغي أن نشكر الله إزاءها:
١. النعم الواسعة التي أقرّ الله بها أعيننا.٥)
٢٠١٢. المعروف الكثير الذي أكرمنا الله به بدون مقابل.١)
٣. إبعاد القضاء والقدر المحذور عنّا كالعاهات والمصائب.٢)
٤. الموارد المتعدّدة التي صرف الله فيها البلاء والمكروه عنّا.٣)
شهر رمضان
أوصاف شهر رمضان:
١. شهر الصيام. ٢. شهر الإسلام.
٣. شهر الطهور. ٤. شهر التمحيص.
٥. شهر القيام.٤)
تحديد وقت شهر رمضان:
حدّد الله سبحانه وتعالى وقت شهر رمضان، ولم يجز لأحد أن يغيّر ذلك أبداً.٥)
سمات شهر رمضان:
١. شهر الله.٦)
٢٠٢٢. عيد أولياء الله.١)
٣. أكرم مصحوب من الأوقات.٢)
٤. خير شهر في الأيّام والساعات.٣)
٥. شهر تحقّق آمال أولياء الله.٤)
٦. شهر كثرة الأعمال الصالحة.٥)
٧. قرين عظيم القدر.٦)
٨. يفجعنا فقدانه.٧)
٩. نرجو فيه الرحمة الإلهية.٨)
١٠. يؤلمنا فراقه.٩)
١١. نألفه ونستأنس به عند إقباله.١٠)
١٢. يوحشنا انقضاءه.١١)
١٣. شهر رقّة القلوب.١٢)
٢٠٣١٤. شهر قلّة الذنوب.١)
١٥. يعيننا لننتصر على الشيطان.٢)
١٦. يسهّل لنا سلوك طريق الخير.٣)
١٧. يكثر فيه من يعتقهم الله من النار.٤)
١٨. السعيد من رعى حرمته وأدّى ما وجب فيه.٥)
١٩. شهر يمحو الله فيه ذنوب العباد.٦)
٢٠. شهر يستر الله فيه عيوب العباد.٧)
٢١. ثقيل على قلوب المجرمين بحيث يشعرون بطوله.٨)
٢٢. له هيبة في صدور المؤمنين.٩)
٢٣. شهر لا تنافسه الأيّام.١٠)
٢٤. شهر هو من كلّ أمر سلام.١١)
٢٥. من عرفه أحبّ صحبته.١٢)
٢٠٤٢٦. يفد علينا بالبركات.١)
٢٧. يغسل عنّا دنس الخطيئات.٢)
٢٨. نودّعه وكلّنا محبّة وشوق إليه.٣)
٢٩. يشتاق إليه أولياء الله قبل قدومه.٤)
٣٠. يحزن أولياء الله إذا أشرف على النهاية.٥)
٣١. يصرف الله فيه عنّا ببركته الكثير من السوء.٦)
٣٢. يفيض الله فيه علينا ببركته الكثير من الخير.٧)
٣٣. يرغب أولياء الله في بقائه.٨)
٣٤. يشتاق أولياء الله إليه عند مفارقته.٩)
٣٥. يتأسّف أولياء الله من الفرص التي فاتتهم فيه.١٠)
٣٦. شرّفنا الله به.١١)
٣٧. وفّقنا الله بفضله حين جهل الأشقياء وقته.١٢)
٢٠٥٣٨. يعيش من يجهله حالة الحرمان من فضل الله تعالى.١)
٣٩. عرّفنا الله خصوصياته وما فضّلنا به.٢)
٤٠. هدانا الله إلى صيامه وقيامه على الرغم من تقصيرنا فيه.٣)
٤١. ينبغي أن نقرّ ونندم ونعتذر إلى الله عند التقصير في حقّه.٤)
٤٢. نسأل الله أن يهب لنا أجراً نستدرك به ما فاتنا من بركات هذا الشهر عند تفريطنا في حقّه.٥)
٤٣. نسأل الله أن يطيل في أعمارنا حتّى ندرك شهر رمضان المقبل.٦)
٤٤. ينبغي أن نعبد الله فيه حقّ العبادة ونؤدّي فيه ما يستحقه الله من الطاعة.٧)
٤٥. ينبغي أن ننال فيه من صالح الأعمال ما يكون تعويضاً لما فاتنا في الشهر الماضي واستدراكاً عن الشهر المقبل.٨)
٢٠٦ ٤٦. فرصة وفّرها الله ليستغفر فيها
العباد إزاء الذنوب التي ارتكبوها
ـ تعمّداً أو نسياناً ـ في حقّه تعالى أو حقّ غيره.١)
منزلة شهر رمضان:
١. إنّ لشهر رمضان حرمة وحقوقاً خاصّة، وينبغي علينا حفظ هذه الحرمة والقيام بهذه الحقوق بأفضل صورة ممكنة.٢)
٢. كلّما يكون الإنسان المؤمن أعرف بفضل شهر رمضان وإجلال حرمته والأمور التي ينبغي التحفّظ منها في هذا الشهر، فإنّه سيكون أقدر على حفظ حرمة هذا الشهر والانتفاع الكامل منه.٣)
٣. من يرعى شهر رمضان، ويحفظ حرمته حقّ حفظها، ويقوم بحدوده حقّ قيامها، ويتّقي ذنوبه حقّ تقاتها، ويتقرّب إلى الله حقّ التقرّب، فإنّه سيحظى برضا الله وعطفه ورحمته وفضله.٤)
وظيفتنا في شهر رمضان:
١. وظيفتنا في شهر رمضان أن نملؤه بعبادة الله، ونزيّن أوقاته بطاعته تعالى،
٢٠٧والصيام في نهاره، والتهجّد بخشوع، وإظهار الذلّة بين يدي الله في ليله.١)
٢. أهم ما ينبغي أن نفعله في هذا الشهر هو ما يكون حطّة وكفّارة لذنوبنا.٢)
٣. ما نأمله في شهر رمضان هو أن يمح الله ذنوبنا في بدايته، ويغفر لنا خطايانا مع انقضاء أيّامه، حتّى نخرج من هذا الشهر وقد طهّرنا الله فيه من أدران الذنوب وخلّصنا من شوائب السيّئات.٣)
٤. ينبغي أن نحافظ في شهر رمضان على مستوى إيماننا لنكون ممّن يؤهّلنا الله فيه لما وعد أولياءه من كرامته، ويوجب لنا ما أوجب لأهل المبالغة في طاعته ويجعلنا في عداد من استحقّ أرفع الدرجات برحمته.
ويمتاز هذا الأمر بالأهمية القصوى بحيث يصح للعبد أن يتوسّل إلى الله للحصول عليه بحقّ شهر رمضان، وبحقّ من تعبّد لله فيه من أوّل تشـريعه إلى يوم القيامة من ملك مقرّب أو نبي مرسل أو عبد صالح خصّه الله برحمته وعنايته.٤)
٥. شهر رمضان شهر الطاعة والعبادة، وشرط قبول الطاعة هو الإخلاص»،
٢٠٨وهذا ما يحتّم علينا مراقبة أنفسنا لئلا نقع في فخّ الرياء والسمعة، بل ينبغي أن تكون طاعتنا وعبادتنا خالصة لوجهه تعالى، ومنزّهة عن شوائب الشرك بالله سبحانه وتعالى.١)
٦. أبرز ما نحتاج إليه في هذا الشهر هو ستر الله وعفوه ورأفته التي لا تنفذ، وفضله الذي لا ينقص.٢)
الغاية من شهر رمضان:
١. شهر رمضان فترة زمنية محدودة يسّرها الله لنا لننتهزها كفرصة ذهبية لنيل الجنّة التي هي أفضل ما نناله من ربح.٣)
٢. جعل الله الصيام والقيام فيه وسيلة لنيل ثوابه والدخول في رحاب رحمته.٤)
٣. ينبغي أن نكون في شهر رمضان خير من ينتهز الفرصة فيه ويحمل فيه الزاد لآخرته.٥)
٤. بما أنّ شهر رمضان هو الفرصة الذهبية للتقرّب إلى الله تعالى، فلهذا يكون
٢٠٩احتياجنا في هذا الشهر إلى التسديد الإلهي أكثر من بقيّة الشهور، ولاسيّما التسديد في مجال الاستقامة والثبات والتخلّص من كيد وإغواءات الشيطان.١)
٥. ينبغي على المؤمن في شهر رمضان إضافة إلى صيامه عن الطعام والشراب أن يصوم بكفّ جوارحه عن ممارسة المعاصي واستعمالها فيما يسخط الله سبحانه وتعالى.٢)
ومن أمثلة كفّ الجوارح أن:
١. لا نصغي بأسماعنا إلى اللغو.
٢. لا نسرع بأبصارنا إلى اللهو.
٣. لا نبسط أيدينا إلى الأمور المحرّمة.
٤. لا نخطو بأقدامنا إلى ما منعنا الله منه.
٥. لا نعطي بطوننا ما هو ممنوع شرعاً.
٦. لا ننطق ألسنتنا بالباطل.
٧. لا نبذل جهداً إلّا فيما يقرّبنا من الثواب أو يبعدنا عن العقاب الإلهي.٣)
خصائص شهر رمضان:
١. أظهر الله فضل هذا الشهر على سائر الشهور.٤)
٢١٠٢. ميّزه الله عن بقية الشهور، واصطفاه بين جميع الأزمنة والدهور، وفضّله على كلّ أوقات السنة.
ومن أسباب هذا التمييز والاصطفاء والفضل:
أنزل الله فيه القرآن، وضاعف فيه الإيمان، وفرض فيه الصيام، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.١)
٣. أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان.٢)
٤. خصّ الله هذا الشهر بالكثير من الحرمات التي لا يحلّ انتهاكها، ومن الفضائل المشهورة.٣)
٥. حرّم الله في هذا الشهر ما أحلّ في غيره إعظاماً له؛ لأنّه ذات مكانة رفيعة، وينبغي على الناس أن يحفظوه.٤)
٦. منع الله في هذا الشهر الأكل والشرب في النهار إكراماً واحتراماً له، حيث خصّه الله بالاصطفاء دون باقي الشهور.٥)
٧. فضّلنا الله به على سائر الأمم، واصطفانا به على سائر الملل بفضله دون ٢١١ أهل الملل.١)
٨. أمرنا الله بالصيام في نهاره، وأعاننا على القيام في ليله.٢)
٩. يتعامل الله مع الصائمين والعابدين في شهر رمضان بمنتهى الفضل والإحسان بحيث يصح للعبد أن يأمل من الله أن يكتب له من الأجر إزاء صيامه وعبادته مثل أجور من صامه وتعبّد له في هذا الشهر إلى يوم القيامة.٣)
١٠. يغفر الله في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان للعديد من العباد المستحقين للعذاب، ويعتق رقابهم من النار، ويدخلهم الجنّة بعفوه وصفحه.
وهذا ما يدفعنا للدعاء منه تعالى ليجعلنا في هذا الشهر من جملة الذين تشملهم الرعاية والعناية الإلهية.٤)
أهم أعمال شهر رمضان:
أهم الأعمال التي ينبغي الاهتمام بها في شهر رمضان بشكل خاص:
١. صلة أرحامنا بالبرّ والإحسان والمحبّة.٥)
٢. تفقّد جيراننا ومساعدتهم بصورة متواصلة.٦)
٣. تطهير أموالنا عن طريق إعطاء حقوق الله وحقوق الناس.٧)
٢١٢٤. العودة إلى من هجرنا وانقطع عنّا، بأن نصله ونصالحه ونتّصل به.١)
٥. التعامل بإنصاف مع من ظلمنا.٢)
٦. التعامل بمسالمة مع من عادانا في الأمور الشخصية، أمّا إذا كانت العداوة دينية فمن كان عدوّاً لله فليس بيننا وبينه سلام، ولا نواليه، ولا نقيم معه العلاقات الودّية.٣)
٧. التقرّب إلى الله بالأعمال التي تزكّينا وتطهّرنا من الذنوب وتعصمنا من الوقوع ابتداءً في العيوب حتّى لا نرد عليه تعالى إلّا وتكن أعمال الملائكة دون مستوى أعمالنا في الطاعة لله والقربة إليه.٤)
٨. الالتزام بمواقيت الصلوات الخمس وأدائها بحدودها وفروضها ووظائفها وأوقاتها الشرعيّة، وأن نكون من المحقّقين لأغراضها وحدودها، والحافظين لأركانها، والمؤدّين لها في أوقاتها وفق سنّة الرسول صلى الله عليه وآله في ركوعها وسجودها وجميع مناقبها على أتمّ الطهور وأسبغه، وأوضح الخشوع وأكمله.٥)
٢١٣ما ينبغي الابتعاد عنه في شهر رمضان:
أهم الأمور التي ينبغي أن نسأل الله أن يبعدنا عنها في شهر رمضان:
١. الميل والانحراف عن الحقّ في توحيد الله.
٢. التقصير في تمجيد الله.
٣. الشك في دين الله.
٤. العمى عن سبيل الله.
٥. الإغفال لحرمة الله.
٦. الانخداع للشيطان عدو الله.١)
ليلة القدر في شهر رمضان:
١. فضّل الله ليلة واحدة من ليالي شهر رمضان على ليالي ألف
شهر٢)، «وسمّاها ليلة القدر، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن
ربّهم من كلّ أمر،
سلام دائم البركة إلى طلوع الفجر، على من يشاء من عباده بما أحكم من قضائه».٣)
٢. ليلة القدر هي التي تقدّر فيها شؤون العباد، وكلّ ما يرتبط بهم من قبيل
٢١٤ما يصيبهم وما يجري عليهم.١)
توديع شهر رمضان:
٢. شهر رمضان فرصة ثمينة، ولهذا ينبغي أن يكون توديعنا لهذا الشهر توديع من عزّ فراقه علينا، وتوديع من غمّنا وأوحشنا انصرافه عنّا.٢)
٣. إذا كان شهر رمضان هو شهر الطاعة والعبادة، فلا يعني أن نقصّـر في مجال الطاعة والعبادة في باقي الشهور، بل ينبغي أن يكون شهر رمضان انطلاقة يستمر عطاؤها المعنوي في سائر الشهور والأيام التي تليه حتّى شهر رمضان الآتي.٣)
عيد الفطر:
١. جعل الله عيد الفطر للمؤمنين عيداً وسروراً، وجعله للمسلمين يوماً للاجتماع.٤)
٢. عيد الفطر فرصة نجعلها عن طريق التوجّه إلى الله يوماً مباركاً وخير يوم مرّ علينا، وفي هذا اليوم نسأل الله ليكفّر من سيّئاتنا، ويمحو خطايانا، ويغفر لنا ما خفي وما ظهر من ذنوبنا.٥)
٢١٥٣. عيد الفطر فرصة نطلب فيها من الله ليعوّضنا عمّا خسـرناه في شهر رمضان.١)
٤. يوم عيد الفطر هو يوم التوبة:
التوبة الشاملة لكلّ ذنب أذنبناه أو سوء قدّمناه أو خاطر سوء أضمرناه.
التوبة الصادقة التي لا ننوي الرجوع عنها إلى المعاصي أبداً.٢)
٥. ما نأمله من الله في يوم عيد الفطر أن يخلّصنا من خطايانا، ويجعلنا من السعداء نتيجة صيامنا وعبادتنا فيه، وأن يجعلنا أكثر الناس نصيباً من خيراته وبركاته.٣)
الشهرة
الشهرة ليست مذمومة دائماً، بل هي وسيلة تجعل الإنسان في الموقعيّة الاجتماعية المؤثّرة.
وإيجابية الشهرة أو سلبيتها ترتبط بكيفية الاستفادة من هذه الموقعيّة، والإنسان قادر على استخدام هذه القدرة في الخير والصلاح ليكون الأسوة
٢١٦الحسنة والعنصر الذي يلفت أنظار الناس إلى المبادئ الإلهية.
ولهذا يصح لنا السؤال من الله ليجعل لنا ذكراً جميلاً وثناءً حسناً بين الآخرين.١)
الشيطان
الشيطان رجيم:
إنّ الشيطان رجيم، أي: مطرود من مواضع الخير والرحمة.٢)
هدف الشيطان:
طلب الشيطان المهلة من الله ليغوينا ويضلّنا، فمنحه الباري عزّوجل هذه المهلة إلى يوم القيامة، وحذّرنا منه ضمن مخطّط إلهي لاختبارنا.
ويحاول الشيطان أن يستحوذ علينا ليضلّنا ويغوينا، ولا ملجأ للخلاص من شرّه إلّا عن طريق الاستعانة بالله لصدّ مكائده والتخلّص من إغواءاته.٣)
دور الشيطان في إغواء العباد:
إنّ للشيطان دوراً كبيراً في إغواء البشرية.
ولولا أن يخدع الشيطان العباد ويبعدهم عن طاعة الله ما عصى الله عاص.
٢١٧ولولا تصوير الشيطان الباطل للعباد في صورة الحقّ ما ضلّ عن طريق الله ضال.١)
قدرة الشيطان:
فسح الله للشيطان مجال وسوسته للإنسان، كجزء من ابتلائه تعالى للإنسان في هذه الدنيا.
وسلّط الله الشيطان منّا على مالم يسلّطنا عليه، ومن هنا:
١. اتّخذ الشيطان صدورنا مسكناً له.
٢. يجري الشيطان في وجودنا مجرى الدم في العروق.
