معارف الصحيفة السجادية
٢. إنّ الله قادر على ردع الآخرين لئلا يظلموننا، وهو القادر على منع الآخرين من انتهاك حقوقنا والجور علينا؛ ولهذا نستعين به تعالى ليدفع عنّا ظلم الآخرين ويرعانا في ظلّ عنايته وحفظه.١
بث الشكوى إلى الله:
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق أن نشكو إليه همومنا ونبث إليه معاناتنا ومشاكلنا.٢
رضا المظلوم بقضاء الله:
من أهم الأسباب التي تدفع المظلوم إلى القناعة بما قضى الله له والثقة بما تخيّر له، أن يصوّر الله في قلبه مثال ما ادّخره له من أجر وثواب وأعدّ لظالمه من جزاء وعقاب.٣
العافية
العافية نعمة:
العافية والسلامة من السوء والبلاء نعمة إلهية عظيمة لا يعرف الإنسان
٢٤٦قدرها إلّا عند فقدانها؛ ولهذا ينبغي علينا أن لا نفتر في طلب هذه النعمة من الله ليلبسنا ويغمرنا ويحصّننا ويكرمنا ويغنينا ويتصدّق علينا بها، ويهب ويبسط عافيته ويجعل فيها الصلاح لنا، ولا يفرّق بيننا وبينها في الدنيا والآخرة.١
طلب العافية:
١. العافية ـ بصورة عامة ـ أفضل من البلاء، ونحن مكلّفون بطلب العافية من الله تعالى.٢
٢. وظيفة الإنسان دائماً الدعاء من الله ليعطيه العافية، ويجعله ممن أنعم عليه ورضى عنه وأحياه في الدنيا حميداً وتوفّاه سعيداً.٣
٣. إذا طلبنا العافية من الله، فالأفضل أن نطلب أحسن وأفضل وأسمى مراتب هذه العافية التي من خصائصها:
١. الكافية التامّة الشاملة التي لا نقصان فيها.
٢. الشافية التي لا مرض بعدها.
٣. العالية والمتصاعدة لأعلى درجات السلامة.
٢٤٧٤. النامية والمتّسعة والمتزايدة في شموليتها.
٥. عافية الدنيا والآخرة.١
عبادة الله
١. إنّ الله منتهى خوف العابدين، وهو غاية خشية المتّقين.٢
٢. يحب الله أن نعمر ليالينا بطاعته والاستيقاظ لعبادته والتهجّد له.٣
٣. ينبغي أن يخصّص العبد لنفسه أوقاتاً يعتزل فيها عن الناس، ويتوجّه إلى الله متّصفاً بكمال الانقطاع إليه تعالى، ويستأنس بمناجات الله، ثُمّ يقدّم حوائجه إلى الله ويكرّر طلبها منه تعالى مرّة بعد أخرى.٤
٤. ينبغي أن يستعمل الإنسان دائماً بدنه فيما يرضي الله تعالى.٥
٥. ينبغي أن يحاول الإنسان المؤمن أن تكون أعماله كلّها من الأعمال التي يحبّها الله عزّ وجل.٦
٦. ينبغي أن تكون عبادة الإنسان كعبادة الخاشعين.٧
٢٤٨العبادة واكتساب البصيرة:
أهم ما يحتاج إليه الإنسان في طاعته وعبادته لله تعالى هو اكتساب البصيرة وامتلاك النيّة الصالحة.١
من آفات العبادة:
من آفات العبادة الابتلاء بالكسل والخمول والفتور والشعور بالتثاقل عن أداء الطاعات والفرائض.٢
القوّة على العبادة:
إذا شعر الإنسان بالضعف في مجال المسارعة إلى تلبية أوامر الله والاجتناب عن نواهيه، فالسبيل الوحيد لاكتساب القوّة هو الالتجاء إلى الله وطلب العون منه تعالى.٣
آثار عبادة الله:
١. عبادة الله تغني العبد عن كلّ شيء.٤
٢. بعض الأعمال العبادية تؤدّي إلى تطهير النفس من دنس الخطايا المرتكبة سابقاً.٥
٢٤٩اهتمام الله بالقليل من العبادة:
إنّ الله ليس ـ كما يظنّ البعض ـ يهتم بالعبادة المعتد بها، ولا يبالي بالعبادة القليلة، بل الله يثيب العباد إزاء طاعتهم له وإن كانت طاعتهم قليلة ودون الحدّ المطلوب.١
العبرة
معاينتنا للأمور بتأمّل وتدبّر وحزم تؤدّي إلى تلقّينا الدروس والعبر التي ترشدنا إلى اختيار طريق الصواب.٢
العدل الإلهي
١. إنّ الله أعدل العادلين.٣
٢. لا يقضي الله إلّا بالعدل، ولا يحكم إلّا بالإنصاف.٤
٣. إنّ الله عادل والاعتقاد بهذا العدل هو الذي يمنحنا الوثوق بأنّه تعالى لن يظلمنا أبداً.٥
تنزيه الله عن الظلم:
تعالى الله عن الظلم علواً كبيراً؛ لأنّ المحتاج إلى الظلم هو الضعيف، والله
٢٥٠منزّه عن الاحتياج.١
العدل الإلهي في المعاد:
إنّ المعاد مظهر من مظاهر العدل الإلهي.٢
العدل الإلهي والفضل الإلهي:
١. إذا تعامل الله معنا بعدله ولم يتعامل معنا بفضله هلكنا؛ ولهذا نسأل الله دائماً أن يتعامل معنا بفضله وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا لا طاقة لنا على عدله وتحمّل نقمته وغضبه.٣
٢. يعفو الله عمّن يشاء من عباده بفضله، ويعذّب من يشاء بعدله؛ ولهذا فإنّنا بحاجة إلى فضل الله ليعفو عنّا ويتجاوز عن سيّئاتنا، ولا طاقة لنا بعدله تعالى، بل لا ينجو أحد من العذاب إزاء ما كسبت يداه من الذنوب والمعاصي إلّا بفضل الله وعفوه٤
٢٥١عدل الله في معاقبة المذنبين:
لا يمكن إنكار عدل الله إزاء معاقبته للمذنبين؛ لأنّه تعالى أقام الحجّة على العباد، وحذّرهم من العقاب الأخروي، وما الله بظلّام للعبيد، والعباد هم الذين يظلمون أنفسهم.١
لا يُسأل الله عما يفعل:
١. لا يُسال الله عما يفعل؛ لأنّه حكيم، والحكيم لا يفعل إلّا الحسن.٢
٢. إذا أهلكنا الله فلا يسأل الله عما يفعل، وليس من شأن أحد الاعتراض على أمر الله، ولكن الله ـ مع ذلك ـ عادل يضع الأمور في مواضعها، وليس في حكمه ظلم.٣
العدو
حفظ الله إيّانا من شرور الأعداء:
١. يحاول بعض أعدائنا أن يلحقوا بنا الضرر من منطلق الكيد والخدعة، فيخفوا حقدهم الدفين أمامنا، ويظهروا إزاءنا بمظهر حسن مقرون بحسن اللقاء وبشاشة الوجه وحلاوة المنطق، ولكن بواطنهم مملوءة بالحقد علينا، وسرائرهم مشوبة إزاءنا بالنفور والكراهية.
٢٥٢ويحاول هؤلاء استخدام كلّ الوسائل الممكنة لإطاحتنا عن طريق نصب الحبائل وحياكة المؤامرات ضدّنا، ولكن لا يغفل الله عن هؤلاء، ويدفع عنّا كيدهم ويصرف عنّا سوءهم، بل يرجع كلّ ما حاكوا ضدّنا من مؤامرات عليهم.١
٢. واجه كلّ واحد منّا الكثير من الأعداء القساة الذين صوّبوا نحونا سهام عداوتهم وحقدهم بكلّ ما يمتلكونه من قوّة، ولكن الله على الرغم من محاولات هؤلاء الأعداء حفظنا من شرورهم ورعانا بعين حراسته التي لا تنام وكسر شوكتهم وأيّدنا بالنصـر ولم يسمح لهم أن ينالوا مبتغاهم، بل أعقبهم الفشل والخسران، ولولا نصـرة الله تعالى إيّانا على أعدائنا لكنّا من المغلوبين.٢
٢٥٣شرور الأعداء:
بعض الشرور المتوجّهة إلينا ممن يريد لنا السوء:
١. الضرّ (فعل ما يسوؤنا من مكروه ونحوه).
٢. الشرّ.
٣. الغمز (الإشارة بالعين أو الحاجب بقصد الإساءة والتعريض بالكناية والتلميح).
٤. الهمز (العيب بظهر الغيب).
٥. اللمز (العيب في الوجه أو في حال الحضور بإشارة أو كلام).
٦. الحسد (تمنّي زوال النعمة عن الغير).
٧. العداوة (ما يحرّض النفس على التجاوز والاعتداء).
٨. الحبائل (الشباك والفخ الذي يضعه العدو في طريقنا).
٩. المصائد (الطرق التي يتّبعها أعداؤنا كيداً لإيقاع الضرر بنا).
١٠. الرجل (أعوانه المشاة).
١١. الخيل (أعوانه الراكبين).١
دعاؤنا ضدّ العدو:
ما نطلبه من الله إزاء من يريد لنا بسوء:
١. يصرفه عنّا.٢
٢٥٤٢. يبعد عنّا مكره.١
٣. يدفع عنّا شرّه.٢
٤. يردّ كيده إلى نحره.٣
٥. يجعل بين يديه سدّاً يعمي عنّا بصره، ويصمّ عن ذكرنا سمعه، ويجعل قلبه مقفلاً عن ذكرنا؛ ليقلل بذلك التفاته إلينا، فيقل توجّهه إلينا بالشرّ.٤
٦. يخرس عنّا لسانه ويمنعه من ذكرنا بسوء.٥
٧. يقمع رأسه ليصاب بوهن يردعه عن إساءتنا.٦
٨. يسلب منه العزّة ويحيطه بالذلّة.٧
٩. يكسر جبروته ويجعله مشغولاً بوهنه.٨
١٠. يصيبه بالانكسار والذلّة.٩
١١. يحطّم كبرياءه ونخوته وأنفته.١٠
٢٥٥عرفة
خصائص يوم عرفة:
١. يوم عرفة يوم شرّفه الله وكرّمه وعظّمه.١
٢. يتغمّد الله برحمته في يوم عرفة من دعاه وتضـرّع وتوجّه إليه بالاستغفار والتوبة.٢
٣. يتولّى الله في يوم عرفة أهل طاعته وأهل القرب والمكانة منه ويشملهم برعايته.٣
٤. يوم عرفة يوم الجود والإحسان الإلهي في مجال قبول التوبة والإنابة والعفو، وهو يوم نيل الرضوان الإلهي.٤
٥. لا يعود الإنسان في يوم عرفة من عند الله خائباً من الدعاء أو فارغاً من الاستجابة، ولا سيّما:
١. الإنسان الموحّد.