٣. لا يغفل إن غفلنا. ٤. لا ينسى إن نسينا.٢)
الإنسان بين دعوة الله ودعوة الشيطان:
من الأمور التي تبيّن شدّة انغماسنا وخوضنا في الباطل، وتمادينا في مخالفة الحقّ أن نقف على مفترق طرق بين دعوة الله عزّوجل ودعوة الشيطان فنتّبع دعوة الشيطان، مع علمنا بعداوة الشيطان لنا، ويقين منّا بأنّ منتهى دعوة الله إلى الجنّة ومنتهى دعوة الشيطان إلى النار.٣)
٢١٨الشيطان فتنة:
جعل الله نزغات الشياطين والأهواء وسيلة لاختبار الإنسان وامتحانه.١)
الاستعاذة بالله من الشيطان:
١. يلبّي الله طلب من استعانه واستجار به خوفاً من شرّ الشيطان.٢)
٢. إذا أعاذنا الله من الشيطان وحفظنا وعصمنا من شرّه، فسيمهّد لنا ذلك السبيل للتكامل المعنوي واكتساب درجات الصالحين ومراتب المؤمنين.٣)
التخطيط ضدّ الشيطان:
يحتاج الإنسان عند مواجهته مع الشيطان أن يخصّص لنفسه وقتاً ينشغل فيه لدراسة نفسه ودراسة تحركات هذا العدو لتكون هجماته وردود أفعاله ضدّ الشيطان وفق برمجة واعية ومخطّطات مدروسة.٤)
أفضل طريقة لطرد الشيطان:
أفضل طريقة لطرد الشيطان وإبعاده عنّا هي عدم الالتفات إلى وساوسه، وبذل غاية الجهد لأداء الطاعات وفعل الحسنات، وتجسيد محبّتنا لله من خلال عبادتنا له تعالى.٥)
٢١٩الشيطان واستغلاله للفرص:
١. إذا وجد الشيطان مجالاً لإغوائنا ومنفذاً يدخل منه لإضلالنا فإنّه سيطمع في إبعادنا عن طاعة الله واستخدامنا في معصية الله عزّ وجل.١)
٢. يكون الإنسان في خلواته أحوج إلى الانتباه لما يعرض له من نزغات الشيطان ووساوسه.٢)
٣. عندما يعيش الإنسان حالة سوء الظن وضعف اليقين، فسيكون الشيطان أقدر على ملك عنانه ومسك زمام أمره.٣)
إغواء الشيطان للإنسان:
يحاول الشيطان أن يخدعنا ويدبّر لنا الحيل والمكائد ليضلّنا عن سواء السبيل ويوردنا موارد الهلكة.٤)
الأمور التي يؤكّد عليها الشيطان:
١. الأماني والآمال والتسويف، ومنها أنّه يؤمننا عقاب الله.٥)
٢. المواعيد المغرية.٦)
٢٢٠٣. إغراؤنا فيما نهواه.١)
٤. استدراجنا نحو المعاصي.٢)
٥. تخويفنا بغير الله.٣)
٦. سوء الظن بالآخرين، وتمنّي زوال نعمة الغير.٤)
أهم أساليب الشيطان لإغوائنا:
١. يحاول الشيطان دائماً أن يمنعنا من اكتساب العلوم والمعارف الإلهية؛ لأنّها تنير لنا الدرب، وتمنحنا القدرة على مواجهة دسائس الشيطان وعدم الانخداع بمغرياته، وهذا ما يحتّم علينا الاستعانة بالله لكسب هذه العلوم والمعارف.٥)
٢. يكره الشيطان قيامنا بالطاعات وفعلنا للحسنات، ولهذا يملي علينا ـ عن طريق وساوسه ـ حالة الشعور بصعوبة أداء الطاعات وثقل فعل الحسنات ليردعنا ويبعدنا عن القيام بها.٦)
٣. يثير الشيطان ميولنا ورغباتنا وغرائزنا لننساق مع الأهواء والشهوات فتُعمى بصائرنا عن التمييز بين الحسن والقبيح، فنرى ما هو قبيحاً حسناً نتيجة تزيين واغراءات الشيطان.٧)
٢٢١٤. يقف في طريقنا ليصرفنا عن الحقّ بما تميل إليه شهواتنا.١)
٥. ينصب لنا حبائله في ميادين الشبهات.٢)
٦. إذا هممنا بفعل قبيح ولا سيّما الذنوب العظيمة شجّعنا عليه، وإذا هممنا بفعل صالح ومشروع فيه الخير ثبّطنا عنه.٣)
٧. يقدّم لنا الوعود والأماني، وهو يعلم بأنّه كاذب لا يعمل بما وعد.٤)
تبريّ الشيطان من الإنسان:
أسلوب الشيطان معنا أنّه يدعونا إلى ارتكاب المعاصي، وعندما نلبّي طلبه ونستوجب بسوء فعلنا سخط الله تعالى، ويشملنا الطرد الإلهي نغدو بلا شفيع ولا حامي ولا مجير ولا حصن ولا ملاذ، يعرض عنّا الشيطان، ويتبرّى منّا ويتركنا وحيدين فريدين في ساحة المعصية.٥)
اتّحاد المؤمنين ضدّ الشيطان:
ينبغي لجميع المؤمنين التعاضد والاتّحاد فيما بينهم ضدّ الشيطان ومخططاته،
٢٢٢وعلينا أن نطلب من الذين يتّبعون أوامرنا معاداة الشيطان والحذر منه، ونطلب من الذين ينتهون عمّا نحذّرهم منه أن يتوخّوا الحذر من متابعته.١)
الاستعانة بالله للتخلّص من شرّ الشيطان:
لا نستطيع التخلّص من شرّ الشيطان من دون الاستعانة بالله، ومن نماذج هذه الاستعانة أن نشكو إلى الله سوء مجاورة الشيطان لنا، واستجابة ميولنا ورغباتنا وأهوائنا لإثاراته، وأن نسأله تعالى أن يصوننا من الوقوع في دائرة استيلاء وهيمنة الشيطان، ونتضرّع إليه تعالى في دفع وإبعاد كيد الشيطان عنّا.٢)
آثار استعاذتنا بالله من الشيطان:
١. يجعل الله بيننا وبين الشيطان حجاباً منيعاً وسدّاً حصيناً يعجز الشيطان عن اختراقه والعبور منه.٣)
٢. يشغل الله الشيطان عنّا ببعض أعدائه.٤)
٣. يعصمنا الله من الشيطان، ويحفظنا بحسن رعايته، ويكفينا غدره، ويصرفه عنّا، ويبعده عنّا، ويقطع عنّا الآثار السلبية التي خلّفها حين تواجده في
٢٢٣نفوسنا.١)
٤. يحفّزنا الله على اتّباع الهدى بمقدار ما يحفّزنا الشيطان على اتّباع الضلال، ومن يطلب المزيد فلا يحجب الله عنه الخير والهداية.٢)
٥. يزوّدنا الله بالتقوى ضدّ غواية الشيطان.٣)
٦. يسلك بنا الله سبيل الهداية بخلاف سبل الضلال التي يدعونا الشيطان إليها.٤)
٧. لا يجعل الله للشيطان موطناً ومستقراً بل مدخلاً في قلوبنا، ولا يفسح له المجال لإغوائنا وإبعادنا عن سبيل الهدى.٥)
٨. يعرّفنا الله ما زيّن لنا الشيطان من باطل، وينوّر بصائرنا لنرى الباطل باطلاً فنجتنبه، ونرى الحقّ حقّاً فنتّبعه، ثُمّ يقينا الله ويحفظنا من إغواءاته.٦)
٩. يبصّرنا الله بمكائد الشيطان، ويلهمنا كيفية مواجهته وسبل تفنيد محاولاته الخبيثة، ونكون أقدر على دفع شرّه.٧)
١٠. ييقظنا الله من نوم الغفلة، ويمنحنا الوعي لنعرف حقيقة الشيطان فنحترز منه ولا نركن إليه ولا نعتمد عليه أبداً.٨)
٢٢٤١١. يعيننا الله بتوفيقه لنتغلّب على الشيطان، ونتمكّن من دحض دسائسه ومخططاته.١)
١٢. يجعل الله في قلوبنا كراهة فعل السيّئات، والاشمئزاز من فعل المنكرات، وبغض كلّ المحرّمات التي يدعونا إليها الشيطان.٢)
١٣. يمكّننا الله بلطفه لنقض وإبطال حيل الشيطان وتفنيد مساعيه الخبيثة.٣)
١٤. يقطع الله رجاء الشيطان منّا لئلا يطمع بنا، ويدفعه عن ملازمتنا والتعلّق بنا.٤)
١٥. يجعلنا الله من الشيطان في «حرز حارز، وحصن حافظ، وكهف مانع».٥)
١٦. يلبسنا الله درعاً واقياً ضدّ الشيطان، ويعطينا لمواجهته أسلحة قاطعة ونافذة نقف به بوجه الشيطان ونردعه عن تنفيذ مخططاته.٦)
١٧. يفنّد الله مساعي الشيطان بمختلف الأساليب، بل يثبّط عزيمته فينا لو قصد إغواءنا.٧)
٢٢٥١٨. يهزم الله جنود الشيطان، ويبطل كيده، لتذهب جهوده أدراج الرياح، ويجعل حصاد مكره وحيله الفشل والخسران، ويهدم كهفه، ويرغم أنفه عن طريق إيقاعه في دائرة الذل والهوان.١)
١٩. يجعلنا الله في صفوف أعداء الشيطان، ويبعدنا عنه لئلا نكون في عداد أوليائه.٢)
٢٠. يسدّدنا الله لئلا نطيع أوامر ونواهي الشيطان إذا استهوانا، ولا نستجيب له إذا دعانا.٣)
طلب الصيانة من الشيطان لنا ولغيرنا:
ينبغي لنا كما نسأل الله لأنفسنا الحفظ والصيانة من الشيطان أن نسأل ذلك أيضاً لآبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأهالينا وإخواننا وذوي أرحامنا وأقربائنا وجيراننا من المؤمنين والمؤمنات، وكلّ من شهد لله بالربوبية وتمسّك بعبودية الله عزّ وجل، ووقف بوجه الشيطان واستعان بالله لاكتساب المعارف الإلهية التي يحاول الشيطان منعه منها.٤)
٢٢٦الصحابة والتابعين
أجر الصحابة الأبرار:
١. لا يضيّع الله أجر الصحابة الذين جاهدوا بإخلاص في سبيله، فتركوا أوطانهم، وهجروا ديار قومهم، وأعرضوا عن سعة المعاش إلى ضيقه، وعملوا في ساحة الدعوة إلى الإسلام، وجمعوا الناس على دين الله وتوحيده.١)
٢. أعدّ الله في الجنّة للسابقين الأوائل من أنصار دينه وحماة شريعته مكانة ومنزلة خاصّة؛ لأنّهم كانوا الحجر الأساس لتثبيت دينه تعالى وإعلاء كلمته عزّوجل في الأرض.٢)
سمات الصحابة الأبرار:
١. أحسنوا صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله).٣)
٢. كانت لهم المواقف الحسنة من أجل نصرة الرسول (صلى الله عليه وآله) ومعاونته.٤)
٣. أسرعوا في القدوم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) للبيعة والنصـرة، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له عندما أثبت لهم بالأدلة والبراهين أحقّية رسالاته.٥)
٢٢٧٤. فارقوا أزواجهم وأولادهم لتكون كلمة الله هي العليا، وقاتلوا الآباء والأبناء من أجل تثبيت نبوّة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وكانت نتيجة أمرهم الانتصار على أعداء الله ببركة وجود الرسول (صلى الله عليه وآله).١)
٥. كانوا يعيشون منتهى حالة المحبّة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانوا يرجون من مودّته تجارة لن تبور.٢)
٦. قدّموا أسمى التضحيات، وتحمّلوا أعظم المعاناة من أجل إعزاز الدين وإعلاء كلمة الله، فهجرتهم العشائر، وأبعدهم الأقرباء احتجاجاً على اتّباعهم للرسول (صلى الله عليه وآله).٣)
أجر التابعين الأخيار:
سيجازي الله التابعين الذين اتّبعوا أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) اتّباعاً حسناً خير الجزاء.٤)
سمات التابعين الأخيار:
١. لم تعتريهم شبهة حول سمو مقام الصحابة الأبرار وصحّة اعتقادهم.
٢. ساروا على طريقة الصحابة الأبرار ومنهاجهم، واتّبعوا مسلكهم
٢٢٨ومذهبهم، وقصدوا الناحية التي قصدها أولئك، ولم يشكّوا في اتّباع خطاهم ومسيرتهم والاقتداء بهم والاهتداء بهديهم.
٣. بذلوا غاية وسعهم وجهدهم لدعم وتثبيت ما كان عليه الصحابة الأبرار.
٤. شعار التابعين قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ (الحشر: ١٠) ١)
الصحّة والسقم
الصحّة والسقم نعمة:
كلّ من «الصحّة» و«السقم» نعمة، تستحق منّا شكر الله وحده.٢)
فالصحّة نعمة؛ لأنّنا فيها:
١. نعيش حالة الهناء نتيجة التمتّع بالطيبات من رزق الله تعالى.٣)
٢. نعيش حالة النشاط والسعي الدؤوب لنيل مرضات الله وكسب المزيد من فضله وإحسانه.٤)
٢٢٩٣. نعيش حالة القوّة لأداء ما يوفّقنا الله من طاعته.١)
والسقم نعمة؛ لأنّه:
١. كفّارة لسيّئاتنا، وتمحيص لذواتنا، وتخفيف لما ثقل على ظهورنا من خطيئات، وتطهير لنفوسنا المتلوّثة بأدران السيّئات.٢)
٢. عقوبة ووسيلة تنبيه وتذكرة وموعظة تحفّزنا على التوبة والكفّ عن الذنوب واجتناب المعاصي، وتدفعنا لتزكية أنفسنا وتهذيبها من الشوائب العالقة بها.٣)
٣. وسيلة لاكتساب الحسنات من دون تحمّل جهد فكري أو مشقة بدنية، بل تفضّل وإحسان منه تعالى حيث يأمر الملائكة الموكّلين بإحصاء أعمالنا ليكتبوا لنا ثواب ما كنّا نعمله من الصالحات في حالة العافية.٤)
الإنسان بين الصحّة والمرض:
ينبغي علينا الانتباه عندما نصاب بمرض أنّنا نتمتّع ـ في نفس الوقت ـ بصحّة في مختلف نواحي أبداننا، وهذا بحدّ ذاته يستحق منّا الشكر والحمد لله تعالى.٥)
٢٣٠السلامة:
تكمن السلامة في أن يقينا الله من كلّ سوء.١)
طلب الصحّة من الله:
١. نحتاج لأداء عباداتنا إلى الصحّة والسلامة، ولهذا ينبغي طلب الصحّة والسلامة منه تعالى ليسعنا أداء العبادات بأفضل صورة ممكنة.٢)
٢. الحلاوة الموجودة في الصحّة والعافية هي التي تدفعنا إلى الانجذاب نحوها، والمسألة من الله للظفر بها.
والمرارة الموجودة في السقم والمرض هي التي تدفعنا إلى الاجتناب عنها، والمسألة من الله لإبعادنا عنها.
وهذه الحلاوة أيضاً موجودة في العفو والغفران والرحمة الإلهية.
ولهذا علينا الاستعانة بالله للخروج من السقم والذنوب والخطايا والكروب إلى الصحّة والعافية والغفران والفرج.٣)
السقم والتكفير عن الذنوب:
١. الذنوب والمعاصي أوساخ وأقذار وأدران معنوية تلوّث أرواحنا.
ومن آثار ما يبتلينا الله من أسقام أنّها تكفّر سيّئاتنا وتطهّر ذواتنا من هذه
٢٣١الأدران والشوئب.١)
٢. إذا كان سبب المرض الذي قد ابتلى الله به الإنسان عقوبة لسيّئاته أو غفران لذنوبه، فإنّ العفو الإلهي عن هذه السيّئات والذنوب يؤدّي إلى رفع المرض عنه ونيله الراحة والسرور بالعافية.٢)
٣. كلّ ما يتداوى به العباد للقضاء على أمراضهم فإنّه من صنع الله وكريم عطائه وعظيم إحسانه.٣)
الصدقة
الصدقة توجب النجاة من الغضب الإلهي والفوز برضاه ونيل المزيد من ثوابه سبحانه وتعالى.٤)
صلاة الله على المؤمنين
عندما نوفّق لعمل صالح من قبيل حسن القول في من يستحق ذلك، فإنّ الله سيصلّي علينا ويمنن علينا بالرحمة.٥)
أثر صلاة الله على المؤمنين:
١. تعصمهم من معصية الله.٦)
٢٣٢٢. تفسح لهم في رياض الجنّة١)
٣. تصونهم من كيد الشيطان.٢)
٤. تعينهم على أعمال الخير والصلاح.٣)
٥. تحفظهم على الدوام من حوادث السوء.٤)
٦. تدفهم إلى حسن الظن بالله، والأمل بعفوه وإحسانه وجميل فعاله، والإيمان بعظيم لطف الله ورحمته، والثقة بكرمه وإحسانه.٥)
٧. تمنعهم من تهمة الله سبحانه بعدم العدل في توزيع قسمته بين عباده فيما أعطاهم من مال وقدرة وإمكانية وغير ذلك.٦)
٨. تحفّزهم على الرغبة إلى الله والرهبة منه.٧)
٩. تنزع من قلوبهم حبّ التوسّع في الدنيا، وتحبّب إليهم العمل للآخرة والاستعداد لما بعد الموت.٨)
١٠. تسهّل عليهم كلّ حزن وغمّ يحلّ بهم يوم خروج الأنفس من أبدانها.٩)
١١. تبقيهم في عافية، وتمنع وصول السوء إليهم من الفتن التي تصيبهم.١٠)
٢٣٣١٢. تقيهم من شدائد الدخول في جهنّم وطول الخلود فيها.١)
١٣. تصيّرهم إلى موضع استراحة المتّقين، أي: جنّة الخلد.٢)
١٤. تحيطهم بالبركة والمنفعة.٣)
١٥. توجب استجابة الدعاء.٤)
الصلاة على محمّد وآل محمّد
١. «صلّى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين».٥)
٢. إنّنا نصلّي على محمّد وآله؛ لأنّ الله جعل النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) وسيلة لهدايتنا وإنقاذنا من الضلال والانحراف.٦)
٣. عندما نصلّي على الأنبياء والملائكة و... فإنّ الله سيبلغهم صلاتنا عليهم.٧)
أثر الصلاة على محمّد وآل محمّد:
١. تشملنا شفاعة النبيّ محمّد| يوم القيامة في الوقت الذي نكون في ذلك اليوم بأشدّ الحاجة إلى العون والمساعدة.٨)
٢٣٤٢. تؤدّي صلاتنا على محمّد وآله حين الدعاء إلى سرعة استجابة دعواتنا، وسبباً لنجاح طلبنا منه تعالى.١)
أفضل صلواتنا على محمّد وآل محمّد:
١. صلاة دائمة نامية.٢)
٢. لا انقطاع لأبدها ولا منتهى لأمدها.٣)
٣. كأفضل ما يصلّي الباري عزّوجل على أحد من خلقه من الأوّلين والآخرين.٤)
نماذج من النصوص الواردة في الصلاة على محمّد وآل محمّد:
١. «صلواتك عليه [على رسول الله] ورحمتك وبركاتك عليه وعلى آله وآل رسولك عليهم السلام». [دعاء ٢٣]
٢. «اللهم صلّ على محمّد عبدك ورسولك وأهل بيته الطاهرين، وأخصصهم بأفضل صلواتك ورحمتك وبركاتك وسلامك». [دعاء ٢٤]
٣. «اللهم صلّ على محمّد عبدك ورسولك وآل محمّد صلاةً عالية على الصلوات، مشرفة فوق التحيّات، صلاة لا ينتهي أمدها، ولا ينقطع عددها، كأتمّ ما مضى من صلواتك على أحد من أوليائك». [دعاء ٢٧]
٢٣٥٤. «اللهم صلّ على محمّد وآله إذا ذكر الأبرار، وصلّ على محمّد وآله ما اختلف الليل والنهار صلاةً لا ينقطع مددها، ولا يحصى عددها، صلاة تشحن الهواء، وتملأ الأرض والسماء. صلّى الله عليه حتّى يرضى، وصلّى الله عليه وآله بعد الرضا صلاة لا حدّ لها ولا منتهى». [دعاء ٣٢]
٥. «وصلّ على خيرتك اللهم من خلقك محمّد وعترته الصفوة من بريّتك الطاهرين». [دعاء ٣٤]
٦. «وصلّ اللهم على محمّد وآله صلاةً تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك وفضلك وكرامتك». [دعاء ٤٢]
٧. «السلام عليه [محمّد] وعلى آله الطيّبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته». [دعاء ٤٢]
٨. اللهم صلّ على محمّد وآله، في كلّ وقت وكلّ أوان وعلى كلّ حال عدد ما صلّيت على من صلّيت عليه، وأضعاف ذلك كلّه بالأضعاف التي لا يحصيها غيرك». [دعاء ٤٤]
٩. «اللهم صلّ على محمّد نبيّنا وآله كما صلّيت على ملائكتك المقرّبين.