٢. الإنسان الذي أتى من الأبواب التي أمر الله أن تؤتى منها.
٢٥٦٣. الإنسان الذي يتقرّب إلى الله بالطرق التي يرضاها الله.١
العزّة
العزّة بيد الله:
العزّة والذلّة، والرفع والوضع، والإهانة والإكرام، والعذاب والرحمة كلّها بيد الله.٢
العزّة الإلهية:
المجد والشرف الإلهي أرفع وأعلى من أن يصل إلى كنهه وحقيقته أحد، وإنّ لله تعالى العزّ الباقي على مرّ الدهور والسنين الماضية والأزمان المنقضية.٣
طلب العزّة من الله:
من أراد العزّة فعليه أن يطلبها من الله فحسب.٤
٢٥٧طلب العزّة من غير الله:
العزّة الحقيقية عند الله، ومن طلبها من عند غير الله ذلّ، وكم من أناس حاولوا الارتفاع من دون الاستعانة بالله فاتضعوا وتسافلوا.١
عزّة المؤمن:
١. إنّ الله عزيز، ويحب أن يكون عباده أيضاً أعزّاء، ولهذا علينا أن نسأل الله دوام التحلّي بالعزّة.٢
٢. دأب المؤمن التحلّي بالعزّة ومعرفة قدر نفسه، والحرص على كرامتها، والابتعاد عن المواطن التي يتعرّض فيها للمهانة والذلّة لأسباب تافهة.٣
٣. ينبغي أن يكون الإنسان المؤمن ذليلاً بين يدي الله وعزيزاً عند الناس.٤
العصمة الإلهية
١. إنّ النفس الإنسانية هالكة مالم يعصمها الله تعالى.٥
٢. من أراد العصمة والطهارة فعليه أن يطلبها من الله تعالى.٦
٣. يحتاج الإنسان من ربّه إلى عصمة تقرّبه من خشية الله، وتبعده عن ركوب
٢٥٨ المحارم، وتفكّه من أسر الذنوب الكبيرة.١٤. لا يستطيع الإنسان هجر الذنوب والمعاصي إلّا أن يعصمه الله، ولا يمكنه الامتناع عن الخطايا إلّا أن يسدّده الله بالقوّة، وهذا ما يحتّم على كلّ من يبتغي هجر الذنوب والمعاصي والامتناع عن الخطايا أن يطلب من الله ليسدّده بقوّة كافية، ويتولّاه بعصمة مانعة.٢
عظمة الله
١. إنّ الله ذو شأن عظيم.٣
٢. إنّ لله تعالى العلو الأعلى فوق كلّ عال.
وله تعالى الجلال الأمجد فوق كلّ جلال.
وكلّ جليل عند الله صغير.
وكلّ شريف في جنب شرف الله حقير.٤
٣. إنّ المكانة والمنزلة الإلهية أرفع وأعلى المكانات والمنازل.٥
٤. إنّ الله في منتهى العظمة بحيث خشع لعظمته جميع الأشياء ما دون
٢٥٩عرشه.١
٥. إنّ الله قريب إلينا على الرغم من علوّه وعظمته، وهو العالي والعظيم على الرغم من قربه إلينا.٢
٦. ينبغي علينا المبادرة إلى معرفة الله والالتفات إلى حقيقة عظمته لئلا نقع في أودية الفهم الخاطئ في مجال معرفتنا بالله.٣
من خصائص عظمة الله:
١. لا تنقضي عجائب عظمة الله.٤
٢. لا منتهى لعظمة الله؛ ولهذا يستحيل مقارنتها مع أيّة عظمة أخرى.٥
العفو والغفران الإلهي
١. إنّ الله أهل المغفرة.٦
٢. إن الله غني بالعفو ومرجو للمغفرة ومعروف بالتجاوز عن المسيئين والمخطئين.٧
٢٦٠طلب العفو من الله:
١. المذنب بحاجة إلى طلب العفو والغفران من الله ليمحو الله ذنوبه ولا يحاسبه عليها.١
وإذا صدر منّا ما جعلنا في دائرة أهل الإساءة، فإنّه تعالى هو الملجأ ليجيرنا ممّا يخافه أهل الإساءة.٢
وإذا شملتنا العقوبة الإلهية بسبب ذنوبنا وآثامنا، فإنّه تعالى هو الملجأ ليعافينا من هذه العقوبة.٣
٢. إنّنا نتوسّل إلى الله دائماً ليسقط عنّا ما نعجز عن حمله من عقوبة، ويتجاوز عن خطايانا، ويعفو عنّا، ويصفح عن ذنوبنا ومعاصينا، ويجعلنا في صدارة من يشملهم العفو الإلهي، ومن أوائل الخارجين عن دائرة سخطه تعالى.