وصلّ عليه وآله كما صلّيت على أنبيائك المرسلين.
وصلّ عليه وآله كما صلّيت على عبادك الصالحين وأفضل من ذلك يا ربّ العالمين». [دعاء ٤٥]
١٠. «ربّ صلّ على محمّد وآل محمّد المنتجب المصطفى المكرّم المقرّب أفضل صلواتك، وبارك أتمّ بركاتك، وترحّم عليه أمتع رحماتك». [دعاء ٤٧]
١١. «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة زاكية لا تكون صلاة أزكى منها، وصلّ عليه صلاة نامية لا تكون صلاة أنمى منها، وصلّ عليه صلاةً راضية لا تكون ٢٣٦ صلاةٌ فوقها». [دعاء ٤٧]
١٢. «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة ترضيه وتزيد على رضاه، وصلّ عليه صلاة ترضيك وتزيد على رضاك له، وصلّ عليه صلاة لا ترضى له إلّا بها ولا ترى غيره لها أهلاً... [دعاء ٤٧]
١٣. «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تجاوز رضوانك، ويتّصل اتّصالها ببقائك، ولا ينفد كما لا تنفد كلماتُك». [دعاء ٤٧]
١٤. «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تنتظم صلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك، وتشتمل على صلوات عبادك من جنّك وإنسك وأهل إجابتك، وتجتمع على صلاة كلّ من ذرأت [أي: نشرت] وبرأت [أي: خلقت] من أصناف خلقك». [دعاء ٤٧]
١٥. «ربّ صلّ عليه وآله صلاة تحيطه بكلّ صلاة سالفة [أي: سابقة] ومستأنفة [أي: متواصلة بعد توقّف]، وصلّ عليه وعلى آله صلاة مرضية لك ولمن دونك، وتنشىء مع ذلك صلاة تضاعف معها تلك الصلوات عندها، وتزيدها على كرور الأيّام زيادة في تضاعيف لا يعدُّها غيرك». [دعاء ٤٧]
١٦. «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تجزل لهم بها من نحلك وكرامتك، وتكمل لهم الأشياء من عطاياك ونوافلك، وتوفّر عليهم الحظ من عوائدك وفوائدك». [دعاء ٤٧]
١٧. «ربّ صلّ عليه وعليهم صلاة لا أمد في أوّلها، ولا غاية لأمدها، ولا نهاية لآخرها، ربّ صلّ عليهم زنّة عرشك وما دونه، وملء سمواتك وما فوقهن، وعدد أرضيك وما تحتهن وما بينهن، صلاة تقرّبهم منك زُلفى، وتكون لك ولهم رضى، ومتّصلة بنظائرهنّ أبداً». [دعاء ٤٧]
٢٣٧١٨. «السلام عليه [محمّد] وعليهم [آل محمّد] أبد الآبدين». [دعاء ٤٧]
١٩. «أسألك اللهم... أن تصلّي على محمّد وآل محمّد عبدك ورسولك وحبيبك وصفوتك وخيرتك من خلقك، وعلى آل محمّد الأبرار الطاهرين الأخيار صلاة لا يقوى على إحصائها إلّا أنت». [دعاء ٤٨]
٢٠. «وصلّى الله على سيّدنا محمّد رسول الله المصطفى وعلى آله الطاهرين». [دعاء ٥٤]
طاعة الله
١. العمر فرصة وفّرها الله لنا في هذه الحياة لنصرفها في سبيل طاعته تعالى وتلبية أوامره التي هي رشد وهداية، وأداء الحقوق الإلهية.١)
٢. طاعة الله نجاة للمطيعين؛ لأنّ المطيع ينجو بنفسه من العذاب، ويعتق رقبته من النار.
ولهذا علينا أن نشغل جوارحنا بطاعة الله فحسب، ولا نشغلها بطاعة أخرى لا تكون في امتداد طاعة الله تعالى.٢)
٣. لا نستطيع نيل رضا الله ومحبّته، وبلوغ ما عنده من نعيم إلّا بطاعته والالتزام بأوامره ونواهيه وبفضل رحمته.٣)
٢٣٨٤. ينبغي أن يصرف الإنسان كلّ طاقته وقدرته من أجل التقرّب من الله عن طريق اتّباع دينه الثابت والمستقيم.١)
الاهتمام بطاعة الله:
ينبغي على الإنسان أن يشغل دائماً نفسه بطاعة الله، ولا يسمح للمشاغل والهموم الدنيوية أن تبعده عن الله عزّ وجل.٢)
الأجواء المناسبة لطاعة الله:
نحتاج من أجل التوجّه نحو طاعة الله إلى «شوق ثواب الموعود» [أي: الجنّة]، حتّى نجد لذّة ما ندعو الله به، فتدفعنا هذه اللّذة إلى القيام بالطاعة.
كما نحتاج من أجل الاحتراز عن المعاصي إلى «خوف عقاب الوعيد» [أي: النار]، حتّى نجد كآبة ما نستجير الله منه، فتردعنا هذه الكآبة عن ارتكاب المعصية.٣)
ينبغي أن يعيش الإنسان في طاعته لله حالة التسليم والانقطاع عن كلّ شيء ما سوى الله.٤)
التقصير في طاعة الله:
١. يدرك جميع المؤمنين بالله بأنّهم مقصّرون في أداء ما أوجب الله عليهم.٥)
٢٣٩٢. لا يستطيع أحد أداء طاعة الله بصورة كاملة، وما نبذله من جهد وسعي في سبيل الطاعة لا يفي بما يستحقه الله؛ لأنّ فضل الله علينا أسبق وأشمل وأعظم وأتم.١)
٣. إذا لم نعرّض أنفسنا لما يثيرنا ويحفّزنا نحو طاعة الله، فإنّنا لن نجد في أنفسنا ما يدفعنا نحو هذه الطاعة.٢)
٤. يحب الله مجالس الصالحين؛ لأنّها توفّر لمن يحضر فيها الأجواء والأرضية المناسبة لنيل الرضوان الإلهي من خلال التحفيز على طاعته تعالى.٣)
التنافس في طاعة الله:
دعا الله العباد إلى التسابق والتنافس في موارد الطاعة.٤)
أثر طاعة الله:
من يطع الله يوفّقه الله للخير والرشد والصواب.٥)
فرائض الله:
١. مبادرة الإنسان إلى إحياء فرائض الله المستحبة تؤدّي به إلى رفع ذكره عند الله سبحانه وتعالى.٦)
٢٤٠٢. النوافل قادرة على أن تشفع لنا في مقام التوبة، فتجعلنا أقرب إلى المغفرة الإلهية، ولكنّنا إذا كنّا مضيّعين للكثير من فرائض الله الواجبة فلا يكون للنوافل والفرائض المستحبة ـ في هذا المقام ـ القيمة المعتد بها.١)
٣. من ضيّع فرائض الله الواجبة هلك.٢)
طول الأمل
إنّ الاختبار الذي نواجهه في خصوص آجالنا هو طول الأمل، وطمعنا بآمالنا في أعمار المعمّرين.
والحلّ هو التوجّه إلى الله ليقصّر آمالنا، ويمنحنا رؤية ذات أفق واسع تؤدّي بنا إلى نبذ طول الأمل والرضا بما قسم الله لنا من العمر.٣)
وإذا لم نتمكّن من القيام بتهذيب أنفسنا في مجال طول الأمل، فالحلّ هو طلب المزيد من الاستعانة بالله ليساعدنا في هذا المجال ويكفينا طول الأمل.٤)
الآثار السلبية لطول الأمل:
١. يوقعنا في أودية اللهو والغفلة عن الآخرة.٥)
٢٤١٢. يخدعنا بالباطل.
٣. يصيبنا بشروره.١)
تقصير الأمل:
ينبغي علينا أن نقصّـر آمالنا بحيث لا نؤمّل استتمام ساعة بعد ساعة، ولا استكمال يوم بعد يوم، ولا اتّصال نفس بنفس، ولا لحوق قدم بقدم.٢)
السبيل لتقصير الأمل:
١. صدق العمل.٣)
٢. ذكر الموت بشكل متواصل.٤)
الظلم
حرّم الله على العباد تجاوز أحدهم على حقوق الآخر، وانتهاك أحدهم لحرمة الآخر فيما لا يحلّ.٥)
دوافع الظلم:
١. ينعم الله على العبد، فيستغني العبد، ويجد نفسه قويّاً، فيطغى ويندفع نحو
٢٤٢الظلم والتجاوز على حقوق الآخرين.١)
٢. يمهل الله العبد عند طغيانه، ويؤخّر عقابه، فيغتر العبد، وتأخذه حالة الخيلاء بما يمتلك من قوّة وقدرة، فيتجرأ نحو الظلم والتعدّي على حقوق الآخرين.٢)
الارتداع عن الظلم:
كما أنّنا لا نرغب أن نكون مظلومين، فعلينا أن لا نكون ظالمين، ونسأل الله أن يعصمنا من ممارسة الظلم، ويجعل بيننا وبين ظلم الآخرين حاجزاً وعائقاً يمنعنا من الالتحاق بركب الظالمين.٣)
إعانة الظالمين:
ينبغي أن يحذر الإنسان في تعاملاته الاجتماعية لئلا يكون معيناً للظالمين ولا مساعداً ونصيراً لهم على تغيير الشرع وتعطيل الأحكام الإلهية.٤)
جزاء الظالمين بالاستدراج:
يجازي الله الظالم بعض الأحيان بالاستدراج، فلا يعجّله بالعقوبة، بل يمدّه بالمال والجاه والقوّة، فيكون ذلك سبباً في إصرار الظالم على الظلم وتماديه في إيذاء الآخرين.
٢٤٣وعلى المظلوم ـ في هذه الحالة ـ الدعاء من الله لرفع حالة الاستدراج من الظالم وردعه ـ بأيّ نحو من الأنحاء ـ عن مواصلته في الظلم.
ولكن إذا اقتضت الحكمة الإلهية إبقاء الظالم في حالة الاستدراج وإهماله وترك مجازاته إلى يوم القيامة فعلى المظلوم ـ في هذه الحالة ـ الدعاء من الله ليمنحه الصمود والصبر.١)
صرف الله الظلم عن العباد:
إذا أراد الله أن يصرف أحداً عن الظلم، فإنّه تعالى:
١. يشغله في أمر يهمّه ويخصّه فيصرفه بذلك عن الظلم.٢)
مثال ذلك:يشغل الله الظالم بعدو يعجز عن التخلّص منه، فيصرفه ذلك عن ظلم الآخرين.٣)
٢. يكشف له قبح الظلم وآثاره السلبية، فيمنعه ذلك عن ممارسة الظلم.٤)
٣. يعين الله المظلوم ليقف بوجه الظالم ويصدّه عن الظلم.٥)
٤. يمنع الله الظالم بقوّته عن ممارسة الظلم.٦)
٢٤٤٥. يكسر الله بقدرته شوكة الظالم وشدّة أذاه.١)
٦. يذيق الله الظالم في الدنيا شيئاً قليلاً من العذاب الذي أوعده يوم القيامة ليزجره ويردعه عن التمادي في الظلم.٢)
المظلومون:
١. لا يخفى على الله أنباء المتظلّمين، ولا يحتاج الباري عزّوجل لمعرفة مظلوميتهم إلى شهادات الشاهدين.٣)
٢. نصرة الله قريبة من المظلومين، وعونه تعالى بعيد عن الظالمين.٤)
العِوَض الإلهي للمظلوم:
يحيط الله المظلوم بعفوه ورحمته عوضاً وبدلاً عما أصيب من ظلم وإساءة.٥)
نصرة الله للمظلوم:
١. يعين الله المظلوم ليتغلّب على الظالم بحيث تكون هذه الإعانة سبباً لشفاء غيظ المظلوم إزاء الظالم، وإطفاء شدّة غضبه، وإزالة كراهيته وغصّته بصورة تكون وافية تحقّق رضا المظلوم لتدارك ما أصابه من شدّة.٦)
٢٤٥٢. إنّ الله قادر على ردع الآخرين لئلا يظلموننا، وهو القادر على منع الآخرين من انتهاك حقوقنا والجور علينا؛ ولهذا نستعين به تعالى ليدفع عنّا ظلم الآخرين ويرعانا في ظلّ عنايته وحفظه.١)
بث الشكوى إلى الله:
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق أن نشكو إليه همومنا ونبث إليه معاناتنا ومشاكلنا.٢)
رضا المظلوم بقضاء الله:
من أهم الأسباب التي تدفع المظلوم إلى القناعة بما قضى الله له والثقة بما تخيّر له، أن يصوّر الله في قلبه مثال ما ادّخره له من أجر وثواب وأعدّ لظالمه من جزاء وعقاب.٣)
العافية
العافية نعمة:
العافية والسلامة من السوء والبلاء نعمة إلهية عظيمة لا يعرف الإنسان
٢٤٦قدرها إلّا عند فقدانها؛ ولهذا ينبغي علينا أن لا نفتر في طلب هذه النعمة من الله ليلبسنا ويغمرنا ويحصّننا ويكرمنا ويغنينا ويتصدّق علينا بها، ويهب ويبسط عافيته ويجعل فيها الصلاح لنا، ولا يفرّق بيننا وبينها في الدنيا والآخرة.١)
طلب العافية:
١. العافية ـ بصورة عامة ـ أفضل من البلاء، ونحن مكلّفون بطلب العافية من الله تعالى.٢)
٢. وظيفة الإنسان دائماً الدعاء من الله ليعطيه العافية، ويجعله ممن أنعم عليه ورضى عنه وأحياه في الدنيا حميداً وتوفّاه سعيداً.٣)
٣. إذا طلبنا العافية من الله، فالأفضل أن نطلب أحسن وأفضل وأسمى مراتب هذه العافية التي من خصائصها:
١. الكافية التامّة الشاملة التي لا نقصان فيها.
٢. الشافية التي لا مرض بعدها.
٣. العالية والمتصاعدة لأعلى درجات السلامة.
٢٤٧٤. النامية والمتّسعة والمتزايدة في شموليتها.
٥. عافية الدنيا والآخرة.١)
عبادة الله
١. إنّ الله منتهى خوف العابدين، وهو غاية خشية المتّقين.٢)
٢. يحب الله أن نعمر ليالينا بطاعته والاستيقاظ لعبادته والتهجّد له.٣)
٣. ينبغي أن يخصّص العبد لنفسه أوقاتاً يعتزل فيها عن الناس، ويتوجّه إلى الله متّصفاً بكمال الانقطاع إليه تعالى، ويستأنس بمناجات الله، ثُمّ يقدّم حوائجه إلى الله ويكرّر طلبها منه تعالى مرّة بعد أخرى.٤)
٤. ينبغي أن يستعمل الإنسان دائماً بدنه فيما يرضي الله تعالى.٥)
٥. ينبغي أن يحاول الإنسان المؤمن أن تكون أعماله كلّها من الأعمال التي يحبّها الله عزّ وجل.٦)
٦. ينبغي أن تكون عبادة الإنسان كعبادة الخاشعين.٧)
٢٤٨العبادة واكتساب البصيرة:
أهم ما يحتاج إليه الإنسان في طاعته وعبادته لله تعالى هو اكتساب البصيرة وامتلاك النيّة الصالحة.١)
من آفات العبادة:
من آفات العبادة الابتلاء بالكسل والخمول والفتور والشعور بالتثاقل عن أداء الطاعات والفرائض.٢)
القوّة على العبادة:
إذا شعر الإنسان بالضعف في مجال المسارعة إلى تلبية أوامر الله والاجتناب عن نواهيه، فالسبيل الوحيد لاكتساب القوّة هو الالتجاء إلى الله وطلب العون منه تعالى.٣)
آثار عبادة الله:
١. عبادة الله تغني العبد عن كلّ شيء.٤)
٢. بعض الأعمال العبادية تؤدّي إلى تطهير النفس من دنس الخطايا المرتكبة سابقاً.٥)
٢٤٩اهتمام الله بالقليل من العبادة:
إنّ الله ليس ـ كما يظنّ البعض ـ يهتم بالعبادة المعتد بها، ولا يبالي بالعبادة القليلة، بل الله يثيب العباد إزاء طاعتهم له وإن كانت طاعتهم قليلة ودون الحدّ المطلوب.١)
العبرة
معاينتنا للأمور بتأمّل وتدبّر وحزم تؤدّي إلى تلقّينا الدروس والعبر التي ترشدنا إلى اختيار طريق الصواب.٢)
العدل الإلهي
١. إنّ الله أعدل العادلين.٣)
٢. لا يقضي الله إلّا بالعدل، ولا يحكم إلّا بالإنصاف.٤)
٣. إنّ الله عادل والاعتقاد بهذا العدل هو الذي يمنحنا الوثوق بأنّه تعالى لن يظلمنا أبداً.٥)
تنزيه الله عن الظلم:
تعالى الله عن الظلم علواً كبيراً؛ لأنّ المحتاج إلى الظلم هو الضعيف، والله
٢٥٠منزّه عن الاحتياج.١)
العدل الإلهي في المعاد:
إنّ المعاد مظهر من مظاهر العدل الإلهي.٢)
العدل الإلهي والفضل الإلهي:
١. إذا تعامل الله معنا بعدله ولم يتعامل معنا بفضله هلكنا؛ ولهذا نسأل الله دائماً أن يتعامل معنا بفضله وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا لا طاقة لنا على عدله وتحمّل نقمته وغضبه.٣)
٢. يعفو الله عمّن يشاء من عباده بفضله، ويعذّب من يشاء بعدله؛ ولهذا فإنّنا بحاجة إلى فضل الله ليعفو عنّا ويتجاوز عن سيّئاتنا، ولا طاقة لنا بعدله تعالى، بل لا ينجو أحد من العذاب إزاء ما كسبت يداه من الذنوب والمعاصي إلّا بفضل الله وعفوه٤)
٢٥١عدل الله في معاقبة المذنبين:
لا يمكن إنكار عدل الله إزاء معاقبته للمذنبين؛ لأنّه تعالى أقام الحجّة على العباد، وحذّرهم من العقاب الأخروي، وما الله بظلّام للعبيد، والعباد هم الذين يظلمون أنفسهم.١)
لا يُسأل الله عما يفعل:
١. لا يُسال الله عما يفعل؛ لأنّه حكيم، والحكيم لا يفعل إلّا الحسن.٢)
٢. إذا أهلكنا الله فلا يسأل الله عما يفعل، وليس من شأن أحد الاعتراض على أمر الله، ولكن الله ـ مع ذلك ـ عادل يضع الأمور في مواضعها، وليس في حكمه ظلم.٣)
العدو
حفظ الله إيّانا من شرور الأعداء:
١. يحاول بعض أعدائنا أن يلحقوا بنا الضرر من منطلق الكيد والخدعة، فيخفوا حقدهم الدفين أمامنا، ويظهروا إزاءنا بمظهر حسن مقرون بحسن اللقاء وبشاشة الوجه وحلاوة المنطق، ولكن بواطنهم مملوءة بالحقد علينا، وسرائرهم مشوبة إزاءنا بالنفور والكراهية.
٢٥٢ويحاول هؤلاء استخدام كلّ الوسائل الممكنة لإطاحتنا عن طريق نصب الحبائل وحياكة المؤامرات ضدّنا، ولكن لا يغفل الله عن هؤلاء، ويدفع عنّا كيدهم ويصرف عنّا سوءهم، بل يرجع كلّ ما حاكوا ضدّنا من مؤامرات عليهم.١)
٢. واجه كلّ واحد منّا الكثير من الأعداء القساة الذين صوّبوا نحونا سهام عداوتهم وحقدهم بكلّ ما يمتلكونه من قوّة، ولكن الله على الرغم من محاولات هؤلاء الأعداء حفظنا من شرورهم ورعانا بعين حراسته التي لا تنام وكسر شوكتهم وأيّدنا بالنصـر ولم يسمح لهم أن ينالوا مبتغاهم، بل أعقبهم الفشل والخسران، ولولا نصـرة الله تعالى إيّانا على أعدائنا لكنّا من المغلوبين.٢)
٢٥٣شرور الأعداء:
بعض الشرور المتوجّهة إلينا ممن يريد لنا السوء:
١. الضرّ (فعل ما يسوؤنا من مكروه ونحوه).
٢. الشرّ.
٣. الغمز (الإشارة بالعين أو الحاجب بقصد الإساءة والتعريض بالكناية والتلميح).
٤. الهمز (العيب بظهر الغيب).
٥. اللمز (العيب في الوجه أو في حال الحضور بإشارة أو كلام).
٦. الحسد (تمنّي زوال النعمة عن الغير).
٧. العداوة (ما يحرّض النفس على التجاوز والاعتداء).
٨. الحبائل (الشباك والفخ الذي يضعه العدو في طريقنا).
٩. المصائد (الطرق التي يتّبعها أعداؤنا كيداً لإيقاع الضرر بنا).
١٠. الرجل (أعوانه المشاة).
١١. الخيل (أعوانه الراكبين).١)
دعاؤنا ضدّ العدو:
ما نطلبه من الله إزاء من يريد لنا بسوء:
١. يصرفه عنّا.٢)
٢٥٤٢. يبعد عنّا مكره.١)
٣. يدفع عنّا شرّه.٢)
٤. يردّ كيده إلى نحره.٣)
٥. يجعل بين يديه سدّاً يعمي عنّا بصره، ويصمّ عن ذكرنا سمعه، ويجعل قلبه مقفلاً عن ذكرنا؛ ليقلل بذلك التفاته إلينا، فيقل توجّهه إلينا بالشرّ.٤)
٦. يخرس عنّا لسانه ويمنعه من ذكرنا بسوء.٥)
٧. يقمع رأسه ليصاب بوهن يردعه عن إساءتنا.٦)
٨. يسلب منه العزّة ويحيطه بالذلّة.٧)
٩. يكسر جبروته ويجعله مشغولاً بوهنه.٨)
١٠. يصيبه بالانكسار والذلّة.٩)
١١. يحطّم كبرياءه ونخوته وأنفته.١٠)
٢٥٥عرفة
خصائص يوم عرفة:
١. يوم عرفة يوم شرّفه الله وكرّمه وعظّمه.١)
٢. يتغمّد الله برحمته في يوم عرفة من دعاه وتضـرّع وتوجّه إليه بالاستغفار والتوبة.٢)
٣. يتولّى الله في يوم عرفة أهل طاعته وأهل القرب والمكانة منه ويشملهم برعايته.٣)
٤. يوم عرفة يوم الجود والإحسان الإلهي في مجال قبول التوبة والإنابة والعفو، وهو يوم نيل الرضوان الإلهي.٤)
٥. لا يعود الإنسان في يوم عرفة من عند الله خائباً من الدعاء أو فارغاً من الاستجابة، ولا سيّما:
١. الإنسان الموحّد.
٢. الإنسان الذي أتى من الأبواب التي أمر الله أن تؤتى منها.
٢٥٦٣. الإنسان الذي يتقرّب إلى الله بالطرق التي يرضاها الله.١)
العزّة
العزّة بيد الله:
العزّة والذلّة، والرفع والوضع، والإهانة والإكرام، والعذاب والرحمة كلّها بيد الله.٢)
العزّة الإلهية:
المجد والشرف الإلهي أرفع وأعلى من أن يصل إلى كنهه وحقيقته أحد، وإنّ لله تعالى العزّ الباقي على مرّ الدهور والسنين الماضية والأزمان المنقضية.٣)
طلب العزّة من الله:
من أراد العزّة فعليه أن يطلبها من الله فحسب.٤)
٢٥٧طلب العزّة من غير الله:
العزّة الحقيقية عند الله، ومن طلبها من عند غير الله ذلّ، وكم من أناس حاولوا الارتفاع من دون الاستعانة بالله فاتضعوا وتسافلوا.١)
عزّة المؤمن:
١. إنّ الله عزيز، ويحب أن يكون عباده أيضاً أعزّاء، ولهذا علينا أن نسأل الله دوام التحلّي بالعزّة.٢)
٢. دأب المؤمن التحلّي بالعزّة ومعرفة قدر نفسه، والحرص على كرامتها، والابتعاد عن المواطن التي يتعرّض فيها للمهانة والذلّة لأسباب تافهة.٣)
٣. ينبغي أن يكون الإنسان المؤمن ذليلاً بين يدي الله وعزيزاً عند الناس.٤)
العصمة الإلهية
١. إنّ النفس الإنسانية هالكة مالم يعصمها الله تعالى.٥)
٢. من أراد العصمة والطهارة فعليه أن يطلبها من الله تعالى.٦)
٣. يحتاج الإنسان من ربّه إلى عصمة تقرّبه من خشية الله، وتبعده عن ركوب ٢٥٨ المحارم، وتفكّه من أسر الذنوب الكبيرة.١)
٤. لا يستطيع الإنسان هجر الذنوب والمعاصي إلّا أن يعصمه الله، ولا يمكنه الامتناع عن الخطايا إلّا أن يسدّده الله بالقوّة، وهذا ما يحتّم على كلّ من يبتغي هجر الذنوب والمعاصي والامتناع عن الخطايا أن يطلب من الله ليسدّده بقوّة كافية، ويتولّاه بعصمة مانعة.٢)
عظمة الله
١. إنّ الله ذو شأن عظيم.٣)
٢. إنّ لله تعالى العلو الأعلى فوق كلّ عال.
وله تعالى الجلال الأمجد فوق كلّ جلال.
وكلّ جليل عند الله صغير.
وكلّ شريف في جنب شرف الله حقير.٤)
٣. إنّ المكانة والمنزلة الإلهية أرفع وأعلى المكانات والمنازل.٥)
٤. إنّ الله في منتهى العظمة بحيث خشع لعظمته جميع الأشياء ما دون
٢٥٩عرشه.١)
٥. إنّ الله قريب إلينا على الرغم من علوّه وعظمته، وهو العالي والعظيم على الرغم من قربه إلينا.٢)
٦. ينبغي علينا المبادرة إلى معرفة الله والالتفات إلى حقيقة عظمته لئلا نقع في أودية الفهم الخاطئ في مجال معرفتنا بالله.٣)
من خصائص عظمة الله:
١. لا تنقضي عجائب عظمة الله.٤)
٢. لا منتهى لعظمة الله؛ ولهذا يستحيل مقارنتها مع أيّة عظمة أخرى.٥)
العفو والغفران الإلهي
١. إنّ الله أهل المغفرة.٦)
٢. إن الله غني بالعفو ومرجو للمغفرة ومعروف بالتجاوز عن المسيئين والمخطئين.٧)
٢٦٠طلب العفو من الله:
١. المذنب بحاجة إلى طلب العفو والغفران من الله ليمحو الله ذنوبه ولا يحاسبه عليها.١)
وإذا صدر منّا ما جعلنا في دائرة أهل الإساءة، فإنّه تعالى هو الملجأ ليجيرنا ممّا يخافه أهل الإساءة.٢)
وإذا شملتنا العقوبة الإلهية بسبب ذنوبنا وآثامنا، فإنّه تعالى هو الملجأ ليعافينا من هذه العقوبة.٣)
٢. إنّنا نتوسّل إلى الله دائماً ليسقط عنّا ما نعجز عن حمله من عقوبة، ويتجاوز عن خطايانا، ويعفو عنّا، ويصفح عن ذنوبنا ومعاصينا، ويجعلنا في صدارة من يشملهم العفو الإلهي، ومن أوائل الخارجين عن دائرة سخطه تعالى.
وذريعتنا أنّه تعالى لا يثقل عليه شيء، وأنّه على كلّ شيء قدير، وأنّه أرحم الراحمين، وقد لحقت رحمته بالمسيئين، وأحاط عفوه بالظالمين في مواد لا تعدّ ولا تحصى.٤)
٢٦١٣. كمال كرامتنا عند الله أن يغفر لنا ذنوبنا؛ لأنّ من غفر الله له دخل الجنّة، ومن دخل الجنّة نال دار الكرامة والمقام الرفيع.١)
رغبة الله في العفو:
١. إنّ الله أهل المغفرة، والعفو الإلهي مقدّم على معاقبته للمذنبين، أي: لا يرغب الله في معاقبة عبده وإنّما يحب أن يغفر له ويحيطه بعفوه، ولهذا يطلب الله من العباد التوبة ويناديهم بأن يرجعوا إليه.٢)
٢. عفو الله عنّا أكثر وأحبّ إليه عزّوجل من معاقبتنا.٣)
٣. شيّد الله قدرته على أساس العفو والتجاوز، وعدم مؤاخذة كلّ سيّئة، ولهذا يتعامل الله مع من يعصوه بالحلم، ويؤخّر عقوبة من ظلموا أنفسهم، لعلّهم يفيقون من الغفلة، وينيبوا إلى ربّهم، ولا يقعوا في أودية الهلاك والشقاء إلّا بعد إتمام الحجّة عليهم.٤)
دائرة العفو الإلهي:
دائرة العفو الإلهي واسعة جدّاً بحيث تشمل:
٢٦٢١. من بلغ منتهى العصيان، ثُمّ تاب إلى الله تعالى.
٢. من كان أكثر الناس استحقاقاً للوم والعتاب، ثُمّ اعتذر إلى الله تعالى.
٣. من كان أشدّ الناس ظلماً وجوراً، ثُمّ أناب إلى الله تعالى.
فكيف لا تشمل المغفرة الإلهية من هو أقل من هؤلاء فيما لو تاب واعتذر وأناب إلى الله تعالى.١)
٤. لا يستعظم عفو الله عن المذنبين وتجاوزه عن معاصيهم وإحاطتهم برحمته؛ لأنّه تعالى هو ربّ العفو والمغفرة والرحمة.٢)
المقرّبون إلى عفو الله:
١. كلّما نكون أوثق بمغفرة الله وأرغب بعطاء الله وأحوج إلى رحمة الله، فإنّنا سنكون أقرب إلى نيل ما نثق به؛ لأنّه تعالى أولى من وثق به، وأعطى من رغب إليه، وأرأف من استُرحم.٣)
٢. إذا كان الإنسان من أهل الصوم في النهار ومن أهل التهجّد في الليل، ثُمّ وقف بين يدي الله في مقام التائب، فإنّ الغفران الإلهي سيشمله أكثر ممن ليست له هذه الخصائص.٤)
٢٦٣٣. الأمور التي تجعل الإنسان أقرب إلى نيل العفو الإلهي:
ألف. عدم إنكار الإنسان بأنّه مستحق للعقوبة الإلهية.
ب. عدم تبرّي الإنسان نفسه من استيجاب النقمة الإلهية.
ج. أن يكون خوف الإنسان أكثر من طمعه في الله.
د. أن يكون يأس الإنسان من النجاة أوكد من رجائه للخلاص.١)
٤. قيام المذنب ببعض الأمور حين التوبة، من قبيل إقراره واعترافه وتذلـله أمام الله توجب له أن يستقبله الله بالمغفرة ويرفعه عن مواضع الهلكة الناشئة من الذنوب.٢)
عفو الله تفضّل:
١. لا يجب على الله أن يغفر للمذنبين أو أن يرضى عنهم من باب الاستحقاق، بل يكون هذا الغفران والرضا من باب التفضّل فحسب.٣)
٢. إذا أراد الله أن يعاقبنا إزاء ذنوبنا الكبيرة فلا يبقى لنا أمل للخلاص من ٢٦٤ عذابه، ولكن أملنا بالله أن يتعامل معنا بفضله ولطفه وإحسانه.١)
٣. نقع نتيجة ذنوبنا في دائرة النقمة الإلهية بحيث يعجز عملنا الصالح عن إنقاذنا من هذه النقمة، فلا يكون لنا سبيل للخلاص من العذاب الإلهي إلّا بفضل الله المؤدّي إلى عتق رقابنا من هذه النقمة.٢)
٤. لا ينال العبد المذنب العفو والمغفرة الإلهية إلّا بتفضّل الله وإحسانه.
ولا ينالها بالاستحقاق أبداً٣) حتّى فيما لو عاش الحالات التالية:
١. يبكي حتّى تسقط أشفار عيونه.٤)
٢. ينتحب حتّى ينقطع صوته.٥)
٣. يقوم لله بالعبادة حتّى تتورّم قدماه.٦)
٤. يركع لله تعالى حتّى ينخلع العمود الفقري في ظهره.٧)
٥. يسجد لله حتّى تنقلع عيناه.٨)
٦. يهجر لذيذ الطعام ويأكل تراب الأرض طول عمره.٩)
٢٦٥٧. يعرض عن لذيذ الشراب ويتناول ماء الرماد إلى نهاية دهره.١)
٨. يذكر الله على الدوام حتّى يكلّ لسانه.٢)
٩. لم يجرأ على رفع طرفه نحو السماء نتيجة الاستحياء من الله تعالى.٣)
توضيح ذلك:
يغفر الله ذنوبنا بتفضّله وإحسانه، ولا يجب عليه ذلك أبداً؛ لأنّنا لا ننال هذه المغفرة باستحقاق لتقع في دائرة ما يجب على الله تعالى، بل ما نستحقه هو العقاب بمجرّد صدور المعصية منّا، ولهذا لا يكون الله عزّوجل ظالماً فيما لو عذّبنا إزاء ما ارتكبناه من ذنوب، ولكّنه تعالى يتفضّل علينا عندما نتوب إليه فيعفو عنّا ويغفر لنا سيّئاتنا.٤)
أثر العفو الإلهي:
إنّ لعفو الله لذّة خاصّة يشعرها العبد بقلبه وبوجوده بعد التوبة والإنابة.٥)
علم الله
١. إنّ الله بكلّ شيء عليم٦)
٢٦٦٢. ليس لعلم الله حدّ، ولهذا لا تخفى عليه تعالى الأخبار الخفية التي لا تظهر للناس.١)
٣. لا يغيب عن الله علم شيء، وهو بكلّ شيء محيط، وهو على كلّ شيء رقيب.٢)
٤. إنّ الله عالم بخفايا أعمالنا، ولا تخفى عليه دقائق الأمور، ولا تغيب عنه سرائر النفوس.٣)
٥. لا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء، وكيف تخفى عليه الأشياء وهو الخالق لها؟ وكيف لا يحصيها وهو الصانع لها؟ وكيف تغيب عنه الأشياء وهو المدبّر لها٤)؟
عمر الإنسان
حسن وقبح العمر:
لا يتّصف العمر بالحسن والقبح الذاتي، وإنّما هو حسن فيما لو كان مبذولاً في طاعة الله تعالى، وهو قبيح فيما لو كان مرتعاً للشيطان.
ولهذا علينا عند طلب طول العمر من الله الانتباه إلى دعاء الإمام زين
٢٦٧العابدين (عليه السلام) حيث قال:
«اللهم... عمّرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعاً للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إليّ، أو يستحكم غضبك عليّ».١)
العمل
١. دعا الله العباد في تعاملهم معه إلى تجارة مربحة، ودعاهم إلى العمل الصالح في مقابل الجنّة، وهذه تجارة لن تبور.٢)
٢. لم يخلقنا الله عبثاً، وإنّما خلقنا لهدف حكيم، وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: ٥٦) ، ولهذا ينبغي علينا تخصيص أوقاتنا كلّها للقيام بالأعمال المنسجمة مع ما خلقنا الله لأجله، والسعي لنيل المقام الرفيع عند الله تعالى.٣)
٣. كمال الهداية للإنسان بعد طلب العلم أن يعمل بما يعلم.٤)
٤. إنّ النصائح التي ترشدنا إلى طريق الخير، وتحفّزنا على سلوك سبيل الصواب لا تترك أثرها المطلوب فينا مالم نقوم باتّباعها والالتزام العملي بها.٥)
٥. إنّ لأعمالنا درجات مختلفة في الحسن والقبح، وينبغي علينا السعي الدائم ٢٦٨ لرفع مستواها لتكون ـ بتوفيق الله ـ أحسن الأعمال، ولتكون بعد الإصلاح الإلهي لها منزّهة من كلّ عيب وفساد.١)
مراقبة أعمالنا:
١. ينبغي علينا مراقبة أعمالنا لتكون متوجّهة نحو ما يرضي الله وبعيدة عما تسخطه تعالى.٢)
٢. ينبغي أن تكون أعمالنا مشابهة لأعمال المخلصين من عباد الله عزّ وجل.٣)
٣. ينبغي أن لا نرتكب أعمالاً تتبعها العقوبة الإلهية بحيث يكون ذلك سبباً لاتّعاظ الآخرين بنا واجتنابهم من الوقوع في مثل حالنا.٤)
أعمالنا الصالحة والعون الإلهي:
١. إنّ الله تعالى يعيننا على القيام بالأعمال الصالحة من قبيل ختم القرآن.٥)
٢. يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة لقيامنا بالأعمال الصالحة، وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليستعملنا بالطاعة وأداء ما يرضيه.٦)
٢٦٩كمال أعمالنا العبادية:
كمال كلّ عمل عبادي نقوم به أن يكون ذلك العمل مقبولاً مشكوراً ومعتنى به عند الله تعالى.١)
الاندفاع نحو الأعمال الصالحة:
١. كلّما يزداد الإنسان رغبة في العمل لله تعالى من أجل كسب الزاد الأخروي، فإنّه سيكون أكثر اندفاعاً نحو هذا العمل.