وذريعتنا أنّه تعالى لا يثقل عليه شيء، وأنّه على كلّ شيء قدير، وأنّه أرحم الراحمين، وقد لحقت رحمته بالمسيئين، وأحاط عفوه بالظالمين في مواد لا تعدّ ولا تحصى.٤
٢٦١٣. كمال كرامتنا عند الله أن يغفر لنا ذنوبنا؛ لأنّ من غفر الله له دخل الجنّة، ومن دخل الجنّة نال دار الكرامة والمقام الرفيع.١
رغبة الله في العفو:
١. إنّ الله أهل المغفرة، والعفو الإلهي مقدّم على معاقبته للمذنبين، أي: لا يرغب الله في معاقبة عبده وإنّما يحب أن يغفر له ويحيطه بعفوه، ولهذا يطلب الله من العباد التوبة ويناديهم بأن يرجعوا إليه.٢
٢. عفو الله عنّا أكثر وأحبّ إليه عزّوجل من معاقبتنا.٣
٣. شيّد الله قدرته على أساس العفو والتجاوز، وعدم مؤاخذة كلّ سيّئة، ولهذا يتعامل الله مع من يعصوه بالحلم، ويؤخّر عقوبة من ظلموا أنفسهم، لعلّهم يفيقون من الغفلة، وينيبوا إلى ربّهم، ولا يقعوا في أودية الهلاك والشقاء إلّا بعد إتمام الحجّة عليهم.٤
دائرة العفو الإلهي:
دائرة العفو الإلهي واسعة جدّاً بحيث تشمل:
٢٦٢١. من بلغ منتهى العصيان، ثُمّ تاب إلى الله تعالى.
٢. من كان أكثر الناس استحقاقاً للوم والعتاب، ثُمّ اعتذر إلى الله تعالى.
٣. من كان أشدّ الناس ظلماً وجوراً، ثُمّ أناب إلى الله تعالى.
فكيف لا تشمل المغفرة الإلهية من هو أقل من هؤلاء فيما لو تاب واعتذر وأناب إلى الله تعالى.١
٤. لا يستعظم عفو الله عن المذنبين وتجاوزه عن معاصيهم وإحاطتهم برحمته؛ لأنّه تعالى هو ربّ العفو والمغفرة والرحمة.٢
المقرّبون إلى عفو الله:
١. كلّما نكون أوثق بمغفرة الله وأرغب بعطاء الله وأحوج إلى رحمة الله، فإنّنا سنكون أقرب إلى نيل ما نثق به؛ لأنّه تعالى أولى من وثق به، وأعطى من رغب إليه، وأرأف من استُرحم.٣
٢. إذا كان الإنسان من أهل الصوم في النهار ومن أهل التهجّد في الليل، ثُمّ وقف بين يدي الله في مقام التائب، فإنّ الغفران الإلهي سيشمله أكثر ممن ليست له هذه الخصائص.٤
٢٦٣٣. الأمور التي تجعل الإنسان أقرب إلى نيل العفو الإلهي:
ألف. عدم إنكار الإنسان بأنّه مستحق للعقوبة الإلهية.
ب. عدم تبرّي الإنسان نفسه من استيجاب النقمة الإلهية.
ج. أن يكون خوف الإنسان أكثر من طمعه في الله.
د. أن يكون يأس الإنسان من النجاة أوكد من رجائه للخلاص.١
٤. قيام المذنب ببعض الأمور حين التوبة، من قبيل إقراره واعترافه وتذلـله أمام الله توجب له أن يستقبله الله بالمغفرة ويرفعه عن مواضع الهلكة الناشئة من الذنوب.٢
عفو الله تفضّل:
١. لا يجب على الله أن يغفر للمذنبين أو أن يرضى عنهم من باب الاستحقاق، بل يكون هذا الغفران والرضا من باب التفضّل فحسب.٣
٢. إذا أراد الله أن يعاقبنا إزاء ذنوبنا الكبيرة فلا يبقى لنا أمل للخلاص من
٢٦٤ عذابه، ولكن أملنا بالله أن يتعامل معنا بفضله ولطفه وإحسانه.١٣. نقع نتيجة ذنوبنا في دائرة النقمة الإلهية بحيث يعجز عملنا الصالح عن إنقاذنا من هذه النقمة، فلا يكون لنا سبيل للخلاص من العذاب الإلهي إلّا بفضل الله المؤدّي إلى عتق رقابنا من هذه النقمة.٢
٤. لا ينال العبد المذنب العفو والمغفرة الإلهية إلّا بتفضّل الله وإحسانه.
ولا ينالها بالاستحقاق أبداً٣ حتّى فيما لو عاش الحالات التالية:
١. يبكي حتّى تسقط أشفار عيونه.٤
٢. ينتحب حتّى ينقطع صوته.٥
٣. يقوم لله بالعبادة حتّى تتورّم قدماه.٦
٤. يركع لله تعالى حتّى ينخلع العمود الفقري في ظهره.٧
٥. يسجد لله حتّى تنقلع عيناه.٨
٦. يهجر لذيذ الطعام ويأكل تراب الأرض طول عمره.٩
٢٦٥٧. يعرض عن لذيذ الشراب ويتناول ماء الرماد إلى نهاية دهره.١
٨. يذكر الله على الدوام حتّى يكلّ لسانه.٢
٩. لم يجرأ على رفع طرفه نحو السماء نتيجة الاستحياء من الله تعالى.٣
توضيح ذلك:
يغفر الله ذنوبنا بتفضّله وإحسانه، ولا يجب عليه ذلك أبداً؛ لأنّنا لا ننال هذه المغفرة باستحقاق لتقع في دائرة ما يجب على الله تعالى، بل ما نستحقه هو العقاب بمجرّد صدور المعصية منّا، ولهذا لا يكون الله عزّوجل ظالماً فيما لو عذّبنا إزاء ما ارتكبناه من ذنوب، ولكّنه تعالى يتفضّل علينا عندما نتوب إليه فيعفو عنّا ويغفر لنا سيّئاتنا.٤
أثر العفو الإلهي:
إنّ لعفو الله لذّة خاصّة يشعرها العبد بقلبه وبوجوده بعد التوبة والإنابة.٥
علم الله
١. إنّ الله بكلّ شيء عليم٦
٢٦٦٢. ليس لعلم الله حدّ، ولهذا لا تخفى عليه تعالى الأخبار الخفية التي لا تظهر للناس.١
٣. لا يغيب عن الله علم شيء، وهو بكلّ شيء محيط، وهو على كلّ شيء رقيب.٢
٤. إنّ الله عالم بخفايا أعمالنا، ولا تخفى عليه دقائق الأمور، ولا تغيب عنه سرائر النفوس.٣
٥. لا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء، وكيف تخفى عليه الأشياء وهو الخالق لها؟ وكيف لا يحصيها وهو الصانع لها؟ وكيف تغيب عنه الأشياء وهو المدبّر لها٤؟
عمر الإنسان
حسن وقبح العمر:
لا يتّصف العمر بالحسن والقبح الذاتي، وإنّما هو حسن فيما لو كان مبذولاً في طاعة الله تعالى، وهو قبيح فيما لو كان مرتعاً للشيطان.