ولهذا علينا الطلب منه تعالى ليزيد في رغبتنا، ويجعلنا ندرك هذه الرغبة بحيث نجد في قلوبنا ميل ولهفة للعمل في سبيله تعالى.٢)
٢. كلّما يكون الإنسان أكثر رغبة في العمل لله تعالى من أجل كسب الزاد الأخروي، فإنّه سيكون أكثر زهداً في الدنيا، وأكثر شوقاً لفعل الحسنات، وأكثر شعوراً بالأمن من السيّئات.٣)
تقييم الإنسان لعمله:
من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان الصالح والمتّقي أنّه:
يرى «الخير» الصادر منه قليلاً، وإن كثر في أقواله وأفعاله.
٢٧٠ويرى «الشر» الصادر منه كثيراً، وإن قلّ في أقواله وأفعاله.١)
حساب الأعمال:
١. كلّ صغيرة وكبيرة نفعلها يتبعها غداً سؤال وجواب وحساب وكتاب، ولهذا ينبغي علينا الالتفات إلى هذه الحقيقة وجعل أعمالنا كلّها لنيل رضوانه تعالى.٢)
٢. إذا ارتكبنا فعلاً أدّى إلى إغواء الآخرين وإيقاعهم في الضلال وابتعادهم عن الحقّ، فإنّنا سنكون مسؤولين أمام الله إزاء ذلك.٣)
الغضب
ينبغي أن تكون مراقبتنا لسلوكنا وتصرّفاتنا حين حالتي الرضا والغضب أكثر من الأوقات الأخرى؛ لأنّ لهاتين الحالتين دوراً كبيراً في ارتكابنا للخطايا والعثرات والزلّات الدنيوية والأخروية.
وينبغي الاستعانة في هذه الحالات بالله ليسدّدنا ويصوننا ويرزقنا التحفّظ من الخطايا والاحتراس من الزلل بحيث تكون حالتنا عند التعامل مع الآخرين في حالتي الرضا والغضب كتعاملنا معهم في الحالة الطبيعية، ولا تؤدّي بنا هاتان الحالتان عند تعاملنا مع الأولياء والأعداء إلى الخروج عن دائرة رضا الله وتدخلنا ٢٧١ في دائرة غضبه تعالى، بل ينبغي أن يكون تعاملنا عند هاتين الحالتين بصورة يأمن عدونا من ظلمنا وجورنا، وييأس وليّنا من اتّباعنا لميولنا وأهوائنا المنحطّة.١)
غضب الله
١. قد يغضب الله على عبد نتيجة ارتكابه لمعصية فيعرض عنه ولا يرضى عنه بعد ذلك أبداً.٢)
٢. إذا أحاطنا بغضبه وسخطه فلا مفر من عذاب الله، وهذا ما يحتّم علينا الالتزام بتقوى الله لئلا يشملنا غضبه تعالى وسخطه.٣)
٣. لا يمكن ردّ غضب الله إلّا بحلمه، ولا يمكن ردّ سخط الله إلّا بعفوه.٤)
الغفلة
١. الإنسان الغافل يعيش حالة خمول التفكير في مجال عواقب أمره ومصيره الأخروي.٥)
٢. ينبغي للإنسان أن يوفّر لنفسه الأجواء والأرضية المناسبة التي تلفت
٢٧٢انتباهه دائماً إلى ذكر الله والعيش في حالة اليقظة والفطنة، وتردعه عن الانغماس في الغفلة ليسهل عليه الالتزام الديني في حياته.١)
٣. إذا انغمسنا في الشهوات وتمادينا في الطغيان، فإنّنا سنكون بحاجة شديدة إلى العناية الإلهية لتمنحنا اليقظة من الغفلة المحيطة بنا.٢)
غنى الله
١. إنّ لله تعالى خزائن السماوات والأرض، ولا ينفد بل لا ينقص ما عنده تعالى أبداً ولو لبّى طلبات الخلق جميعاً واستجاب لكلّ ما سألوه من فضله؛ لأنّ طلبات الخلق محدودة ومتناهية، ولكن خزائن الله غير محدودة وغير متناهية.٣)
٢. مدح الله نفسه بأنّه لا يحتاج إلى أحد من خلقه، بل الخلائق كلّها محتاجة إليه، فقال تعالى: ﴿وَالله الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء﴾ ( محمّد: ٣٨) ٤)
الله الغني ونحن الفقراء:
١. إنّ الله هو الغني ونحن الفقراء، ولا يمكننا التخلّص من الفقر إلّا أن يغنينا الله من فضله.٥)
٢٧٣٢. إنّ الله غني الأغنياء، وهو المستغني عن الخلق بذاته، ونحن أفقر الفقراء وأحوج المحتاجين إلى إحسانه وفضله، والله يجبر فاقتنا بوسعه، ويصلح فقرنا بغناه.١)
٣. كلّ المخلوقات في السماوات والأرض مفتقرة إلى الله بحيث تكتسب منه الغنى، ولا يسعها الاستغناء عنه تعالى، وتلتجئ إليه لتحقّق رغباتها، ولا يمكنها الرغبة عنه.٢)
الله وإغناء العباد:
إذا أراد الله بإرادته التكوينية أن يغني أحد عباده فلن ينقص هذا العبد منع المانعين أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من يشملهم العطاء الإلهي الذي يغنيهم عن غير الله تعالى.٣)
طلب الغنى من غير الله:
١. إنّ المغني الحقيقي هو الله، ومن يطلب الغنى من غير الله فسيكون مصيره الحرمان والافتقار.٤)
٢٧٤٢. إذا توجّه الإنسان بحاجته إلى الله، وطلب منه تعالى سدّ حاجته وإبعاد الفقر عن نفسه، فقد طلب حاجته من محلّها وقصد الأشياء من وجهتها.
ولكن إذا توجّه الإنسان بحاجته إلى خلق الله، واعتقد أنّهم السبب في نجاحها دون الله فقد ضلّ الطريق وتعرّض للحرمان، واستحق من عند الله فوت الإحسان.١)
غنى وفقر الإنسان
الغنى فتنة:
١. الغنى والرفاهية والسعة والثروة ليست امتيازاً لصاحبها، وإنّما هي وسيلة يمتحن ويختبر بها الله عباده ليعلم أيّهم أحسن عملاً.
وعلى الإنسان الحذر عند اتّساع رزقه، بأن لا يكون ذلك سبباً لابتلائه بالطغيان والعصيان.٢)
٢. قد نحصل في الدنيا على خير، ولكنّنا غافلين بأنّ هذا الخير الدنيوي يؤدّي إلى حرماننا من خير أخروي.
فلهذا علينا أن ندعوا الله ليؤجّل لنا هذا الخير، ولا يجعل ما نناله من خير في الدنيا سبباً في حرماننا وشقائنا في الآخرة؛ لأنّ:
كلّ خير عاقبته ونهايته الفناء والزوال والاضمحلال فهو قليل ولا يعتد به.
٢٧٥وكلّ خير خاتمته ونتيجته البقاء والدوام والخلود فهو كثير وعظيم المنفعة.
والعاقل يقدّم دائماً اكتساب المنافع الكثيرة والخالدة على المنافع القليلة والزائلة.١)
الإنسان بين الغنى والفقر:
إذا أبعد الله عنّا بعض متاع الحياة الدنيا الفانية، فإنّنا نأمل أن يجعل الله ذلك ذخراً لنا في خزائنه الباقية.
وإذا أعطانا الله من حطام الدنيا، وعجّل لنا من متاعها، فإنّنا نأمل أن يكون ذلك وسيلة نستعين بها للتقرّب إلى الله والتمتّع بجنّته.٢)
طلب الغنى:
١. الغنى بطبيعته يحفظ ماء وجه الإنسان.
والفقر بطبيعته يحط من سمعة الإنسان.
ولهذا ينبغي لنا الدعاء من الله لئلا يفقرنا فيما لو كان الفقر سبباً يدفعنا إلى الطلب ممن يأخذون أرزاقهم من الله، أو يدفعنا ذلك إلى الاستعطاء من شرار الخلق، فنضطر إلى حمد من أعطانا المال وذمّ من منعنا ذلك.
٢٧٦فندعو الله أن يرزقنا من عنده وأن يوفّقنا لئلا نمدّ أيدينا إلى غيره، والله ولي الإعطاء والمنع.١)
٢. إنّ الله هو الملجأ الذي ينبغي أن نتوجّه إليه ليمنن علينا بالغنى والثروة قبل أن يطلب منّا أحد شيئاً فلا نكون قادرين على تلبية طلبه.٢)
الغنى والطغيان:
«الغنى» بطبيعته يدفع الإنسان إلى «الطغيان» مالم يهذّب الإنسان نفسه.
ومنشأ هذا الطغيان أن يعتبر الإنسان ما عنده ملكاً له على نحو الحقيقة، وإلّا فإذا التفت الإنسان إلى هذه الحقيقة بأنّ كلّ ما عنده هو ملك لله تعالى وأمانة بيده، ومتى ما يشاء الله أن يسترجع أمانته فإنّه يفعل ذلك من دون أخذ الإذن من أحد، فسيعي هذا الشخص بأنّه لا معنى للطغيان والاستكبار في حالة الغنى.٣)
الحذر من الغنى:
ينبغي علينا توخّي الحذر عند الغنى ووفور النعم الإلهية علينا، لئلا يكون هذا الغناء سبباً لانزلاقنا في أودية البطر والطغيان؛ لأنّ الطبيعة البشرية غير المهذّبة تقتضي الطغيان عند شعورها بالاستغناء، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى﴾ ٢٧٧ (العلق: ٦) ، وهذا ما يحتّم علينا صدّ أنفسنا عند طغيانها واتّجاهها نحو البطر.١)
التعامل الإلهي مع المترفين:
يتفضّل الله على عباده المترفين الذين أبطرتهم النعمة فلا يطردهم من ساحته.٢)
من سلبيات الفقر:
قد يدفعنا الفقر إلى ارتكاب النواهي الإلهية في كسب المال، ولهذا ينبغي علينا الدعاء من الله ليوسّع علينا في أرزاقنا، لئلا يستغل الشيطان فقرنا لإغوائنا وتحفيزنا على ممارسة الأمور المحرّمة والمحذورة عند طلب المعاش.٣)
أفضل حالة مادية:
أفضل حالة مادية للإنسان هي أن يمدّه الله بالنعم بحيث لا يقسو معها قلبه، ولا يسلب منه النعم بحيث يؤدّي ذلك إلى التنقيص من قدره ومنزلته ومكانته الاجتماعية.٤)
صحبة الفقراء:
يحب الله لعباده المؤمنين صحبة الفقراء والتعامل معهم برفق وتأنّي ومداراة.٥)
٢٧٨الفقر إلى الله:
ينبغي أن نزداد يوماً بعد آخر فقراً وفاقة إلى الله تعالى، وأن نسأل الله أن يغنينا عمّن هو غني عنّا.١)
الغيب
لا يستطيع الإنسان خرق حجب الغيب ليعرف ما فيه نفعه ومصلحته؛ لأنّ السمع والبصر وحتّى الوهم البشري عاجز عن معرفة ما في الغيب.٢)
الفضائل
١. جعل الله الفضائل في النفس الإنسانية على نحو تتحوّل بمرور الزمان إلى صفة راسخة في النفس (ملكة)، وهذا مما يختص به الإنسان على جميع الخلق.٣)
٢. الفضل الإلهي على العباد لا ينفد ولا يزول.٤)
٣. فضل الله علينا عظيم.٥)
٤. يتعامل الله مع العباد دائماً من منطلق التفضّل والإحسان والعفو والعطاء من دون استحقاق أو مقابل.٦)
٢٧٩٥. إنّ الله هو المتفضّل على العباد الذين عافاهم وأبعد عنهم السوء والأذى.١)
٦. لا يظلم الله من عصاه، ولا يبخس ثواب من أطاعه، بل هو المتفضّل على العبد في جميع الأحوال، ولا يخاف من الله إلّا عدله.٢)
٧. إنّ التعامل الإلهي معنا بفضله باعث لسرورنا وفرحنا.٣)
٨. لا تكون السلامة إلّا لمن يقيه الله من عذابه وسخطه، ويحفظه بفضله ورعايته وألطافه الخفية من كلّ معصية وسوء وأذى.٤)
٩. يتفضّل الله علينا على الرغم من عصياننا له.٥)
نماذج من فضل الله:
١. كم من سحائب مكروه جلّاها عنّا.
٢. كم من سحائب نعم أمطرها علينا.
٣. كم من جداول رحمة نشرها علينا.
٤. كم من عافية ألبسها إيّانا.
٥. كم من نوائب أزالها عنّا.
٦. كم من هموم وغموم كشفها عنّا.
٢٨٠٧. كم من حسنات وفّقنا إليها.
٨. كم من عيوب أصلحها فينا.
٩. كم من زلّات وقانا شرّها.
١٠. كم من مسكنة أبعدها عنّا.١)
قدرة الله
١. قدرة الله في منتهى الشدّة بحيث لا يعجزها شيء أبداً.٢)
٢. يملك الله القدرة المطلقة، وهو الملك الوحيد لكمال القوّة والقدرة والحول.٣)
قدرة الله وقدرة الإنسان:
١. إنّ الأسباب والعلل الظاهرية لا تعمل إلّا بإذن الله تعالى، فلهذا علينا عند التمسّك بهذه الأسباب والعلل أن لا نغفل عن الله تعالى، فتحجب هذه الأسباب بيننا وبين الله فنعتمد عليها ونغفل عن المؤثّر الحقيقي وهو الله
٢٨١عزّوجل.١)
٢. إنّ القدرة التي يعطيها الله لنا لا تكون قدرة مستقلة لنستخدمها كيفما نشاء بصورة مطلقة، بل تعمل هذه القدرة دائماً في ظلّ سلطان وهيمنة الله وإذنه، والله أملك منّا بما ملّكنا من قوّة، وأقدر على ما أقدرنا منه.٢)
٣. لا حول لنا إلّا بالقوّة التي نستمدها من قوّة الله، ولا قوّة لنا ذاتاً، بل الله هو الذي يعيننا ويمدّنا بالقوّة.٣)
٤. لا يمتلك الإنسان القوّة إلّا ماملّكه الله منها، فلهذا ليس للإنسان أية قوّة ذاتية تتيح له مجال العمل من دون إذن الله عزّ وجل.٤)
الاتّكال على قوّة الله:
١. الإنسان ضعيف، والسبيل للتخلّص من ضعفه هو استمداد القوّة من الله، ولاسيّما عند الاحتياج والمحنة والافتقار.٥)
٢. ينبغي أن لا يتّكل الإنسان على حوله وقوّته، بل يتّكل على حول الله وقوّته.٦)
٢٨٢القرآن
خصائص القرآن:
١. نور يضيء الدرب للسالكين ويمنحهم البصيرة التي توصلهم إلى الجنّة.١)
٢. متفوّق على جميع الكتب السماوية.٢)
٣. متضمّن لأحسن الحديث.٣)
٤. فرقان يفرّق بين الحقّ والباطل، والصدق والكذب، والحلال والحرام.٤)
٥. مظهر لشرائع أحكام الله.٥)
٦. ذات آيات بيّنة وواضحة.٦)
٧. أوحى به الله إلى رسوله بصورة تدريجية.٧)
٨. من يتّبعه ينجو من ظُلَم الضلالة والجهالة.٨)
٩. شفاء لمن يصغي إليه بإخلاص وصدق ويبتغي من وراء ذلك طلب الحقيقة.٩)
١٠. ميزان ومعيار لا يميل عن الحقّ إلى غيره، ولهذا ينبغي أن يعرض
٢٨٣الإنسان نفسه دائماً عليه ليجد مدى تطابق سلوكه وتصـرّفاته مع تعاليمه وأحكامه، فيتعرّف بذلك على مدى سعادته وفلاحه.١)
١١. يهدي إلى الحجج والبراهين المتتالية والمستمرة.٢)
١٢. راية هادية من قصدها نال النجاة والفلاح.٣)
١٣. المتمسّك والمعتصم به مصان من أيدي الهلكات.٤)
١٤. وسيلة نصل بها إلى أشرف منازل الكرامة.٥)
١٥. سلّم نصعد به إلى دار السلامة (الجنّة).٦)
١٦. سبب نحصل من خلاله على النجاة في محشر يوم القيامة.٧)
١٧. ذريعة نتمسّك بها لنيل النعيم الأبدي.٨)
١٨. يؤنسنا في ظلم الليالي.٩)
١٩. يحرسنا من وساوس ونزعات الشيطان وما يبثّه من خطرات ملوّثة في قلوبنا.١٠)
٢٠. يصون أقدامنا من الانحدار في أودية الذنوب والمعاصي.١١)
٢٨٤٢١. يردع ألسنتنا من الخوض في الباطل من دون إصابة ألسنتنا بمرض أوعاهة.١)
٢٢. يزجر جوارحنا عن ممارسة الحرام واقتراف الآثام.٢)
٢٣. يمنحنا اليقظة لتلقّي الدروس والعبر من الحياة.٣)
٢٤. يفتح قلوبنا لمعرفة أسرار ولطائف وعجائب القرآن وزواجر الأمثال التي ضربها الله عزّوجل ليزجر بها الإنسان عن ارتكاب الآثام، وهذه هي المعرفة التي ضعفت الجبال المحكمة ـ على رغم صلابتها ـ عن تحمّلها.٤)
٢٥. يشهد على من أحلّ حلال الله وحرّم حرامه.٥)
أهم وظائفنا إزاء القرآن:
١. الاعتصام والتمسّك به وصيانة النفس به من كلّ ضلالة.٦)
٢. إرجاع آياته المتشابهة إلى آياته المحكمة.٧)
٣. المعيشة في ظل أحكامه.٨)
٢٨٥٤. الاهتداء بنور حججه وبراهينه.١)
٥. الاقتداء بتعاليمه وبيّناته الواضحة.٢)
٦. الاهتداء به وعدم التماس الهدى من غيره.٣)
٧. كمال تلاوته بعد التأثّر بمعاني آياته، مراعاة حقّه، والتسليم لآياته المحكمة، والإقرار بآياته المتشابهة.٤)
٨. الشعور بالرهبة عند تلاوة آياته.٥)
التوسّل بالقرآن:
مانتوسّل إلى الله بالقرآن للحصول عليه:
١. حطّ الأوزار الثقيلة من الذنوب والآثام عن ظهورنا.٦)
٢. حسن شمائل الأبرار، والالتحاق بالذين يقومون لله آناء الليل وأطراف النهار.٧)
٣. الطهارة من كلّ دنس.٨)
٢٨٦٤. التقرّب من الذين استضاؤوا بنور القرآن، ولم تغرّهم الحياة الدنيا بمكرها وغرورها، ولم يلهمهم الأمل عن العمل للآخرة.١)
٥. المحافظة على حسن وصلاح ظاهرنا إضافة إلى صلاحنا الباطني.٢)
٦. منع خطرات الوساوس عن تلويث ضمائرنا وإفساد نوايانا.٣)
٧. غسل أدران وأوساخ قلوبنا وما علق بها من المعاصي والآثام.٤)
٨. التوحّد إزاء ما افترقنا عليه، واجتماع الكلمة.٥)
٩. الارتواء في مواقف يوم القيامة حيث يدبّ الظمأ في القلوب من شدّة الحرّ وقساوة الموقف.٦)
١٠. ارتداء ثياب الأمان يوم الفزع الأكبر عند قيامنا من قبورنا للحساب.٧)
١١. سدّ فقرنا ورفع احتياجاتنا وإصلاح حالنا.٨)
١٢. البركة والسعة والعطاء الممدود في أرزاقنا.٩)
١٣. الاجتناب عن الطبائع والخصال المذمومة والأخلاق الدانية.١٠)
٢٨٧١٤. الابتعاد عن الوقوع في أودية الكفر، وما يؤدّي إلى النفاق.١)
١٥. نيل الرضوان الإلهي الذي ينتهي بنا إلى الجنّة ونعيمها.٢)
١٦. الامتناع عن تعدّي حدود الله وارتكاب كلّ ما يوجب سخط الله تعالى.٣)
١٧. تسهيل صعوبات سكرات الموت وانتزاع الروح من الجسد.٤)
١٨. الرحمة الإلهية عند طول مدّة بقائنا بين أطباق الثرى في قبورنا.