ولهذا علينا عند طلب طول العمر من الله الانتباه إلى دعاء الإمام زين
٢٦٧العابدين (عليه السلام) حيث قال:
«اللهم... عمّرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعاً للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إليّ، أو يستحكم غضبك عليّ».١
العمل
١. دعا الله العباد في تعاملهم معه إلى تجارة مربحة، ودعاهم إلى العمل الصالح في مقابل الجنّة، وهذه تجارة لن تبور.٢
٢. لم يخلقنا الله عبثاً، وإنّما خلقنا لهدف حكيم، وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: ٥٦) ، ولهذا ينبغي علينا تخصيص أوقاتنا كلّها للقيام بالأعمال المنسجمة مع ما خلقنا الله لأجله، والسعي لنيل المقام الرفيع عند الله تعالى.٣
٣. كمال الهداية للإنسان بعد طلب العلم أن يعمل بما يعلم.٤
٤. إنّ النصائح التي ترشدنا إلى طريق الخير، وتحفّزنا على سلوك سبيل الصواب لا تترك أثرها المطلوب فينا مالم نقوم باتّباعها والالتزام العملي بها.٥
٥. إنّ لأعمالنا درجات مختلفة في الحسن والقبح، وينبغي علينا السعي الدائم
٢٦٨ لرفع مستواها لتكون ـ بتوفيق الله ـ أحسن الأعمال، ولتكون بعد الإصلاح الإلهي لها منزّهة من كلّ عيب وفساد.١مراقبة أعمالنا:
١. ينبغي علينا مراقبة أعمالنا لتكون متوجّهة نحو ما يرضي الله وبعيدة عما تسخطه تعالى.٢
٢. ينبغي أن تكون أعمالنا مشابهة لأعمال المخلصين من عباد الله عزّ وجل.٣
٣. ينبغي أن لا نرتكب أعمالاً تتبعها العقوبة الإلهية بحيث يكون ذلك سبباً لاتّعاظ الآخرين بنا واجتنابهم من الوقوع في مثل حالنا.٤
أعمالنا الصالحة والعون الإلهي:
١. إنّ الله تعالى يعيننا على القيام بالأعمال الصالحة من قبيل ختم القرآن.٥
٢. يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة لقيامنا بالأعمال الصالحة، وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليستعملنا بالطاعة وأداء ما يرضيه.٦
٢٦٩كمال أعمالنا العبادية:
كمال كلّ عمل عبادي نقوم به أن يكون ذلك العمل مقبولاً مشكوراً ومعتنى به عند الله تعالى.١
الاندفاع نحو الأعمال الصالحة:
١. كلّما يزداد الإنسان رغبة في العمل لله تعالى من أجل كسب الزاد الأخروي، فإنّه سيكون أكثر اندفاعاً نحو هذا العمل.
ولهذا علينا الطلب منه تعالى ليزيد في رغبتنا، ويجعلنا ندرك هذه الرغبة بحيث نجد في قلوبنا ميل ولهفة للعمل في سبيله تعالى.٢
٢. كلّما يكون الإنسان أكثر رغبة في العمل لله تعالى من أجل كسب الزاد الأخروي، فإنّه سيكون أكثر زهداً في الدنيا، وأكثر شوقاً لفعل الحسنات، وأكثر شعوراً بالأمن من السيّئات.٣
تقييم الإنسان لعمله:
من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان الصالح والمتّقي أنّه:
يرى «الخير» الصادر منه قليلاً، وإن كثر في أقواله وأفعاله.
٢٧٠ويرى «الشر» الصادر منه كثيراً، وإن قلّ في أقواله وأفعاله.١
حساب الأعمال:
١. كلّ صغيرة وكبيرة نفعلها يتبعها غداً سؤال وجواب وحساب وكتاب، ولهذا ينبغي علينا الالتفات إلى هذه الحقيقة وجعل أعمالنا كلّها لنيل رضوانه تعالى.٢
٢. إذا ارتكبنا فعلاً أدّى إلى إغواء الآخرين وإيقاعهم في الضلال وابتعادهم عن الحقّ، فإنّنا سنكون مسؤولين أمام الله إزاء ذلك.٣
الغضب
ينبغي أن تكون مراقبتنا لسلوكنا وتصرّفاتنا حين حالتي الرضا والغضب أكثر من الأوقات الأخرى؛ لأنّ لهاتين الحالتين دوراً كبيراً في ارتكابنا للخطايا والعثرات والزلّات الدنيوية والأخروية.
وينبغي الاستعانة في هذه الحالات بالله ليسدّدنا ويصوننا ويرزقنا التحفّظ من الخطايا والاحتراس من الزلل بحيث تكون حالتنا عند التعامل مع الآخرين في حالتي الرضا والغضب كتعاملنا معهم في الحالة الطبيعية، ولا تؤدّي بنا هاتان الحالتان عند تعاملنا مع الأولياء والأعداء إلى الخروج عن دائرة رضا الله وتدخلنا
٢٧١ في دائرة غضبه تعالى، بل ينبغي أن يكون تعاملنا عند هاتين الحالتين بصورة يأمن عدونا من ظلمنا وجورنا، وييأس وليّنا من اتّباعنا لميولنا وأهوائنا المنحطّة.١غضب الله
١. قد يغضب الله على عبد نتيجة ارتكابه لمعصية فيعرض عنه ولا يرضى عنه بعد ذلك أبداً.٢
٢. إذا أحاطنا بغضبه وسخطه فلا مفر من عذاب الله، وهذا ما يحتّم علينا الالتزام بتقوى الله لئلا يشملنا غضبه تعالى وسخطه.٣
٣. لا يمكن ردّ غضب الله إلّا بحلمه، ولا يمكن ردّ سخط الله إلّا بعفوه.٤
الغفلة
١. الإنسان الغافل يعيش حالة خمول التفكير في مجال عواقب أمره ومصيره الأخروي.٥
٢. ينبغي للإنسان أن يوفّر لنفسه الأجواء والأرضية المناسبة التي تلفت
٢٧٢انتباهه دائماً إلى ذكر الله والعيش في حالة اليقظة والفطنة، وتردعه عن الانغماس في الغفلة ليسهل عليه الالتزام الديني في حياته.١
٣. إذا انغمسنا في الشهوات وتمادينا في الطغيان، فإنّنا سنكون بحاجة شديدة إلى العناية الإلهية لتمنحنا اليقظة من الغفلة المحيطة بنا.٢
غنى الله
١. إنّ لله تعالى خزائن السماوات والأرض، ولا ينفد بل لا ينقص ما عنده تعالى أبداً ولو لبّى طلبات الخلق جميعاً واستجاب لكلّ ما سألوه من فضله؛ لأنّ طلبات الخلق محدودة ومتناهية، ولكن خزائن الله غير محدودة وغير متناهية.٣
٢. مدح الله نفسه بأنّه لا يحتاج إلى أحد من خلقه، بل الخلائق كلّها محتاجة إليه، فقال تعالى: ﴿وَالله الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء﴾ ( محمّد: ٣٨) ٤
الله الغني ونحن الفقراء:
١. إنّ الله هو الغني ونحن الفقراء، ولا يمكننا التخلّص من الفقر إلّا أن يغنينا الله من فضله.٥
٢٧٣٢. إنّ الله غني الأغنياء، وهو المستغني عن الخلق بذاته، ونحن أفقر الفقراء وأحوج المحتاجين إلى إحسانه وفضله، والله يجبر فاقتنا بوسعه، ويصلح فقرنا بغناه.١
٣. كلّ المخلوقات في السماوات والأرض مفتقرة إلى الله بحيث تكتسب منه الغنى، ولا يسعها الاستغناء عنه تعالى، وتلتجئ إليه لتحقّق رغباتها، ولا يمكنها الرغبة عنه.٢
الله وإغناء العباد:
إذا أراد الله بإرادته التكوينية أن يغني أحد عباده فلن ينقص هذا العبد منع المانعين أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من يشملهم العطاء الإلهي الذي يغنيهم عن غير الله تعالى.٣
طلب الغنى من غير الله:
١. إنّ المغني الحقيقي هو الله، ومن يطلب الغنى من غير الله فسيكون مصيره الحرمان والافتقار.٤
٢٧٤٢. إذا توجّه الإنسان بحاجته إلى الله، وطلب منه تعالى سدّ حاجته وإبعاد الفقر عن نفسه، فقد طلب حاجته من محلّها وقصد الأشياء من وجهتها.
ولكن إذا توجّه الإنسان بحاجته إلى خلق الله، واعتقد أنّهم السبب في نجاحها دون الله فقد ضلّ الطريق وتعرّض للحرمان، واستحق من عند الله فوت الإحسان.١
غنى وفقر الإنسان
الغنى فتنة:
١. الغنى والرفاهية والسعة والثروة ليست امتيازاً لصاحبها، وإنّما هي وسيلة يمتحن ويختبر بها الله عباده ليعلم أيّهم أحسن عملاً.
وعلى الإنسان الحذر عند اتّساع رزقه، بأن لا يكون ذلك سبباً لابتلائه بالطغيان والعصيان.٢
٢. قد نحصل في الدنيا على خير، ولكنّنا غافلين بأنّ هذا الخير الدنيوي يؤدّي إلى حرماننا من خير أخروي.
فلهذا علينا أن ندعوا الله ليؤجّل لنا هذا الخير، ولا يجعل ما نناله من خير في الدنيا سبباً في حرماننا وشقائنا في الآخرة؛ لأنّ:
كلّ خير عاقبته ونهايته الفناء والزوال والاضمحلال فهو قليل ولا يعتد به.
٢٧٥وكلّ خير خاتمته ونتيجته البقاء والدوام والخلود فهو كثير وعظيم المنفعة.