وجعل قبورنا لأرواحنا بعد الفراق من الدنيا دار مريحة وواسعة وخير المنازل.٥)
١٩. عدم فضح الله لذنوبنا ومعاصينا يوم القيامة أمام الملأ وعامّة الناس.٦)
٢٠. الرحمة الإلهية عند موقفنا الذليل يوم نعرض على الله ونقف بين يديه ليحاسبنا.٧)
٢١. ثبات الأقدام لئلا تزل، فنسقط في النار عند اضطراب جسر جهنّم عند الاجتياز منه.٨)
٢٢. تنوير ظلمات قبورنا قبل البعث وإبعاد الرعب والوحشة عنها٩)
٢٣. النجاة من شدائد أهوال يوم المصيبة العظمى (يوم القيامة).١٠)
٢٨٨٢٤. بياض الوجه عندما تسودّ وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة.١)
٢٥. غرس محبّتنا في قلوب الآخرين.٢)
٢٦. صيانة حياتنا من النكد والشقاء والعسر والتعاسة.٣)
القرب من الله
١. إنّ الله يدنو ويتقرّب إلى من يحاول الدنو والتقرّب منه.٤)
٢. القرب من الله يؤدّي إلى اكتساب أعظم الفوائد والمنافع، وأبرزها الجنّة.٥)
٣. تقرّبنا إلى الله عن طريق ترك الذنوب والمعاصي يوفّقنا إلى الالتحاق بركب الساكنين في جوار الله تعالى.٦)
٤. للقرب من الله درجات، والدعاء وسيلة لنيل الدرجات الرفيعة.٧)
٥. أكثر ما نحتاج إليه حال ورودنا على الله أن تكون لنا كرامة ومنزلة عنده تعالى، ولهذا ينبغي علينا السعي ـ عن طريق العمل والدعاء ـ لاكتساب هذه المنزلة.٨)
٦. ينبغي أن نحذر من الأمور التي تبعدنا عن الله وتقف حاجزاً بيننا وبين نصيبنا من القرب منه، وتمنعنا من الوصول إلى ما نبتغيه منه تعالى.٩)
٢٨٩القرض
القرض ـ بصورة عامة ـ يعرّض صاحبه إلى الذلّ والهوان وضعف المكانة الاجتماعية، ويؤدّي إلى تنقيص شأنه وتشويش ذهنه وإرباك نفسه وتشتيت فكره، ويوجب له الهمّ والغمّ والأرق.
ويتطلّب الخلاص من هذا البلاء الالتجاء إلى الله والاستجارة به ليخلّصه من ذلّة القرض في الحياة ومن تبعاته بعد الوفاة، ويوسّع عليه من فضله ويرزقه الكفاف من القوت ما يغنيه عن الناس.١)
القضاء والقدر
١. أحصى الله كلّ شيء عدداً، وجعل لكلّ شيء أمداً، وقدّر كلّ شيء تقديراً.٢)
٢. إنّ قضاء الله كلّه خير، ولا يقضي الله عزّوجل على عباده إلّا ما فيه الخير والمصلحة لهم.٣)
٣. لا يتحقّق شيء في العالم إلّا في ظل القضاء والقدر الإلهي، وقد قضى الله أن لا يقهر العباد على تنفيذ أوامره، ولا يجبرهم على فعل ما يريد، بل تركهم مختارين ليتحمّل كلّ واحد منهم مسؤولية أفعاله ونتيجة أعماله.
وإذا كان لله تعالى قضاء محتوم في شؤون العباد، فلا يستطيع أحد تجاوز هذا
٢٩٠المحتوم من القضاء الإلهي.١)
القضاء والقدر المحتوم:
١. إذا قضى الله سبحانه وتعالى قضاءً حتماً فإنّه لابدّ وأن يقع؛ لأنّ وقوع هكذا قضاء حتمي وجزمي.٢)
٢. ينبغي أن يكون يقيننا بتحقّق قضاء الله وقدره الحتمي حقّ اليقين؛ ليمكننا حصد أفضل الثمار الإيجابية من هذا اليقين.٣)
القضاء والقدر غير المحتوم:
١. يكتب الله قضاءه وقدره غير المحتوم في اللوح المحفوظ، وبما أنّنا قادرون بأعمالنا ودعائنا على تغيير هذا القضاء والقدر، فلهذا علينا التوسّل بالدعاء والسؤال من الله ليثبت كلّ خير كتبه لنا، ويمحو كلّ شرّ كتبه ليصيبنا ﴿يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: ٣٩) ٤)
٢. يؤثّر دعاؤنا في تحديد ما يقدّره الله ويقضيه بالنسبة إلينا.٥)
الرضا بقضاء الله وقدره:
١. ينبغي علينا الرضا بقضاء الله وقدره سواء كان ذلك موافقاً أو مخالفاً
٢٩١لمصالحنا.١)
٢. لابدّ من الرضا بقضاء الله وقدره؛ لأنّه تعالى لا يحكم إلّا بالعدل، بل يتعامل الله مع العباد وفق تعامل قائم على الإحسان والتفضّل.٢)
٣. ينبغي علينا الرضا بقضاء الله وقدره، بل علينا تجاوز حدّ الرضا وبلوغ مرتبة محبّة ما رضيه الله لنا، وتقبّل ما ابتلانا به بسهولة.٣)
٤. أفعال الله كلّها حسنة، ومنها قضاء الله وقدره، ولهذا يجب علينا حمد الله وثنائه إزاء ما يقضيه ويقدّره لنا.٤)
٥. إذا شعرنا بأنّ الرضا بقضاء الله وقدره أمر صعب، فالحل هو السؤال من الله ليحبّب إلينا ما نكره من قضائه، ويسهّل علينا ما نستصعب من حكمه، وأن يلهمنا الانقياد لما أورد علينا من مشيّته حتّى لا نحبّ تأخير ما عجّل ولا تعجيل ما أخّر، ولا نكره ما أحبّ ولا نتخيّر ما كره.٥)
٦. نستصعب ـ بعض الأحيان ـ الالتزام بواجبنا في خصوص الرضا بقضاء الله وقدره، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المجال الاستعانة بالله ليساعدنا في الالتزام بهذا الواجب.٦)
٢٩٢٧. نحتاج من أجل الرضا بقضاء الله وقدره إلى التسديد الإلهي ليطيّب الله بقضائه أنفسنا، ويوسّع بمواقع حكمته صدورنا، ويهب لنا الثقة لنقرّ معها بأنّ قضاءه لم يتضمّن إلّا الخير لنا.١)
٨. إنّ «العطاء» و«الحرمان» الإلهي خلال تعامله معنا لا يكون إلّا على ضوء الحكمة والمصلحة، وينبغي علينا أن نشكر الله بكلّ ما يقضي علينا ويقدّر.
ولكن بما أنّ «الحرمان» مخالف لأنفسنا، و«العطاء» موافق لها، فلهذا ينبغي أن يكون شكرنا إزاء «الحرمان» أكثر من شكرنا إزاء «العطاء».٢)
٩. ينبغي علينا القناعة بتقدير الله والرضا بحصّتنا فيما قسّم الله لنا.٣)
١٠. لا يستطيع أحد فيما لو كره قضاء الله وقدره الحتمي أن يغيّر من هذا القضاء والقدر شيئاً أبداً.٤)
القلب
طهارة القلب:
ينبغي أن يطهّر الإنسان قلبه بطاعة الله من الأدران والشوائب ليصل مرحلة:
١. تكون محبّته في امتداد محبّة الله، فلا يحبّ شيئاً يسخط عنه الله عزّ وجل.
٢٩٣٢. يكون سخطه في امتداد سخط الله، فلا يسخط عن شيء يحبّه الله.١)
سلامة القلب:
تكمن سلامة القلب في ذكر عظمة الله عزّ وجل.٢)
القلب وخشية الله:
من حالات
القلب المطلوبة أن يتلبّس بمخافة الله والحذر من بأسه
وعقوبته.٣)
انشراح القلب:
يستقبل القلب الإرشادات الدينية بمقدار انشراحه، وكلّما يكون القلب أكثر انشراحاً فسيكون أكثر استعداداً لتقبّل الهداية.٤)
الميول القلبية:
ميل قلب الإنسان إلى فئة معيّنة تؤدّي إلى تأثّره بهم والتفاعل مع شخصيتهم، ولهذا ينبغي أن نحاول دائماً أن نوفّر لأنفسنا الأرضية التي تدفع ميول قلوبنا نحو الصلحاء والأخيار ولاسيّما الخاشعين لله.٥)
٢٩٤القلب والنعم:
كثرة النعم تفتن القلب وتدفعه نحو اللهو والغفلة.١)
صفات قلب المؤمن:
ينبغي أن يكون قلب المؤمن في أيام حياته كلّها متّصفاً بالأمور التالية:
١. ممتلئ بحبّ الله فقط وحبّ ما يكون في امتداد حبّ الله.
٢. منشغل بذكر الله.
٣. مرتفع الدرجات نتيجة تلبّسه بحالة الخوف والوجل من الله.
٤. مكتسب للقوّة عن طريق الرغبة إلى الله.
٥. مائل إلى طاعة الله والالتزام بأوامر الله ونواهيه.
٦. سائر في أحبّ السبل إلى الله.
٧. راغب للتوسّع في نيل ما عند الله.٢)
٨. الوثوق بما عند الله.٣)
القمر
القمر آية من آيات الله، والتأمّل فيه يكون من أجل استلهام المعاني التي تمتّن علاقتنا بالله تعالى.
٢٩٥ومن آيات القمر أنّه يضـيء ـ بإذن الله ـ الأماكن المظلمة، وينشـر ضوءه في الأفق ليزيل الإبهام عمّا لا يُبصر، ويمنحه الوضوح ليمكن رؤيته بالعين.
كما جعل الله القمر آية من آيات ملكه، وعلامة من علامات سلطانه، واستعمله بالزيادة والنقصان والطلوع والأفول والإنارة والخسوف.
والقمر في جميع هذه الأحوال مطيع لله ومسرع لتنفيذ إرادته تعالى.
وسبحان الله ما أعجب ما دبّر في أمر القمر وألطف ما صنع في شأنه.١)
خصائص القمر:
١. مخلوق مطيع لله تعالى في سيره وحركته وكماله ونقصان ضيائه.٢)
٢. دائب سريع متردّد في المنازل المعيّنة المقدّرة له والمتحرّك في المدار المرسوم له.٣)
٣. يؤثّر في الفلك بحسب ما أودع الله فيه من نظام وترتيب.٤)
٤. جعله الله مفتاح كلّ شهر جديد، بحيث يكون ظهوره دليلاً على ابتداء الشهر.٥)
٥. جعل الله في دخوله ابتداءً لتحقّق أمور حادثة لا يعلمها إلّا الله تعالى، ٢٩٦ وهذه الأمور قد تكون خير وقد تكون شرّ.
ولهذا يجدر بنا أن نسأل الله، وهو ربّنا وربّ القمر، وخالقنا وخالق القمر، ومقدّرنا ومقدّر القمر، ومصوّرنا ومصوّر القمر، أن يجعل القمر عند ظهوره هلالاً مقروناً بخير وبركة لا تمحقها ولا تزيلها ولا تنقصها الأيام مهما كانت صعبة.
وأن يجعله هلال طاهرة بحيث تكون حياتنا في ظلّ ضيائه عامرة في طاعة الله ورضوانه، وليس فيها من المعاصي والآثام ما يدنّسها أو يُذهب بصفائها، ونسأل الله أن يجعله هلالاً مقروناً بالأمن من الآفات والسلامة من السيّئات١)، وأن يجعله «هلال سعد لا نحوسة فيه، ويُمن لانكد معه، ويسـر لا يمازجه عسـر، وخير لا يشوبه شرّ، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان وسلامة وإسلام.٢)
كما ينبغي أن نكون حين طلوع الهلال أرضى الناس بقضاء الله وقدره، وأزكاهم وأكثرهم تعبّداً لله تعالى.٣)
قول الحقّ
من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان الصالح والمتّقي عدم الاهتمام بكثرة ٢٩٧ الناس أو قلّتهم أمام بيان كلمة الحقّ.١)
قول الله
١. إنّ القول الإلهي متّصف بالحكمة والتنزيه عن كلّ نقص.٢)
٢. كلمات الله مصانة من أيّ تغيير وتبديل.٣)
٣. كلمات الله لا تنفد.٤)
القیامة
فلاح الإنسان يوم القيامة أن يكون من أصحاب اليمين وفوج الفائزين.٥)
حشر العباد يوم القيامة:
عند النشور للجزاء يحشـر البعض وموقفهم مع أولياء الله وأحبّائه، ويحشـر آخرون وموقفهم دون ذلك.
ويكون مسكن الطائفة الأولى في جوار الله، ويكون مسكن الطائفة الثانية بعيداً عن الله.٦)
٢٩٨الشهادة يوم القيامة:
١. كلّ المخلوقات الإلهية التي تحيطنا كالسماء والأرض والملائكة وغيرها من المخلوقات محيطة بأفعالنا وأقوالنا وسرائرنا، وستنطق يوم القيامة بإذن الله وتشهد علينا بكلّ صغيرة وكبيرة صدرت منّا.١)
٢. الأيام والليالي تشهد في يوم القيامة بكلّ ما قام فيها العبد من صغيرة أو كبيرة في صعيد الطاعة أو المعصية.٢)
من مواقف يوم القيامة:
١. إحدى مواقف يوم القيامة أنّه تعالى يناقشنا إزاء ما فعلناه ويحاسبنا إزاء سلوكنا وتصرّفاتنا.
وهذا الموقف من المواقف الشديدة التي ينبغي أن نسأل الله أن يعفينا عنها، ويسامحنا من الوقوف في هذا الموقف.٣)
٢. إحدى مواقف يوم القيامة أنّه تعالى يعاقبنا إزاء ذنوبنا عن طريق الحطّ من شأننا وإسقاط منزلتنا من خلال كشف الستر عنّا أمام أعين الملأ وإظهار ما كتمناه وأخفيناه.٤)
٢٩٩الكبر
سلبية الكبر:
ينبغي علينا الاجتناب من الكبر؛ لأنّ هذه الرذيلة تملي علينا النظر إلى أنفسنا بمعيار العظمة وتوحي لنا اعتبار أنفسنا أفضل من الآخرين، وهذا ما لا يرتضيه الله لعباده، فلهذا يجب علينا توخّ الحذر لعدم الابتلاء بهذه الرذيلة.١)
الابتعاد عن الكبر:
إحدى طرق الابتعاد عن الكبر أن نطلب من الله أن لا يرفعنا في الناس درجة إلّا أنزلنا مثلها عند أنفسنا، وأن لا يحدث لنا عزّاً ظاهراً إلّا أحدث بقدره ذلّة باطنة عند أنفسنا.٢)
كرم الله
١. إنّ الله جواد، ويتّصف جوده بمنتهى العطاء والإحسان والكرم.٣)
٢. إنّ الله في منتهى الكرم بحيث تتحقّق آمال وأمنيات العباد دون أن تصل إلى نهاية الجود الإلهي، وتمتلىء أوعية طلبات العباد بفيض الجود الإلهي دون أن يقلّ في خزائن العطاء الإلهي قيد أنملة.٤)
٣٠٠٣. إنّ الكرم الإلهي هو الذي يقتضي اهتمام الباري تعالى بإصلاح أمورنا، وإبعادنا عن الأمور السلبية.١)
٤. فتح الله أبواب فضله لجميع الراغبين، وأباح جوده وكرمه وعطاءه لجميع السائلين.٢)
٥. بسط الله يده بالخيرات، وكرمه تعالى عام للجميع، وخيراته منتشـرة للمستحق وغير المستحق.٣)
٦. إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق الاتّكال على جوده وكرمه.٤)
٧. إنّ الله كريم؛ إن سأله العباد أعطاهم، وإن لم يسألوه ابتدأهم بالعطاء من دون طلب أو استحقاق، ولا يوصف الله بالبخل أبداً.٥)
٨. يجود الله على من لا يستحقون الجود، ولو شاء أن يمنعهم من عطائه لمنعهم، لكنّه تعالى يتفضّل عليهم ويرزقهم من دون استحقاقهم لذلك.٦)
٩. إنّنا نتوسّل إلى الله دائماً ليتفضّل علينا بعطائه وكرمه وسخائه، وذريعتنا في هذا المجال أنّه تعالى لا تنقص خزائنه كثرة العطاء والكرم والسخط.٧)
٣٠١١٠. لا يندم الله إزاء عطائه وكرمه أبداً؛ لأنّه تعالى لا يبتغي من عطائه أيّ عوض، ليندم إذا لم يحصل على ذلك العوض.١)
١١. الإحسان الإلهي أفضل دليل على أنّه تعالى واسع كريم.٢)
١٢. إنّ الله كريم، ولهذا لا يكافئ عبده ما يساوي عمله، بل يعطي بالحسنة عشر أمثالها، ويعطي بالشكر زيادة، ويعطي إزاء القليل الكثير.٣)
الكيد والمكر الإلهي
١. يتعامل الله معاملة أهل الكيد والمكر مع من يستحقون ذلك، وعلينا التحرّز لئلا نكون ممن يكيد الله عليهم ويمكر بهم، بل ينبغي أن نكون ممن ينصـرنا الله ويكيد ويمكر لنا ضدّ أعدائنا.٤)
٢. يتعامل البعض مع التعاليم الإلهية من منطلق المكر فيخدعون بذلك أنفسهم، وهذا ما يجعل الباري عزّوجل أن يمكر بهم ويتركهم في طغيانهم يعمهون.٥)
اللسان
صيانة اللسان:
ما يلزم إبعاد اللسان منه:
٣٠٢١. استعمال ألفاظ الفحش. ٢. الإكثار من الكلام فيما لا ينبغي.
٣. شتم أعراض الناس. ٤. الشهادة بالباطل.
٥. اغتياب المؤمنين. ٦. سبّ المؤمنين.١)
استخدام اللسان:
ما يلزم الإكثار من استخدام اللسان فيه:
١. النطق بالحمد لله. ٢. الثناء على الله.
٣. تمجيد وتقديس الله. ٤. شكر نعم الله.
٥. الاعتراف بإحسان الله. ٦. إحصاء منن الله.٢)
٧. النطق بالهدى.٣)
٨. النطق بحمد الله وشكره وذكره والثناء عليه.٤)
اللطف الإلهي
١. إنّ الله في منتهى اللطف والرأفة.٥)
٢. إنّ لله تعالى ألطافاً ورحمة عامة تشمل جميع العباد، وله تعالى ألطاف ورحمة
٣٠٣خاصة يحصل عليها البعض دون البعض، ومن سبل الحصول عليها هو «الدعاء».١)
٣. إنّ لله لطفاً وعناية خاصة للصالحين.٢)
الليل والنهار
١. إنّ الله خلق الليل والنهار بقوَّته، وميّز بينهما بقدرته، وجعل لكلّ واحد منهما حدّاً محدوداً وأمداً ممدوداً، يولج كلّ واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه».٣)
٢. يشقّ الله ظلمة الليل ويخرج منها ضياء النهار، فيأتي الفجر معلناً عن بدء يوم جديد لنتوجّه إلى طلب الرزق وفق نظام الأسباب الذي أرشدنا الله إليه.٤)
٣. جعل الله تعاقب الليل والنهار ليستفيد منهما الإنسان لتوفير غذائه ومستلزماته الحياتية.٥)
فائدة النهار:
١. جعل الله النهار مضيئاً ليكون هذا الضوء وسيلة يبصـر بها الإنسان ما ٣٠٤ حوله فيكون أقدر على صيانة نفسه من الآفات والأضرار المتوجّهة إليه، والاحتراز من الوقوع في الشرور التي قد يقع فيها ليلاً نتيجة عدم رؤيتها في الظلام.١)
٢. يتوجّه فيه الإنسان عن طريق التمسّك بالأسباب التي أودعها الله في الحياة لطلب الرزق الإلهي والعمل في سبيل الله ونيل المكاسب الدنيوية والأخروية.٢)
فائدة الليل:
خلق الله الليل ليلتجئ فيه الإنسان إلى السكون والاستقرار، وليدفع عن نفسه التعب الحاصل من الجهود التي بذلها خلال النهار، ليحصل في ظلّ هدوء الليل عن طريق الاستراحة والاستمتاع والنوم على المزيد من الحيوية والنشاط والقوّة.٣)
المال
تقييم الآخرين على ضوء المال:
لا يعدّ «المال» وسيلة لتقييم الآخرين، ومن الخطأ:
٣٠٥أن نعتبر «الفقر» خسّة وذلّة.
وأن نعتبر «الغنى» شرف وعزّة.
بل الشريف من شرّفته طاعة الله، والعزيز من أعزّته عبادة الله.١)
الاستخدام الخاطئ للمال:
يُستخدم المال بصورة خاطئة، من قبيل: الإسراف، التبذير، البخل والإفراط في جمعه.
ويُستخدم المال بصورة صحيحة، من قبيل: العطاء، الكرم، الاقتصاد والانفاق في سبيل الله.
وعلينا الدعاء من الله ليلهمنا بفضله حسن التقدير، ويمنعنا بلطفه عن التبذير، ويجعل رزقنا من الطريق الحلال، ويجعل ما ننفقه محصوراً في وجه الخير.٢)
الدعاء لطلب المال:
المال والثروة وسيلة يمكن استخدامها للخير، ولهذا يحقّ لنا الدعاء من الله ليرزقنا الكثير من المال والثروة.٣)
الاختبار الإلهي للعباد بالمال:
يختبر الله العباد بالمال ليرى هل يدفعهم ذلك إلى الغرور أو العجب أو الظلم ٣٠٦ أو الطغيان.
وهذا ما يحتّم علينا ـ إضافة إلى بذل المساعي في ساحة تهذيب النفس ـ الدعاء من الله ليبعد عنّا من المال ما يوجب لنا التلبّس بهذه الرذائل.١)
الاقتصاد في المعيشة:
يحتاج الإنسان في حياته إلى مراعاة الاقتصاد في أموره المعاشية، والالتزام بحالة الاعتدال، والاجتناب من حالة الإفراط والتفريط في صرفه للمال.٢)
مالكية الله
نماذج من ممتلكات الله:
١. السماء وما فيها من كائنات:
ألف. ساكنة، كالنجوم الثابتة. ب. متحرّكة، كالكواكب السيّارة.
ج. مقيمة، كالملائكة المقيمين في أماكنهم.
د. غير مقيمة، كالملائكة غير المقيمين، لاستلزام نزولهم بين الحين والآخر إلى الأرض.
٢. الأرض وما فيها من كائنات:
ألف. ساكنة، كالجبال والأحجار. ب. متحرّكة، كالحيوانات والحشرات.
ج. مقيمة، كالأشجار والكائنات الحيّة المتواجدة في مكان واحد.
د. غير مقيمة، كالمياة الجارية والكائنات الحيّة المهاجرة بين الحين والآخر.
٣٠٧٣. الجو والفضاء بين السماء والأرض، وما فيه من الأمور المعروفة والواضحة كالسحاب، وما فيه من أمور مخفية ومستترة.
٤. تحت الثرى وما في جوف الأرض من أمور مختبئة ومستترة علينا.
وكلّ ممتلكات الله خاضعة لسلطانه تعالى وهيمنته ومشيئته وإذنه وتدبيره وقضائه وقدره.١)
محبّة الله
١. ينبغي أن تكون رغبتنا إلى الله فوق رغبة الراغبين.٢)
٢. يستطيع الإنسان أن يحصل على محبّة الله والشوق إليه عن طريق الدعاء والسؤال منه تعالى ليهب له ذلك.٣)
٣. يستصعب الإنسان ـ بعض الأحيان ـ صرف حبّه وشوقه نحو الله على الرغم من بذله المساعي في هذا الصعيد، فيكون موقفه الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليجعل هواه متوجّهاً إليه تعالى لا لشيء آخر.٤)
مساعدة الآخرين
١. إنّ الله يحب لنا أن نكون سبباً لإيصال الخير والإحسان للآخرين.٥)
٣٠٨٢. ينبغي علينا أن لا نفسد عطاءنا للآخرين بالمنّ عليهم، ومثال ذلك: أن نعيّرهم بما تفضّلنا عليهم أو نذكّرهم بصورة مزعجة ومتكرّرة بما أحسنّا عليهم.١)
المطر
الغيوم المباركة:
إنّ الغيوم المحمّلة بالغيث والتي يسوقها الله لتنشر أمطارها الغزيرة على نباتات الأرض في جميع النواحي مظهر من مظاهر الرحمة الإلهية؛ لأنّها تمدّ الخلائق بالحياة وتصونهم من الجدب والقحط.٢)
إحياء الأرض بالمطر:
إحياء الأرض نتيجة هطول الأمطار وبلوغ النباتات مرحلة البهجة والنضارة ونضج الثمار مظهر من مظاهر نعم الله على عباده.٣)
دور الملائكة في هطول الأمطار:
يحضر الملائكة الكرام هطول الأمطار على الأرض؛ لأنّهم موكّلون من قبل الله في إنزال المطر من السحاب إلى الأرض.٤)
٣٠٩الرعد والبرق:
الرعد والبرق آيتان من آيات الله، وعونان من أعوان الله، يتسارعان إلى طاعته تعالى برحمة نافعة أو نقمة ضارّة.١)
مطر الخير ومطر السوء:
ينقسم المطر إلى مطر خير ورحمة ومطر سوء ونقمة.
وعلينا أن نسأل الله ليرسل علينا مطر الرحمة ويقينا من مطر النقمة.
وأن يجعل مطر السوء للمشركين والملحدين.٢)
الأمطار النافعة والضارة:
من الأمطار ما هو نافع ومنها ما هو ضار، ونحن ندعو الله أن يمنّ علينا دائماً بالأمطار النافعة التي تكون وافرة ودائمية وواسعة السيلان والتدفّق والانهمار وعظيمة القطر، بحيث:
١. يحيي الله بها ما مات.
٢. يردّ بها ما فات.
٣. يخرج بها ما آت.
٣١٠٤. يوسّع بها الأقوات.١)
الدعاء لطلب المطر:
١. نسأل الله أن لا يجعل نزول الأمطار سبباً لإيذائنا أو حرماننا من خيرها وبركاتها أو سبباً في إفساد زرعنا والإضرار بثمارها.٢)
٢. عندما تعاني مناطقنا من الجدب بسبب انقطاع المطر، فسيكون اندفاعنا لطلب المطر من الله أكثر.٣)
٣. عندما نعاني من قلّة المطر، فإنّنا سنعيش حالة الاستياء والغضب، وقد يشغلنا هذا الحرمان بطلب الرزق من غير الله، ولهذا ندعو الله أن يرزقنا المطر ليخرج وحر صدورنا برزقه هذا ولا يشغلنا عنه بغيره.٤)
ونسأل الله أن تأتينا هذه الأمطار عبر سحب متراكمة ومقرونة بالرعد والبرق، وأن تكون هذه الأمطار هنيئة ولا يتبعها تعب أو نصب، ولا تكون كثيرة تبلغ حدّ الإفراط أو قليلة تبلغ حدّ التفريط، بل تكون متعادلة ذات عواقب حسنة ومحمودة.
وتكون هذه السحب نافعة للعشب والنبات، ومؤدّية إلى خصوبة الأراضي ٣١١ بحيث تنعش النباتات المتنكسة نتيجة العطش وتجبر النباتات الذابلة والمنكسرة.١)
ثُمّ تجري مياه هذه السحب على الأرض، وتخلق روابي صغيرة صالحة للزراعة ولرعي الأغنام، وتملأ الآبار العميقة، وتملأ الأنهار فيتدفّق منها الماء نتيجة كثرة الأمطار، فيؤدّي ذلك إلى ازدهار الأشجار وانخفاض الأسعار في جميع الأقطار والبلدان، فيتبعه الانتعاش للبهائم والخلق، ويتبعه سدّ فقرهم وزوال احتياجاتهم، ويتّسع نطاق انتفاعهم من طيّبات الرزق، فينمو الزرع ويكثر اللبن في الضروع، فيزيدنا ذلك قوّة إلى قوّتنا.٢)
المطر والرياح:
إنّ من الرياح المقارنة لنزول الأمطار ما هو نافع، ومنها ما هو ضار.
وعلينا أن نسأل الله أن يقينا من الرياح شديدة الحرّ ومن الرياح شديدة البرد والمشؤومة.٣)
٣١٢المعاد
إلى الله المصير.١)
الدنيا مزرعة الآخرة:
الهدف الأساسي الذي ينبغي أن نبتغيه في حياتنا هو الفوز في المعاد ونيل السلامة عند مراقبة أعمالنا من قبل الكرام الكاتبين.٢)
الحساب الدقيق في المعاد:
لا تخفى على الله خافية في الأرض ولا في السماء إلّا أتى بها يوم القيامة، وكفى بالله جازياً وكفى به حسيباً.٣)
أهوال المعاد:
إنّ للمعاد أهوالاً وعقبات كؤود، ولهذا علينا السؤال والتضرّع من الله ليهب لنا أمن هذا اليوم العسير.٤)
موقفنا الصحيح من المعاد:
١. ينبغي أن نعيش في خصوص المعاد بين حالتي الخوف والرجاء، الخوف
٣١٣من الوقوف بين يد الله للحساب والشوق إلى لقاء الله والقرب منه.١)
٢. ينبغي الهيبة من وعيد الله والحذر من إنذاره.٢)
الانتصاف في القيامة:
إنّ الطريقة في الحساب الإلهي للمظالم بين العباد في يوم القيامة عبارة عن:
أخذ حسنات الظالم وإضافتها إلى حسنات المظلوم.
أو أخذ سيّئات المظلوم وإضافتها إلى سيّئات الظالم.٣)
الهالكون يوم القيامة:
١. المستخفّين بما أوعد الله.
٢. المتعرّضين لمقت الله.
٣. المنحرفين عن سبيل الله.٤)
معرفة الله
١. إنّ الله يعرّف نفسه للعباد.٥)
٣١٤٢. لا يستطيع العقل أن يمثّل الله ويصوّره بحيث يكون الله موجوداً في الواقع الخارجي بتلك الصورة.١)
٣. الأوهام قاصرة عن تصوّر ذات الله.
والعقول عاجزة عن إدراك كيفية الله.
والأبصار غير قادرة على معرفة مكان الله.٢)
العمل بربوبية الله:
١. يفتح الله لعباده بعض أبواب العلم بربوبيته.٣)
٢. الإخلاص لله في توحيده يدلّ الإنسان على ربوبية الله تعالى.٤)
مكارم الأخلاق
كمال التحلّي بمكارم الأخلاق دوام طاعة الله ولزوم الجماعة المتّبعة للحقّ، ورفض أهل البدع وأصحاب الآراء المستحدثة المخالفة للدين والشرع المبين.٥)
حلية الصالحين وزينة المتّقين:
بسط العدل، كظم الغيظ، إخماد العداوة، لمّ الشمل، الشفقة، إصلاح ذات ٣١٥ البين، نشـر المعروف، إخفاء العيوب، سلاسة الطبع، التواضع وحسن السلوك والسيرة، الوقار والرزانة، طيب المعاشرة، السبق إلى الفضيلة، الإيثار والتضحية، ترك تعيير الآخرين، التفضّل والإحسان ابتداءً.١)
الملائكة
خصائص الملائكة:
١. ﴿لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (التحريم: ٦) ٢)
٢. لا يملّون من الاستمرار في تنفيذ جميع ما يناط بهم من واجبات، ولا يصيبهم في أداء وظائفهم الوهن والتعب الشديد والتوقّف بعد النشاط والمثابرة.٣)
٣. لا تشغلهم عن تسبيح الله الشهوات.٤)
٤. لا يمنعهم عن تعظيم الله السهو أو النسيان أو الغفلة.٥)
٣١٦٥. رؤوسهم دائماً مطأطأة، وأبصارهم خاشعة إجلالاً لعظمة الله عزّوجل، ولا يرفعون طرفهم أبداً، ولا يصدون النظر إلى الله قط.١)
٦. يعيشون دائماً حالة الرغبة في اكتساب نعم الله عزّوجل.٢)
٧. يعيشون دائماً حالة الولع والتلهّف إلى ذكر نعم الله تعالى.٣)
٨. يعيشون دائماً حالة التواضع إزاء عظمة الله وجلال كبريائه.٤)
٩. عندما ينظرون إلى جهنّم تزفر على أهل المعاصي وتحيطهم بلهيبها الذي لا يطاق، يقولون: «سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك».٥)
١٠. أغناهم الله عن الطعام والشراب، وجعل لهم البديل عن ذلك تقديسهم له تعالى، فاكتفوا بذلك عن الأكل والشرب.٦)
مسكن الملائكة:
أسكن الله الملائكة في مختلف أنحاء الكون، منها:
١. السماوات.٧) ٢. بطون أطباق السماوات.٨)
٣. أطراف السماوات، وذلك حين نزول الأمر بقيام الساعة.٩)
٣١٧٤. الهواء. ٥. الأرض.
٦. الماء١) ٧. العوالم الأخرى.٢)
أصناف الملائكة:
١. الملائكة الروحانيين.٣)
٢. أهل الزلفة عند الله.٤)
٣. حمّال الغيب إلى رسل الله.٥)
٤. المؤتمنون على وحي الله.٦)
٥. قبائل الملائكة.
الملائكة على شكل مجموعات، اختارهم الله لنفسه، وخصّص لكلّ مجموعة وظيفة معيّنة.٧)
٦. خزّان المطر.
يتولّى هؤلاء حفظ وتعاهد مياه الأمطار.٨)
زواجر السحاب.
٣١٨يسوق هؤلاء الملائكة السحاب من مكان إلى آخر، ويمنعون تشتّت بعضها من غير أمر الله، ويظهر هذا السوق على شكل صوت دوي السحاب عند مسيره في السماء، وعلى شكل صوت الرعد والصواعق ذات الشرارة الحارقة.١)
٧. مشيّعي الثلج والبرد والمطر.
وظيفة هؤلاء الملائكة الهبوط مع الثلج والبرد والمطر إذا نزل.٢)
٨. القوَّام على خزائن الرياح.
مهمّة هؤلاء الملائكة أنّهم قيّمون على مصادر وموارد الرياح وموكّلون بها.٣)
٩. الموكّلون بالجبال.
يقوم هؤلاء الملائكة بتثبيت الجبال في مواضعها، والحفاظ على تماسكها لئلا تزول.٤)
١٠. المحصون.
مهمّة هؤلاء عملية العدّ والإحصاء، وقد عرّفهم الله ـ على سبيل المثال ـ وزن المياه بالمثاقيل، وكيل ما تحويه الأمطار الغزيرة المتلاطمة والمتراكمة.٥)
1١. رسل البلاء والرخاء.
وظيفة هؤلاء الملائكة أنّهم يهبطون من السماء إلى أهل الأرض بمكروه ما
٣١٩ينزل من البلاء ومحبوب الرخاء.١)
١٢. «السفرة الكرام البررة». [دعاء ٣].
وهم الملائكة الموكّلون بالسفر، أي: الكتاب الذي تدوّن فيه أعمال العبد.
١٣. «الحفظة الكرام الكاتبين». [دعاء ٣]
وهم الملائكة الذين يكتبون أعمال الإنسان في صحيفة أعماله.
تنبيه: إنّ الطاعات والأعمال الحسنة التي نقوم بها تسرّ هؤلاء الملائكة، وترفع رؤوسنا عندهم.
وإنّ المعاصي والأعمال السيّئة التي نرتكبها تسـيء هؤلاء الملائكة، وتخزينا عندهم.٢)
١٤. «ملك الموت وأعوانه». [دعاء ٣]
مهمّة هؤلاء الملائكة انتزاع الروح من جسد الإنسان عند بلوغ أجله.
١٥. «منكر ونكير». [دعاء ٣]
ملكان يقصدان روح الميّت ليلة دفنه ليسألاه عن معتقداته وأصول دينه.
١٦. «رومان فتّان القبور». [دعاء]
ملك يأتي قبل منكر ونكير على الميت في قبره فيسأله عن حسناته وسيّئاته.
١٧. «الطائفين بالبيت المعمور». [دعاء ٣]
٣٢٠والبيت المعمور واقع في السماء بحيال الكعبة، تعمره الملائكة بالطواف مثل الكعبة.
١٨. «مالك والخزنة». [دعاء ٣]
مالك مَلَك موكّل على ملائكة الجحيم في تنفيذ أمر الله بعقوبة أعدائه، والخزنة (خزنة جهنّم) ملائكة متولّون أمر جهنّم وما أعدّ فيها من وسائل العذاب للمجرمين والعتاة.