والعاقل يقدّم دائماً اكتساب المنافع الكثيرة والخالدة على المنافع القليلة والزائلة.١
الإنسان بين الغنى والفقر:
إذا أبعد الله عنّا بعض متاع الحياة الدنيا الفانية، فإنّنا نأمل أن يجعل الله ذلك ذخراً لنا في خزائنه الباقية.
وإذا أعطانا الله من حطام الدنيا، وعجّل لنا من متاعها، فإنّنا نأمل أن يكون ذلك وسيلة نستعين بها للتقرّب إلى الله والتمتّع بجنّته.٢
طلب الغنى:
١. الغنى بطبيعته يحفظ ماء وجه الإنسان.
والفقر بطبيعته يحط من سمعة الإنسان.
ولهذا ينبغي لنا الدعاء من الله لئلا يفقرنا فيما لو كان الفقر سبباً يدفعنا إلى الطلب ممن يأخذون أرزاقهم من الله، أو يدفعنا ذلك إلى الاستعطاء من شرار الخلق، فنضطر إلى حمد من أعطانا المال وذمّ من منعنا ذلك.
٢٧٦فندعو الله أن يرزقنا من عنده وأن يوفّقنا لئلا نمدّ أيدينا إلى غيره، والله ولي الإعطاء والمنع.١
٢. إنّ الله هو الملجأ الذي ينبغي أن نتوجّه إليه ليمنن علينا بالغنى والثروة قبل أن يطلب منّا أحد شيئاً فلا نكون قادرين على تلبية طلبه.٢
الغنى والطغيان:
«الغنى» بطبيعته يدفع الإنسان إلى «الطغيان» مالم يهذّب الإنسان نفسه.
ومنشأ هذا الطغيان أن يعتبر الإنسان ما عنده ملكاً له على نحو الحقيقة، وإلّا فإذا التفت الإنسان إلى هذه الحقيقة بأنّ كلّ ما عنده هو ملك لله تعالى وأمانة بيده، ومتى ما يشاء الله أن يسترجع أمانته فإنّه يفعل ذلك من دون أخذ الإذن من أحد، فسيعي هذا الشخص بأنّه لا معنى للطغيان والاستكبار في حالة الغنى.٣
الحذر من الغنى:
ينبغي علينا توخّي الحذر عند الغنى ووفور النعم الإلهية علينا، لئلا يكون هذا الغناء سبباً لانزلاقنا في أودية البطر والطغيان؛ لأنّ الطبيعة البشرية غير المهذّبة تقتضي الطغيان عند شعورها بالاستغناء، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى﴾
٢٧٧ (العلق: ٦) ، وهذا ما يحتّم علينا صدّ أنفسنا عند طغيانها واتّجاهها نحو البطر.١التعامل الإلهي مع المترفين:
يتفضّل الله على عباده المترفين الذين أبطرتهم النعمة فلا يطردهم من ساحته.٢
من سلبيات الفقر:
قد يدفعنا الفقر إلى ارتكاب النواهي الإلهية في كسب المال، ولهذا ينبغي علينا الدعاء من الله ليوسّع علينا في أرزاقنا، لئلا يستغل الشيطان فقرنا لإغوائنا وتحفيزنا على ممارسة الأمور المحرّمة والمحذورة عند طلب المعاش.٣
أفضل حالة مادية:
أفضل حالة مادية للإنسان هي أن يمدّه الله بالنعم بحيث لا يقسو معها قلبه، ولا يسلب منه النعم بحيث يؤدّي ذلك إلى التنقيص من قدره ومنزلته ومكانته الاجتماعية.٤
صحبة الفقراء:
يحب الله لعباده المؤمنين صحبة الفقراء والتعامل معهم برفق وتأنّي ومداراة.٥
٢٧٨الفقر إلى الله:
ينبغي أن نزداد يوماً بعد آخر فقراً وفاقة إلى الله تعالى، وأن نسأل الله أن يغنينا عمّن هو غني عنّا.١
الغيب
لا يستطيع الإنسان خرق حجب الغيب ليعرف ما فيه نفعه ومصلحته؛ لأنّ السمع والبصر وحتّى الوهم البشري عاجز عن معرفة ما في الغيب.٢
الفضائل
١. جعل الله الفضائل في النفس الإنسانية على نحو تتحوّل بمرور الزمان إلى صفة راسخة في النفس (ملكة)، وهذا مما يختص به الإنسان على جميع الخلق.٣
٢. الفضل الإلهي على العباد لا ينفد ولا يزول.٤
٣. فضل الله علينا عظيم.٥
٤. يتعامل الله مع العباد دائماً من منطلق التفضّل والإحسان والعفو والعطاء من دون استحقاق أو مقابل.٦
٢٧٩٥. إنّ الله هو المتفضّل على العباد الذين عافاهم وأبعد عنهم السوء والأذى.١
٦. لا يظلم الله من عصاه، ولا يبخس ثواب من أطاعه، بل هو المتفضّل على العبد في جميع الأحوال، ولا يخاف من الله إلّا عدله.٢
٧. إنّ التعامل الإلهي معنا بفضله باعث لسرورنا وفرحنا.٣
٨. لا تكون السلامة إلّا لمن يقيه الله من عذابه وسخطه، ويحفظه بفضله ورعايته وألطافه الخفية من كلّ معصية وسوء وأذى.٤
٩. يتفضّل الله علينا على الرغم من عصياننا له.٥
نماذج من فضل الله:
١. كم من سحائب مكروه جلّاها عنّا.
٢. كم من سحائب نعم أمطرها علينا.
٣. كم من جداول رحمة نشرها علينا.
٤. كم من عافية ألبسها إيّانا.
٥. كم من نوائب أزالها عنّا.
٦. كم من هموم وغموم كشفها عنّا.
٢٨٠٧. كم من حسنات وفّقنا إليها.
٨. كم من عيوب أصلحها فينا.
٩. كم من زلّات وقانا شرّها.
١٠. كم من مسكنة أبعدها عنّا.١
قدرة الله
١. قدرة الله في منتهى الشدّة بحيث لا يعجزها شيء أبداً.٢
٢. يملك الله القدرة المطلقة، وهو الملك الوحيد لكمال القوّة والقدرة والحول.٣
قدرة الله وقدرة الإنسان:
١. إنّ الأسباب والعلل الظاهرية لا تعمل إلّا بإذن الله تعالى، فلهذا علينا عند التمسّك بهذه الأسباب والعلل أن لا نغفل عن الله تعالى، فتحجب هذه الأسباب بيننا وبين الله فنعتمد عليها ونغفل عن المؤثّر الحقيقي وهو الله
٢٨١عزّوجل.١
٢. إنّ القدرة التي يعطيها الله لنا لا تكون قدرة مستقلة لنستخدمها كيفما نشاء بصورة مطلقة، بل تعمل هذه القدرة دائماً في ظلّ سلطان وهيمنة الله وإذنه، والله أملك منّا بما ملّكنا من قوّة، وأقدر على ما أقدرنا منه.٢
٣. لا حول لنا إلّا بالقوّة التي نستمدها من قوّة الله، ولا قوّة لنا ذاتاً، بل الله هو الذي يعيننا ويمدّنا بالقوّة.٣
٤. لا يمتلك الإنسان القوّة إلّا ماملّكه الله منها، فلهذا ليس للإنسان أية قوّة ذاتية تتيح له مجال العمل من دون إذن الله عزّ وجل.٤
الاتّكال على قوّة الله:
١. الإنسان ضعيف، والسبيل للتخلّص من ضعفه هو استمداد القوّة من الله، ولاسيّما عند الاحتياج والمحنة والافتقار.٥
٢. ينبغي أن لا يتّكل الإنسان على حوله وقوّته، بل يتّكل على حول الله وقوّته.٦
٢٨٢القرآن
خصائص القرآن:
١. نور يضيء الدرب للسالكين ويمنحهم البصيرة التي توصلهم إلى الجنّة.١
٢. متفوّق على جميع الكتب السماوية.٢
٣. متضمّن لأحسن الحديث.٣
٤. فرقان يفرّق بين الحقّ والباطل، والصدق والكذب، والحلال والحرام.٤
٥. مظهر لشرائع أحكام الله.٥
٦. ذات آيات بيّنة وواضحة.٦
٧. أوحى به الله إلى رسوله بصورة تدريجية.٧
٨. من يتّبعه ينجو من ظُلَم الضلالة والجهالة.٨
٩. شفاء لمن يصغي إليه بإخلاص وصدق ويبتغي من وراء ذلك طلب الحقيقة.٩
١٠. ميزان ومعيار لا يميل عن الحقّ إلى غيره، ولهذا ينبغي أن يعرض
٢٨٣الإنسان نفسه دائماً عليه ليجد مدى تطابق سلوكه وتصـرّفاته مع تعاليمه وأحكامه، فيتعرّف بذلك على مدى سعادته وفلاحه.١
١١. يهدي إلى الحجج والبراهين المتتالية والمستمرة.٢
١٢. راية هادية من قصدها نال النجاة والفلاح.٣
١٣. المتمسّك والمعتصم به مصان من أيدي الهلكات.٤
١٤. وسيلة نصل بها إلى أشرف منازل الكرامة.٥
١٥. سلّم نصعد به إلى دار السلامة (الجنّة).٦
١٦. سبب نحصل من خلاله على النجاة في محشر يوم القيامة.٧
١٧. ذريعة نتمسّك بها لنيل النعيم الأبدي.٨
١٨. يؤنسنا في ظلم الليالي.٩
١٩. يحرسنا من وساوس ونزعات الشيطان وما يبثّه من خطرات ملوّثة في قلوبنا.١٠
٢٠. يصون أقدامنا من الانحدار في أودية الذنوب والمعاصي.١١
٢٨٤٢١. يردع ألسنتنا من الخوض في الباطل من دون إصابة ألسنتنا بمرض أوعاهة.١
٢٢. يزجر جوارحنا عن ممارسة الحرام واقتراف الآثام.٢
٢٣. يمنحنا اليقظة لتلقّي الدروس والعبر من الحياة.٣
٢٤. يفتح قلوبنا لمعرفة أسرار ولطائف وعجائب القرآن وزواجر الأمثال التي ضربها الله عزّوجل ليزجر بها الإنسان عن ارتكاب الآثام، وهذه هي المعرفة التي ضعفت الجبال المحكمة ـ على رغم صلابتها ـ عن تحمّلها.٤
٢٥. يشهد على من أحلّ حلال الله وحرّم حرامه.٥
أهم وظائفنا إزاء القرآن:
١. الاعتصام والتمسّك به وصيانة النفس به من كلّ ضلالة.٦
٢. إرجاع آياته المتشابهة إلى آياته المحكمة.٧
٣. المعيشة في ظل أحكامه.٨
٢٨٥ السابق اللاحق