١٩. «رضوان وسدنة الجنان». [دعاء ٣]
رضوان مَلَك متولّي رئاسة خدم الجنّة، وسدنة الجنّة هم خدمتها.
وهؤلاء الملائكة هم الذين يستقبلون أهل الجنّة، ويقولون لهم: ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ (الرعد: ٢٤)
٢٠. الزبانية.
وهم ملائكة العذاب في جهنّم (الزبن هو الدفع، فكأنّ صفة الزبانية هي العنف والشدّة بلا رحمة).
وهؤلاء الملائكة هم الذين إذا قيل لهم: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ [أي: شدّوه في الأغلال]* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ [أي: أدخلوه]﴾ (الحاقة: ٣١) ، عاجلوه مسرعين ولم يمهلوه.١)
تنبية: أصناف الملائكة كثيرة جدّاً، وتوجد أصناف لا يعلمهم إلّا الله تعالى.٢)
٣٢١أبرز الملائكة:
جبرئيل: ملك من ملائكة الله المقرّبين، وهو الموكّل بإبلاغ الرسالات الإلهية، والأمين على وحي الله، وهو المطاع في أهل السماوات، وصاحب المكانة والمنزلة الرفيعة عند الله عزّوجل.١)
الروح: مَلَك متولّي الإشراف بأمر الله على ملائكة الحُجُب.٢)
ميكائيل: مَلَك له جاه وشرف عظيم ومكانة رفيعة عند الله نتيجة التزامه لطاعته لله عزّوجل.٣)
إسرافيل: مَلَك موكّل من قبل الله بإعلان وقت القيامة، وله صور، أي: بوق كبير، فإذا أذن الله عزّوجل له أن يعلن يوم القيامة نفخ في صوره، فيقوم أهل القبور من مضاجعهم ويبعثون للحساب.٤)
الملائكة في يوم القيامة:
إنّ للملائكة يوم القيامة ولا سيّما عندما تأتي كلّ نفس معها سائق٥) وشهيد٦) دوراً مهماً يفرض علينا ادّخار ما ينفعنا لذلك الموقف، ومن هذه
٣٢٢الإعدادات أن نطلب من الله في حياتنا أن يصلّي على الملائكة في ذلك الموقف.١)
أثر صلواتنا على الملائكة:
١. «تزيدهم كرامة على كرامتهم». [دعاء 3]
٢. تزيدهم «طهارة على طهارتهم». [دعاء ٣]، أي: تزيدهم نزاهة عن المعاصي والذنوب.
مُلك الله
خصائص مُلك الله:
١. لا تنتهي مدّة مُلك الله.٢)
٢. إنّ لملك الله علواً يعجز العباد عن إدراك نهايته؛ لأنّه تعالى صاحب الملك اللامتناهي، بل يعجز العباد حتّى عن وصف أقل ما انفرد الله بملكه.٣)
الموت
كلّ نفس ذائقة الموت:
قضى الله على جميع خلقه بالموت، سواء كان هؤلاء من الموحّدين أم كانوا من الكافرين، وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ). [العنكبوت ٥٧]٤)
٣٢٣الأجل:
يحدّد الله لكلّ إنسان في حياته وقتاً معيّناً لأجله ومنتهى عمره.١)
دنو الأجل:
يدنو الإنسان إلى أجله بمقدار المدّة الزمنية التي يجتازها في الحياة الدنيا، فانقضاء يوم واحد في حياة الإنسان يعني دنوه بمقدار يوم واحد من أجله المحدّد له.٢)
الموت مرحلة انتقالية:
الموت مرحلة انتقالية من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة.
والزاد الوحيد الذي ينفعنا بعد الموت هو العمل الصالح، وبه يكون الموت لنا أمراً نستأنس به ونشتاق إليه ونحب الدنو منه، ونكون سعداء عند لقائه، وبهذا نأمل أن يكون لنا الموت باباً من أبواب المغفرة الإلهية ومفتاحاً من مفاتيح رحمته تعالى.٣)
سكرات الموت:
نواجه عند الموت صعوبات سكرات الموت وآلام سوق الروح وانتزاعها من
٣٢٤أبداننا وشدّة أنفاسنا التي تعلو وتهبط إذا بلغت الروح إلى عظام صدورنا، فنلتمس العافية فلا نجدها، وملك الموت القادم من عالم الغيب يقوم بانتزاع روحنا، فنشعر من أعماق وجودنا بالوحدة والغربة والوحشة، فنتجرّع كأس الموت الذي لا يستسيغه من ذاقه أبداً، فتتقطع أمعاؤنا وينتهى أمر حياتنا الدنيوية، وننطلق نحو الآخرة، ونغدو رهينة أعمالنا، وتكون القبور مأوانا ومستقرنا ودار إقامتنا إلى يوم القيامة.١)
ذكر الموت:
ذكر الموت يقصّر الأمل.٢)
كراهة الموت:
كراهة الموت لا تؤدّي إلى طول العمر.٣)
البشرى الإلهية للمؤمنين عند الموت:
إنّ (الَّذِينَ
آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْـرَى
فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)[ يونس:
٦٣ ـ ٦٤]، تأتيهم البشرى في الدنيا قبل الآخرة بأنّهم في أمان من سخط الله وغضبه.
وتتحقّق هذه البشرى بصور مختلفة، كالرؤيا الصادقة أو الإحساس القلبي أو... بحيث يطمئن هؤلاء بها وتكون عندهم واضحة ويقينية.
وهذا ما لا يصعب على الله؛ لأنّه لا يثقل عليه كثرة العطاء ولا يشق عليه الكرم الواسع، بل هو أهل الفضل والكرم والإحسان، وإذا شاء الله شيئاً وأراد تحققه فإنّه تعالى على كلّ شيء قدير.١)
نصر الله
إذا أراد الله بإرادته التكوينية نصر أحد العباد، فلن يضـرّ هذا العبد خذلان الخاذلين أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من يشملهم النصر الإلهي، ومن هذا السعي أن نلوذ بعزّة الله وعظمته وسلطانه من شرّ وأذى الناس.٢)
نعم الله
لا يصيبنا خيراً إلّا من الله، ولا يصرف عنّا سوءاً قط غير الله.٣)
خصائص نعم الله:
١. بيّنة وواضحة بصورة جليّة.٤)
٣٢٦٢. أكثر من أن تعدّ وتحصى بأسرها.١)
٣. يمنح الله نعمه للعباد من دون مقابل، ولا يطلب إزاء إحسانه ثمناً كما يفعل العباد في تعاطي الإحسان المحدود فيما بينهم.٢)
٤. لا يكدّر الله نعمه وعطاياه بالامتنان والتذكير بها بهدف إيذاء العبد.٣)
الحصول على النعم:
ينبغي أن يكون رجاؤنا في الحصول على النعم بالله ومن الله وحده لا شريك له.٤)
دوام النعم:
١. قد يتمتّع الإنسان بالنعم الإلهية، ولكن كمال هذه النعم ثبوتها ودوامها وعدم انقطاعها وبقاؤها متّصلة في خير وعافية.٥)
٢. ينبغي أن نطلب من الله استدامة النعم علينا وإبقائها من دون انقطاع.٦)
الانتفاع الصحيح من النعم:
ينبغي أن نعيش حالة الحذر لئلا نجعل النعم الإلهية وسيلة لمعصية الله، فتكون هذه النعم وسيلة لهلاكنا بدل أن تكون وسيلة لنجاتنا.٧)
٣٢٧أبرز نعم الله علينا:
١. خلقنا بصورة سوية، وربّانا منذ الصغر، ورزقنا ما فيه الكفاف لنا.١)
٢. وفّر لنا ما نتغذّى به من طعام وشراب بحيث لا تخلو نشأتنا دائماً من توالي نعم الله واتّصال فضله وإحسانه.٢)
٣. أولدنا في بيئة طيّبة، فسهّل علينا أمر الهداية لدينه، ووفّقنا لأداء حقّه، ودفعنا نحو الاعتصام بحبله، وأدخلنا في حزبه، وأرشدنا إلى موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه.٣)
٤. يجيب دعاءنا ولاسيّما عند شدّة احتياجنا إليه.٤)
٥. يغفر لنا بعد ارتكابنا للذنوب والمعاصي.٥)
٦. يأخذ لنا من الأعداء بظلامتنا.٦)
التقصير إزاء نعم الله:
نعم الله لا تعدّ ولا تحصى، ولكننا نقابل هذه النعم دائماً بالتقصير والتضييع، وهذا ما يحتّم علينا أن نشهد أمام الساحة الإلهية بهذا التقصير والتضييع، ونخطو ٣٢٨ في الواقع العملي ما يدفع عنّا هذه الرذيلة، ويقرّبنا إلى بذل غاية جهدنا لأداء حقّ الله في هذا المجال.١)
شكر النعم:
ينبغي بمقدار ازدياد النعم الإلهية علينا أن نزداد شعوراً بالخجل؛ لعدم تمكّننا من أداء الشكر الحقيقي لله إزاء هذه النعم.٢)
إلفات الله أنظارنا إلى نعمه وتوفيقه إيّانا على شكره بحدّ ذاته نعمة تستحق الشكر.٣)
سلب النعم:
لا يبتلينا الله بسلب النعم عنّا إلّا أن نفعل ما يؤدّي إلى ذلك.٤)
النية
إنّ للنية درجات مختلفة في الحسن والقبح، وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى نوايانا، لتكون ـ بتوفيق ولطف الله ـ أحسن النيّات.٥)
٣٢٩الهداية
١. الهداية كلّها من عند الله.١)
٢. يحتاج الإنسان في حياته إلى نور يمشـي به في الناس، ويهتدي به في الظلمات، ويستضيء به ويصون به نفسه من الشك والشبهات.٢)
٣. لا تتحقّق هداية الله للعباد إلّا عن طريق الأدلّة والبراهين والحجج التي تزيل ظلام الجهل بنورها الذي تستمده من الله تعالى.٣)
الهداية من الله:
١. إنّ الله هو الملجأ الذي ينبغي أن نتوجّه إليه ليمنن علينا بالرشاد قبل الضلال، وليرشدنا إلى طريق الخير ولا يضلّنا بعد الهداية.٤)
٢. إنّ الله هو الملجأ الحقيقي لنا عندما تتعدّد أمامنا السبل ونعجز عن معرفة السبيل الصحيح.٥)
٣. ينبغي أن نسأل الله التوفيق ليوجّهنا نحو مطلوب الخير والهداية للأسباب؛ لأنّ الله أهدى من رغب إليه.٦)
٣٣٠٤. علينا أن نسأل الله أن يهدينا للتي هي أقوم وأكثر سداداً وصواباً عنده عزّوجل.١)
٥. إنّ الهداية بيد الله، وعلينا المسألة من
الله ليمنحنا بهدى صالح لا نحيد عنه أبداً، وأن يرشدنا إلى طريق الحقّ، ويثبّت
أقدامنا عليه بحيث لا تزيغ أقدامنا
ـ بعد هذا التثبيت ـ عن سبيل الحقّ قط، ويمنحنا نيّة رشد لا نشك فيها أبداً.٢)
هداية الله إرشادية:
١. إنّ الهداية الإلهية للعباد إرشادية، والإنسان مختار في الاستجابة لهذه الهداية أو الإعراض عنها.٣)
٢. إنّ الله يعظ العباد ويزجرهم عن المعاصي بمختلف الطرق، فإن استجابوا لهذا الوعظ لانت قلوبهم، وإن لم يستجيبوا قست قلوبهم.٤)
من آثار الهداية الإلهية:
من آثار الهداية الإلهية العلم؛ لأنّ الهداية ملازمة للحكمة، والهداية تتبعها نفاذ البصيرة للتمييز بين الحقّ والباطل واختيار سبيل النجاة، وهذه البصيرة أساس العلم.٥)
٣٣١قدرة الله على الهداية:
إذا أراد الله بإرادته التكوينية أن يهدي أحد العباد فلن يستطيع المضلّين من إغوائه أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من تشملهم الهداية الإلهية، ومن يسلك بهم الله سبيل الحقّ بإرشاده.١)
الإضلال الإلهي:
إذا شاء الله إضلال شخص عقاباً لما ارتكبه، فلا ناصر لهذا الشخص إلّا الله، ولهذا ينبغي على هذا الشخص الإنابة إلى الله، ليساعده الباري عزّوجل، ويعينه ليتحرّر من الوحدة التي هو فيها نتيجة ارتكابه للذنوب والخطايا.٢)
الهم
من آثار الهم:
يشغل الإنسان عن أداء فرائضه الدينية بالصورة المطلوبة والمداومة على النوافل والمستحبات.٣)
التوجّه إلى الله عند تراكم الهموم:
١. إذا أحيط المرء بكثرة الهموم، ولم يتمكّن من تخليص نفسه منها، فأفضل ٣٣٢ حلّ له في هذا الصعيد هو الالتجاء إلى الله وطلب المساعدة منه.١)
٢. إنّ الله القادر على إحياء الموتى قادر أيضاً على كشف الهم والغم عنّا، فإذا كنّا نعاني من الهم والغم، فالدعاء أفضل وسيلة للتخلّص منهما.٢)
٣. إذا ابتلي الإنسان بأمر يغمّه، فعليه أن يدعو الله بالفرج، ويطلب من الله أن لا يميته مغموماً أو مهموماً، بل يطلب منه تعالى أن يذيقه طعم العافية الدائمة إلى آخر أيام حياته.٣)
أفضل هم:
ينبغي أن لا يكون للإنسان همّ سوى نيل مرضاة الله عزّوجل.٤)
الهوى
الأهواء تحفّز صاحبها على الانحدار في أودية الضلال.٥)
الورع
١. نحتاج عند الورع والاجتناب عن المحرّمات سلوك سبيل الاعتدال لئلا ٣٣٣ ينتهي بنا المطاف إلى الوقوع في الإفراط والتفريط.١)
٢. قد نستصعب الالتزام بالورع اعتماداً على قدرتنا وقابلياتنا، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليمنحنا الورع ويساعدنا في الكفّ عن المحرّمات.٢)
وظائفنا
أهم وظائفنا الدينية الفردية والاجتماعية:
١. «استعمال الخير». 2. «هجران الشرّ».
٣. «شكر النعم». ٤. «اتّباع السنن».
٥. «مجانبة البدع». ٦. «الأمر بالمعروف».
٧. «النهي عن المنكر». ٨. «حفظ الإسلام وحراسته».
٩. «انتقاص الباطل وإذلاله». ١٠. «نصـرة الحقّ وإعزازه».
1١. «إرشاد الضال». 12. «معاونة الضعيف».
١٣. «مساعدة المضطر»٣) .
اليأس
اليأس يدفع صاحبه إلى القنوط من رحمة الله.٤)
٣٣٤ما يصوننا من اليأس:
١. الرحمة الإلهية:
قال تعالى: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ﴾ (الزمر: ٥٣) ١)
٢. العفو الإلهي:
أملنا بالعفو الإلهي هو الذي يقينا من الوقوع في حالة اليأس والقنوط.٢)
اليقظة
يحتاج كلّ واحد منّا بين الحين والآخر إلى منبّهات تيقظه من نومة الغافلين ونومة المسرفين ونومة المطرودين من ساحة القرب الإلهي.٣)
اليقين
التحلّي باليقين:
ينبغي أن نتحلّى باليقين، ونزيل عن أنفسنا في طريقالحقّ كلّ شك وشبهة
٣٣٥دينية لتكون حركتنا في هذا الطريق بأقدام ثابتة وعزائم راسخة.١)
مراتب اليقين:
إنّ لليقين مراتب، وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى يقيننا نحو الأفضل، والاستعانة بالله ليصحح ـ بتوفيقه وتسديده ـ يقيننا ويجعله أفضل اليقين.٢)
ينبغي أن يكون يقيننا كيقين المؤمنين المتوكّلين على الله.٣)
اليوم الجديد
يمثّل كلّ «يوم جديد» فرصة متاحة أمامنا لارتقاء مستوى قربنا من الله تعالى، وسيشهد هذا اليوم «لنا» أو «علينا» في ساحة المحشر بما قمنا فيه.
وموقف اليوم الجديد منّا بعد الانتهاء:
١. إن أحسنّا ودّعنا بحمد وثناء. 2. إن أسأنا فارقنا بذمّ واستياء.٤)
وظيفتنا إزاء اليوم الجديد:
١. حسن مصاحبته عن طريق عمل الحسنات فيه.
٢. الاجتناب من سوء مفارقته عن طريق اجتناب عمل السيّئات فيه.
٣٣٦وبهذا يحصل الإنسان من الله على الثناء والشكر والأجر والذخر والفضل والإحسان.١)
٣. ينبغي لنا أن نخصّص بعض أوقات يومنا للأمور التالية:
أوّلاً: الأعمال التي تجسّد شكرنا لله تعالى.
ثانياً: خدمة العباد وقضاء حوائجهم.
وينبغي أن نقوم بهذه الأعمال بصدق وإخلاص بحيث يشهد لنا الملائكة على ذلك.٢)
٤. ينبغي على كلّ واحد منّا أن يسعى ليكون ـ بعد انتهاء كلّ يوم ـ أفضل شخص في صعيد:
ألف. إحراز رضا الله.
ب. أداء شكر الله.
ج. الالتزام بشرائع الله.
د. الاجتناب من نواهي الله.٣)
٣٣٧٥ـ ينبغي أن يكون سلوكنا وتصـرّفاتنا خلال اليوم الذي نعيش فيه بصورة نجد بعد انقضائه أنّه أسعد يوم عهدناه، وأفضل يوم صاحبناه، وأكثر يوم حصلنا فيه على الخير والبركة١.
٥ـ ينبغي أن يكون سلوكنا وتصـرّفاتنا خلال اليوم الذي نعيش فيه بصورة نجد بعد انقضائه أنّه أسعد يوم عهدناه، وأفضل يوم صاحبناه، وأكثر يوم حصلنا فيه على الخير والبركة. ٢)
يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى
١. يوم مبارك.٣)
٢. يجتمع فيه المسلمون.٤)
٣. ينظر الله فيه في حوائج العباد.٥)
٤. لا يخيّب الله فيه رجاء سائليه.٦)
وأفضل حالة يعيشها الإنسان مع الله في يوم الأضحى هي حالة السؤال والطلب والرغبة والرهبة.٧)
٣٣٨أهم أعمال يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى:
١. التهيؤ والاستعداد وإعداد الزاد والراحلة للتوجّه نحو الله رجاء نيل عفوه وعطائه وإحسانه.١)
٢. الاستعاذة بالله من غضبه.٢)
٣. الاستجارة بالله من سخطه.٣)
٤. مسألة الله الأمن من عذابه.٤)
٥. طلب الهداية والنصـرة والرحمة والرزق والاستعانة والاستغفار والاستعصام من الله.٥)
٦. إعلان التوبة إلى الله والتصريح بعدم العودة لشيء يكرهه الله تعالى.٦)
٣٣٩